لا شك أن الجميع ينتظر نهايات السفاحين ، خاصةً عندما يقرأون عن سفح سفك الدماء وأشاع الفوضى وارتكب الكثير من الحماقات، الجميع يريد أن يعرف كيف انتهى به المطاف، وهل أصبح عبره لمن يسلكون هذا الطريق، أم أنه قد نال عقابًا غير مُرضيًا بالمرة، الحقيقة أن الأمر اختلف على مر التاريخ، فالبعض فعلًا تجرع النهايات المأسوية التي كانت كفيلة بالثأر لكافة ضحاياه، والبعد الآخر أفلت من قبضة العدالة أو نال عقابًا هينًا بالرغم من العدد الهائل من الجرائم الذي ارتكبه، في السطور الآتية، سوف نتناول سويًا الصنفين، ونعرف من عانى منهم مثل ضحاياه، ومن حصل على نهاية هادئة لا تتماشى مع الصخب الذي أثاره في حياته.
من أبرز قصص نهايات السفاحين
من يُحاسب السفاحين؟
قبل أن تستعرض أشهر نهايات السفاحين علينا أن نعرف أن السفاحين لا يتم محاسبتهم من قِبل الدولة أو الجهة الحكومية المسئولة فقط، وإنما وثق التاريخ عدة أنواع أخرى من الحساب لهؤلاء السفاحين، منها الحساب على يد الشعب والحساب الإلهي الذي يجعل نهاية السفاح أو المجرم كابوسيه لكل من تسول له نفسه السير على نفس الدرب، وقد أثبت التاريخ أن النهايات التي تأتي على يد الشعب أو ذوي الضحايا هي الأكثر إراحة للنفوس ورغبة من الجميع، وأن النهايات التي تأتي على يد الحكومة هي الأقل تأثيرًا والأكثر سخطًا من الشعب، عمومًا، سوف نستعرض كافة هذه الأنواع من خلال نماذج نهايات السفاحين التي سوف نذكرها، والبداية مع السفاح الشهير آندريو كيو.
آندريو كيو، المجرم الذي تم صناعته
قصة السفاح آندريو كيو تُعد غريبة بعض الشيء، لكن نهايته بالتأكيد تظل أحد أغرب نهايات السفاحين، فذلك الرجل كان في البداية مواطن أمريكي صالح يعيش في القرن الثامن عشر ويعمل بأحد المدارس بمقاطعة فيرجينيا، لكن، فجأة تنقلب حياته تلك رأسًا على عقب ويخرج المارد الكامن بداخله ليُدمر كل من حوله.
بدأ تحول آندريو كيو بمرض زوجته الذي كان يستوجب إجراء جراحة عاجلة، لكن كيو لم يكن يمتلك الأموال اللازمة لإجراء الجراحة، ففكر في الاقتراض من المكان الذي يعمل به، إلا أنه قوبل برفض شديد ليُصدم كيو ويشعر أن المعاملة الطيبة التي كان يتعامل بها مع الجميع لم تُجدي في مصيبته تلك، أما بعد وفاة زوجته دون إجراء الجراحة فقد أدرك كيو أن الجميع قد أخطأ بحقه وتسبب في قتل زوجته، وأنه لابد من عقاب عادل لهؤلاء.
نهاية كيو مأسوية
نهاية آندريو كيو تُعد من أشهر نهايات السفاحين لأنها وببساطة شديدة شهدت موته وموت كل من بالقرية، فقد أقدم كيو على زرع المواد المتفجرة في كل شبر بالقرية، بما في ذلك بيته، ثم انتظر حتى حلت الذكرى الأولى لوفاة زوجته وقام بتفجير القرية بكاملها، بما في ذلك الأطفال والنساء، وقد كان هذا الأمر أشبه بحادث جلل هز العالم نهاية القرن الثامن عشر، خاصةً وأن كيو قد برر جريمته بعبارة كتبها على مدخل القرية قائلًا فيها أن المجرمون تتم صناعتهم ولا يتم ولادتهم، أي أن معاملة الناس له ورفضهم الوقوف بجانبه في مرض زوجته كانا سببًا فيما آلت إليه الأمور.
ريتشارد راميريز، نهاية غريبة ومُخيبة للآمال
يُعد ريتشارد راميريز من أشهر السفاحين الأمريكيين وصاحب إحدى نهايات السفاحين المُخيبة للآمال، فالمعروف أن ريتشارد، المولود بولاية تكساس منتصف القرن الماضي، كان سفاح مجنون، قتل واغتصب ما يزيد عن عشرين امرأة، لكن بالرغم من ذلك لم ينل النهاية التي يستحقها.
