تسعة مجهول
الإنسان الزوهري
الرئيسية » ظواهر » الإنسان الزوهري : قدرات اتصال خارقة بالعوالم الأخرى!

الإنسان الزوهري : قدرات اتصال خارقة بالعوالم الأخرى!

يعرف الإنسان الزوهري باسم الشخص المحظوظ، أي الشخص الذي يُمكن أن يصلح للاتصال بالعوالم الأخرى عن طريق دمه، ويكون ممتلكًا لعلامات لا يعرفها إلا السحرة.

في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن الإنسان الزوهري، أو الطفل المحظوظ كما يُطلق عليه، لكن هذا الحظ في الحقيقة لا يكون عاملًا إيجابيًا له، بل إنه يجعل دمه شبه مرغوب فيه من قِبل الجن، وهو أمر يُحدده السحرة والمشعوذين باستخدامهم لدم الإنسان الزوهري في أعمال السحر والشعوذة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة بالرغم من انتشارها في أغلب بقاع أفريقيا وأسيا إلا أن الانتشار الحقيقي يقتصر على دولة المغرب، والتي يقال أنه تستهلك سنويًا ما لا يقل عن مئة رأس من رؤوس الإنسان الزوهري، لذلك، دعونا نتعرف سويًا في السطور الآتية على الإنسان الزوهري والأسباب التي جعلته مطلوبًا من البعض وأهم صفاته وفوائده.

من هو الإنسان الزهوي وما هي صفاته؟

من هو الإنسان الزوهري؟

قبل أن نتناول الإنسان الزوهري يجب أن نعرف أولًا مُشتقات هذا الاسم، فكلمة الإنسان هنا مقصود بها الطفل الذي لم يتجاوز العشرة أعوام، أما الزوهري فيُقال أنها مُشتقة من كلمة الزهر، وهي تعني في بعض اللكنات العربية الحظ، وقد قيل أيضًا أنها كلمة مُشتقة من كتاب لابن زهر، وهو كتاب يتحدث عن الإنسان الزوهري باستفاضة، عمومًا، بغض النظر عن كل تلك التأويلات، لم يستطع أحد تعريف الإنسان الزوهري إلا وذكر خلفه ما يدل على الحظ والطفل، أي أن هناك شبه إجماع على أن كلمة الإنسان الزوهري تعني الطفل المحظوظ، والسؤال المنطقي الآن بلا شك عن الأسباب التي جعلت هذا النوع من الأطفال يوصف بهذا الوصف.

لماذا يُعد زوهريًا؟

يعد الإنسان الزوهري زوهريًا لأن كل الأبواب، كما يقول المشعوذون، تُفتح أمامه، وكل الأشياء الصعبة تُصبح يسيرة له فقط، فمن بين كل مليون شخص يكون هناك شخص واحد محظوظ في كل شيء، بل إنه يجلب الحظ إلى كل مكان يذهب إليه، ولهذا السبب يتم معاملته على أن شيء نادر ونفيس، لكن ليس بالنسبة له أو لأسرته، وإنما بالنسبة للدجالين والمشعوذين والسحرة، الذين يلهثون خلف هذا النوع من الأطفال ومستعدون لدفع كل غالي ونفيس من أجل الظفر به.

أصل الإنسان الزوهري

يُقال أن الإنسان الزوهري، أو الطفل المحظوظ بمعنى أدق، هو في الأصل نفر من الجن، لكنه بعد ولادة الطفل الزوهري يتلبسه ويعيش فيه، ولهذا يُستخدم هذا الطفل في كافة الأمور التي تتعلق بالجن، وقد قيل عن الإنسان الزوهري أيضًا أنه من السلالة المُباركة، أو أشخاص وقع عليهم الاختيار بعينهم ليكونوا مُمتلئين بكل هذا الحظ، وهؤلاء للأسف قد لا يستطيعوا اكتشاف مثل هذه الأمور بأنفسهم، وإنما يكون عن هناك نفر من السحرة والمشعوذين على دراية بالأوصاف الحقيقية التي يُمكن من خلاله تحديد إذا ما كان هذا الطفل زوهريًا أم لا.

أوصاف الانسان الزوهري

كما ذكرنا، يمتلك الإنسان الزوهري غالبًا ما يجعله مُميزًا عن البقية، ليس هذا فقط، بل إنه أيضًا يكون قادرًا على العمل كحلقة وصل بين عالمي الجن والبشر، ولهذا يكثر عليه الطلب كما يقولون، لكن أن يتم شخص ما بعينه زوهريًا من عدمه فهذا يرجع إلى عدة أوصاف يجب توافرها في الشخص الزوهري أو على الأقل توافر بعضها.

