تسعة مجهول
جون بنيت
الرئيسية » جريمة » جون بنيت : ملكة جمال أميركا للأطفال ضحية جريمة القتل

جون بنيت : ملكة جمال أميركا للأطفال ضحية جريمة القتل

شهدت بداية الألفية الثالثة جريمة قتل غامضة لطفلة تُدعى جون بنيت كان تُلقب بملكة جمال الأطفال، وقد ظلت قضية بنيت شائكة حتى تم إغلاقها دون التوصل إلى الجاني.

حظيت جريمة قتل الطفلة جون بنيت بشهرة واسعة نهاية القرن المنصرم ومطلع القرن الحالي، حيث كانت بنيت تُعد ملكة جمال أطفال الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت، إضافةً إلى تشبيهها بالممثلة الأشهر مارلين مونرو، لكن جريمة القتل الغامضة تلك جاءت لتقضي على كل هذه الآمال وتُصيب المجتمع الأمريكي بصدمة كبيرة، خاصةً وأن القاتل قد ظل مجهولًا حينها وحتى وقتنا الحالي، أما دوافع القتل فقد تمت صياغتها في عدة نظريات، لكن قبل أن نذكرها دعونا أولًا نتعرف سويًا في السطور الآتية على الحسناء جون بنيت وكيف أصبح بين يومٍ وليلة أجمل طفلة في الولايات المتحدة الأمريكية، والأهم من كل ذلك هو النهاية التي آلت إليها.

من هي ملكة جمال الأطفال التي قتلت غدراً؟

من هي جون بنيت؟

ولدت جون بنيت في بداية العقد الأخير من القرن المنصرم، وتحديدًا عام 1990، وذلك في ولاية شهير بالولايات المتحدة الأمريكية تُدعى فيرجينيا، وبالطبع جميعنا يعرف أن أمريكا في هذا الوقت كانت تعتلي العالم بلا مُنافسة وتتمتع بحياة اقتصادية عالية، لكن هذا الوضع كان يختلف بالنسبة لعائلة جون بنيت التي كانت تتكون من ثلاثة أشخاص، آخرهم جون من الزوجة الثانية للوالد، أما الزوجة الأولى فقد أنجبت طفلين كانا بمثابة أخين غير شقيقين لبطلة قصتنا جون بنيت، لكن كل ذلك لا يهم، الأمر الضروري الآن هو التعرّف على طفولة جون بنيت، والتي انتهت للأبد عند الرابعة عشر.

طفولة جون بنيت

كان طفولة جون بنيت هي حياتها الكاملة، فلم تستطع الطفلة أن تعيش لمرحلة المراهقة أو الشباب، ومع ذلك، حظيت بعشر سنوات أولى من الجحيم، عانت فيها من كل أنواع الحرمان والتفكك الأسري الناجم عن الشجار الدائم، حتى والدتها، كانت تموت أمام عينيها في كل ليلة بسبب حاجتها إلى الدواء باهظ الثمن، وأخيرًا، جاءت العملية الجراحية المُكلّفة لتجعل جون في موضع التهديد بالحرمان، فقد سمعت بنفسها الطبيب وهو يقول ان والدتها إذا لم تُجري هذه العملية عاجلًا ستموت، لذلك، وأمام عجز والدها عن التدخل وإنقاذ والدتها، قامت الطفلة ذات العشر سنوات بمعجزة صغيرة، وجعلت حياة عائلتها تأخذ مكانًا جديدًا لم تكن تحلم به.

الحياة تبتسم أخيرًا

ابتسمت الحياة لعائلة جون بنيت بأكملها عندما تمكنت الطفلة من الولوج إلى مسابقة ملكات جمال الأطفال، والتي حصلت فيها على المركز الأول إضافة إلى مبلغ مالي كبير تكفل بإجراء العملية التي تحتاج والدتها إليها، ثم بعد ذلك بدأت المسابقات تتوالى واحدة تلو الأخرى والأموال تزداد بصورة كبيرة حتى أصبح بإمكان العائلة شراء منزل كبير في منطقة أفضل، إضافةً إلى تعويض سنوات الحرمان الماضية، كل ذلك حدث في أربع سنواتٍ فقط، لكن ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر القابعة في عام 2004 كانت كفيلة بمحو كل هذه الأحلام من جديدة وإحالة حياة الأسرة إلى جحيم.

