تسعة مجهول
براندون سوانسون
الرئيسية » الغاز » براندون سوانسون : شاب اختفى في ظروف شديدة الغموض!

براندون سوانسون : شاب اختفى في ظروف شديدة الغموض!

براندون سوانسون شاب أمريكي حديث البلوغ، اختفى في ظروف غامضة عام 2008، لكن الأغرب من اختفائه كان الطريقة التي اختفى بها، والتي جعلت من قضيته لغز حقيقي.

حظيت قضية اختفاء الشاب الأمريكي براندون سوانسون بضجة كبيرة في أوساط الصحافة والإعلام، خاصةً وأن براندون كان يتبع أسرة ثرية إلى حدٍ ما، لكن الأكثر غموضًا في القضية، والذي جعلها أحد أهم الألغاز بحق، هي أنها احتوت على بعض الملابسات الغريبة، وذلك مثل مُكالمة براندون الأخيرة لوالديه، والمكان الذي اختفى به، وأشياء أخرى كثيرة تجعل من اختفائه حدث كبير، دعونا نتعرف عليه بالتفصيل في السطور القليلة القادمة، لكن أولًا، وقبل الحادث، دعونا نقترب أكثر من بطل هذه الأحداث، الشاب الجامعي المسكين، براندون سوانسون.

كيف اختفى الشاب براندون سوانسون ؟

من هو براندون سوانسون؟

براندون سوانسون هو ابن عائلة سوانسون المُدلل، وُلد في السابع من مايو عام 1989، وعاش بولاية مينيسوتا القابعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع ما سبق ذكره من معلومات لا يضع فارقًا بينه وبين أي شخص آخر وُلد في نفس العام وعاش بنفس المُقاطعة، لكن حياة براندون في الحقيقة تختلف تمامًا عنهم.

وجد براندون سوانسون نفسه سليلًا لعائلة يُمكن أن توصف بلا مُبالغة بالملكية، فقد كان والده يملك شركة سيارات كبيرة ورثها عن والده، وكان من المتوقع أن يرثها براندون فيما بعد، لكنه للأسف لم يسمع بذلك سوى في طفولته، أما الحقيقة فكانت كابوسيه بكل ما تعنيه الكلمة من معان.

طفولة براندون سوانسون

طفولة براندون سوانسون تختلف عن طفولة أي طفل آخر في أنها كانت تنعم بالكثير من التدليل، فالمدرسة التي كانت مُقامة له في بيته الكبير، والسيارة التي كانت مُرخصة له منذ العاشرة، والخدم الذين كانوا يفوقون سكان قرية كاملة، كل هذه الأمور بالطبع ليست مُتاحة لأي طفل آخر، لكن براندون في الحقيقة لم يتأثر بكل ذلك، بل تابع طريقه بكل جد مُستغلًا ذكاؤه الفطري، لقد كان مؤهلًا بشدة لقيادة شركة أبيه وجده، لكن أحد أيام مايو القابع في عام 2008 تكفلت بإنهاء كل هذه الاحلام وقتلها في مهدها.

بداية الحادثة

بدأت حادثة اختفاء براندون سوانسون بحفلة صاخبة، أُقيمت بمنزل أحد الأصدقاء بمناسبة دخول الجامعة، وقد كان من المفترض أن يُشارك براندون في هذه الحفلة، لكنه في الحقيقة لم يصل في الوقت المناسب، لم يصل أصلًا.

بدأت الحفلة في تمام العاشرة من مساء مايو القابع في عام 2008، وقد كان من المفترض أن يصل براندون على الأكثر في الحادية عشر، لكن ذلك لم يحدث، وإنما ظل الجميع في انتظاره حتى الساعة الثانية عشر، وفي هذا الوقت، كان براندون قد أجرى مُكالمته الهامة لوالديه، تحديدًا من موقع الاختفاء.

المكالمة الغامضة

أجرى براندون سوانسون مكالمة غامضة مع والديه، أخبرهم فيها بأنه قد تعرض لحادث إثر خلل أصاب السيارة يُرجح أن يكون بسبب عدم السيطرة عليها، والحقيقة أن كل ما كان يحتاجه والديّ براندون هو معرفة مكانه بالضبط والذهاب لإنقاذه، لكن ذلك لم يحدث، وإنما استمرت المكالمة الغامضة أكثر من أربعين دقيقة دون أن ينطق براندون بجملة مُفيدة تدل على أي شيء، الأدهى من كل ذلك أنه قد أعطى في نهاية المكالمة جرعة خوف لوالديه لم يكونا في حاجة إليها، حيث صرخ فجأة من الذعر قبل أن ينقطع الخط وتنتهي المكالمة، “إذًا، لا مجال للتأويل والتفسير، لقد حدث مكروه لطفلنا” هذا ما استنتجه الوالدين وعليه بدأ البحث على الفور.

