حظيت بحيرة نيوجيرسي بشهرة واسعة منذ إنشاءها وحتى الآن، وذلك لما تتمتع به من غرائب جعلت الناس يتحدثون عن وجود لعنة بها، فقد كانت تلك البحيرة دائمًا مقبرة لمن يمرّ بها، حتى يُقال إنها قد ابتلعت أكثر من ثلاثين شخص، صاحب الحظ الجيد فيهم هو من تم العثور على جثتهم، أما البقية فلا يعرف أحد ما الذي حلّ بهم، لكن، قبل أن نتناول لعنة بحيرة نيوجيرسي دعونا أولًا نستكشف في السطور الآتية تاريخ البحيرة ونعرف كيف بدأ الأمر برمته وكيف تتطور حتى وصل إلى لعنة تُسبب الرعب لكل من سمعوا بها.
بحيرة نيوجيرسي التي تسببت في اختفاء الكثير من الأشخاص
بحيرة نيوجيرسي
بدايةً يجب أن نعرف موقع بطلة قصتنا، بحيرة نيوجيرسي، والتي تتواجد ببلدة كلينتون الواقعة في ولاية نيوجيرسي الموجودة بدورها في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم البدء في إنشائها عام 1960 بغرض إقامة سد كبير بالمكان، أما مساحة البحيرة فهي تتجاوز الألفي فدان والعمق لا يقل عن خمسة وخمسين متر، وقد تم تشجيع السكان على العمل ببحيرة نيوجيرسي عن طريق جلب الأسماك والسلمون المرقط لجذبهم للصيد، أما الأماكن المُحيطة بها فقد تم استغلالها كذلك بإنشاء بحيرات ومُنتجعات، مما تسبب في جعل بحيرة نيوجيرسي واجهة سياحية كبيرة وفخر للولاية بأكملها.
بداية الألغاز
ظلت بحيرة نيوجيرسي مُزدهرة حتى عام 1973، أي بعد ثلاثة عشر عامًا من إنشائها، ثم بدأت الكوارث بعد ذلك تتطاير عليها، حيث افتُتحت بحادثة اختفاء الشقيقين كريس اللذان كانا يصطادا في أول البحيرة، ثم فجأة حدث انقلاب للقارب الخاص بهما مما تسبب في إغراقهما، لكن، لحظهما الجيد كان ثمة مجموعة من الغواصين بالقرب من مكان الحادثة، فهرولوا لإنقاذهم سريعًا، بيد أنهم بعد بحث طويلا لم يعثروا على الأخوين، وذلك بالرغم من كون البحيرة ليست عميقة في الأساس، لتُفتح بهذه الحادثة بوابة الألغاز.
سلسلة من الحوادث
منذ عام 1973 وعلى مدار ثلاثة عقود وقعت سلسلة من حوادث الغرق الغريبة، والتي كان جميعها على مرأى ومسمع من الجميع، وكأنها لا تحدث إلا بهذه الصورة حتى تُثير جنون كل من يرصدونها، فمرة مثلًا يحدث أن يكون هناك مركب صيد كبير به عدد لا بأس به من الصيادين، ثم فجأة، وعند مرور المركب من قلب بحيرة نيوجيرسي الغريبة، يختفي أحد الأشخاص ولا يتم العثور عليه مهما كان البحث شديدًا، ومرة أخرى يغرق شخصين ولا يتم العثور إلا على جثة شخص واحد فقط، وهكذا في أغلب الحوادث التي وقعت، حتى شكلت البحيرة لغز كبير عجز الجميع عن فهمه، بل والأكثر غرابة من ذلك هو بدء ظهور الجثث.
ظهور الجثث
بدأت الجثث في الظهور على سطح بحيرة نيوجيرسي في فترة التسعينات وما تلاها، حيث كان يتم العثور في كل مرة على جثة مجهولة لا يتم التعرّف غالبًا على صاحبها، لكن كان يُجذم به على حسب ملابسه، والغريب أن الجثث كان يُعثر عليه في نفس المكان الذي اختفت فيه، والذي بُحث به عند الاختفاء ولم يتم العثور على الشيء، ليُضاف بذلك لغز جديد يتعلّق بأسباب اختفاء الجثة المفاجئ وأسباب عودتها المُفاجئ أيضًا، لكن، عندما هدأت موجة ظهور الجثث تلك بدأت بعض النظريات حول أسباب الاختفاء في الظهور.
نظريات حول الاختفاء
هناك بعض النظريات التي قيلت عن بحيرة نيوجيرسي وأسباب حالة الاختفاء الكثيرة التي تحدث بها، لكن النظريتين الأهم واللذان يُمكن الأخذ بهما هما نظرية الطبيعة ونظرية الأشباح.
