يُطلق لفظ التزاوج بين العالمين على علاقة الحب أو العشق التي تحدث بين نوعين مُختلفين، ونحن لا نتحدث عن النوعين الشهيرين الذكر والأنثى، وإنما النوعين الأكثر عمومًا، وهما الإنس والجن، وقد يظن البعض أننا نتحدث عن علاقات خيالية ليس لها وجود حقيقي في مجتمعنا، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح بالمرة، إذ تم توثيق أكثر من حالة عشق ورغبة في التزاوج بين العالمين، وخاصةً فيما يتعلق بالنساء، واللاتي أصبحن أكثر طمعًا وطلبًا من قِبل الجن، عمومًا، دعونا نتحدث سويًا في السطور الآتية على هذه الظاهرة بالتفصيل ونعرف كل شيء يتعلق بالعشق أو التزاوج بين عالمين، وكيف تنتهي هذه العلاقة الغير طبيعية.
هل يمكن التزاوج بين العالمين ؟ أو تكوين علاقة؟
الإنس والجن
قبل أن نخوض في علاقة التزاوج بين العالمين الغريبة علينا أولًا التعرّف على طبيعة العلاقة بين العالمين في العموم، فالإنس والجن ليسا أبناء هذا القرن أو الذي يسبقه، بل إنهما شبه مُترادفين في هذا الكون، يُقال ذكر وأنثى، ويقال بنفس القوة جن وإنس، ويجب ألا نغفل أيضًا أن الإنس بالأساس ضيوف الجن على هذا الكون، وكلاهما بالطبع يتبعان الخالق الأوحد، إلا أن الجن عُرف من قبل أن يُعرف الإنس والبشرية، والدليل على ذلك أن سيدنا أدم، والذي يُعتبر بلا شك الإنسان الأول، عندما خلقه الله جعل الملائكة يسجدون له ومن بينهم إبليس، والذي كان بالأساس جني طائع، عمومًا، بغض النظر عن كل ذلك، هناك علاقة كبيرة وتشابه شديد بين العالمين.
ما يتشابه فيه العالمين
لم تأتي ظاهرة التزاوج بين العالمين من فراغ، وإنما استندت إلى التشابه الكبير الموجود في الأصل بين حياة كلا النوعين، فمثلًا البشر، يمتلكون الأسرة، ولديهم ما يُعرف بشجرة العائلة ونظم الحكم والغني والفقير والمسلم والكافر، وكذلك الجن، يمتلكون كل هذا الأشياء تمامًا كالبشر، والأدلة على ذلك كثيرة في القرآن وباقي الكتب السماوية، لكن ما تم الترويج له مؤخرًا، والذي يُعد من أعجب الأشياء في العلاقة بين هذين العالمين المتباعدين، هو أن التزاوج بينهما أمر وارد الحدوث، وأنه يمكن ببساطة تسلل عشق أحد البشر إلى فرد عادي من الجن.
ما يختلف فيه العالمين
بالرغم من أن ظاهرة التزاوج بين العالمين أصبحت شائعة في زمننا الحالي أن البعض قد يأخذ التطابق الكبير بين العالمين كمبرر لذلك وينسى تمامًا أن هناك أشياء أخرى قد يختلف فيها العالمين اختلافًا تامًا، أهمها بالتأكيد موازين القوة والضعف، فليس هناك أدنى مقارنة بين العالمين في هذا الأمر، فالجن هو الأقوى مئة مرة من البشر، بل أن أضعف فرد من الجن يفوق أقوى رجل من البشر بكثير، لكن الكافة لا تستمر في صالح الجن دائمًا، فهناك أشياء أخرى يتفوق فيها البشر على الجن، كالذكاء مثلًا، فالبشر بالبداهة أكثر ذكاءً من الجن وفطنة، وإلا ما كان إبليس، والذي يعد أحد أفراد الجن، قد رفض السجود لأدم وتسبب في كل ما حدث بعد ذلك.
كيف يتم الزواج؟
يحدث التزاوج بين العالمين عندما يقع الجني في عشق المرأة البشرية أو تقع الجنية في عشق الرجل البشري، وهذا الأمران يحدثان غالبًا فجأة ودون أي مُقدمات، أنت فقط ترى أن شخص ما، رجل أو فتاة، قد أصبح غير طبيعي أو مُستقر في حياته، وأنه يشعر بوجود أشياء تتملكه أو تحاول فعل ذلك، ثم فجأة يبدأ الشيوخ والمُتعاملين مع مثل هذه الحالات في التناوب على البيت، وعندما يتم سؤالهم على حالة شخص يقولون باقتضاب لقد تزوجه جن، أو كما يُقال في بعض الأحيان، لقد تلّبسه جن، وتبدأ المعاناة تتصاعد.
