الوجوه الشيطانية هو اسم فيلم العودة إلى بابل هو أحد الأفلام الكوميدية التي أنتجته هوليود في 1993، ولكنه تحول في فترة قصيرة إلى أحد أكثر الموضوعات إثارة للرعب. من فيلمٌ كوميديٍ إلى واقعٍ مرعبٍ للكثيرين أرّق مضجعهم ومنعهم من النوم لفترةٍ كبيرة وكان طاقم تصوير ذلك الفيلم متضمنًا الممثلين أنفسهم من قائمة هؤلاء الذين عجزوا عن النوم من تلك الأحداث، القصة وما فيها تبدأ عام 1993 في هوليود عندما قرر أحد المخرجين أن يقوم بتصوير فيلمٍ يدعى “العودة إلى بابل” لكن على طريقة أفلام الأبيض والأسود الصامتة القديمة كنوعٍ من التغيير والفكاهة وإعادة إحياء فن الماضي مرةً أخرى، كان الغرض من الفيلم ترفيهيًا وكان على غير العادة فيلمًا كوميديًا، فنحن اعتدنا دومًا أن أحداث وقصص الرعب التي تحدث في مواقع تصوير الأفلام دائمًا ما تحدث عند تصوير أفلام الرعب، شيءٌ من قبيل أن إحياء ذكرى العفاريت بأحداث الفيلم يستفزهم ويستدعيهم لتتحول ساحة تصوير الفيلم لفيلم رعبٍ حقيقيٍّ، قصةٌ قديمةٌ مستهلكةٌ في الأفلام ذاتها فتشاهد فيلم رعبٍ يحكي عن تصوير فيلم رعب ثم تدور أحداث الفيلم حول ما حدث للمثلين والطاقم أثناء التصوير، لكنها قصصٌ وأفلام أليس كذلك؟ لا علاقة لها بالواقع ولا تحدث في الواقع لكن الحقيقة أن هذه المرة كان الفيلم كوميديًا بريئًا يهدف لرسم البسمة والضحكات على الوجوه ولا طاقة له بالرعب والكائنات المرعبة، لكن من قال أن الأفلام الكوميدية لا تستطيع بدورها استدعاء العفاريت؟
الوجوه الشيطانية : أكثر الأفلام غموضًا
عندما بدأ الرعب
بدأ تصوير الفيلم بشكلٍ عاديٍّ طبيعي مثله مثل غيره من الأفلام بل في الواقع أقل من غيره من أفلام ذلك الوقت، فمحاولة إحياء الماضي جعلت من المعدات المستخدمة والمطلوبة شيئًا تقليديًا بسيطًا وقليل التكلفة، حتى أن تكاليف إنتاج الفيلم بأكمله كانت منخفضةً جدًا، لكن أثناء التصوير بدأ الطاقم كله يشعر بالطاقة السلبية المخيمة بإصرارٍ على المكان وبأن أمرًا ما لا يبدو طبيعيًا أو صحيحًا، لكن كل واحدٍ أسرّ في نفسه ما شعر به ولم يجاهر به الآخرين، بدأ الممثلون يشعرون بحضورٍ آخر سواهم أثناء التصوير وبأنهم ليسوا الوحيدين الواقفين أمام الكاميرات في المشاهد بل إن هناك حضورًا يشعرون به لكن لا يستطيعون رؤيته، ومع الوقت بدأ الإحساس بذلك الحضور في التزايد وبدأ الطاقم يشعر بلمساتٍ باردةٍ خفية تنالهم من لا مكان وبأنهم مراقبون، كما بدؤوا يرون الظلال الغامضة والحركات الخفية ونال منهم إرهاق العمل وما يرونه فصار أشبه بالمستحيل لهم التفرقة بين إن كان ما يرونه حقيقةً أم هلوسة، إحدى الممثلات بدأت تشك في حواسها وقدراتها على التفرقة بين الواقع والخيال فعلًا لكنها رغم ذلك كانت عاجزةً عن تجاوز أحاسيسها الغريبة والرعب الذي يدب في أوصالها مما تشعر به، فهي لم تعد قادرةً على الوقوف أمام الكاميرا بدون أن تشعر بأن قوىً غريبةً تحاول دفعها ومشاطرتها لحظة التصوير وصارت ترى الظلال المرعبة تبرز وتختفي في كل مكان، كما أنها لم تعد قادرةً على تجاهل اللمسات الباردة التي تصل إليها من لا أحدٍ ولا مكان فمن أين تأتي ولماذا يحدث ذلك؟ لم تكن تدري
ومن جانبٍ آخر
أثناء استعراض بعض المشاهد واللقطات التي تم تصوريها من الفيلم بدأت تظهر صورٌ غريبة وظلالٌ مخيفة لكن الأكثر رعبًا للجميع كان صور الممثلين والممثلات، في الواقع كانت تلك الصور هي السبب في تلقيب ذلك الاسم بلقب الوجوه الشيطانية وكان السبب في إثارة واحدةٍ من الظواهر التي دفعت كثيرًا من الباحثين والمهتمين بالخوارق والظواهر الغريبة إلى الاهتمام بذلك الفيلم والنظر فيه ومحاولة فهم ما حدث للمثلين خلاله، كانت بعض اللقطات تظهر الممثلين عاديين طبيعيين كما هم على حقيقتهم لكن في لقطاتٍ أخرى كان نفس الممثلين العاديين الطبيعيين يتحولون إلى أشكالٍ ووجوهٍ شيطانيةٍ مرعبةٍ ومخيفة، رصدت بعض الصور أطراف الممثلين تزداد طولًا بطريقةٍ مرعبة بل ربما تظهر لهم المخالب أو الأظافر الطويلة اللا آدمية، وفي لمحاتٍ أخرى ظهرت وجوه الممثلين بملامح مغايرةٍ تمامًا لملامحهم، كان البعض أسود العينين تمامًا كأنه شيطانٌ رجيم والبعض الآخر استطالت أنوفهم وتشوهت ملامحهم لتظهر بصورةٍ معوجّةٍ مرعبة، لمحاتٌ سريعة تظهر فيها الممثلة أو شريكها الممثل طبيعيين تمامًا وفي لقطةٍ محددةٍ يظهر الوجه المرعب ثم تعود الملامح إلى أصلها مرةً أخرى، تم اكتشاف ذلك عن طريق الصدفة أثناء مشاهدة إحدى اللقطات صدفةً وعندما حدث ذلك قام الجميع بمشاهدة كل ما تم تصويره فبدأت تبرز اللقطات الغريبة من كل مكان، عندها لم يعد الجميع قادرين عن كتم الحقيقة بداخلهم أكثر فبدأ كلٌ منهم يصارح البقية بما شعر خلال التصوير وبالطاقة الغريبة المخيفة التي يشعرون بها تملأ المكان من حولهم.
