تسعة مجهول
عبد الله الحظرد
الرئيسية » الغاز » كيف اقتحم الشاعر اليمني عبد الله الحظرد عالم السحر والشعوذة؟

كيف اقتحم الشاعر اليمني عبد الله الحظرد عالم السحر والشعوذة؟

عبد الله الحظرد شاعر يمني يُقال إنه انقلب وأصبح ساحرًا مجنونًا بعد أن غاب عن الأنظار مدة عشر سنوات،وقد قيل أنه قد ألف كتابًا تسبب في الكثير من المشاكل له.

حظيت قصة الشاعر اليمني عبد الله الحظرد بشهرة واسعة خاصةً خلال القرن المنصرم، فالرجل الذي كان شاعرًا موهوبًا مشهورًا بقصائده أراد أن يدخل إلى عالم الشهرة من طريق آخر، وهو طريق السحر، لذلك غاب عن الأعين مدة عشر سنوات زعم خلالها أنه يُكلم الكائنات التي تتكلم ويستمع منهم إلى ما حدث في العصور السالفة، ثم جمع كل ذلك في كتاب كان من المفترض أنه تاريخي، لكن كثرة التعاويذ والطلاسم الموجودة فيه تسببت في منع الفاتيكان له، وبعيدًا عن كل ذلك لقي عبد الله الحظرد نهاية مأساوية ومُدهشة، لذلك، دعونا في السطور القادمة نتعرف على كل شيء يتعلق بحياة هذا الساحر المجنون وكيف تحول من شاعر مُبجل إلى ساحر مجنون مُتسبب في الكثير من الخوف.

من هو عبد الله الحظرد ؟

أول الأشياء التي يجب معرفتها عن الساحر المجنون عبد الله الحظرد هو تاريخ مولده، والحقيقة أن التاريخ على ما يبدو قد تعمد إخفاء ذلك الأمر، فلم يذكر لنا التاريخ الذي وُلد فيه بالضبط، لكنه أرجعه إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين، عدا ذلك فقد ذكر التاريخ لنا ميلاد عبد الله الحظرد في صنعاء وحياته المُرفهة التي كان يعيشها وحيدًا مع والدته، بعد أن مات والده عقب مولده بعشر سنوات.

في البداية أحب عبد الله الشعر وأدمن قراءته ثم كتابته، حتى أصبح معروفًا به ومشهورًا بكونه شاعر اليمن الأول في ذلك الوقت، لكن، بمرور السنين وبلوغ عبد الله الحظرد عامه الثلاثين تمكن الجنون بكل أسف منه.

عبد الله الحظرد والجنون

في فترة ما من حياة عبد الله الحظرد، وتحديدًا بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره، بدأ يُفكر في أشياء كثيرة أقل ما يُقال عنها أنها مجنونة، فقد كان يعتقد أن فهم ما جرى في الماضي سوف يُسهل كثيرًا توقع ما سيحدث في المستقبل وتفسير ما يحدث في الوقت الحالي، لذلك فكر عبد الله الحظر في طريقة يمكن من خلالها معرفة الماضي، وكان ذلك التفكير هو أول خيط قاده للجنون الذي سيؤثر على البشرية بأكملها فيما بعد.

في الصحراء الغاوية الخالية سافر عبد الله الحظر لمدة عشر سنوات، زعم خلالها أنه التقى بكائنات من تلك التي عاشت خلال الماضي وتعرفه جيدًا، كما زعم كذلك أنه قد تمكن من التواصل مع هذه الكائنات ومعرفة لغة تمكن من خلالها كتابة التاريخ في كتاب، كان أقرب إلى التاريخ لكنه أصبح فيما بعد مرجعًا في السحر.

مخطوط العزيف

خلال الرحلة تمكن عبد الله الحظرد كما ذكرنا من كتابة أخطر الكتب على الاطلاق، وهو كتاب مخطوط عزيف، والذي زعم عبد الله الحظرد أنه يحتوي على مقابلات مع الجن والكائنات الغامضة التي عاشت في الماضي وسجلته، كما احتوى كذلك على لقاءات مع كائنات من المفترض أن تعود وتستحوذ على ذلك الكوكب الذي يُمثل حقها المسلوب.

تحدث مخطوط العزيف كذلك عن أمور جنونية منها تزاوج مجموعة من الجن مع مجموعة من البشر وانجابهم لثلة من الشياطين الذين أعملوا الفساد في الأرض ودمروها، هذا قبل أن يأتي الطوفان العظيم ويقوم بتطهير الأرض منهم، كما احتوى الكتاب على عدة قصص مجنونة أخرى ساهمت في انتشاره.

