تسعة مجهول
بنيامين باثرست
الرئيسية » غرائب » من هو الدبلوماسي بنيامين باثرست الذي اختفى بطريقة غريبة ومرعبة؟

من هو الدبلوماسي بنيامين باثرست الذي اختفى بطريقة غريبة ومرعبة؟

بنيامين باثرست ، دبلوماسي بريطاني اختفى في بداية القرن التاسع عشر بصورة غريبة، وذلك في طريق عودته من أحد المحاكم الألمانية، وقد قيلت الكثير من النظريات.

حظيت قصة اختفاء الدبلوماسي البريطاني الشهير بنيامين باثرست بردة فعل كبيرة وشهرة واسعة، وذلك لأنها جاءت في وقت بعيد كل البعد عن الحروب والتوترات التي شهدها العالم فيما بعد، وتحديدًا بداية القرن التاسع عشر، كما أن مُلابسات الاختفاء كذلك لم تخلو من الغرابة والدهشة، فقد وصفت الكثير من الأخبار هذه الحادثة بحادثة تبخرّ بنيامين باثرست وليس مجرد اختفاء عادي، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على القصة الكاملة لاختفاء ذلك الدبلوماسي، بداية من الطريق الذي حدث فيه الاختفاء وأسباب السير منه، وانتهاءً بأبرز النظريات التي قيلت في الأمر.

من هو بنيامين باثرست؟

لكل قصة أبطال بالتأكيد، وبطل قصتنا هذه هو الشخص الذي وقع فيه فعل الاختفاء، والحقيقة أن بنيامين بالرغم من كونه مجرد دبلوماسي بريطاني إلا أنه كان يتمتع بقدر من الشهرة قبل وقوع الحادثة، وربما ذلك ما تسبب في الاهتمام بقضيته ومحاولة الوصول إلى حقائق شافية، مما تسبب كذلك في استمرار التحقيقات لفترة طويلة.

وُلد بنيامين باثرست في نهاية النصف الأول من القرن الثامن عشر، وتحديدًا في عام 1744، وذلك في المملكة البريطانية العظمى، وقد عاش بنيامين في قرية باثرست التي اشتُق منها اسمه الثاني، أو اسم والده بمعنى أدق، ذلك الوالد الذي كان موظفًا مرموقًا بالقصر الملكي البريطاني، وبالتأكيد هذا لا يعني أنه كان ضمن الأسرة الملكية، وإنما فقط مجرد عامل فيه، لكن ذلك بالطبع قد تكفل بتوفير حياة جيدة للابن بنيامين الذي تفوق في دراسته وانخرط في الحياة السياسية وتدرج فيها حتى أصبح دبلوماسيًا مرموقًا وتعرض لهذه الحادثة، لكن، لماذا ذهب بنيامين ليختفي في ألمانيا؟

الطريق إلى ألمانيا

إذا سألنا الآن سؤالًا منطقيًا وقولنا لماذا اختفى بنيامين باثرست في ألمانيا بالرغم من كونه بريطانيًا فإن الإجابة على هذا السؤال ستكون بالتأكيد هي إجابة سؤال آخر مُختلف، وهو لماذا مرّ بنيامين ببريطانيا من الأساس؟ وإجابة السؤالين كما ذكرنا واحدة، وهي أنه كان مُخولًا بعملٍ ما في النمسا!

كان بنيامين واحد أصدقائه مُطالبين بإنجاز عملٍ ما في النمسا، وتحديدًا بأحد المحاكم الموجودة بالنمسا، وبالتأكيد لم تكن هناك طائرات أو عربات في ذلك الوقت، وكانت العربات التي تُجر بالجياد هي وسيلة المواصلات الأسرع والأفضل، وكان من الطبيعي أن يكون طريق العودة إلى إنجلترا يمرّ بألمانيا، لكن ما لم يكن طبيعي بالمرة هو ما حدث بعد ذلك.

بداية حادثة الاختفاء

دخل بنيامين باثرست ورفيقه إلى الأراضي الألمانية في طريقهم إلى موطنهم بإنجلترا، كان الشتاء حاضرًا في ذلك الوقت، وكانت الجياد تُعاني من السير وسط الثلوج، ناهيك عن الرذاذ الذي كان يُغطي زجاج العربة، وقد حاول الدبلوماسي وصديقه مواجهة هذا الأمر في البداية بالمكوث بأحد الفنادق الألمانية للراحة لساعات ومواصلة الرحلة بعد ذلك، لكن الطريق ذلك الوضع استمر، بل وازداد سوءًا.

مع انتهاء الظهيرة لم يجد الصديقين بُدٌ من مواصلة الرحلة ومحاولة التغلب على الطقس السيئ، والذي منع الناس من التواجد خارج بيوتهم أيضًا، وبالفعل، في تمام الثالثة عصرًا واصل الصديقين طريقهما، وبعد أقل من نصف كيلو متر توقفت العربة بعد أن غرزت في الثلج، وبالتالي نزل بنيامين وصديقه لمعالجة الأمر، وهنا حدثت المعجزة.

