تسعة مجهول
كيم نوبل
الرئيسية » غرائب » كيم نوبل : المرأة ضحية أغرب أنواع انفصام الشخصية في العالم

كيم نوبل : المرأة ضحية أغرب أنواع انفصام الشخصية في العالم

يصاب الآلاف بمرض الانفصام، لكن في حالة كيم نوبل تخطى الأمر ليصبح ضربًا من الجنون، ولتستحق كيم نوبل لقب أغرب مريضة نفسية، هيا نتعرف على قصة كيم نوبل .

تُعتبر كيم نوبل من أغرب النساء اللاتي مررن بالتاريخ الحديث، هذا إذ لم تكن أغربهن على الإطلاق، وبالطبع قد يتبادر إلى أذهانكم جميعًا أننا بصدد التحدث عن سفاحة أو قاتلة مُتسلسلة، لكن في الواقع هذا ليس صحيحًا، فقد اكتسبت كيم غرابتها من شيء آخر مُختلف تمامًا، وهو مرض الانفصام، والذي لم يكن بالنسبة لبطلتنا كيم حالة انفصام عادي، وإنما تجاوز الحد الذي يمكن أن يكون معه الأمر كله مجرد مرض يُمكن أن يُصاب به أي شخص، لكن، قبل أن نخوض في تفاصيل ما حدث دعونا أولًا نتعرف في السطور الآتية على كيم نوبل، من هي وكيف أصبحت أغرب امرأة في التاريخ.

كيم نوبل أغرب مريضة انفصام في العالم

من هي كيم نوبل؟

كيم نوبل مجرد فتاة عادية، وهكذا تبدأ كل القصص الأسطورية الخالدة، مجرد فتاة عادية يتم إقحامها في ظروف غير عادية، لتتحول بعدها إلى شخص آخر مُختلف تمامًا. وُلدت كيم في الحادي والعشرين من يناير القابع في عام 1960، وقد تم ذلك الأمر في ولاية لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان من الممكن جدًا أن تمر كيم في طفولتها بما يمر به أي شخص في نفس ظروفها، لكن القصص والحكايات الغريبة تحتاج إلى ما يمنحها الغرابة كي يُمكن كتابتها، وكان هذا الأمر بالنسبة لحالة كيم نوبل مُتمثلًا في ترك والديها لها والانتقال إلى مدينة أخرى للعمل، ولم يكن هذا الهجر هو المشكلة الكبرى، لكن ما حدث بعد ذلك كان.

طفولة كيم نوبل

كما ذكرنا، عانت كيم من غياب والديها عنها، لكن المعاناة الأكبر كانت في الأشخاص الذين تركها والديها معهم، وهم ثلة من الأهل والجيران، لكنهم لم يمتلكوا في الحقيقة خُلق الأهل أو الجيران، بل استوحشوا واستباحوا جسد كيم الطفلة التي لم تكن قد تجاوزت بعد العشر سنوات، وجعلوها مجرد دُمية يلهو بها الصغار قبل الكبار، حتى أنها قبل أن تتجاوز الثانية عشر كانت قد تعرضت للاغتصاب أكثر من عشرين مرة، وليت المصائب توقفت عند ذلك الحد.

التمهيد للكارثة

مع تكرار حالات الاغتصاب لبطلتنا كيم نوبل ظنت المسكينة أن هذا الأمر من الطبيعي أن يحدث في كل الأطفال، خاصةً أنها كانت لا تخرج من بيتها أقربائها ولا ترى غير هؤلاء المجرمون، لذلك مع الوقت اعتادت على تلك الأفعال، مشكلتها الوحيدة كانت في الألم الذي كانت تشعر به في كل مرة دون قدرة على الاعتراض أو الامتعاض، ثم كانت الكارثة الكبرى في حملها قبل أن تتجاوز الخامسة عشر وتعرضها للإجهاض، لتكتب في السادسة عشر من عمرها شهادة ميلاد لمريضة الانفصام كيم نوبل، المرأة التي عرفها المجتمع بعد خمسين عامًا من المعاناة.

كيم نوبل والانفصام

ظهرت كيم نوبل للعالم وهي في سن الخمسين، وكانت وقتها كأي امرأة عادية، أرملة، لها طفلة في سن الرابعة عشر تعيش معها بالإضافة إلى كلبين يقطنان جوار البيت ويستخدمهما الأم والابنة في التسلية، لكن، ما لم يكن يعرفه أحد سوى الابنة باتريشا، أن كيم تُعاني من مرض الانفصام، والذي بالمناسبة لم يكن كأي انفصام حدث من قبل، ولم يتكرر أيضًا بعد ذلك، وقد بدت غربته جلية في الصدمة التي تلقها المجتمع الأمريكي بعد تتبع حياة كيم، حيث كانت المسكينة قد انفصمت إلى أكثر من عشرين شخصية، وهو شيء لم يتكرر من قبل كما ذكرنا.