البحث عن براندون سوانسون

بدأ البحث عن براندون سوانسون بعد ساعتين من اختفائه، وبالطبع كان الطريق المؤدي إلى الحفلة هو أول الأماكن التي بدأت الشرطة بالبحث فيها، إلا أنه مع تفريغ مكالمة براندون الأخيرة وإعادة سماعها من جديد تم التقاط اسم لأحد الأماكن.

في مكالمته الأخيرة ذكر براندون على انقطاع أن سيارته قد انحرفت عن مسارها بالقرب من بلدة تُسمى ليند، وهذا يعني بالطبع أنه مع البحث في هذا القرية سوف يتم العثور على الشخص المفقود، وهذا ما حدث بالفعل بعد ست ساعات، لكن ما تم العثور عليه لم يكن سوى نصف ما تُريده الشرطة وتبحث عنه.

أين ذهب؟

عثرت الشرطة في قرية ليند على سيارة براندون سوانسون، لكن لم يتم العثور على براندون نفسه بداخلها، حيث كانت فارغة تمامًا، ومقلوبة على ظهرها، وكان هناك كسر في أحد النوافذ، على الأرجح خرج براندون منه، لكن، ما لم يتم التأكد منه، هل خرج براندون من السيارة أم أن شخص ما أخرجه؟

الاحتمال الثاني بالطبع كان مُخيفًا، لأنه لا يعني أن راندون قد تعرض لحادث سيارة، وإنما تعرض لحادث اختطاف أيضًا، وعليه فهو مُعرض لحادث ثالث، لم تُرد الشرطة أن تضعه في ذهنها لحين انتهاء البحث، لأنه ببساطة كان كارثيًا.

البحث في الغابة

كان ثمة غابة صغيرة غير مألوفة، وغير مُعدة بالأساس للدخول، لكن الشرطة جعلتها وجهتها الأولى في البحث عن براندون سوانسون، ففي أسوأ الأحوال سيكون الشاب فيها بإرادته أو رغمًا عنه.

بالرغم من خطورة الغابة لم تتوانى الشرطة في البحث بها لإيجاد براندون، والحقيقة أن تكثيف عمليات البحث أمر راجع في الأساس إلى خلفية براندون وعائلته الثرية، لكن، على كلٍ، بعد البحث، والذي استمر أكثر من أربعة شهور، لم تحصل الشرطة على أي شيء، فأبلغت عائلة براندون أنها ستوقف البحث وتُغلق القضية، وللأمانة، فإن مدة البحث التي استغرقتها الشرطة في البحث عن الشاب الثري تُعد أكبر مدة بحث في التاريخ.

نظريات وتفسيرات

مثلما هو الشائع في كل القضايا المُشابهة، بعد هدوء الأحداث تبدأ النظريات والتفسيرات في الخروج، وبالطبع عندما نتكلم في شخص تجاوز غيابه الأربعة أشهر فإننا نبدأ باحتمالية قتله، لكن السؤال المُثير بحق، لماذا وكيف؟

لماذا يتم قتل براندون سوانسون؟ سؤال أراد المحققون الإجابة عنه في أسرع وقت، خاصةً وأن مُبررات هذا السؤال لم تكن موجودة، فهو ليس على عداءٍ مع أحد، كما أنه لم يتصل أبدًا من يطلب فدية مُقابل إطلاق سراحه، والأهم من كل ذلك أنه لم يكن ثمة دليل على مكان اختفائه، فقط انحراف في مسار السيارة والعثور عليها بالقرب من الغابة، تلك الغابة التي جعلت البعض يفكرون في أمر آخر.

الغابة المُفترسة

قبل اختفاء براندون كان البعض يتناقل أخبار ظهور حيوانات مُفترسة في الغابة، كانوا يقولون إنها قد ظهرت فجأة، والتهمت في أقل من شهر ستة أشخاص بينهم طفل، لذلك رجحوا أن يكون براندون قد لقي نفس المصير، لكنهم تذكروا أمر آخر، وهو أن الذين راحوا ضحية الحيوانات المفترسة في الغابة كانوا يدخلون الغابة أولًا، وهو ما لا يتوافر في براندون، لأنه بالتأكيد لم يدخل الغابة بإرادته ولم يكن ينوي دخولها من الأساس، على كلٍ، في النهاية لم تظهر جثة براندون سوانسون أو أي شيء يدل عليه بخلاف سيارته، وتم إغلاق القضية وتقييدها ضد مجهول.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة + إحدى عشر =