فرضيات وتفسيرات نقش نصب الرعاة التذكاري ورموزه

يقع نصب الرعاة في ستافوردشاير في انجلترا ,وتحديدا في حديقة شاغبورغ، وقد نقشت عليه عدت حروف حيرت العلماء لأكثر من 250 عام، حيث تظهر على قاعدة النصب اسفل لوحة لنيكولاس باوسن، وهذة الحروف هي ” OUOSVAV” بينما خط على جانبي السطر الذي تحتها حرفي “DM”، ويرجع تاريخ هذا النصب الى القرن الثامن عشر، وقد تم انشاؤه على عدة مراحل خلال خمسة اعوام فيما تشير عض الفرضيات ان النقش الذي طبع عليه ربما تم وضعه بعد اكثر من 100 عام على انشائه.

بدأ النحات الفلمنكي بيتر شكيميكرس بالعمل على هذا النصب عام 1948 بطلب من ثوماس انسون وبدعم من شقيقه جورج انسون وقد استمرت عمليات الانشاء حوالي خمس سنوات، وقد تم ادراج لوحة باوسن التي يظهر فيها ثلاثة راعاة وامرأة، حيث ينظر اثنان من الرعاة الى قبر مفتوح واعلى القبر يظهر نحت رأسين احدهما لشخص مبتسم والاخر له ما يشبه قرني الماعز ويعتقد انه يرمز الى احد الهة اليونانين بينما ظهرت العبارة ” وانا ايضا من اركاديا” باللغة اليونانية في وسط القبر، وفي اسفل القبر يظهر النقش ذو الثمانية احرف الشهيرة والحرفين على حوافه السفلى ولا يوجد بين هذة الحروف سوا نقاط للفصل بينها وعلى ما يبدو انها وضعت لتأكيد انها منفصلة تماما.

تفسيرات انشاء نصب الرعاة التذكاري ورموزه الغامضة

وضعت عدة فرضيات للسبب الذي من اجله تم انشاء هذا النصب التذكاري وكان هدفها الاساسي هو ايجاد مدخل للوصول الى تفسير الرمزية الكامنة وراء الاحرف المنقوشة اسفل القبر، واهم الفرضيات التي وضعت لتفسير ما ترمز اليه احرف النقش الثمانية ذهبت الى ان هذا النصب انشيء لتخليد ذكرى زوجة جورج انسون وان الاحرف عبارة عن رسالة مشفرة منه لزوجته, وقد وضعت عدة تفسيرات لما يمكن ان تحتويه هذة الرسالة فمنهم من قال انها رسالة تمجيد بالزوجة التي توفيت في فترة انشاء النصب، لكن رأى اخرون ان بايسون كان عضو في اخوية سيون وانه اراد تضمين بعض الرسائل التي تعبر عن هذة الاخوية في لوحته، وقد افترض بعض الباحثين ان الرسالة الرمزية تتضمن اخبار عن موقع الكأس المقدسة، وقد ازداد الاعتقاد بأن هناك مفتاح ما لأسرار اخوية سيون يمكن الحصول عليه من فك شفرة الاحرف الثمانية، فيما يرى البعض ان هذة الاحرف لا يعدو كونه نوع من فن الكتابة على الجدران الذي ظهر في القرن التاسع عشر ويرجعون هذا النقش الى الفنان جورج آدمز وزوجته حيث كانا يريدان تخليدا ذكرى ولادة طفلتهما الاولى.

اسطورة الكأس المقدسة

حسب اسطورة سائدة في العالم المسيحي فإن الكأس المقدسة هي التي استعملها السيد المسيح في العشاء الاخير وقد عادت بعد مدة طويلة من غيابه بعد ان استلمها احد اتباعه وامر بأن يتم الذهاب بها الى بريطانيا لحمايتها وقد استعملت عدة وسائل لإخفاء تلك الكأس ويعتقد بعض الكتاب ان نقش نصب الرعاة هو احد الرسائل التي وضعت للدلالة على مكان الكأس الذي تم اخفاؤها في مكان سري.

تشير بعض الفرضيات ان عائلة انسون كان لها صلة وثيقة بفرسان الهيكل وهي جماعات عسكرية ظهرت في اوروبا في القرن الثاني عشر الميلادي وكان لها دور بارز في الحملات الصليبية نحو الشرق لكن دورها تراجع بعد فشل هذة الحملات حيث تم حله في منتصف القرن الرابع عشر، وهو ما فتح المجال امام البعض للبحث في الجانب السري الذي كان يعتقد انه نشأ بعد حظر نشاط تلك الجماعات، وقد ظهرت له صلة ببعض الحركات الدينية في ذلك الوقت ويعتقد بعض الكتاب ان النقش يشير الى بعض المباديء التي تتعلق بتاريخ تلك الحركة.

تعددت التفسيرات التي وضعت بخصوص نقش نصب الرعاة وتفنن الباحثون في الامور الغامضة في وضع التخيلات والفرضيات التي اشار بعضها الى امور دينية غامضة فيما اكتفى البعض الاخر بالبحث في عائلة انسون المسئولة عن انشائه، وعلى مدى 250 عام شغل النقش تفكير العلماء والمؤرخين وهواة فك الرموز في بريطانيا وحتى الان لم يستطع احد اثبات رواية واحدة تؤكد ان تفسيره للنقش هو الصحيح وان كان بعض المؤرخين يرجحون ان تكون هذة الاحرف مجرد الاحرف الاولى لأفراد من عائلة انسون .