تسعة مجهول
بيرسي فاوست
الرئيسية » الغاز » بيرسي فاوست : ما الذي حدث للمستكشف الإنجليزي الغامض ؟

بيرسي فاوست : ما الذي حدث للمستكشف الإنجليزي الغامض ؟

بيرسي فاوست واحد من المستكشفين المغمورين إلى حد ما، لكن قصة اختفاءه الغامضة جعلت شهرته عالمية ليس نتيجة اكتشافاته، وإنما للظروف الغريبة التي اختفى فيها.

يُعتبر المُستكشف بيرسي فاوست أحد الأشخاص البارزين الذين مروا في التاريخ، وذلك ليس لكونه مُجرد مُستكشف أو رحّال، بل لأنه قد اختفى في ظروفٍ أقل ما يُقال عليها أنها ظروفٍ غامضة، لم يتم التعرف على مُلابستها بعد، وإن كانت الكثير من النظريات قد خرجت بشأن هذا الاختفاء، لكن، قبل أن تخرج تلك النظريات كان هناك العديد من محاولات البحث المستميتة من أغلب الباحثين الموجودين في العالم، وذلك من أجل العثور على بيرسي فاوست وبعثته، لذلك كان لابد من البحث خلف هذا البحث ومعرفة قصته كاملة، وهذا بالضبط ما ستجدونه في السطور الآتية، فدعونا نتعرف معًا على أغرب مُستكشف في التاريخ.

بيرسي فاوست وقصة اختفاءه الغامضة

من هو بيرسي فاوست؟

بيرسي فاوست هو مستكشف إنجليزي من مواليد قرية ديفون بمدينة توركاي أغسطس 1867، وقد كان بيرسي تلميذًا نجيبًا منذ صغره، وهذا ما دفعه إلى الالتحاق بأحد أفضل الجامعات الموجودة في إنجلترا وقتها وهي جامعة نيوتن، كان ذلك في عام 1886، حيث كان بيرسي وقتها قد أتم التاسعة عشر من عمره.

بعدما انهي بيرسي تعليمه التحق بالجيش الإنجليزي، وتحديدًا سلاح المدفعية، حيث كان مُحبًا للعسكرية بشدة، وأخذ يُجدد مدة خدمتها حتى نفادها، لكنه تمكن من خلال الجيش العثور على أهم اكتشاف كما كان يقول دائمًا، لقد وجد نينا باترسون.

بيرسي فاوست والحياة الاجتماعية

أثناء الخدم العسكرية انتقل بيرسي في مهمة رسمية إلى مدينة سيلان، وهناك تمكن من العثور على نصفه الآخر نينا، حيث سقط في حبها من النظرة الأولى ولم تمض شهورٍ قليلة حتى تزوجها في بداية العام 1901، ولم يلبث إلا أن أنجب منها طفلين في عامين مُتتاليين، اسماهما جاك وبراين، وقد نشأ الطفلين نفس نشأة أبيهم، فالتحقوا بمدرسة نيوتن ثم تخرجوا وعملوا مع أبيهم في عمله الجديد، والذي بدأه في عام 1906، أي عندما كان عمرهما 5 سنوات فقط.

بيرسي فاوست والاستكشاف

بدأ بيرسي فاوست طريقه إلى الرحلات الاستكشافية من خلال العمل في المخابرات البريطانية، حيثُ كُلف ذات مرة بالسفر إلى جنوب أفريقيا وعمل مسح لأحد المناطق ورسم خريطة لها، ومع براعته في مهمته الأولى تم إسناد عدة مهام إليه كلها تتعلق بالسفر والترحال، حتى جاء عام 1906 وبدأ بيرسي رحلاته الاستكشافية الخاصة من أقصى قارة أمريكا الشمالية بالبرازيل، حيث قام برسم عدة خرائط لأماكن كانت مجهولة عن سكان البرازيل نفسهم، ليبدأ اسم المستكشف بيرسي فاوست في الانتشار، ويُصبح من أكبر مستكشفي أوروبا وهو في سن التاسعة والثلاثين.

بيرسي فاوست صعوبات الاستكشاف

خلال حياة بيرسي فاوست الاستكشافية واجه الكثير من الصعاب والمخاطر، إن لم يكن من الحيوانات المتوحشة المتربصة في الأدغال فمن القبائل التي كانت تعتبر المستكشف عدو لها وتُقدم على قتله، لكن مع الوقت أصبح بيرسي صديقًا لكل هؤلاء ولم يواجه أيًا من الصعوبات بعدها، بل وقام برسم خرائط الكثير من المناطق بعد اكتشافها وأصبحت كلمة مُكتشف ترتبط ارتباطًا وثيقًا به، لكنه، بالرغم من ذلك، لم يستند إلى عمله كمستكشف فقط، بل بادر فور قيام الحرب العالمية الأولى والتحق بالجيش البريطاني وقاتل ضمن صفوف سلاح المدفعية، وقد كان الأمر غريبًا جدًا بالنسبة للجنود أنفسهم لأنهم وجدوا أشهر مستكشف بالعالم يُقاتل جوارهم، إضافةً إلى أن سنه في هذا الوقت كان يتخطى الخمسين عامًا، لكنه قاتل باستبسال وعاد إلى الاستكشاف مرة أخرى بعد نهاية الحرب ليبدأ الفصل الأهم في حياته.