علاقة الزواج
قد يعتقد البعض أن التزاوج بين العالمين أمر صوري، يتم فقط في العقول، لكن الواقع في الحقيقة ليس كذلك أبدًا، وإنما هو تزاوج جسدي يشمل العلاقة العادية التي يمكن أن تكون بين أي زوجين، وبالرغم من أننا لا نرى هذه العلاقة إلا أن كثير من الأشخاص الذين مروا بها يؤكدون على أنهم كانوا يشعرون بأن شخص ما يُعاشرهم ويفعل بهم ما يفعل أزواجهم العاديين، والبعض الآخر يقول إنه كان يشعر بذلك عندما ينام فقط، فكان يحدث ما يحدث بصورة حلم، ويمكن جدًا أن يتجسد زوجهم من الجن في جسد أقرب شخص إليهم ثم يفعل ما يُريد.
معاناة هذه العلاقة
معاناة علاقة التزاوج بين العالمين لا يمكن وصفها أبدًا بأنها نتاج علاقة حب أو زواج، لأن الجن ببساطة لا يعرف ذلك، هو فقد يُريد أن يتملك جسد الشخص الذي أعجبه، وبالمناسبة لا يُثار الجن إلا من المظهر فقط، فلا يمكن مثلًا أن يُعجب بفتاة لأنه صادقة أو أمينة، وإنما فقط لكونها جميلة وفاتنة، فهو كما أشرنا يُريدها ليفعل بها ما يُمكن أن يفعله بها زوجها، ثم أنها عندما تمتنع يفعل بها ما لا يمكن أن يفعله أي شخص واقع في الحب بحبيبته.
أذية الجن لزوجته
كما أسلفنا، قد يتجرأ الجن على أذية زوجته من البشر، والواقع أن تلك الأذية لا تكون بقتلها مرة واحدة، وإنما في البداية جعلها تعاني أشد المعاناة، ونحن بالطبع نرى هذه الحالات ونعرف الطرق التي يتم التعامل بها معها، فكل شيء يتعلق بحياة زوجة الجن هذه يُصبح جحيميًا بكل ما تعنيه الكلمة من معان، حتى أن تلك الزوجة قد تُفكر في الانتحار للخلاص من هذا العذاب، وهو غاية ما يتمناه الجن بهذا الصدد، حيث يمكنه أن يشعر وقتها باسترداد كرامته، وأحيانًا ينجح الأمر ويتم تخليص الزوجة الآدمية من زوجها الجني، لكن هذا لا يتكرر كثيرًا، لذلك يُعتبر التسلل بين العالمين، قبل أصلًا التزاوج بين العالمين، أمر لا يُحبذ مجرد الاقتراب منه أو التفكير فيه.
التسلل بين العالمين
بخلاف التزاوج بين العالمين هناك سؤال منطقي آخر يطرح نفسه فيما يتعلق بهذا الأمر، وهو كيف يتسلل البشر إلى عالم الجن، أو الجن إلى عالم البشر؟ والإجابة ببساطة هي أن العالمين مُختلفين مُنفصلين بكل ما تعنيه الكلمة من معان، لكن يحدث أن يستخدم أحد أفراد العالمين بعض التعاويذ التي تُمكنه من الولوج إلى العالم الآخر والتواصل مع أفراد، وغالبًا ما ينتهي هذا التواصل بشرّ بين، لكن عمومًا، تُحرّم كافة الأديان هذا الأمر وتعتبره من الكبائر.
الوقاية من الجن
كي تحدث الوقاية من الجن، وكي تنتفي فكرة التزاوج بين العالمين من الأساس، على الشخص أن يلجأ إلى تعاليم الدين ويبتعد عن كتب السحر والشعوذة، فكل هذه كما ذكرنا أبواب تفتح المجال لحدوث مثل هذه الأمور، والدليل على ذلك أن الأشخاص الذين لا تشغلهم مثل هذه الأشياء يعيشون حياة هادئة ومُستقرة ولا يُفكرون حتى في وجود الجن من عدمه، وهؤلاء لا يمكن للجن أن يقترب منهم أو يُفكر حتى في حدوث التزاوج بينه وبينهم.
أضف تعليق