كان اللورد جورج ماكنزي مأمور سجن جريفريير الاسكتلندية في عهد الملك تشارلز الثاني منتصف القرن السابع عشر، عندما قامت ثورة على ميثاق الدين المشيحي الذي تم اعتماده كدين رسمي لاسكتلندا في حينها، مما جعل الملك يصدر اوامره بحبس اكثر من 18 الف ثائر، ونظرا للتعذيب القاسي قتل معظمهم ودفنوا في مقبرة قريبة من ساحة كيرك في المدينة التي شهدت اسوأ مجزرة في تاريخ اسكتلندا كان ماكنزي المسئول الاول عن ازهاق كل تلك الارواح، وفيما بعد دفن جورج ماكنزي في مكان لا يبعد الا عدة امتار عن تلك المقبرة، وفي الاونة الاخيرة سجلت عدة شهادات عن وجود روح شريرة تهاجم الاشخاص الذين يقتربون من منطقة ضريح ماكنزي والضحايا الذين قضوا على يديه .
طوال عدة اشهر من عام 1679 ميلادية تعرض اكثر من عشرين الف من الثوار الذين اعترضوا على الغاء الكنيسة الاسقفية لأسوأ انواع التعذيب والقتل حيث نفذت اعدامات بالجملة في باحات سجن جريفريير ,وقد خصصت مقبرة كيرك للتخلص من الكم الكبير من الجثث المتراكمة والمتعفنة ,في باحات السجن وقد سجل وفاة اكثر من 18 الف سجين حتى العام 1691 الذي حمل للمعذبين نوع من الخلاص من تلك الوحشية التي تجسدت في شخص ماكنزي بوفاته، وكان من اللافت انه تم اختيار مكان قريب جدا لدفنه بحيث لم يكن يبعد اكثر من مئة متر عن مقبرة ضحاياه في ساحة كيرك .
دفن ماكنزي في مكان حصين خوفا من تعرض جسده للسرقة على ما يبدو من قبل من يريدون الانتقام منه حتى وهو ميت، فقد وضع في تابوت معدني ثم اقيم له ضريح على شكل قبة بحيث تم تحصينه بأبواب من الحديد الثقيل، وقد تم اختيار اللون الاسود للضريح .
ارواح شريرة في ضريح ماكنزي
في عام 1998 واثناء تجوال احد المشردين حول ضريح ماكنزي قرر على ما يبدو ان يدخل اليه في محاولة لأخذ قسط من الراحة، وهنا تعرض لهجوم غريب قال انه من ارواح شريرة كانت تحوم حوله ودفعته الى خارج الضريح حيث اصيب عدة اصابات، وفيما بعد تكررت هذة الحادثة مع امرأة ثم مع رجل اخر، ومنذ تلك الحادثة صار شبح ماكنزي من الامور الاكثر شهرة في سكتلندا حيث سجلت اكثر من 500 شهادة عن مهاجمة الارواح لبعض الزوار .
كان اشهر قصة واكثر الشهادات غرابة هو ما شهد به وزير الكنيسة الروحاني في الحكومة الاسكتلندية الذي قاد قداس لطرد الارواح الشريرة في عام 2000 وللكشف عن ماهية الادعاءات حول الروح الشريرة التي تحوم في ساحة كيرك، حيث قال انه لم يقدر على احتمال كل تلك الاصوات التي تحيط بالساحة والصادرة عن الاف الارواح المعذبة والشريرة وهو ما اجبره على مغادرة الساحة بسرعة، وقد توفي بعد هذة الحادثة بأسبوع بعد ان اصيب بذبحة صدرية، بعد فترة عاد ابنه وقام بنفس التجربة لكنه فشل، واستمرت حوادث الهجوم التي شملت عدة انواع من الحروق والكسور والجروح كما تم اتهام روح ماكنزي ببعض الحرائق في المنازل والمؤسسات التي تدرس هذة الظاهرة .
يعتقد الناس الذين يزورون المكان انه مأسور بالشر الذي تملأه روح ماكنزي الشريرة، والاف الارواح التي قضت على يديه وهو ما يجعلهم يصدقون كل الروايات التي تشير الى الكراهية الكامنة في ذلك الضريح تجاه كل البشر، وهو ما دفع مجلس مدينة ادنبره الى اغلاق جزء من الساحة والمقبرة التي تضم ضحايا ماكنزي ريثما يتم اعطاء اجابات واضحة حول تلك القضية، حيث تم استدعاء عدد من العلماء الذين يعكفون على دراسة كل ما يحيط بالضريح ومراجعة الشهادات التي سجلت للتوصل الى حقيقة تلك الروح الشريرة.
للمصدقين بالارواح الشريرة ولمن يعتقدون بوجود نوع من الطقوس التي يجب ان يتم عملها لطرد تلك الارواح ظل البحث عن الرجل الروحاني الذي يستطيع طرد تلك الروح الشريرة بينما تمثل هذة الظاهرة مادة ممتازة للدراسة والمتابعة من محبي الغموض والامور الخارجة عن الطبيعة، وتشكل ايضا هاجس لمجلس ادنبره حيث انه من غير الممكن السكوت على تلك الاصابات الصعبة التي تلحق ببعض السكان مع عجز الجهات الامنية من الوصول الى حقيقة الشيء الذي يهاجمهم او عن الطريقة التي يمكن بها ايقاف هذة الهجمات.
أضف تعليق