بالطبع ليس كل الطيارين محظوظين بالقدر الكافي كي يحصلوا على شهرة الطيار الأسترالي فريدريك فالنتيش، والذي للغرابة نال شهرته بعد موته، أو بمعنى أدق، بسبب الطريقة التي مات بها، والتي لم يستطع أحد تحديدها حتى الآن، لكنها في النهاية كانت مأسوية، خاصةً إذا ما تم ترجح ما قيل بأن فريدريك فالنتيش قد سقط على يد كائناتٍ غريبة، غير موجودة في عالمنا، لكن وجود الطيار فريدريك في الجو وقت وفاته يُفسرّ بالطبع كيفية التقاءه بها، لكن، قبل أن نجذم بشيء، دعونا أولًا نستعرض حياة الطيار فريدريك فالنتيش ونعرف ملابسات رحلته الأخيرة التي نال شهرته على إثرها وأصبح أشهر طيار في التاريخ.
حادثة اختفاء فريدريك فالنتيش شديدة الغموض
من هو فريدريك فالنتيش؟
فريدريك فالنتيش هو طيار أستزالي من مواليد سيدني فبراير 1959، كان يعشق الطيران منذ صغره، حيث كان والده فالنتيش طيار مُرتزق في الحرب العالمية الثانية، وبعد تقاعده عاد إلى سيدني وتزوج من مارجريت وأنجبا فريدريك، والذي بدا منذ يومه الأموال عاشقًا للطيران، حتى التحق بسلاح الجو الأسترالي في أغسطس 1978، وهناك ظن أنه سيُصبح طيارًا شهيرًا مُتمرسًا في مدة قصيرة، لكنه تفاجأ أن كل ما لديه مجرد شغف، لا يستند أبدًا على موهبةٍ حقيقية، بل حتى مجرد اختبارات الكلية اجتازها بسبب علاقات والده.
فشل فريدريك فالنتيش
منذ اليوم الأول بدا فريدريك فالنتيش فاشلًا في عمله الجديد، فهو لم يقم بأكثر من مئة ساعة طيران طوال ثلاث سنوات، ولم يجتز أيًا من الاختبارات التي تؤهله للحصول على الرخصة الأولى أو الثانية في القيادة، رغم ذلك، وبسبب علاقات والده أيضًا، لم يتم إقالته من عمله، لكن، بدأ تدريجيًا في الابتعاد عن المهمات الجوية الصعبة بل والمتوسطة، واقتصر عمله على فرق الاستطلاع فقط، حتى أنه قبل الحادث كان يؤدي أحد امتحانات الطيران وفشل فيها، كما أنه أيضًا تعرض لحادث جوي بسبب سوء تقديره للحالة الجوية وتم إنذاره ومُقاضاته.
هوس الكائنات الفضائية
قبل حادثة الاختفاء بعام بدأ فريدريك فالنتيش هوس الكائنات الفضائية، حيث كان يتحدث كثيرًا حول هذا الأمر ويقرأ المجلات والمقالات التي تتحدث بهذا الشأن ويُشاهد الأفلام التي تدور حولها، وكان كما قال أبيه فيما بعد، مهوسًا وخائفًا ومذعورًا بطريقة غريبة، ففجأة تجده ينتفض قائلًا أبعدوها عني أبعدوها عني، ويقصد بذلك بالطبع الكائنات الفضائية، وكان دائمًا ما يتوعد من حوله قائلًا يومًا ما ستغزو الكائنات الفضائية أرضنا وتقتل كل من هم فيها، كان مهوسًا بطريقة لا يُمكن توقعها إلا ممن شاهدوا مثل هذه الأشياء، وبالطبع نطق بها فريدريك ذات يوم وقال أنه قد شاهد كائنات فضائية بالفعل، لذلك لم يكن مُستبعدًا أن يتعرض لحادثة مروعة مثل حادثة الاختفاء الغريبة تلك.
رحلة الموت
بدأت رحلة الموت في السابعة إلا الربع بتوقيت المدينة الأسترالية فيكتوريا، كان ذلك في اليوم الحادي والعشرين من أكتوبر القابع في عام 1978، حيث كان فريدريك فالنتيش وقتها يتجاوز الثانية والعشرين بقليل.
كانت مجرد رحلة استطلاعية عادية إلى جزيرة غير مأهولة تُسمى جزيرة الملك، حيث أقلع فريدريك بطائرة من نوع سيسنا 182، وبعد الإقلاع بأقل من عشر دقائق اتصل بمركز القيادة، وتحديدًا المُلازم رايان، وأبلغه أن جسم غريب يمر من فوقه وأن يتحرى إذا ما كانت طائرة أخرى ستمر من نفس المجال أم لا، ثم أخذا يتحدثان أكثر من ثلاث دقائق قبل أن يقول فريدريك فجأة، لحظة، لم تكن طائرة بل كانت شيئًا آخر، ثم انقطاع الاتصال دون أن يُصح فريدريك عن الشيء الذي يراه، لتخرج الطائرة كذلك من المجال الجوي لبرج المراقبة وتبدأ رحلة البحث.
