تسعة مجهول
لوحة الطلاء المسكونة
الرئيسية » غرائب » ما هي القصة الغريبة وراء لوحة الطلاء المسكونة التي أثارت الرعب؟

ما هي القصة الغريبة وراء لوحة الطلاء المسكونة التي أثارت الرعب؟

لوحة الطلاء المسكونة لوحة قام برسمها الرسام الأمريكي ستونيهان بيل عام 1972، وكان يدعي أن تلك اللوحة تحمل الكثير من طفولته، لكن مع الوقت اختفت هذه اللوحة.

حظيت لوحة الطلاء المسكونة بشهرة واسعة خلال الربع الأخير من القرن المنصرم وبداية القرن الحالي، فبالرغم من أن تلك اللوحة بالنسبة للشكل لوحة عادية إلا أن مضمونها الذي أوضعه فيها راسمها ستونيهان بيل عام 1972 كان سببًا في إثارة جدلًا كبيرًا حولها، والحقيقة أن ذلك الجدل، وتلك الأحداث الغامضة، لم تظهر يقينًا سوى في بداية القرن الحالي، وذلك حين تم عرضها في المتاحف لأول مرة وأثارت الرعب في نفوس مُشاهديها، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على القصة الكاملة للوحة، لوحة الطلاء المسكونة، ونتبين كذلك من حقيقة ما يُثار حولها من شائعات.

بداية لوحة الطلاء المسكونة

بدأت لوحة الطلاء المسكونة مع بداية راسمها، وهو الرسام الأمريكي الشهير ستونيهان بيل، والذي لم يكن شهيرًا في الواقع قبل رسمه لهذه اللوحة، بل كان مجرد هاو، لكن ما إن رسم هذه اللوحة وحصلت على الانتشار الكبير حتى أصبح مشهورًا ومُنتشرًا هو الآخر، والحقيقة أن كل ذلك قد حدث بعد وفاته، لكن قبل أن نخوض في الوفاة دعونا أولًا نتحدث عن ميلاد بيل، فهو الآخر قد حظي بحياة غريبة، مات فيها والديه في سن صغير، ولم يجد خلال طفولته شيء قادر على إخراجه من حالته سوى الرسم، والذي أدمنه ببلوغ العاشرة، ثم امتهنه مع إكماله لعقده الثاني، وقد رسم بيل الكثير من اللوحات، إلا أن اللوحة الوحيدة التي حظيت بمقدار كبيرة من الشهرة والانتشار هي لوحة الطلاء المسكونة.

لوحة الطلاء المسكونة

لمن لم يرى لوحة الطلاء المسكونة فهي ببساطة عبارة عن طفل صغير يقف بجوار دُمية مُخيفة، ومن خلفه نافذة تمتد منها عدة أيادي، وقد قال بيل في هذه اللوحة أنها تخصه فقط، وأنها تحوي على كل شيء يتعلق بطفولته، فمثلًا الطفل، فقد رسمه قريب الشبه جدًا منه، أما الدمية فقد كانت هدية من والده تركها له قبل موته، وكانت مخيفة أيضًا مثلما تصورها اللوحة، حتى الأيادي الممدودة من النافذة، لم تكن في الحقيقة سوى حلم من أحلامه التي كانت طفولته تمتلئ بها، أي أن لوحة الطلاء المسكونة ببساطة شديدة قد جسدت جزءً من حياة بيل، لكن، كان ثمة لغز يختبئ خلف تلك اللوحة الغامضة.

سر لوحة الطلاء المسكونة

كانت ثمة لغز كبير يختبئ خلف لوحة الطلاء المسكونة، فعلى الرغم من أنها لم تكن سوى لوحة عادية مرسومة بألوان طبيعية وليست بالدماء أو أي شيء آخر مُخيف يبعث على الخوف إلا أنها كانت مُميزة للغاية وخاطفة للأنظار، فكان كل من يراها يشعر برغبة مخيفة ورعدة شديدة تسري في أوصاله، لكن، بالرغم من كل ذلك لم يكن أحد يهتم بها أو يُعطيها اهتمامًا من أي نوع لدرجة أنه قد تم إلقائها بالقرب من أحد الحانات ولم يشعر بها أحد، واستمر ذلك الإهمال حتى جاء اليوم الذي حدث فيه ما يُشبه إعادة البعث لتلك اللوحة من جديد.

عودة لوحة الطلاء المسكونة

كما أشرنا، كانت لوحة الطلاء المسكونة شبه مختفية عن الأنظار، لكن، في عام 2000، وأثناء مرور أحد الموظفين الذين يعملون في مجال بيع اللوحات، تم العثور على لوحة الطلاء المسكونة، وهنا شعر الموظف بسعادة بالغة، لأن الشركة بالتأكيد لن تمتنع عن مكافأته على ذلك الصيد الثمين.