نظرية الأشباح، النظرية المُستبعدة
أولى النظريات حول ما يحدث في بحيرة نيوجرسي من أمور غريبة تُسمى نظرية الأشباح، وهي نظرية مُستبعدة تقوم على فكرة وجود أشباح بقاع بحيرة نيوجيرسي يقومون بخلق كل هذه الفوضى، يقول أصحاب هذه النظرية أنه قبل بناء بحيرة نيوجيرسي ومن ثم السد كان هناك قرية صغيرة تُدعى كلينتون تقع في هذه المنطقة وتُعيق بشكل أو بآخر إتمام بناء هذه البحيرة، لذلك عرضت الحكومة الأمريكية عليهم أن تقوم ببناء مساكن جديده لهم ونقلهم إلى مكانٍ أفضل، لكن بعض السكان لم يقبلوا بهذا الأمر وأصروا على البقاء بالقرية، مما دفع الحكومة إلى هدم البيوت عليهم وبناء البحيرة رغمًا عنهم، ولذلك تظهر أشباح الموتى لكل من يدخل البحيرة التي بُنيت موضع هذه القرية، وتقوم بقتله ثأرًا لما فعلته الحكومة بسكان البلد الأصليين.
الرد على نظرية الأشباح
بالطبع وصلت نظرية الأشباح إلى مسامع الحكومة الأمريكية وعرفوا أن هناك من يتهمهم بقتل أهالي قرية كلينتون الأصليين وبناء بحيرة نيوجيرسي بدلًا منها، وبالتالي تعريض كل من يعبر بها للعنة الأشباح.
الحكومة قالت في بيان واضح أن كل ما يُثار ليس له أي أساس من الصحة، وأن القرية قد تم تفريغها عن بكرة أبيها بعد أن تم تعويض سكانها بتعويضات عادلة لم يكونوا يحلموا بها، كما أنه بالمنطق، وبعيدًا عن بيان الحكومة، لا يُمكن أن تُقدم إدارة واعية مثل إدارة الولايات المتحدة الأمريكية على ارتكاب حماقة مثل هذه، خاصةً وأننا نتحدث عن عام 1970، وليس قرن عتيق لم يكن فيه كمية الوعي التي كانت موجودة في أكبر دولة في العالم هذا الوقت وحتى يومنا هذا، لتُستبعد بذلك نظرية الأشباح ويتم الاحتكام إلى النظرية العلمية المنطقية.
نظرية الطبيعة، النظرية العلمية
النظرية الثانية، التي تتعلق بأسطورة بحيرة نيوجيرسي الغامضة، تنص على أن الطبيعة الغريبة التي تتمتع بها البحيرة هي السبب الرئيسي في كل ما يحدث بداخلها، فالمياه التي تكون هذه البحيرة هي في الأساس مياه بارده تعود إلى مصدر مُتجمد بدرجة برودة تتجاوز الثلاثين درجة تحت الصفر، لكن عندما تلتقي هذه المياه الباردة في الأصل مع سخونة الهواء التي تنتجها طبيعة موقع بحيرة نيوجيرسي الجغرافي تحدث الدوامات التي تتسبب في النهاية بإغراق القوارب والسفن وقلبها رأسًا على عقب البحر، كما تحدث الظواهر الطبيعية الأخرى كالصواعق والأعاصير وغيرهما، لكن يبقى سؤال منطقي آخر يحتاج إلى إجابة لا تقل منطقية عنه، الجثث التي تغرق في قاع بحيرة نيوجيرسي، كيف تختفي وأين؟
لغز اختفاء الجثث
فيما يتعلق باختفاء الجثث التي تغرق في بحيرة نيوجيرسي الملعونة يقول بعض العلماء أن ذلك الأمر ربما يرجع إلى الموقع الجغرافي للبحيرة وتضاريسها أيضًا، فمثلًا عندما تغرق الجثة وتنزلق إلى قاع الحيرة تتعلق بالأشجار الموجودة فيها منذ زمن، فقد قلنا آنفًا أن هذه البحيرة في الأساس تم بنائها على أنقاض مدينة كلينتون، المهم أنها عندما تعلق بالأشجار في القاع المنخفض نسيبًا تحدث عملية تحلل لها بسبب التربة التي تتمتع بطبيعة تجعلها قادرة على فعل ذلك، ولا يستمر الأمر طويلًا حتى تتحلل الجثة كليًا وتصبح كأنها والوجود العدم، تاركةً لنا بذلك لغز كبير يدعى لغز بحيرة نيوجيرسي الملعونة، أو كما يُقال عنها دائمًا، بحيرة الأشباح والجثث.
أضف تعليق