البحث والتفسير
أمام هذه الواقعات والأحداث بدأ الباحثون والمهتمون بالخوارق في الشك في كون هذه الأشياء مجرد تكهناتٍ أو مصادفة، وبدأ كل واحدٍ منهم يميل لرأيٍ يأتي به لكن الذي أجمع أغلبهم عليه أن هناك أمرًا غير طبيعيٍّ في تصوير هذا الفيلم وكانوا على استعدادٍ وانفتاحٍ لتقبل كل النظريات بدءًا من كون موقع التصوير مسكونًا انتهاء بالشياطين وأن الممثلين كانوا يصابون بلحظاتٍ تتلبسهم كائناتٌ شريرةٌ أو شيطانية أثناء التصوير فيظهرون في أحداث الفيلم وتظهر تلك اللقطات المرعبة بين دمج وجه الممثل والشياطين.
من ناحيةٍ أخرى حاول البعض التوصل لنطرياتٍ وتفسيراتٍ أكثر عقلانية وواقعية فليس الجميع من المؤمنين بالخوارق والأشباح والتلبس وإن كانت فئةٌ مؤمنة ففئةٌ أخرى لا تؤمن إلا بكل ما هو حقيقيٌ وعلميٌ وواقعٌ ملموس يمكن تجربته واختباره وإثباته بالتجارب العلمية المكررة ووضعه ضمن حيز القوانين الثابتة التي تفسره وتدعم حقيقته، عندها بدأت الأنظار بالاتجاه لحقيقة آلية تصوير الفيلم والمعدات القديمة وآلات التصوير المستخدمة والتي كانت عاديةً أو ربما أقل من عادية بالنسبة لآلات تصوير ذلك الوقت، ما جعل جودتها منخفضة وهو بالتالي ما دفع لإنتاج فيلمٍ ذو مشاهد وصورٍ منخفضة الجودة كثيرًا، وهو ما شعرت به أنا شخصيًا أثناء مشاهدة واحدٍ من مقاطع الفيديو تحاول عرض تلك الصور والمشاهد التي ظهرت وجوه الممثلين فيها بعيونٍ سوداء أو أنوفٍ مستطيلةٍ أو ملامح مشوهة، فالجودة المنخفضة للتصوير جعلت تصوير الحركة أمرًا أقل وضوحًا وجودة ما تسبب في ظهور حركة وجه الممثل كأنها تشوهٌ في ملامحه وهو ما يمكن أن تراه حين تلتقط بهاتفك صورةً مهزوزة أثناء حركتك، ناهيك عن كونه فيلمًا بالأبيض والأسود ما ألقى الظلال الداكنة على وجووه الممثلين في بعض المواقع فجعل عيونهم تظهر تجاويف سوداء فارغة وملامحهم مخيفة مثل الوجوه الشيطانية .
اتجه البعض الآخر لتفسيرٍ كان أكثر عدوانيةً وحدة وكان اتهامهم بمخرج الفيلم أنه يحاول الترويج لفيلمه بتلك الطريقة التي رأوها مستنكرةً ولا أخلاقية، أن يصنع إشاعاتٍ كهذه وينشرها مع بعض الصور المعدلة تعديلًا طفيفًا أو التي ظهرت بمحض الصدفة مرعبةً بسبب طبيعة الكاميرات البسيطة لينشر بها الرعب والحقائق الكاذبة ويجعل فيلمه ينال شعبيةً أكثر مما يستحق.
لا أحد في الواقع يعرف الحقيقة ولا يمكن لأحدٍ أن يعرف ما في بواطن الناس وما خلف أقنعتهم إن هم أرادوا التخفي، لا أحد يدري حقًا إن كانت الوجوه الشيطانية في فيلم بابل حقيقيةً أم هي خدعةٌ تصويرية خدعت الكل وأرعبتهم أم مجرد قصصٍ وإشاعاتٍ تم استغلالها بمكرٍ ودهاء.
أضف تعليق