نهاية ريتشارد راميريز جاءت طبيعية جدًا وفي سن الرابعة والستين، هذا بالرغم من أنه قد سقط في عام 1989 وتم الحكم عليه بالإعدام بعدها بثلاثة أعوام، لكن المماطلة كانت سببًا في تأجيل الحكم حتى عام 2013، وهو العام الذي مات فيه متأثرًا بمرضه، لتضيع بذلك حقوق ضحاياه ويُصبح موتهم جريمة لا تستحق العقاب، والحقيقة أن تلك النهاية لم تؤدي إلا لظهور بعض السفاحين الجديد، فكما يُقال، من أمن العقوبة أساء الأدب، وليست هناك عقوبة أخف من الجلوس ثلاثة وعشرين عامًا على الفراش وتناول الطعام والشراب وكأنك في بيتك.
باربوسا، نهاية على يد الضحايا
تعتبر نهاية الكولومبي باربوسا أيضًا واحدة من أشهر نهايات السفاحين، فقد جاءت عن طريق القصاص من قبل الضحايا بعد أن خذلتهم المحكمة بحكمها، والذي جاء كأبسط ما يكون مقارنة بما ارتكبه هذا السفاح.
كان باربوسا سفاح مُتخصص في قتل الأطفال، يُقال إنه قد قتل خلال عشرة أعوام ما يعدو من الستين الطفل، جميعهم لم يجرموا بأي شيء سوى أنهم مروا من أمام هذا السفاح الذي عاش طفولة بائسة، على كلٍ، تمرس باربوسا على القتل وأصبح سفاحًا شهيرًا، وعند سقوطه تمت محاكمته، لكن المحاكمة جاءت مُخزية للغاية، حيث تم الحكم على الرجل الذي استباح دماء الأطفال بالسجن ستة عشر عامًا فقط، والحقيقة أن تلك العقوبة كانت الأعلى في البلاد بهذا الوقت، لذلك لم يتقبل ذوي الضحايا وأحبائهم هذا الأمر، وقرروا الثأر لهم على طريقتهم، فتسلل أحدهم إلى السجن ذات ليل حالك وقام بجز رقبة هذا السفاح على فراشه، لتكون بذلك واحدة من أغرب نهايات السفاحين.
دنيس رايدر، النهاية الغير عادلة
نهاية دنيس رايدر لا يُمكن تصنيفها إلا كواحدة من نهايات السفاحين الغريبة والغير عادلة بالمرة، فذلك السفاح الأمريكي الذي مارس القتل طيلة ثلاثين عام حظي في النهاية بسجن مدى الحياة، مع توفير كافة أساليب الترفيه له، وكأنه لم يقتل ويغتصب العشرات، بل يمكن القول المئات.
بعد القبض على السفاح دنيس رايدر عام 2004 تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وهي في الحقيقة نهاية غير منطقية بالمرة، إذ كان الجميع يتوقع ارتقاء الحكم إلى اعدام، على كلٍ، أقرت المحكمة الحكم وتم حبس دنيس، ليكتشف الجميع بعدها أن هذا السفاح يُعامل معاملة طيبة جدًا داخل هذا السجان ويحصل على كل ما يطلبه، إضافةً إلى أنه قد عكف على كتابة سيرته الذاتية في كتاب وباعه بآلاف الدولارات، ليُصبح سجنه أشبه بمكافأة له وليس عقاب كما هو من المفترض، ويبدأ الجميع في التعجب من موقف الحكومة الغريب والمُخزي.
ديان داون، الأم المجنونة القاتلة
نهاية السيدة ديان داونز تضعها كذلك ضمن قائمة أشهر نهايات السفاحين، فقد أقدمت تلك المرأة على قتل طفلتيها ونجحت بالفعل في قتل واحدة منهن وإصابة الأخرى بإصابات بالغة، لكنها استطاعت الإفلات بفعلتها تلك عن طريق ادعاء الجنون، والذي منحها تأشيرة الدخول لمستشفى المجانين، لكنها في الحقيقة كانت عاقلة وذكية، وأقدمت على كل ذلك من أجل التخلص من ابنتيها اللتان كانا عقبة في زواجها، على كلٍ أنهى اعتراف الابنة الناجية كل شيء بعدما اعترفت بمحاولة والدتها قتلها مثل شقيقتها، وتم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة.
أضف تعليق