بيرسي فاوست والمدينة المفقودة

الفصل الأهم في حياة المُستكشف بيرسي فاوست بدأ في عام 1920، وذلك عندما عثر في إحدى المدن البرازيلية على وثائق تدل على ما يُسمى بالكنز المدفون، وقد رجح بيرسي أن تكون تلك الكنوز تابعة للمدينة التي سكنها الأطلنطيين بعد أن هلكت قارتهم، وقد رجح أيضًا أن يكون هذا الكنز هو نتاج ما جمعوه طوال حياتهم وفروا به من القارة، لكن المعضلة الوحيدة التي واجهته كانت مكان هذه المدينة، والذي لم يكن معروفًا لأي شخص، ولهذا السبب بالطبع تم تسميتها بالمدينة المفقودة، وكأنها اختفت فجأة من الوجود ولم يعد بمقدور أحد العثور عليها، عدا بيرسي فاوست، والذي خرج وقرر عدم العودة إلى بعد العثور على الكنز الثمين.

اختفاء بيرسي فاوست

خرج بيرسي فاوست للبحث عن الكنز والمدينة المفقودة عام 1920، وكان كلم ضُغط عليه من مُساعديه للعودة يسمع خبر اكتشاف مُدن جديدة على يد مُستكشفين آخرين، فيُقرر الاستمرار وعدم العودة إلا بعد أن يتحقق له الهدف من رحلته، وقد ظل على هذا المنوال لمدة خمس سنوات، وتحديدًا في عام 1925، مما يعني أن رحلته قد تجاوزت السنتين، وهي المدة التي كان يُحددها قبل بداية رحلاته الاستكشافية، وهنا بدأ القلق حول مصير بيرسي فاوست يتزايد، وبدا يقينًا أن ثمة شيء خطير قد ألم بالمستكشف العظيم ورفقته.

قوافل البحث عن بيرسي فاوست

ريثما أذاعت الصحافة الإنجليزية خبر اختفاء بيرسي فاوست وبعثته بدأت قوافل البحث في الاتجاه إلى القارة اللاتينية ومباشرة البحث، وقد كان نجل بيرسي الأصغر هو أول من بحث عن والده وأخيه، وقد استمر في البحث أكثر من ثلاث سنوات ثم عاد وقد فقد الأمل في العثور على والده أو أي شيء يدل عنه، اللهم إلا لوحة رخامية تابعة لبيرسي وجدت مع أحد القبائل، وقد شك الابن في أن تكون هذه القبيلة قد قتلت أبيه وأخذت أغراضه إلا أنهم أكدوا على أن والده هو من أعطاه لهم بنفسه في بداية رحلته.

جورج ديوت، مستكشف أمريكي شهير، أراد هو الآخر أن يبحث عن بيرسي فاوست وبعثته وعن المدينة المفقودة في نفس الوقت، لكنه مع مرور الوقت وموت أفراد رحلته قام بإلغاء الرحلة عام 1932، ليُكمل بعدها أحد النجوم السينمائيين وقتها، والذي قيل أنه كان يفعل ذلك بقصد الترويج لنفسه، لكنه هو الآخر عاد منتكسًا بعد عام واحد، لتبدأ رابع المحاولات في عام 1950 على يد مُستكشف يُدعى اورلاند، وهذه المرة يعثر اورلاند على ما ادعى أنه رفات بيرسي وبعثته، لكن أسرة بيرسي بالتحليل وجدت أنه لا يتبعهم لتكون آخر المحاولات في عام 1996 على يد رجل أعمال وابنه لكنهم أيضًا يتعرضون للكثير من المضايقات ويموت أفراد رحلته ليُقرروا إلغاء الرحلة ويُغلق بعدها ملف بيرسي فاوست للأبد.

نظريات حول الاختفاء

قيلت الكثير من النظريات حول اختفاء بيرسي فاوست وبعثته، منها مثلًا أنه مع الوقت بدأ يشعر باليأس فقرر الانتحار هو وبعثته، أو أنه قد تعرض فعلًا للمهاجمة من إحدى القبائل وقاموا بقتله هو وبعثته، أو أنه قد وجد امرأة جميلة فتزوج منها وترك الاستكشاف والبعثة وكل شيء، أما النظرية الأخيرة والتي تُعد أقرب للخيال، هي أن بيرسي فاوست قد وجد المدينة المفقودة كما كان يُريد فعلًا لكنه قرر المكوث فيها هو وبعثته فقط وتأسيس سلالة جديدة خاصة بهم وحدهم والتمتع بالكنوز الموجودة في المدينة، وهذا القول بالطبع لا وجود لما يُثبته أو ينفيه، الشيء المؤكد الوحيد أن اختفاء بعثة بيرسي فاوست كان ولا يزال لغز كبير.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

واحد × 1 =