عقوبات النساء على مر التاريخ كانت دليل قاطع على الظلم الذي تعرضت له المرأة على مدار الزمن. بل وإلى وقت قريب لم تكن المرأة مثل الرجل في معظم بلدان العالم. بل وحتى الآن هناك عقوبات عرفية تمارس ضد المرأة، قمة في البشاعة والألم. ناهيك عن العامل النفسي. الذي يؤدي في الأخير إلى الانتحار أحيانًا. أو إلى أن تعيش المرأة حياة قمة البؤس. فقديمًا كانت المرأة مثلها مثل العبيد. للمتعة والخدمة فقط. أما الآن وجدت قانون حقوق الإنسان وقوانين المساواة التي ساوت بين الرجل والمرأة وجميع الأعراق المختلفة وأعلت راية الإنسانية عاليًا.
وئد البنات
في بلاد العرب وقبل دخول الإسلام. كانت هناك واحدة من أشرس عقوبات النساء في تاريخ البشرية وهي وئد البنت الطفلة. حيث قديمًا كانت الفتاة أو البنت تعبر عن الضعف في هذه البلاد. حيث كانت تعم الجاهلية والبدوية. فكانوا يشعرون بالخزي من كون لديهم فتاة. فكانت بعض العائلات تفضل أن تتخلص من البنات عن طريق دفنهن أحياء بعد ولادتهن. رحمة بهن وحفاظًا على الشرف. ولكن العائلات العادية كانوا يبقين على البنات أحيانًا حيث أنهن كُن وسيلة نسب مع العائلات الكبيرة. وأيضًا وسيلة عيش جيدة بسبب ما كان يقدمه العرسان من مهر للبنات كالجمال والأغنام، مما كان يعوض العائلات البسيطة نسبيًا. أما العائلات الكبيرة فكانوا يتخلصون من البنات كنوع من أنواع الاستغناء والحافظ على شرف العائلة غير ملوث.
التخلي في أثينا
قديمًا في بلاد اليونان أيضًا لم يختلفوا كثيرًا عن العرب وقت الجاهلية. وكانت عقوبات النساء في عادة تدعى التخلي. وفيها يتركون الطفل في البرية لمدة يوم كامل. ولكن ليس أي طفل. بل كان هذا يعتمد على نوعية الطفل. فلو كان الطفل ذكر سليم فهم سيحتفظون به. أما لو كان الطفل ذكر غير معافى أو مصاب بأي نوع من التشوهات أو فتاة صغيرة. يفضلون حسب معتقداتهم أن يتركون هذا الطفل بين يد الآلهة. فلو عاش لثاني يوم. فهذا أمر للأسرة بأن ترعى هذا الطفل. وأحد أهم القصص التاريخية عن التخلي. وكانت هذه الفكرة منتشرة نظرًا لعدم وجود وسائل منع حمل في هذا الوقت من التاريخ. فكان يفضل الكثير من اليونانيين أن ينجبون الأولاد على رجاء أن يصيروا جنود أو فرسان. ولذلك الأسر الفقيرة خصوصًا كانوا يتخلصون من الفتيات الصغيرات عن طريق تركهم لذئاب البرية. وعادة كانت تؤكل بالفعل. على ذنب لم تقترفه.
الحرق للأرملة
الهند تعتبر واحدة من الحضارات التي لديها تاريخ طويل في عقوبات النساء الغريبة. ولأجل ذنب لم تقترفه أيضًا، وأحد هذه العقوبات كانت عن طريق حرق الأرملة إذا مات زوجها. تدعى هذه العادة (ساتي). وكانت تحدث لسبب معين وهي أن المرأة تقدم ذبيحة لأجل زوجها. حتى تذهب معه في الحياة الأخرى لتستطيع خدمته. فكانوا يحرقونها حيه أثناء الجنازة. ولكن الأمر لم يتوقف عند موت الرجل. بل الأمر زاد تعسفًا وغشمًا أثناء الحروب. حيث عندما كانت تحاصر أحد المدن الهندية كانت تُحرق النساء أزواج الجنود قبل أن يموتوا. حتى يرى الجندي أنه يجب أن يموت في الحرب. وأيضًا لأجل أنهم كانوا لا يريدون مصير الأسر لبناتهن. حتى يتجنبن الاغتصاب والعبودية.
