تسعة مجهول
عائلة تشيس
الرئيسية » الغاز » عائلة تشيس : تعرف على مقابرهم المعجزة التي حيرت العالم

عائلة تشيس : تعرف على مقابرهم المعجزة التي حيرت العالم

عائلة تشيس عائلة شديدة النحس، لكن نحسه ظهر بشكل خاص على مقابر تلك العائلة، نستعرض قصص مرعبة لمقابر عائلة تشيس في المقال التالي.

عائلة تشيس ليست عائلة عادية، فهي تُشبه كثيرًا في لعنتها عائلة كينيدي، لكن الفارق الوحيد بينهما أن عائلة كينيدي تظهر لعنتها على الأفراد في حياتهم، أما عائلة تشيس فلا تظهر لعنتهم إلا بعد موتهم، وتحديدًا عندما يُدفنون، وقد تم توثيق اللعنتين وضرب الأمثال بهما على مر التاريخ، لكن لعنة عائلة تشيس ظهرت بصورة أوضح لأنه لا يُمكن حملها على سوء الحظ مثلما هو الحال مع لعنة عائلة كينيدي، فمقابر تلك العائلة التي بناها تشيس في جزر الكاريبي مطلع القرن التاسع عشر لا تزال موجودة حتى الآن لتشهد على لعنة مقابر عائلة تشيس، تلك المعجزة الصغيرة التي حيرت العالم.

تعرف على معجزات مقابر عائلة تشيس

كيف بدأت عائلة تشيس؟

بدأت عائلة تشيس في نهايات القرن الثامن عشر على يد الجد الأكبر جيمس اليود تشيس، وكان ذلك في جزيرة باربادوس التي تقع ضمن سلسلة جُزر الكاريبي الموجودة بدولة المكسيك بأمريكا الجنوبية، وقد كانت جزيرة باربادوس في ذلك الوقت تُعتبر مُستعمرة بريطانية، بل ولا تزال كذلك حتى الآن.

كانت جزيرة باربادوس جاذبة للجميع بسبب جمالها الفائق وندرة الأشجار والحيوانات الموجودة فيها، وكان الأثرياء يهرعون إليها من كل حدبٍ وصوب، ويقومون بشراء مساحات كبيرة منها للعيش بها، وكان من ضمن هؤلاء الأثرياء جيمس إليود تشيس، والذي جاء هو وزوجته وأولاده، وقام ببناء عدة مباني من ضمنها مدافن على الطريقة المسيحية، حيث كان يقوم المسيحيون ببناء قبورهم قبل موتهم، ويجعلونها بجوار بيوتهم التي يعيشون فيها، ولا يزالون يفعلون ذلك حتى الآن.

بداية لعنة مقابر عائلة تشيس

كانت مقابر عائلة تشيس في البداية ككل القبور، ماتت زوجة جيمس وتم دفنها، ثم لحق بها شخصين آخرين من أبنائها، ثم مات جيمس نفسه بعدهم بقترة قصيرة وتم وضعه في تابوت أنيق ودفنه بجوارهم، وأصبح توماس -الابن الأكبر لجيمس- هو كبير العائلة، إلى هنا كنا كل شيء يسير بخير.

مع بداية عام 1807 ظهرت لعنة عائلة تشيس، حيثُ ماتت إحدى سيدات العائلة بأزمة قلبية حادة، وعندما نزلوا لدفنها وجدوا أن التابوت إلى كان يحمل جثمان جيمس قد اختفى بما فيه، وبالطبع ساد الذهول والهلع بين الحاضرين لأن المقبرة كانت مُحكمة الإغلاق وليس بها أية آثار لأقدام، لكنهم لم يجدوا بُدًا من وضع السيدة الميتة وترك كل شيء على حاله وإغلاق المقبرة مرة أخرى.

بعد ستة أعوام تم فتح المقبرة مرة أخرى لدفن توماس، وكانت المفاجأة الشديدة في انتظارها، حيث كانت الفوضى تعم جميع جوانب المقبرة، وكانت التوابيت قد تم نقلها من مكانها، ببساطة، كانت المقبرة وكأنها قد تمت مهاجمتها من مئة شخص، وهذه المرة أيضا لم يجدوا سوى ترتيب هذه الفوضى بأية طريقة ووضع جثة توماس والخروج من القبر، لكنهم كانوا قد بدؤوا في فهم ما يجرى حولهم، لقد وقعوا في اللعنة.

لم تمر ستة أعوام أخرى حتى تم فتح المقبرة مرة أخرى لدفن أحد الأشخاص، وكالعادة، كانت المقبرة تعج بالفوضى والتوابيت مُلقاة على الأرض رغم ثِفل وزنها الذي من المفترض أن يُعيق هذا العبث، لكن الشيء الذي تمت ملاحظته بقوة هذه المرة هو جثة توماس، والتي كانت مُلقاة في جانب القبر بطريقة مُزرية تدل على أن شخصًا ما قد تعمد فعل هذا الأمر مع هذه الجثة تحديدًا، وكالعادة أيضًا لم يتم العثور على أي آثار لأقدام أو شيء يدل على دخول أشخاص إلى القبر، وما يغلق الباب تمامًا أمام أي شك هو هيئة القفل الموضوع على الباب، حيث كان كما هو!