بنيامين باثرست يتبخر

مع توقف العربة بفعل الثلوج نزل بنيامين باثرست وصديقه لمحاولة مُعالجة المشكلة، حيث اتجه بنيامين بالجاروف إلى أسفل العجلات وأقدم على إزاحة الثلج، أما صديقه، والذي لم يذكر التاريخ اسمه لنا، فقد حمل قطعة من القماش وقام بمسح زجاج العربة الذي كان مشوشًا بشكل يحجب الرؤية، ومع انتهاء صديق الدبلوماسي من عمله كان بنيامين وكأنه لم يكن، أي ليس له أي وجود، وبعض لحظات قليلة من القلق عاشها صديق الدبلوماسي لم يجد بُدًا من الركض نحو الفندق لطلب المساعدة والبحث عن صديقه الذي اعتقد في البداية أن مكروهًا قد ألمّ به.

البحث عن بنيامين باثرست

بدأت رحلة البحث عن الدبلوماسي بنيامين باثرست بعد أقل من نصف ساعة من اختفائه، حيث تم محاوطة الطريق من قِبل الحرس الموجودين في الفندق، كما تم كذلك التفتيش في بعض البيوت المُحيطة بالطريق، إجمالًا، تم إجراء كل الإجراءات الممكنة في مثل هذه الظروف، والحقيقة أن أهمية بنيامين باثرست وكونه أحد الدبلوماسيين الهامين، ساهم في تكثيف عملية البحث، كذلك الطريقة الغريبة والمُحيرة للاختفاء كانت دافعًا نحو كشف حقيقة الأمر والتوصل إلى نهاية مفتوحة له بدلًا من النهاية المسدودة التي كانت تقود إلى تفسيرات مجنونة، عمومًا، مع البحث الذي دام لمدة ثلاثة أيام، والتحقيقات التي استمرت لعام كامل، ثبت يقينًا أن العثور على بنيامين أمر من سابع المستحيلات، وهنا ظهرت الحاجة الملحة إلى بعض التفسيرات المنطقية، أو الغير منطقية، لما حدث لذلك الدبلوماسي.

تفسيرات ونظريات

إذا ما بحثنا عن تفسير منطقي لما حدث للدبلوماسي بنيامين باثرست فبالتأكيد سوف نجد صعوبة في العثور عليه، لأن الحادثة كما نرى مليئة بالغرابة والدهشة، لكننا سنحاول فعل ذلك على أمل أن نتوصل إلى شيء، والحقيقة أن التفسير الأقل جنونًا هو الذي خرج به أصحاب النوايا السيئة، والذي اتهم صديق الدبلوماسي بقتله وإخفائه.

رأى البعض أن شهادة صديق الدبلوماسي بنيامين باثرست كانت تعج بالتناقضات والأمور الغير منطقية، لذلك لم يتريثوا في اتهامه بتدبيره لقتل صديقه طمعًا في الحصول على مكانته، لأنه كان بمثابة مساعده، والأكثر أحقية بمنصبه من بعده، لكن البعض الآخر استبعد ذلك التفسير نظرًا لعدم وجود أي مقدمات له، فقد كانت العلاقة بين الصديقين جيدة للغاية.

هرب الدبلوماسي

على النقيض من التفسير الأول تمامًا، فقد قال أصحاب الرأي الثاني أن اللوم على اختفاء بنيامين باثرست يُلقى على بنيامين نفسه، وذلك لأنه ببساطة هو من لاذ بالهرب، ومن هنا بدأت التكهنات والتفسيرات حول الأسباب التي تدعو شخص دبلوماسي مثل هذا إلى الهرب، فهناك من قال مثلًا أنه قد اكتشف اكتشافًا خطيرًا ولم يُرد أن يُطلع بنيامين عنه ففعل ما فعل من أجل الإفلات بالاكتشاف لنفسه، وهناك من يقول أنه قد رأى فتاة جميلة فأُعجب بها ثم قرر في لحظة ما أن يهرب ويعود لها، وبالطبع لا تتجاوز كل هذه الأقوال مصطلح الشائعات والتكهنات، وذلك لأنه ببساطة لم يثبت ظهور بنيامين باثرست مرة أخرى، وهذا ما يأخذنا إلى الاحتمال الثالث.

التبخر في الهواء

التفسير الثالث الذي قيل عن اختفاء بنيامين باثرست، والذي يُعتقد أنه الأقرب إلى الحقيقة بالرغم من عدم واقعيته، هو أن بنيامين لم يتعرض لأي أذى بشري على الاطلاق، وإنما تدخلت الطبيعة وفعلت به فعلت، أي أنه، وببساطة شديدة، قد تبخر في الهواء ووقع ضحية لحادثة اختفاء غامضة تكررت كثيرًا خلال هذه الفترة لأكثر من شخص.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

1 × 4 =