مصاصي الدماء والمستذئبين والزومبي تلك الرموز التي انتشرت كثيرا بين المادة السينمائية المعروضة عبر الشاشات والتي تنتمي لفئة أفلام الرعب، وما يشغلنا هنا هو توضيح الفرق بين الثلاثة وكذلك أوجه التشابه بينها وهو فيما يلي.
مصاصي الدماء والمستذئبين والزومبي : تعرف عليهم
مصاصي الدماء
مصاص الدماء هو شخصية أسطورية تناولها الفلكلور الشعبي، ارتبطت في أذهان الجميع بالخوف والرعب، فمصاص الدم يتغذى على الدم فيقوم بعض الفريسة ومص دمها ويقال في الأساطير أن هناك أنواع من الدماء بالنسبة لمصاصي الدماء:
- فهناك دماء نقية وهي عبارة عن دماء من مصاص دماء آخر أبواه مصاصي دماء.
- وهناك دماء غير نقية وهي دماء إما من شخص تم عضه من مصاص دماء أو من شخص أحد أبويه فقط مصاص دماء وليس كلا الأبوين.
مصاصي الدماء عبر العصور
هذا حسبما تذكر الأساطير والفلكلور الشعبي، وقديما كانت شخصيات مصاصي الدماء يتم تجسيدها متضخمة أو تميل إلى اللون الأحمر، أما الآن فبداو يجسدونها هزيلة وشاحبة، كان يقال عن مصاصي الدماء أنهم يرتدون الأكفان ويذهبون إلى أحبابهم ويسببون لهم أذى أو يذهبون إلى موتاهم أو الأحياء التي كان يعيش بها موتاهم.
ولعل من أهم وأول الشخصيات التي جسدت شخصيات مصاصي الدماء هي شخصية دراكولا الشخصية الشهيرة التي نستخدمها حتى هذا الوقت عندما نريد وصف أحد بالقوة أو الفظاعة، وقد شاع استخدام هذا المصطلح في القرن الثامن عشر بعد ظهور الكثير من الخرافات وانتشار مثل هذه القصص في بلاد كثيرة مثل اليونان وأوروبا الشرقية والغربية مما أدى إلى إصابة بعض الناس بحالات هيستيرية أدت في النهاية إلى موت بعضهم أحيانا وإلى اتهام بعض الناس العادية بأنهم مصاصي دماء.
يعود الاعتقاد في مصاصي الماء لشرح أسرار الموت حيث الجهل بعملية تحلل الجسم بعد الموت، لمصاصي الدماء طرق غريبة وكثيرة للتدمير فقد كان الخازوق هو الطريق الأشهر خاصة في الثقافة السلافية الجنوبية، أما في صربيا فقد استخدم الزعرور ذو المدقة الواحدة، وفي سيليزيا كانوا يستخدمون سجل من السنديان، والطريقة الشائعة كانت غرز الخازوق في قلب الأشخاص الذين يحتمل أو يشك أنهم يكونوا مصاصي دماء.
وفي روسيا وألمانيا الشمالية كان الفم هو المستهدف وليس القلب مثل الشائع، وفي صربيا كانت المعدة هي المستهدفة، ولتصغير حجم مصاص الدماء المتضخم كانوا يقومون بثقب جلد الصدر، فكانوا أيضا يدفنون بجوار الجثة أدوات حادة مثل المناجل حتى تقوم بعملية فرقعة للجثة إذا انتفخت بعد الموت بأيام، وفي ألمانيا والمناطق السلافية الغربية كانوا يقطعون الرأس ويضعونها بين القدمين أو بعيدا عن الجسم ظنا منهم أن هذا يعمل على تسريع رحيل الروح، وهناك أشياء أخرى كثيرة غريبة مثل صب الماء المغلي مثلا على قبر الجثة أو وضع طوبة من الطوب اللبن في فم الأنثى الميتة أو إطلاق رصاصة خلال التابوت.
أما عن طرق العلاج كما كانوا يعتقدون فعندما كانوا يشكون في أحد أنه سيتحول كانوا يقومون بوضع الليمون في فمه أو يحرقون أجزاء من جسم مصاص دماء ميت ويخلطونه بالماء ويكون هذا بمثابة علاج للأسرة المزعومة.
الصفات والسمات المشتركة
لا يمكن إيجاد وصف واحد، ولكن أغلب الأساطير التي تناولت مصاصي الدماء في الثقافات المتنوعة تناولتهم بشكل المتضخمين في المظهر والمائلين إلى اللون الأحمر ويفيض الدم من الفم والأنف وتصور أيضا بأنياب كبيرة وشعر كبير وأظافر طويل ومدببة، والميت منهم بعين مفتوحة، كل هذا يخلق حالة من الرعب في القصة أو الفيلم أسباب خلق مصاصي الدماء، تعددت المعتقدات في أسباب تحول الناس العادية إلى مصاصي دماء ففي التقاليد السلافية، والصينية قيل أن أي جثة قفز عليها حيوان، وخاصة الكلب أو القط يمكن أن تتحول ويكون الجسم، الذي به جرح، وتم التعامل معه بالماء المغلي أيضًا معرض للخطر، وتبعا للفولكلور الروسي فقد قيل إن مصاصي الدماء كانوا سحرة أو أناس تمردوا ضد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
التعرف على مصاصي الدماء
الجثة التي كان يظهر عليها شيئا من الآتي كانوا يشكون بها أنها كانت لمصاص دماء، فمثلا أن يكون لها مظهر أكثر صحة مما كان متوقعا أو لا يظهر عليها علامات التحول أو القليل منها أو يوجد على وجهها دماء يظن أنها لضحية جديدة واعتقادات أخرى مثل وجود ثقوب على سطح المقبرة يدل هذا في معتقداتهم على استمرار عملية المص الدموي.