عودة جيمس اليود

كالعادة، بعد هذه الاضطرابات بدأت الشائعات في الظهور، وكانت أولى هذه الشائعات تقول إن شبح مؤسس العائلة الأكبر جيمس اليود قد عاد مرة أخرى ليُشيع الفوضى ولو حتى في نطاق القبر الذي يعيش فيه، فقد كان في حياته مُعتادًا على تسبيب المتاعب للناس وكأنه يستمتع بذلك، حيث كان يُضرب به المثل في القسوة والظلم والاستغلال، حيث أشرف بنفسه على تعذيب الزنوج وقتلهم، لذلك لاقت هذه الشائعات انتشارا كبيرًا حتى صلت إلى حاكم الجزيرة الأكبر اللورد كومبرمير، لكنه كان يرى غير ذلك.

اللورد كومبرمير ومقابر عائلة تشيس

لم يكن اللورد كومبرمير مُقتنعًا بالإشاعات التي تقول بعودة جيمس اليود على شكل شبح، بل كان يرى أن ما يحدث هو مجرد عملية انتقام يقوم به الزنوج الذين كان جيمس يُشرف على تعذيبهم، وأنهم قد رأوا في إشاعة الفوضى بقبره انتقامًا مُناسبًا، وربما يكون هذا التبرير منطقيًا إذا ما وضعنا في الاعتبار مُعاملة جيمس السيئة لمن حوله وكرههم له، لذلك لم يترك اللورد كومبرمير فرد من الزنوج إلى وقام باستجوابه، ثم قام بعد ذلك بالتنظيف والترتيب داخل القبر وحوله ووضع حراسة مُشددة عليه للتأكد من عدم تمكن أي شخص من الوصول إليه، فوق كل ذلك قام بعمل قفل قوي مُخصص لباب المقبرة وأحكمه بطريقة ما لا يمكن لغيره القيام بها، إجمالًا، لقد فعل اللورد كومبرمير كل ما بوسعه لتأمين مقابر عائلة تشيس.

حدوث المعجزة الصغيرة

في عام 1920، وتحديدًا في شهر أبريل، توفي أحد أفراد عائلة تشيس، وعندما ذهبوا لدفنه صاحبهم اللورد كومبرمير وكاتب إنجليزي شهير بدافع التوثيق، وبعدما تم التأكد من أن كل شيء كان كما تركه كومبرمير قبل عدة أعوام تم فتح المقبرة، وكانت المفاجأة المعهودة في الانتظار.

كانت التوابيت مُلقاة على الأرض والجثث مستندة على الحائط، وكان المنظر العام يُوحي بأن فوضى عارمة قد اجتاحت المكان، ومن شدة الذهول اكتفى اللورد كومبرمير بالصمت، أما الكاتب الإنجليزي فقد كتب كتابًا عن هذا الأمر ووصف تلك الفوضى بالفوضى البشعة والوقحة، وقال بأنه لم يرى شيئًا مثل ذلك من قبل.

بعدما استفاق اللورد كومبرمير من صدمته قام بفحص القبر مرة أخرى بصحبة الكاتب الإنجليزي، وذلك بهدف التأكد من عدم وجود أي آثار لأقدام، وعندما لم يجدوا أي أثرٍ لأي شيء أجزموا سويًا أن ما حدث ليس له أي تبرير منطقي أو علمي، وأنه يجب التفكير مرة أخرى فيما أُشيع حول عودة أكبر أفراد الأسرة على شكل شبح للتضييق على الناس وإذلالهم من جديد، وبدا الأمر وكأنه شبه مؤكد للجميع، هذه لعنة عائلة تشيس.

القضاء على لعنة عائلة تشيس

لم يجد اللورد كومبرمير بُدًا من إنهاء الأمر بأي طريقة ممكنة، فلم يجد سوى إغلاق هذه المقبرة للأبد وإفراغها من التوابيت ونقلها إلى مقبرة أخرى، وبالطبع لم يُمانع أي فرد من العائلة أو يعترض على هذا القرار رغبة منهم في القضاء على اللعنة، وبالفعل تم إغلاق القبر في الأول من مارس عام 1821 أمام أنظار الجميع، ليتحول بعدها هذا القبر إلى مزار سياحي يأتي إليه الناس من كل مكان، وقد تم تخصيص موضع صغير في الجانب للدخول والخروج بسهولة، ليظل هذا المكان شاهدًا على اللعنة التي أرعبت الجميع طوال القرن التاسع عشر، لعنة مقابر عائلة تشيس، تلك المعجزة الصغيرة التي حيرت العالم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

9 + تسعة =