شخصيات كيم المُتعددة

انقسمت كيم أو انفصمت، لا فارق بينهما، ففي النهاية أصبحت تلك الفتاة البريئة عبارة عن عشرين شخص، جميعهم ولدوا من رحم معاناة كيم نوبل، وعاشوا ليُعلنوا عن ميلاد أغرب حالات الانفصام على الإطلاق، انفصام جعل من شخصيات كيم شخوص منفصلة، لها حياتها الخاصة ودوافعها المنطقية في الوجود، وكان أهم هذه الشخصيات باتريشا وبونا وجودي.

شخصية باتريشا، فتاة الرسم

أولى الشخصيات التي انفصمت إليها كيم نوبل هي شخصية باتريشا، وهي فتاة عادية مُتفرّغة للرسم طوال الوقت ولا تُعاني من أي شيء في هذه الحياة، وقد كانت كيم تتحول إلى هذه الشخصية في وقت الفجر، وتظل مُتلبسة إياها حتى الظهيرة، والغريب أنها أثناء ذلك كانت تُقدم فعلًا على الرسم.

شخصية بونا، الأم المظلومة

من بعد الظهيرة كانت كيم نوبل تبدأ في تقمص شخصيتها الثانية، وهي شخصية مختلفة تمامًا عن الأولى، حيث كانت تتخيل أنها أم تم خطف أبنائها وقتلهم، وبناءً عليه تظل كيم طوال وقت تقمص هذه الشخصية منهمرة في البكاء والعويل، بل أنها أحيانًا كانت تذهب إلى أقسام الشرطة وتُقدم بلاغًا في بعض الأشخاص الغير موجودين أصلًا وتتهمهم بقتل أطفالها، وبالطبع كانت الشرطة في البداية تأخذ الأمر بجدية وتتعامل مع الأمر، لكن مع الوقت وتكرار نفس الأمر أدركوا حالة كيم وتم التعامل مع بلاغاتها على هذا الأساس، وقد كانت ابنة كيم تقول دائمًا أن شخصية بونا كانت من أكثر الشخصيات التي تُسبب لها المُشكلات.

شخصية جودي، الأقرب للحقيقة

الشخصية الثالثة التي كانت تُسيطر على كيم نوبل في بعض الأوقات هي شخصية جودي، تلك الفتاة الخيالية المُصطنعة، والتي لم تكن تتجاوز الثانية عشر، لكنها تُعاني من مشاكل أُسرية كثيرة أهمها تعرضها للاعتداء من قِبل أبيها وشقيقها، وقد كانت كيم نوبل عند تلبّسها لهذه الشخصية تكون أشبه بشخصيتها الحقيقية التي كانت عليها في نفس ذلك السن، لذلك كان من الطبيعي جدًا أن يستنتج الأطباء وجود مرجع في حياة كيم لكل الشخصيات التي تحولت إليها، أو بمعنى أدق، وجود جذور لهذا المرض الغريب.

محاولة الفصل

عندما حصلت قضية كيم نوبل على شهرة كبيرة قام بعض المحامين برفع قضية يُطالبون فيها بفصل كيم عن ابنتها، بحجة أنها قد تُقدم على أذيتها أثناء تقمصها إحدى الشخصيات، لكن الأطباء المعالجون لكيم أكدوا على أن كل الشخصيات التي تتحول إليها كيم لا تمتلك دوافع الأذى لدى أي شخص، وبالتالي هي لا تُشكل أي نوع من الخطورة على ابنتها أو الأفراد المحيطون بها، وقد تم تأكيد هذه النتائج فيما بعد عن طريق ما يُعرف بغرائب كيم، والتي حظيت هي الأخرى بانتشارٍ واسع.

غرائب كيم المتعددة

مرت تجربة كيم نوبل الفريدة بعدة غرائب، كلها من النوع الذي يُدهشك منذ الوهلة الأولى بلا أدنى تفكير، فمثلًا، تمكن الأطباء من إثبات حالة كيم عندما تنفصم إلى شخصية من شخصياتها، والتي تكون للغرابة مخالفة ومتناقضة تمامًا مع الشخصيات الأخرى، والتي يمكن القول بكلمات بسيطة أنها لا تتشابه جميعًا سوى في شيء واحد فقط، وهو الجسد، أما الأفعال والصفات وحتى اللغة، فهذه أشياء تختلف تمامًا عن كيم نوبل.

من الغرائب أيضًا أن كيم في إحدى الشخصيات تُصبح رسامة تمتلك لمتحف لعرض لوحاتها، في حين أنها في شخصيات أخرى لا تستطيع القراءة والكتابة من الأساس، والشيء الآخر الغريب أنها في كل شخصية تتقمصها كيم يُكتشف أنها تمتلك حسابًا مصرفيًا خاصًا وبيتًا مستقلًا، بل وأصدقاء مختلفين أيضًا، وبالطبع، كل هذا تسبب فيه المجتمع والبيئة التي عاشت فيها كيم نوبل منذ الطفولة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

19 − ثلاثة =