الزومبي
تحظى سلسلة أفلام الزومبي أو ما يسمى بالموتى الأحياء بشهرة واسعة على مستوى العالم، وأصبح وصف الزومبي وصفاً مألوفا للكسالى أو لفاقدي الحس، بدأت أفلام الزومبي بالفيلم المعروف Night of the living dead سنة 1968، ثم تبعه عشرات الأفلام التي تناولت فكرة الموتى الأحياء بطرق مُختلفة، بين الرعب والفنتازيا والكوميديا، بدأت أسطورة الزومبي في جزيرة هاييتي وهي أكبر جزر بولينسيا الفرنسية التي تقع في المحيط الهادي، تبلغ مساحتها 1948كيلومتر وعدد سكانها حوالي 200 ألف نسمة، أهل هذه الجزيرة يعتقدون في ديانة تسمى الفودو وهي ديانة قديمة بها الكثير من الغموض والأسرار، المعتقدين في هذه الديانة يؤمنون بأن رجال الدين يستطيعون أحياء الموتي بعد موتهم ثم يسخروهم لخدمتهم، هذا الاعتقاد زائد جدا لدرجة أن من يموت له شخص يظل بجانب قبره حتى يتحلل أو يضعون الحجارة الثقيلة على قبره حتى يضمنوا عدم قدرة رجال الدين على إحيائهم ثانية و إخراجهم من قبورهم، فيحكى أن شابة ماتت في سن التاسعة عشر وبعد دفنها بفترة وجدها بعض من كانوا يعرفونها تقوم بأعمال النظافة ويحكى عن آخر حي بعد موته وحكى لأقربائه أنه كان يرى جنازته ومراسم دفنه ولكنه غير قادر على الحركة أو الكلام، تنتشر هذه الأسطورة أيضا في بعض أجزاء من أفريقيا والبحر الكاريبي، ظهرت شخصية زومبي في الكثير من ألعاب الفيديو والتليفزيون والأفلام والقصص ومعناها الجثة المتحركة، واشتهرت هذه الشخصية منذ أواخر القرن التاسع.
أسطورة السيطرة على عقول الناس
حقيقة الأسطورة من المعروف عن رجال الدين محاولة سيطرتهم على عقول الناس، وقد كان السحر يرتبط بالدين والدين يرتبط بالسحر، والسحر ما هو إلا خدع. وفي محاولة لتحليل أسطورة الزومبي توصلوا إلى أن رجال ديانة الفودو كانوا يستخدمون نوعا ساما من الأعشاب تدخل الجسم في غيبوبة لمدة يومين أو أربعة أيام لكنه لا يفقد الإحساس بمن حوله، يبدو وكأنه ميتا وبعد أن يعلن الطبيب وفاته ويقوم أهله بدفنه يقوم رجال الدين بإخراجه من قبره وتسخيره لخدمتهم عن طريق نوع آخر من أعشاب الهلوسة.
كيف يتحول الشخص إلى زومبي؟
يتم إعطاء الشخص خلطة من أعشاب معينة تجعل الشخص يفقد كل أعماله وتتغير عاداته وطبائعه وتتوقف عملياته الفسيولوجية ويدخل في غيبوبة فيصبح شبه ميت، يظن من حوله أنه ميت ويدفنونه وهو في الحقيقة ليس ميتا وعندما يظهر مرة أخرى يعود مفتقدا لكل الإدراكات الذهنية.
المستذئب
المستذئب هو شخصية اختلفت فيها الآراء، فالبعض يقول أنها حقيقية، والبعض رأيه أنها لا يمكن أن تكون حقيقية فهي شخصية أسطورية تحكي عن رجل يتحول عند تمام القمر إلى ذئب في حجم رجل، يقوم حينها بالتجول في الغابات ليبحث عن فرائسه، ثم يعود لطبيعته عند شروق شمس اليوم التالي، ويوجد العديد من قصص المخلوقات المتحولة في دول كثيرة مثل الصين ورومانيا.
أسطورة المستذئب وأسطورة مصاصي الدماء وأسطورة الزومبي تشترك جميعها في خصائص هي أنها جميعا بين الخيال والحقيقة وأنها جميعا تم تناولها بأشكال مختلفة ووجهات نظر متعددة من مختلف أنحاء العالم، وأخيرا ارتبط الثلاثة بفكرة الخوف والرعب وأنها من أقدم وأشهر الأساطير في تاريخ البشرية.
أضف تعليق