انفلاق اللسان، العلامة الأولى

العلامة الأولى والأهم في علامات الإنسان الزوهري هو انفلاق اللسان على شكل طولي غير مُتعرج، وهذا الانفلاق يكون غالبًا منذ الولادة، أي أن تحديده في الطفل الزوهري أمر في غاية السهولة، وعندما يتم ذلك تقوم الأسرة بالتضييق على طفلها وإجباره على التقليل من إظهار لسانه أمام الأغراب خوفًا عليه.

خط اليدين العرضي، العلامة الثانية

العلامة الثانية في الإنسان الزوهري يمكن التوصل إليها عن طريق اليد، سواء اليسرى أو اليُمنى، حيث يكون هناك ما يُشبه الخط العرضي في وسط اليد، وهو أمر ظاهر أيضًا، أي لا يُمكن إخفائه، ولذلك يُعد من العلامات الظاهرة التي يتمكن من خلالها السحرة والمشعوذين تحديد غايتهم.

حول خفيف، العلامة الثالثة

قد يعتقد البعض أن الإنسان الذي يبدو عليه الحول هو الإنسان المُعاب أو الذي يتواجد به شبه عيب بصري، لكن الحقيقة أن بعض هؤلاء قد يكونوا تابعين بشكل أو بآخر لجنس الإنسان الزوهري، حيث يتمكن أي شخص، بعد رؤية هذا الحول مع خط اليدين العرضي وانفلاق اللسان، تحديد كون هذا الإنسان زوهريًا أم لا.

لون الدم، العلامة الخفية

من أهم العلامات على الإنسان الزوهري والأكثر خفاءً في نفس الوقت هي لون الدم، حيث لا يُعقل مثلًا أن يجرح شخص ما طفل صغير في الشارع فقط للتعرف على لون دمه، لكن، ومع أنه غير معقول كما ذكرنا، إلا أنه قد يحدث إذا كانت هناك رغبة مُلحة وحاجة ماسة إلى طفل زوهري.

علامات أخرى

هناك علامات أخرى يُستدل من خلالها على الإنسان الزوهري إلا أنه ليست على قدر كبير من الأهمية ولا تتوافر في كل الأنواع، ومثل ذلك لون الشعر وتقسيمته ولون العينين، لكنهما لا يُعتبران من العلامات الهامة لأنه من الممكن جدًا توافرهما في الإنسان الزوهري وغيره.

تصنيفات الإنسان الزوهري

كل هذه العلامات السابق ذكرها هي في الحقيقة علامات الهدف منها الاستدلال على الإنسان الزوهري، لكن، بعد هذه العلامات يأتي تصنيف ذلك الشخص على حسب كمية ونوعية العلامات الموجودة فيه، فمثلًا إذا كان الإنسان الزوهري يتوافر فيه كل هذه العلامات فهو يُعد إنسان زوهري من التصنيف الأول، وهو الذي يكثر استخدامه والطلب عليه، أما إذا كان تتوافر فيه العلامات التي تتعلق بالكفين واللسان فهو إنسان زوهري من الدرجة الثانية، وعدا ذلك من العلامات يمكن تصنيفه كإنسان زوهري من درجة الثالثة، وتتفاوت نسبة الطلب على هذا الأساس.

أماكن الانسان الزوهري

يتواجد الإنسان الزوهري في كل مكان، فأي شخص في الكون مُعرض لأن يولد زوهريًا، إلا أن ما نقصده بأماكن الإنسان الزوهري الأماكن التي يكون فيها الطلب عليه كبيرًا واستخداماته كثيرة، وهي بكل أسف أماكن عربية، وتحديدًا دولة المغرب، فهي تُعد من أهم وأكبر المناطق التي تعمل على احتضان الإنسان الزوهري واستخدامه، وربما يكون ذلك نتيجة لانتشار السحرة والمشعوذين الذين تعج بهم الجبال هناك، تمامًا كما هو الحال في باقي أجزاء قارة أفريقيا، والتي يتواجد فيها الإنسان الزوهري بنسب متفاوتة، إلا أن تصل إلا نسبة صغيرة جدًا في أسيا ونسبة شبه منعدمة في أوروبا.

مافيا الإنسان الزوهري

هناك ما يُعرف باسم مافيا الإنسان الزوهري، وهم الأشخاص الذين يقومون بالمتاجرة في هذا النوع الغريب والتكسب من ورائه، وغالبًا ما يكونون من السحرة والمشعوذين، الذين يمكنهم الاتصال مع الجن بطريقة أو بأخرى ثم يدعون بعد ذلك أنه يطلب منهم دم إنسان زوهري أو أي شيء آخر منه، هذا وتحاول الحكومات بكل تأكيد القضاء على هذه النوعية من العصابات ففي النهاية ما يقومون به يُسمى باختطاف الأطفال وقتلهم، وهو أمر تُجرمه أي بلد.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة − 1 =