عقوبات النساء السبايا
قديمًا لم تكن الحروب استراتيجية مثل الوقت الحاضر. بل كانت الحروب عن طريق الجيوش. حيث يغزو جيش أحد البلاد ويقتل الجنود الرجال. ولكنهم لا يقتلون النساء، لسبب بسيط وهو أن عقوبات النساء بالنسبة للجيوش كانت في إذلالهن وليس في قتلهن. فكانت النساء تسبى بالآلاف بعد كل حرب. المرأة المسبية تتحول لحظيًا إلى عبدة. ليس لديها الحق في أي شيء. والشيء الأكثر بشاعة هو أن الحروب كانت قديمًا تظل لشهور. فيها يكون الجنود قد وصلوا لأقصى أنواع الضغط النفسي. وصارت شخصيتهم عنيفة. ولذلك عندما كانوا يرون الرجال كانوا ينتقمون منهم بالقتل. أما النساء تُعطى كهدايا. حيث أنه يجب على الفتاة أو المرأة أن تنصاع من هذا السيد إلى ذاك السيد. ولو رفضت أو أظهرت ضيقًا. فإن مصيرها هو القتل. أو إلقائها للجنود حتى الموت. ولذلك كان الكثير من النساء قديمًا جواري صامتات.
خطف البنات لأجل الزواج
في الصين قديمًا كان هناك عُرف غريب جدًا يندرج تحت بند عقوبات النساء. فكان يتم خطف الفتاة لأجل أن تتزوج من رجل لا تعرفه. وكان الأمر منتشرًا أيضًا في اليابان وفي إيرلندا وفي عدة دول أوروبية أيضًا. وكان هذا الأمر ببساطة لأجل أن الزوج لا يستطيع دفع المهر أحيانًا. وأحيانًا أخرى كان يتقدم لخطبة الفتاة وهي لا ترضى ولكن أهلها كانوا يرضون فكانوا يسهلون له عملية خطفها في سبيل أن يعطيهم مهرًا كبيرًا. وكان الخطف يتم عادةً في أن يجلب العريس معه من عشرة لعشرين رجل. ويذهب بهم لبيت العروس لتهديد أبيها ثم يأخذها من داخل البيت ويذهب بها إلى بيته ويحسبون هذا على الفتاة زواجًا شرعيًا.
زواج القاصرات
يعتبر زواج القاصرات من أسوء أنواع عقوبات النساء وهذا بسبب عدم وعي الفتاة الصغيرة ذات العشر سنوات بأي شيء من مهام الزوجة. ثانيًا الفتيات القاصرات معرضات للإجهاض ولتسمم الحمل وللموت أثناء الحمل بنسبة تتعدى 30%. مع عدم وجود الرعاية طبيًا قديمًا فكانت ولادة القاصرات أمرًا صعبًا جدًا ومخيف للفتاة ولأهل الفتاة.
حرق الساحرات في عصر الظلمات
في العصور الوسطى في أوروبا كان هناك انتشارًا كبيرًا للشعوذة والسحر. وكانت هناك حربًا طاحنة بين الكنيسة وبين المشعوذين. ولكن الكنيسة كانت هي المتحكمة سياسيًا. ولذلك أصدرت الكنيسة مرسومًا بحرق أي ساحرة أو مشعوذة أو أي شخص يمارس أي تعاويذ سحرية في البلاد. وبالفعل كان الناس متجاوبون مع هذا المرسوم حيث أنهم كانوا يعتقدون أن الساحرات هم خدام الشياطين. فكان يتم حرق النساء في محرقات كبيرة في مدن أوروبا بصورة يومية بادعاء أنهن مشعوذات. هذا غير أن أي سيدة كانت ترفض أي طلب معين من مسئول في منصب ما، كانت تهدد فورًا بالحرق حية بحجة أنها مشعوذة. ولذلك كانت النساء تعاني في هذا الوقت من الفقر ومن الخوف الشديد من الموت.
ختام
حتى يومنا هذا المرأة تعاني أشد العذاب من عقوبات النساء لأجل ذنب لم تقترفه. وأكبر دليل على ذلك هو عمليات التحرش في كل العالم. حيث أثبتت دراسة فرنسية أجريت على النساء أن بنسبة 100% من النساء تعرضن للتحرش اللفظي في المواصلات العامة. أيضًا في العديد من العينات العشوائية في البلاد العربية بنسبة 99% قلن إنهن تعرضن للتحرش كنوع من أنواع العقاب على جمالهن أو ملابسهن. لذلك أمر عقاب النساء لأجل ذنب لم تفعله يعد غريبًا من بداية البشرية حتى.
الكاتب: أيمن سليمان
أضف تعليق