نصب ستونهنج الحجري : احجار معلقة حيرت العلماء

تعني ستونهنج الاحجار المعلقة باللغة الساكسونية يقع هذا النصب في منطقة ويلتشر في جنوب انجلترا، وهو احد اهم معالم بريطانيا التاريخ ,كما انه ابرز معالم التراث العالمي المسجلة لدى اليونسكو، وهو عبارة عن بناء حجري دائري ضخم تم انشاؤه من صخور بركانية ويعتقد ان عمره اكثر من 5000 عام، اذ يرجح انه تم بناؤه في واخر العصر الحجري، اما عن استعمالاته فيرى بعض الباحثين انه قد يكون رمزا دينيا لقبائل شعب بريطانيا القدماء، بينما يؤكد بعض الخبراء على انه الة فلكية ضخمة بالاعتماد على دوائر مماثلة في الحضارات القديمة الاخرى مثل الحضارة الفرعونية والبابلية كانت تعرف بالدوائر الفلكية، ويعتقد انه كان هناك اكثر من الف دائرة فلكية في بريطانيا وان معظمه اندثر ولم يبق منها الا القليل من الحجارة المتناثرة التي تدل على شكلها العام، ويعد ستونهنج اكبر الدوائر القائمة الى الان واكثرها حفاظا على شكله العام .

تكوين وشكل ستونهنج الاحجار المعلقة

يتكون النصب من دائرتين متداخلتين، وقد تم انشاؤه بإستعمال 80 حجرا عموديا يجمع بين قممها بلاطات حجرية مستطيلة، وقد احيطت الدائرة بتل ترابي دائري، وتجمع معظم المصادر على انه تم البدء ببنائه قبل عام 2900 قبل الميلاد، وتم البناء على ثلاثة مراحل كما يبدو من الحفريات التي تمت حول منطقة الحجارة، اذ تم البدء بتجهيز خندق دائري بقطر 110 متر وعمق 1.5 متر وقد احتوى على اساس لحمل الاعمدة الثقيلة التي ثبتت فيما بعد, وفي المرحلة الثانية التي استمرت لاربعمئة عام تم انشاء اعمدة خشبية ضخمة على الدعامات الموجودة في الخندق، وفي المرحلة الثالثة التي امتدت لأكثر من 950 عام تم احضار الاعمدة الثمانين التي تتكون من حجارة بركانية زرقاء ضخمة يزن الواحد منها 4 اطنان, وقد تم وضعها على شكل دائرتين متداخلتين.

مرصد فلكي ؟؟

اشتهرت دوائر الحجر والتي استعملها القدماء مثل المصريين والبابليين كمراصد فلكية وقد انشأ المصريون عدة دوائر فلكية كما انتشرت هذة الدوائر عند عدة حضارات قديمة وكان الستونهنج احدهذة الدوائر حسب رأي كثير من العلماء، وقد كانت تستعمل لرصد حركة الشمس والقمر ومواقع النجوم وتأثيراتها المختلفة على التغييرات المناخية طوال العام.

النظريات حول ستونهنج

حيرت الدقة التي رتبت فيها الحجارة ضمن الدوائر العلماء، فلم يكن معهودا عن سكان بريطانيا في تلك الفترة التطور العلمي والعمراني فقد كانوا عبارة عن مجموعات من المزارعين الذي عاشوا على انماط بدائية من الزراعة، ولذا تعددت النظريات التي تفسر السبب الذي بنيت من اجله هذة الاعمدة التي تعد اكثر معالم العالم غموضا الى يومنا هذا وكان ابرز هذة النظريات:

1- [icon type=”ok-circle” size=”20″ float=”right” color=”#A00000 “] ان تكون قوة من الغزاة هي من قامت ببناء النصب وخاصة ان بعض الدوائر الشبيه كانت مشهورة عند بعض الحضارات التي عاصرت تلك الفترة، حيث قامت ببناء عدد اخر من الدوائر التي تنتشر حاليا في اوروبا لكنها ليست بحجم وروعة الستونهنج، ومما لفت انتباه العلماء هو التطابق الكبير في ابعاد هذة الدوائر مع اختلاف احجامها وارتفاعاتها، فقد كانت المسافات بين الحجارة متساوية لجميع الدوائر وهو ما يعني ان هناك وحدة قياس موحدة تم الاعتماد عليها في تشييد هذة الدوائر

2- [icon type=”ok-circle” size=”20″ float=”right” color=”#A00000 “] ان تكون هذة الحجارة قد بنيت لتكون مقابر او معابد للشعوب القبلية التي قد تكون جهزت تلك الاماكن لتكون مثل الاهرامات او غيرها من المقابر العريقة .

3- [icon type=”ok-circle” size=”20″ float=”right” color=”#A00000 “] ان تكون هذة الحجارة عبارة عن اداة فلكية عملاقة وقد استند انصار هذة النظرية الى تطابق اتجاه الفتحات في الحجارة مع حركة الشمس والقمر وبعض قمم الجبال المجاورة .

وبالاضافة الى ستونهنج تم بناء نصب اخر سمي نصب السارسين اذ تم انشاؤه على شكل دائرة قطرها 33 متر باستخدام 30 حجراً من حجارة رملية تدعى حجارة سارسين, وهو يبعد 40 كلم عن الستونهنج, وفي مركز هذة الدائرة تم انشاء بناء على شككل حذوة فرس حيث كانت فتحتها تتجه الى مدخل النصب .

ما زال الغموض قائماً

ليس هناك من يستطيع تحديد الباني الحقيقي لنصب ستونهنج الحجري الذي حير العلماء منذ القرن الخامس عشر الى اليوم، وكل ما توصلوا اليه كان عبارة عن نظريات لها ما يدعمها من قرائن ولها ما يدحضها ايضا، وسواء تم معرفة من بناها او لا و ما تزال حجارة ستونهنج من ابرز المعالم الاثرية على مستوى العالم وقد استحقت ان تكون ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو والتي دخلتها منذ العام 1986, وقد تكون اكثر المعالم الاثرية في بريطانيا من حيث عدد الزوار السنوي اذ يبلغ اكثر من مليون سائح سنويا, ولعل الغموض الذي يلف بعض الجوانب في قصة انشائها والسبب وراءه احد اهم اسباب جذب السياح اليها, مع عدم اغفال ما ستقدمه من فائدة في حال كشف الاسرار الفلكية التي قد تكون مخبأة في مكان ما من النصب .