انتشار مخطوط العزيف

لم تمضي سنوات قليلة على صدور مخطوط عزيف للشاعر والساحر عبد الله الحظرد إلا وبدأ الانتشار المخيف له، تمامًا مثلما حدث مع كتاب مشابه له، وهو شمس المعارف، لكن الفارق بين الكتابين أن شمس المعارف لم يكن يتورى خلف الصبغة التاريخية، وإنما كان واضحًا جدًا في كونه كتاب سحر مُتخصص، وهذا ما لم يتشارك به مخطوط العزيف الذي ادعى صاحبه أنه كتاب تاريخي حقيقي، كُتب بواسطة شخص تمكن من التحدث مع مخلوقات لم تتحدث مع أحد غيره، كما أنها قد قصت له أغلب ألغاز التاريخ الغامضة، عمومًا، بالرغم من ذلك الانتشار الكبير، إلا أنه ثمة مكان لم يستطع مخطوط عزيف التوغل فيه وتم منعه به.

مخطوط العزيف والفاتيكان

كما ذكرنا، انتشر مخطوط العزيف لصاحبه عبد الله الحظرد في أكثر من مكان، لكنه جاء وتوقف أمام دولة صغيرة الحجم، بالرغم من كونه كبيرة جدًا بالنسبة للمسيحين نظرًا للقدسية التي تحظى بها، وهي دولة الفاتيكان.

فور اقتراب مخطوط العزيف من الفاتيكان أمر بابا الفاتيكان بمصادرته، ثم بعد ذلك منعه وحرقه، حتى وصل الأمر في النهاية إلى سجن كل من يتعامل بهذا الكتاب، سواء بالبيع والشراء، وهذا ما يُبين الخطورة الكبيرة التي كانت تتوافر بين دفتيّ ذلك الكتاب، والتي جعلت كيان مسيحي كبير مثل الفاتيكان يُقدم على حظره وحرقه ومعاقبة من يحمله، بالرغم من أن تعاليم الدين المسيحي في الأساس لا تحض على ذلك، لكن الأمر هذه المرة كان خطيرًا كما ذكرنا.

اختفاء نسخ الكتاب

بعد منع كتاب عبد الله الحظرد من قِبل الفاتيكان بدأت أغلب الأماكن الدينية تحظر مخطوط العزيف، ثم بعد ذلك تتطور الأمر إلى المنع العام المُطلع من قِبل المسئولين في أغلب الحكومات، ببساطة شديدة، تم تضييق الخِناق على الكتاب في شتى دول العالم حتى أصبح وجوده أشبه بكارثة.

منع مخطوط العزيف لم يأتي سُدى، فبالفعل بدأت أعداد ذلك المخطوط تتناقص من مكانٍ إلى آخر حتى أنه قد جاءت في فترة وأصبحت تعد على أصابع اليد الواحدة، ثم جاءت فترة أسوأ اختفى فيها مخطوط العزيف الموجود باللغة العربية ولم يبقى في العالم بأكمله سوى نسخة واحدة مكتوبة باللغة الإنجليزية، وأيضًا لا يعرف أحد أين تتواجد بالضبط، لكن الشيء المؤكد أنها موجودة وأن ثمة كاتب بريطاني يحتفظ بها وينوي تناقلها مع أحفاده، وبالرغم من المبالغة الشديدة في التستر على اسم صاحب النسخة المتبقية إلا أن هناك من يقول إنه هوارد لافكرافت.

نهاية عبد الله الحظرد

كل ما مضى في الحقيقة كان متعلقًا بشكل أو بآخر بكتاب مخطوط العزيف الذي ألّفه عبد الله الحظرد، حيث جاءت نهاية الكتاب كما استعرضناها، لكن أحدًا ما لم يُفكر بالتأكيد في النهاية التي تعرض لها صاحب ذلك الكتاب والرجل المُثير للجدل دائمًا عبد الله الحظرد.

نهاية عبد الله الحظرد لم تكن أقل من نهاية كتابه المأساوية، فقد قال أغلب المعاصرين أن السحرة والمخلوقات الغامضة التي كان يتعامل معها عبد الله الحظرد قد غضبت منه وقررت الانتقام بسبب استخدامه للسحر في أمور سيئة لم يكن مُتفقًا عليها، ولذلك تم قتله شر قتل أمام أعين الناس في مكان عام، حيث ظهر له وحش ضخم غريب وقام بالتهامه واختفى فجأة بنفس الكيفية التي ظهر بها، لتُغلق بتلك الحادثة صفحة الساحر المجنون عبد الله الحظرد للأبد.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

2 × أربعة =