ليلة الجحيم

كانت واحدة من الليالي الثقيلة، بالرغم من كونها قد بدأت بتجمع الأسرة في حديقة البيت للاحتفال بليلة عيد الميلاد، حيث قامت جون بنيت بالرقص والتمثيل وإلقاء النكات وفعل كل الأشياء التي تعودت على فعلها في السنوات الأربع الأخيرة، لكن، ما لم يعتد عليه أحد أبدًا، أن يذهب الجميع إلى النوم بعد الاحتفال ثم تستيقظ الأم في صباح اليوم التالي لتجد رسالة من شخص يدعي أنه قد خطف جون بنيت ويطلب فدية قدرها مليون دولار، والغرابة أن الأم قد ظنتها في البداية مُجرد مُزحة من الوالد يُمكن اعتبارها من ضمن نكات ليلة عيد الميلاد، بيد أنه عندما دخلت الأم غرفة جون، لم يكن هناك أي أثر لها، إذًا، وقعت الكارثة.

مقتل جون بنيت

أخذت الأسرة والشرطة تبحث عن أي خيط يقود إلى مكان جون بنيت، والغريب في الأمر أن القاتل الذي طلب الفدية لم يترك أي وسيلة للتواصل معه، وبعد حوالي يومين كانت والدة جون تبحث عن شيء ما في القبو فوجدت جثة طفلتها!

كان الأمر جنونيًا بحق، فالطفلة التي اختفت وظل الجميع يبحث عنها مدة يومين لم تكن قد خرجت من بيتها في الأساس، فقد عُثر عليها مقتولة عن طريق الخنق بحبل من الرقبة، أما الجثة فكان يظهر عليها آثار اعتداء خفيف لا يرتقي إلى مستوى الاغتصاب، كان مجرد اعتداء من المحتمل أنه قد نتج عن مقاومة الطفلة لقاتلها، لكن، الأمر الذي كاد يُطير العقول هو ملابسات هذه الجريمة وكيفية حدوثها وأسبابها، ببساطة شديدة، لم يسمع أحد بقصة الطفلة جون بنيت إلا وبادر بعدة أسئلة منطقية، أهمها، كيف حدث ذلك؟ ومن فعله؟ ولماذا؟

كيف حدث ذلك؟

الحقيقة أنه لا أحد يعرف حتى الآن كيف جرى اختطاف جون بنيت من فراشها واقتيادها إلى قبو منزلها وقتلها بهذه الطريقة، لكن التحقيقات تكهنت بأن يكون القاتل قد تسلل إلى الغرفة ثم وضع على فم جون ما يمنعها من الحديث وحملها خارجًا من البيت، إلا أنه قد تفاجئ بوجود أحد أفراد البيت مما اضطره إلى الاختباء سريعًا في القبو، وهناك تيقن أنه لن يستطيع الخروج مع جون، لذلك قام بقتلها عن طريق أقرب أداة قتل وجدها، وهي الحبل، ثم تركها بعد ذلك وخرج كما دخل، والدليل على ذلك كما تقول التحقيقات أن موضع الخروج من القبو لم يكن يسع سوى شخص واحد فقط.

نظريات حول الجريمة

قيلت عدت نظريات بعد مقتل جون بنيت، أهمها مثلًا أن من قام بقتلها هو أحد المُنافسين لها، أو الذين من مصلحتهم أن تختفي جون للأبد، خاصةً وأنها كانت قادمة بسرعة الصاروخ كما ذكرنا، لذلك أرسلوا من تمكن من الولوج إلى البيت وتنفيذ جريمته ثم الخروج منه بسهولة، وهو أمر فتح الباب أمام أصحاب النظرية الثانية والتي تُعتبر مجنونة لما تكيله من اتهامات لأحد الأشخاص الغير مُشتبه فيهم عقلًا.

النظرية المجنونة

النظرية الثانية حول جريمة قتل جون بنيت، والتي تُعد جريمة مجنونة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، هي التي تقول بأن والد جون هو الذي أقدم على قتلها في تلك الليلة، ويُبرر أصحاب هذه النظرية قولهم بأن جون قد أشعرت والدها بعجزها عندما فعلت ما لم يتمكن هو من فعله وأنقذت والدتها وأجرت لها العملية المطلوبة ثم درت الكثير من الأموال على المنزل مما تسبب في حياة هانئة لعائلة جون بأكملها، وهو كما يقول أصحاب هذه النظرية أمر مؤلم جدًا بالنسبة لوالد جون لم يستطع تحمله فقام بقتلها عندما سنحت الظروف، والواقع أن هذه النظرية تستند على أسباب النفسية ولا تعتمد على الأسباب العقلية التي تقول أنه لا يُمكن أبدًا أن يُقدم أب على قتل طفلته.

أم جون بنيت لم تستطع العيش بلا طفلتها أكثر من ستة أشهر وماتت مُتأثرة بمرضها وحزنها على موت جون في نفس الوقت، لتنتهي القصة بمأساة كبيرة بالعائلة بأكملها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × خمسة =