عفاريت البرق عبارة عن ظاهرة كونية تتجلى في ومضات من الضوء الخاطف تظهر في السماء لوقت وجيز جدا ثم تختفي، ويتخذ هذا الضوء أشكالا متعددة. ولم يستطع العلماء حتى الآن إيجاد تفسير لها. إذ من غير المعروف كيفية حصولها ومتى. وهذا ما يصعب أكثر من إمكانية دراستها. وجه الاختلاف بين عفاريت البرق والبرق العادي الذي نعرفه يكمن في المكان الذي يحدث فيه. فالبرق العادي يحدث تحت السحب الناتجة عن تفريغ كهربائي بين بعض السحب وسطح الأرض. أما عفاريت البرق فتحدث في الغلاف الجوي العلوي، لهذا تسمى أحيانا برق الغلاف الجوي العلوي. فما الذي يسبب حدوث عفاريت البرق؟ وما الفرضيات الممكنة لتفسيرها؟
تفسير ظاهرة عفاريت البرق
عفاريت البرق وأضواء السماء
هناك الكثير من الأحداث المضيئة التي تشهدها السماء. وغالبا ما تدوم لوقت قصير. منها هالات الشبح والنفاثات الزرقاء والنفاثات العملاقة والبادئات الزرق. لكن عفاريت البرق تحظى بشهرة أكبر. تتمظهر عفاريت البرق على شكل ومضات من الضوء الأحمر الساطع التي تحدث فوق نظم العواصف والذي يدوم لفترة بسيطة لا تتجاوز ثانيتين على أقصى تقدير. وهي من الظواهر التي تم اكتشافها حديثا، وبالضبط مع نهاية القرن العشرين.
تاريخ أشباح البرق
ذكر مجموعة من الطيارين مشاهدتهم لظواهر كهربائية غريبة عند طيرانهم على علو شاهق. إلا أن أحدا لم يصدقهم. إلى أن تم تصوير عفاريت البرق لأول مرة بالصدفة المحضة من طرف علماء من جامعة مينيسوتا في 6 يوليوز من سنة 1989. حيث كانوا يقومون بتصوير تجربة إطلاق صاروخ ثم أداروا الكاميرا باتجاه أحد العواصف الرعدية البعيدة. ليتبين لاحقا أنهم التقطوا صورة لعفريت البرق. ثم توالى تصوير هذه العفاريت فيما بعد.
أشباح البرق بعيون العلماء
يفسر العلماء ظاهرة عفاريت البرق بكونها تحدث بسبب التفريغ الكهربائي الذي يحدث في منطقة عالية فوق العواصف مؤدية إلى ظهور مجموعة من الأشكال البصرية. تكتسي ألوانا مختلفة من البرتقالي أو الأخضر أو الأزرق. وغالبا ما تحدث في مجموعات من 50 إلى 90 كلم فوق سطح الأرض. كما يمكن تفسير عفاريت البرق بأنها ظواهر البلازما الباردة التي تتفاعل مع درجات الحرارة الساخنة في التروبوسفير. وقد تكون نوعا من أنواع الحوافز الكهربائية التي تماثل عمل أضواء الفلورسنت. والبعض يعزو هذه الظاهرة إلى تبخر ثقب أسود بأحد المجرات القريبة. ويبقى تفسير علماء النفس هو الأضعف صراحة حيث يزعمون أن هذه العفاريت لا تعدو أن تكون مجرد هلوسات بصرية بسبب الضغط والتوتر والإرهاق الذي يصيب من يراها. وما يُضعف هذا الرأي هو الصور التي تم التقاطها من طرف علماء جامعة مينيسوتا بالإضافة إلى مئات الصور غيرها.
فرضيات أخرى لتفسير أشباح البرق
الأشخاص الذي تعرضوا للاختطاف من طرف أحد الأطباق الطائرة أشاروا إلى رؤيتهم لعفاريت البرق قبل حصول حادثة الاختطاف. وهو ما يطرح سؤالا حول علاقة المخلوقات الفضائية بهذه الأشكال الضوئية التي تظهر في السماء. ويؤمن بعض ممن رأى هذه العفاريت أنها عبارة عن تجسدات لأشباح أو أرواح. فيما يؤكد أصحاب نظرية المؤامرة أن عفاريت البرق ما هي إلا أحد نتائج أبحاث وتجارب تقوم بها القوات العسكرية والمخابرات بشكل سري. ومع تعدد الفرضيات يبقى أمر الجزم بصحة إحداها متعذرا إلى حين ظهور أدلة أخرى قد ترفع النقاب عن أحد أكثر الظواهر الكونية غموضا.
في النهاية
عفاريت البرق مجرد لغز واحد من مجموعة من الألغاز التي لم يجد لها العقل البشري تفسيرا. ولكن العلماء يعكفون على دراستها لفهمها بشكل أعمق. وربما سنصل يوما ما إلى معرفة كيف تحدث بدقة ولماذا.
أضف تعليق