جرائم بشعة تحت غطاء رجال القانون
مستفيدا من الغطاء القانوني الذي وفره رجال الشرطة له ارتكب فيرتز هارمان ابشع الجرائم في تاريخ البشرية بمساعدة شخص يدعى هانز غرانز والذي يعتقد انه اقام معه علاقة شاذة , حيث قتل 24 شخص تتراوح اعمارهم من 10 الى 22 عام من خلال ادعاء احتجازهم لحساب شرطة هانوفر واجراء تحقيق وهمي معهم قبل ان يقوم بقتلهم بطرق بشعة .
كانت الطريقة الاكثر استخداما عند هارمان لقتل ضحاياه هي بعض رقبة الطفل او المراهق ثم تركه ينزف حتى الموت وكان يتلذذ في الاعتداء الجنسي عليه سواء قبل الموت او بعده , ثم يقوم بتقطيع الجثة ويقوم برميها في نهر اللاين وقد عثرت الشرطة حتى عام 1924 على عظام تعود ل 22 ضحية من ضحايا هارمان .
لم يكن هارمان بعيدا عن الشبهات منذ اللحظة الالوى لإختفاء اول ضحية له والذي يعتقد انه كان فتى في السابعة عشرة من العمر يدعى فريديل روث لكن لم يستطع رجال الشرطة اثبات أي صلة لهارمان بإختفائه , برغم انه اعتقل على خلفية احتجازه لصبي اخر في نفس الفترة والتحرش به .
كان هانز مساعد وعشيق مناسب لهارمان فقد ساعده في قتل بعض ضحاياه وكذلك في بيع متعلقاتهم من ساعات ومجوهرات وملابس, وبالنظر الى الوضع الاقتصادي المنهار في تلك الفترة فقد كانت سوق المسروقات رائجة جدا, ويعتقد بعض الباحثيتن انهما قاما ايضا ببيع لحوم الضحايا على انها لحم خنزير بعد ان صنعا منها السجق.
الجاني في قبضة العدالة والنهاية بحد السيف
لم يكن هارمان بعيدا عن الشكوك منذ البداية ففي عام 1918 سجن بتهمة التحرش والاعتداء بالضرب على احد الفتيان الصغار ثم اتهم بنفس التهمة بعد خروجه من السجن عام 1919 , لكن علاقاته الواسعة مع رجال الشرطة وعمله كمخبر جعله يفلت من العقاب او الرقابة المشددة التي كانت تفرض على المجرمين امثاله , وقد استطاع من خلال عمله مخبرا لجهاز الشرطة في هانوفر ان يصطاد العديد من الشبان الصغار .
في شهر ايار من العام 1924 تم اكتشاف جمجمة بشرية في نهر اللاين , وفي البداية اعتقد رجال الشرطة انها وصلت الى النهر عن طريق سارقي الجثث ونباشي القبور او عن طريق بعض طلبة الطب لكن التحقيقات افضت الى نتيجة مرعبة وهي ان الجمجمة تعود لشخص مات مقتولا وانه يبلغ من العمر18 عام فقط وبعد ذلك بعدة ايام فقط وجدت جمجمة اخرى , وتوالت الجماجم في الظهور تباعا كما وجدت بعض العظام البشرية التي قذفها نهر اللاين على ضفافه , وحتى منتصف شهر حزيران كانت الشرطة بمساعدة سكان هانوفر قد وجدت عظام تعود ل 22شخص جميعهم من فئة الشباب الذكور الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و 20 سنة .
كان من السهل على الشرطة ان تضع هارمان في رأس قائمة المشتبه بهم في ارتكاب هذه الجرائم البشعة , وفي 22 من شهر حزيران أي بعد عدة ايام فقط على اكتشاف ذلك الكم الهائل من العظام والجماجم تم القاء القبض على هارمان بعد او اتهمه احد الفتيان بإغتصابه عدة مرات وتهديده بالقتل بعد ان احتجزه لعدة ايام في شقته , ونتيجة لهذا الاعتقال ومع تنامي التأكيدات حول علاقته بإختفاء ال 22 شابا الذين وجدت عظامهم في النهر قررت الشرطة تفتيش كل ممتلكاته الخاصة وتتبع اثار اولئك الشبان في منزله .
وجدت الشرطة آثار دماء تلطخ ارضية شقة هارمان وجدرانها كما وجدوا العديد من الاكياس المعدة لحفظ اللحوم , وبرغم كل محاولاته للإدعاء انه كان يدير تجارة لحوم غير شرعية, الا ان شهادات جيرانه واصحاب العقارات السابقة التي عاش فيها اثبتت انه كان على علاقة بكثير من الضحايا وانه شوهد يصحب بعضهم الى منزله, وكانت الضربة القاضية له عندما تعرف اقارب بعض الضحايا على ملابسهم وبعض حاجياتهم التي وجدت محفوظة في شقته , وامام كل تلك الادلة اعترف هارمان اخيرا بقتل 24 شاب لكنه ادعى انه لم يكن بوعيه عند القتل وانه كان تحت تأثير اختلال نفسي شديد يدفعه الى الممارسات الشاذة , لكن المحققين والاطباء النفسيين اثبتوا انه كان يقوم بجرائمه بكامل ارادته وان كان يستمر في مراقبة ضحاياه عدة ايام قبل ان يقرر احتجازهم في شقته ثم قتلهم وتقطيع جثثهم ورميها في النهر.
لم يفلح هارمان في الافلات هذة المرة من العقاب فلم يستطع اثبات انه مختل عقليا ولم تفلح محاولاته رشوة رجال الشرطة لإيقاف التحقيقات , فالقضية هذة المرة قضية رأي عام في هانوفر والمانيا بل في العالم بإعتبارها من أبشع الجرائم في التاريخ, واخيرا وقف هارمان وشريكه وعشيقه هانز في قفص الاتهام ,وبعد محاكمة دامت عدة اشهر استمعت فيها المحكمة لأكثر من 190 شاهدا وعاينت الاف الادلة الجنائية بما فيها عظام الضحايا , وجد كل من هارمان وهانز مذنبا بتهمة القتل العمد , حيث وجد هارمان مذنبا بقتل 24 شاب من اصل 27 وجدت عظامهم بينما شاركه هانز بالقتل في مناسبتين فقط وهو ما استوجب اعدامهما بقطع الرأس .
اعدم هارمان في منتصف شهر نيسان من العام 1925 بقطع رأسه بالسيف , وقد تم الاحتفاظ برأسه في علبة زجاجية لدراسته من قبل علماء الجريمة وفي العام 2014 تم احراق تلك الرأس واخفاء رمادها , ويذكر ان هارمان قد شكل الهاما لكثير من المنحرفين والمجرمين الذين ادعوا شغفهم بسيرة حياة هذا المجرم البشعة والمقززة
أضف تعليق