تسعة مجهول
كارولين والتر
الرئيسية » اسطورة » كارولين والتر : أسطورة الحب الخالد

كارولين والتر : أسطورة الحب الخالد

قصة كارولين والتر هي قصة من قصص الحب التي سلبت ألباب الكثيرين، ارتبطت قصة كارولين والتر بالغموض والسحر، نستعرض هنا قصة كارولين والتر وحبها الخالد.

قصة كارولين والتر قصة أعجب من الخيال. فليس من العجيب أن يضع شخص باقة من الزهور على قبر من أحب كل يوم، ولكن العجيب أن يستمر في ذلك كل يوم لمدة تزيد عن 140 عاما. في كل صباح يجد الناس على قبر الفتاة تدعى كارولين والتر البالغة من العمر سبعة عشر عاماً – وقت وفاتها – باقة من الزهور توضع على قبرها دون أن يعلم أحد من يضعها. ما يزيد عن 50 ألف باقة ورد هو العدد الذي وضع في 140 عاماً فما سر هذا الحب الذي لا ينتهي، وما سر هذا الإخلاص الذي لا ينقطع، وما سر هذا الوفاء الذي لا نهاية له.

ما هي قصة كارولين والتر ؟

كارولين والتر فتاة ذات جمال أخاذ انتقل للعيش في فرايبورغ بألمانيا مع أختها الكبرى “سيلما” بعد وفاة أبويها بعد بلوغها سن السادسة عشر من عمرها ولكن مع بداية عام 1867 من القرن التاسع عشر، كان هذا العام بداية لمأساة تولدت عنها قصة حب غامضة. حيث أصيبت كارولين في هذا العام بمرض السُّل الذي جعلها طريحة الفراش في المشفى. لم تقاوم كارولين كثيراً حيث استسلمت للمرض عند بلوغها سن السابعة عشر من عمرها. توفيت كارولين تاركة خلفها كثيراً ممن تعلقت قلوبهم بها.

بعيد وفاتها أرادتها أختها الكبرى “سيلما” – التي أحبتها حباً كبيراً – أن تخلد ذكرها في قلوب كل من أحبها وأن تجعل من أختها رمزا لكن من كان ضحية للمرض. فطلب من أحد النحاتين أن يجسد صورتها الأخيرة على هيئة تمثال يوضع على قبر كارولين والتر.

وبالفعل قام الفنان الألماني بإبداع صورة رائعة لكارولين. حيث يظهر التمثال ثورة كارولين وهي ترقد على فراشها في المشفى وعليها ملاءة وبيدها كتاب كانت تقرأه قبل وفاتها وقد تدلت يدها و فارقت الروح جسدها وباتت ترقد في سلام. وضع التمثال على قبر كارولين وصار بالفعل كما أرادت أختها يجسد ذكراها ولحظاتها الأخيرة.

وهنا بدأ اللغز الذي حير الجميع حيث لوحظ من يوم وفاة كارولين أن أحدهم يضع كل يوم باقة من الزهور الجديدة على قبرها تعبيراً عن حبه لها. ولكن قد تصور أن يضع أحدهم كل يوم زهورا على قبر من أحبه ولكن ما لا يعقل أن يستمر ذلك لما يقارب المئة والأربعين عاماً حتى يومنا هذا، فليس هناك من يعيش كل هذه المدة. أم أنه قد أوصى من بعده بأن يستمر في هذا التقليد الغريب. هل يعقل حقا أن هناك من يغرق في الحب ويستمر في الوفاء لمن يحب لدرجة أن يوصي بوضع الزهور على قبر من أحبه حتى بعد أن فارق كلاهما الحياة ؟! مع هذا تبقى الزهور هناك بين ذراعيها – تلك الفتاة الصغيرة – لا تفارقها أبداً. دائما ستجدها زهور ناضرة جديدة. ستجدها بين ثلوج الشتاء، وأوراق الخريف، وعليل الربيع، وحتى تحت حرارة شمس الصيف باقية دائمة متجددة.

لغر كارولين والتر لا زال يحير الجميع فلا أحد يعلم من يضع الزهور على قبرها ولا السبب الذي جعله يفعل ذلك. ولكنها مع ذلك ربما تبقى قصة تعبر عن الحب والإخلاص الذي لا مثيل له في هذا العالم الواسع.

معاذ عبد الرحمن

طالب جامعي متخصص في دراسة المجال القانوني.

أضف تعليق

خمسة + عشرة =