ظهر مصطلح الاحافير الحية عن طريق بعض وسائل الاعلام واعتبره العلماء المتخصصين في مجال الاحافير مصطلح غير علمي وغير ممكن التحقق , وقد استعمل هذا الاسم للدلالة على بعض الحوادث النادرة التي سجلت على مدى عقود حول العالم , وهي تتلخص في ظهور كائنات حية على قيد الحياة في داخل تجاويف صخرية مصمتة يصعب التصديق ان هناك كائن حي يمكنه العيش فيها.
كانت ظاهرة الاحافير الحية مجرد ظاهرة شعبية ولم تكن قضية علمية منذ ظهورها لذا لا يعرف التاريخ الحقيقي لظهور او احفورة حية لكن من اشهر تلك الحوادث هو ما وجده بعض العمال الفرنسيين في عام 1856 اثناء عملهم في حفر نفق للقطار , فأثناء احدى عمليات التفجير انشقت صخرة كبيرة ليخرج منها طائر كبير الحجم وغريب الشكل كان اشبه بالديناصورات وقد ادعى العمال انه عاش لفترة بسيطة قبل ان يموت وهذة اول حادثة موثقة لظهور كائن حي على قيد الحياة بعد احتجازه لفترات طويلة داخل تجويف صخري.
لم يستطع العلم الحديث تفسير كيف يمكن لحيوان ان يعيش لملايين السنيين دون غذاء او ماء او حتى هواء وهو ما جعل معظم العلماء يشككون في الروايات التي تفيد بالعثور على كائنات على قيد الحياة داخل تجاويف احفورية , وقد يكون الجهد الذي بذله العلماء في اثبات عدم صحة هذة الادعاءات اكبر بكثير من ذلك الجهد الذي بذل على تحليل الظاهرة كحقيقة واقعة وهو ما جعل ظاهرة الاحافير الحية تبقى تحت تصنيف القصص الخيالية والموروثات الشعبية عديمة المصداقية.
انتشرت عدة قصص عن العثور على كائنات على قيد الحياة داخل تجاويق مصمتة من الصخور فمن جنوب افريقيا في عام 1968 حيث ادعى مزارع هناك عثوره على 68 ضفدعا داخل صخرة مصمتة تماما الى بريطانيا في عام 1988 حيث ادعى عالم جيولوجيا العثور على افعى داخل تجويف احفوري , وكثير من القصص التي امتزج بعضها بالخيال .
الاحافير الحية عند العلماء
الاحافير الحية عند علماء الاحافير اسم اطلقوه على الاصناف التي عاشت منذ ملايين السنيين وما زالت تعيش على الارض بنفس الشكل والخصائص , وقد توصل العلماء الى عمر تلك الاصناف من خلال الاحافير التي وجدت لها وتم تحديد عمرها من خلال فحوصات تحديد العمر, وهذة الاحافير كانت اقوى الادلة على بطلان نظرية التطور لداروين والتي قالت بتحول الاصناف مع الزمن وتطورها الى اصناف اخرى مختلفه وهو ما عارضه كثير من العلماء معتمدين على عدم وجود كثير من الاصناف الوسيطة المفترضة والتي وصفها داروين في تحليل فرضياته وكذلك بالاعتماد على مثل تلك الاحافير المكتشفة لاصناف ما زالت موجودة على سطح الارض
بعض الفرضيات التي وضعت لتبرير وجود كائنات على قيد الحياة في تجاويف احفورية
يميل كثير من العلماء الى وجود نوع من الخداع فيما يخص حوادث ايجاد تلك الاحافير لكن هذا لم يمنع بعضهم من وضع نظريات لتفسير تلك الظواهر :
- 1- الخداع اول ما تبادر الى ذهن علماء الاثار عند النظر في الاحافير الحية المكتشفة فمعظم هذة الاحافير وجدت على يد اشخاص عاديين وادعوا انهم وجودها من خلال تحطيم بعض الصخور وقد واجه العلماء عدة ادعاءات مثل تلك الادعاءات لاحافير متحجرة واثبتوا الخداع والتدليس فيها لذا كان من الاسهل الاعتقاد بأنها مجرد نوع من الخدع المحكمة .
- 2- بعض العلماء رأى ان تلك الكائنات عاشت محجوزة داخل تجويف لم يسمح لها بمغادرته وحماها من عوامل الجو المحيطة وابقاها على قيد الحياة من خلال قنوات خاصة تم تدميرها اثناء تكسير الصخور او التفجير الذي ادى الى اكتشاف هذة الكائنات , وهذا الاعتقاد لا يقدم اجابات عن الطريقة التي تمكن بها الكائن الذي تم ايجاده في فرنسا من العيش كل تلك الفترة التي امتدت لملايين السنين.
- 3- قد تكون الكائنات التي وجدت ميتة لكن اجسادها حفظت كما هي ولم تصل اليها الكائنات الدقيقة القادرة على تحليل اجسادها وبالتالي بقيت سليمة , وقد تكون بعض المواد الموجودة في الصخور او المتسربة اليها قامت مقام مواد التحنيط . وهذا الامر ممكن فجسد الكائن الحي ان لم يتعرض للهواء الجوي وللكائنات الدقيقة والديدان فإنه من الممكن ان يبقى على حاله تماما كما في حفظ المعلبات او المواد الغذائية في الثلاجة .
كل تلك التفسيرات قد تكون ممكنة ولكن الاحافير الحية كما تطلق عليها وسائل الاعلام لم تلق الاهتمام العلمي المناسب وذلك لاهتمام العلماء بأحافير اكثر اهمية واكثر تواجدا في الطبيعة وهي تلك التي تعطي العلماء معلومات موسعة عما كانت عليه الحياة على الارض قبل 250 مليون سنة تقريبا , ولعل الاحافير التي يعود تاريخها الى اكثر من 65 مليون سنة وما زالت تعيش على الارض الى يومنا هذا هي اكثر الاحافير اثارة بالنسبة لعلماء الاحافير.
أضف تعليق