استخدم البشر أنواع مختلفة من سموم القتل على مدار التاريخ، وبقيت بعض الأنواع حاضرة حتى عصرنا مثل الزرنيخ الذي يعتبر أكثرهم شهرة، لكن هل هذا النوع هو ما تعرفه عن السموم؟ هناك أنواع عديدة قاتلة وكل منها يحتوي على صفات مميزة، وفي الفقرات التالية نذكرهم لك ونتعرض إليهم بتفصيل متى كان الأمر مستحقًا.
الزرنيخ
قد يكون أشهر سموم القتل عبر قرون طويلة وحتى وقتنا الحالي، وأول من فصله كيميائيًا هو العالم شرويدير في سنة 1640، ويتم استخراجه من القشرة الأرضية، والنوع الشائع منه يسمى بالزرنيخ الأبيض وله العديد من الألقاب، والجرعة السامة منه تكون بين 10-50 ميللي جرام أما الجرعة الفتاكة فتكون بين 60-120 ميللي جرام، ويسبب الموت عن طريق فتك الجهاز الهضمي، وأهم ميزات الزرنيخ أنه يذوب بسهولة في الماء وكذلك فهو عديم الرائحة والطعم، ولذا نجده مستخدمًا في عصور مختلفة مثل عصر النهضة، لدرجة أننا وجدنا مؤخرًا كتابات صينية تعود إلى ألف سنة قبل الميلاد تشرح الطرق التي يمكن استخدام الزرنيخ بها، ويحكى عن لوكريسيا بورجيا الابنة غير الشرعية للبابا ألكسندر السادس أنها كانت ترتدي خاتم مجوف كانت تملأه بمسحوق الزرنيخ لتقتل أعدائها مباشرةً، وهناك العديد من حوادث القتل التي كان الزرنيخ فيها حاضرًا مثل قتل الراهب السياسي الروسي راسبوتين كما ظهر مؤخرًا وكذلك يرجح أنه سبب قتل نابوليون بونابارت.
السيانيد من أخطر سموم القتل
هو ملح من حمض سيانيد الهيدورجين (HCN) الذي يتواجد في بعض البذور النباتية، ويكفي مركب السيانيد القاتل جرعة 2.6 ميللي جرام لقتل أي إنسان لأنه يمنع نقل الأوكسجين إلى خلايا الدم فيسبب فقدان في الوعي ثم يأتي الموت المباشر عن طريق توقف القلب، وتم استخدام السيانيد في الحرب العالمية الثانية كوصفة سهلة للانتحار في حالة محاصرة الجنود ووقوعهم في يد الأعداء، أي أن قيادات الجيش كانت توزعه، وخاصةً الجيش الألماني النازي، بل أن القيادات أنفسهم استخدموه مثل أدولف هتلر وزوجته إيفا براون والسياسي هيرمان جورينج، وفي حادثة جونز تاون الشهيرة التي انتحر فيها 913 إنسان كان السيانيد هو العنصر القاتل.
الشوكران الأبقع
هو من نباتات فصيلة الخيمية، يمكن تمييزه بسهولة عن طريق رائحته الكريهة، ويخرج النبات في بعض الدول العربية مثل دول المغرب العربي وأغلب الدول الأوروبية ومناطق أخرى متفرقة، والمركب السام هو أشباه قلويات الببريدين والتي منها الكونيسين والكونيين وهو سائل زيتي أصفر اللون ويذوب قليلاً في الماء لكن كليًا وبسهولة في الكحول، ويتميز بأوراقه الضخمة وأزهاره البيضاء الصغيرة التي تتفتح في شهري يونيو ويوليو، ولا نجده إلا في المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 1800 متر عن سطح البحر، وينمو في المناطق الصخرية والمهجورة، وهو من أقدم السموم التي عرفتها البشرية، فقد اعتبره الإغريق أهم سموم القتل واستخدموه في عمليات تصفية عدد كبير من الشخصيات المشهورة مثل الفيلسوف سقراط الذي رفض تقديم الاعتراف وتجرع السم، ويؤدي الشوكران الأبقع إلى الشلل ثم الاختناق المميت فيما بين ثلاث إلى ست ساعات، والجرعة الكافية للقتل هي 750 ميللي جرام.
سموم أخرى
إذا جئنا إلى التصنيف الكيميائي سنجد أن هناك تصنيفات عديدة بخصوص سموم القتل ، مثل السموم المعدنية (مثل الزرنيخ والزئبق) أو الغازية (مثل كبريتيد الهيدروجين) أو النباتية (مثل القلويدات)، لكن في العادة يلجأ المجرمون إلى الأنواع المعروفة بأنها سريعة القتل، من تلك السموم نذكر الريسين الموجود في زيت الخروع والأنواع المختلفة من الفطر السام مثل فطر عيش الغراب الشيطاني وعيش الغراب الذبابة، ومن السموم الأخرى نذكر سريعًا البولونيوم والأتروبين والإستركنين والبوتولاينم والأثيلين جليكول.
أضف تعليق