أعطى الموظف لوحة الطلاء المسكونة إلى صاحب الشركة، وذلك بعد وعده بمكافأة كبيرة نتيجة هذا الاكتشاف، فقد كانت اللوحة تعود إلى ثلاثة عقود مضت على الأقل، وبالتأكيد سوف تباع بسعر كبير، عمومًا، قبل معرض بيع اللوحة بأيام، حدث ما لم يكن أحد يتوقعه وظهرت القوى الحقيقية للوحة الطلاء المسكونة.

لعنة لوحة الطلاء المسكونة

هناك من يقول إنها لعنة، وهناك من يقول إنه مجرد أوهام طفلة، لكن، ما يمكن الجذم به وتأكيده، أن ما حدث قبل عرض لوحة الطلاء المسكونة بأيام كان أمرًا غير طبيعي بالمرة.

كان صاحب الشركة الذي يحتفظ باللوحة في بيته له طفلة صغيرة لا تتجاوز السنوات الأربع، وقد ترك الرجل اللوحة في بيته بوصفها مجرد رسمة عادية، لكن الصاعقة الحقيقية كانت عندما أخبرته صغيرته بأنه دائمًا ترى أشخاص يتحدثون مع الطفل الموجود داخل اللوحة، وبالتأكيد لم يصدق الأب حديث الطفلة في البداية وجزم بأنها مجرد خيالات طفل، لكنه قرر أن يُجاري تلك الخيالات وترك الكاميرا مفتوحة أمام اللوحة ثم ذهب للنوم، وفي الصباح عندما راجع الرجل شريط الكاميرا كانت المعجزة حاضرة.

حدوث المعجزة الصغيرة

كما أسلفنا، وضع الرجل الكاميرا في صالة البيت أمام اللوحة وذهب للنوم، كان لا يُصدق طفلته، لكنه وجد في هذا الأمر طريقة مناسبة لقطع الشك باليقين، وهذا ما حدث بالفعل عندما شاهد شريط الفيديو المُسجل في الصباح، حيث كانت المُعجزة متجسدة أمامه بكل ما تعنيه الكلمة من معان.

ببساطة شديدة، أظهر التسجيل الخاص بالكاميرا ذلك الطفل الموجود في لوحة الطلاء المسكونة وهو يخرج منها ويتجه باتجاه الباب، ثم بعد ثوان قليلة يعود للوقوف بداخلها من جديد وكأن الأمر طبيعي ومنطقي، إذًا، ثمة لعنة أو شيء غير مفهوم باللوحة يستدعي إبلاغ الآخرين به، وهذا ما فعله والد الطفلة بالضبط.

معجزة صغيرة أخرى

لم يكن الفيديو الذي تم تسجيله لتحرك الطفل من داخل اللوحة هو المعجزة الوحيد التي حدثت فيما يتعلق بلعنة لوحة الطلاء المسكونة، فأيضًا في اليوم التالي وأثناء عرض الفيديو على الناس حدثت معجزة أخرى، وهي أن الشريط بما يحتوي عليه من تسجيل قد تم حذفه نهائيًا خلال العرض، والحقيقة أنه لولا درجة المصداقية الكبيرة التي حظي بها ذلك الرجل الذي قام بالتسجيل لكان قد تم تكذيب الرواية بأكملها، عمومًا، ومع الاعتراف بالأمر الواقع ولعنة لوحة الطلاء المسكونة، كان لابد من التخلص منها بأي طريقة كي يبتعد ذلك الخراب، وبالفعل تم وضع اللوحة في المتحف في اليوم التالي وتم تسعيرها بعشرة آلاف دولار، والغريب أن الناس أخذوا يتهافتون عليها ولا يعرف أحد حتى الآن ما الذي حدث لصاحبها المسكين الذي كانت من حظه.

قيل عن اللوحة

هناك بعض الأقاويل التي خرجت بحق لوحة الطلاء المسكونة، منها مثلًا أن مجرد النظر إليها كان يبعث بالخوف والوجل، وأن البعض كان يفقد الوعي ويسقط طريحًا على الأرض بعد نظرة واحدة لها، الأدهى من ذلك أن بعض ضعاف القلب قد أُصيبوا بنوبة قلبية وفقدوا حياتهم بسببها.

على الجانب الآخر قيل عن لوحة الطلاء المسكونة أقوال تتنافى تمامًا مع كل ما مضى، وأبرز تلك الأقوال ما قيل بأنها ليست مسكونة من الأساس، وأن كل هذه الشائعات قد تم اختلاقها بهدف الترويج للوحة وسهولة بيعها، وهو ما يدل عليه أكثر قصة حرق الشريط الذي يحمل تبيانًا لحقيقتها أثناء عرضه.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

18 − سبعة =