البحث عن فريدريك فالنتيش
ظلت القوات البحرية والجوية تبحث عن فريدريك فالنتيش أربعة أيام بلا انقطاع، بدأت من يوم الحادثة الحادي والعشرين من أكتوبر وانتهت في الخامس والعشرين منه، بالرغم من ذلك لم تُسفر هذه الأيام الأربعة عن أي شيء، حتى أن مركز القيادة الجوية قد التزم الصمت ورفض التكهن بأي شيء، وللغرابة، خرج بعد أربع سنواتٍ كاملة، وتحديدًا عام 1982، ليُعلن عن تعرض طائرة الكابتن فريدريك فالنتيش لحادثة مُميته، غير معروف نوعها حتى الآن.
ما الذي حدث؟
أسباب الاختفاء بدأ التكهن بها بعد أن أعلنت القيادة الأسترالية أن فريدريك فالنتيش اختفى في حادثة مميتة، حيث بدأ البعض في تخمين نوع هذه الحادثة، فمنهم من قال أنها كانت جريمة قتلٍ مُدبرة من قِبل اليابانيين، وذلك بسبب مساندة استراليا للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، لكن هذا الأمر تم استبعاده بعد الإمعان في الأمر، لأن اليابان لو فعلت ذلك فإنها لن تخجل في إعلانه أبدًا، وإلا فما الدافع لفعله من الأساس، فمن المفترض أنها حرب، والحرب لا تعرف الخفاء، وهذا بالطبع تفسير منطقي أدى إلى استبعاد هذا الرأي تمامًا.
الرأي الثاني قال بأن الاختفاء جاء بسبب الانتحار، وهذا الانتحار جاء بسبب الهوس بالكائنات الفضائية، حيث كان فريدريك يُعاني الآمرين في حياته بسبب التخيلات التي كان يراها عن وجود كائنات فضائية، لذلك يُعتقد أنه تصور وجود كائنات فضائية بالفعل أثناء التحليق في هذا اليوم ثم قرر مهاجمتها والتخلص منها فأودى ذلك بحياته، لكن، إن كان ذلك صحيحًا فأين ذهب الطائرة وفريدريك نفسه؟ هل هذا يأخذنا إلى أن ما كان يراه فريدريك ليس مُجرد هوس، هل فعلًا تم مُهاجمته من الكائنات الفضائية واختطافه! ربما هذا هو التبرير الوحيد لعدم العثور على الطائرة، لكن لا يُمكن الجزم به أيضًا لعدم وجود ما يؤكده.
نظريات من الداخل
قائد السرية التي يتبع لها فيدريك فالنتيش قال أن فريدريك هو من طلب بنفسه أن يسلك ذلك الطريق، مُدعيًا أنه ذاهب لمقابلة أصدقاءه هناك، لكن بالتحقيق في الأمر وُجد أن فريدريك كان يكذب، وأن الأمر لم يكن كذلك أبدًا، فلا وجود لأصدقاء له في جزيرة الملك، ولا وجود لأصدقاء له أصلًا في الفترة الأخيرة لأنه بينما كان مهووسًا بالكائنات الفضائية ابتعد الجميع عنه، إذًا فريدريك يكذب، وقد دبر هذه الرحلة لأمرٍ آخر مجهول، وإن كان من الممكن جدًا التكهن به، وهو ببساطة أن فريدريك فالنتيش أراد أن يذهب إلى الكائنات الفضائية بنفسه، وإن كان هذا التكهن صحيحًا فهذا يعني أن الرأي القائل بإقدامه على الانتحار صحيحًا، فهو لكي يذهب إلى الفضاء سيحتاج إلى مركبة فضائية، عدا ذلك سيسقط، وهذا ما حدث، لكن ظل السؤال، أين سقط بالتحديد؟
العثور على فريدريك فالنتيش
بعد عشر سنوات ذهب طيار في مركبة من نفس النوع الذي كان به فريدريك فالنتيش، بل وأيضًا إلى نفس الجزيرة، وفجأة شعر هو الآخر بوجود جسم ما يُلحقه، لكنه بالتدقيق تمكن من كشف السر الذي أودى بحياة صديقه فريدريك فالنتيش، لقد كان يقف فور بُحيرة غريبة تُعطي انعكاسًا للجسم الذي يقف فوقه، إذًا، لقد أوهم فريدريك فالنتيش نفسه وأدى إلى قتلها، وبالفعل تم العثور على أجزاء الطائرة في البحيرة وتم انتشالها، لتنتهي بذلك قصة الطيار الأشهر في التاريخ.
أضف تعليق