تسعة مجهول
اختفاء الشمس
الرئيسية » ظواهر » هل من الممكن اختفاء الشمس وما الرعب الذي سيسببه ذلك؟

هل من الممكن اختفاء الشمس وما الرعب الذي سيسببه ذلك؟

اختفاء الشمس أحد الظواهر النادرة والغريبة ومن المتوقع حدوثها خلال الخمسين سنة القادمة،لكن الغريب أن البعض ما زال يعتقد أن تأثير الظاهرة مجرد غياب للضوء!

أثارت بعض وكالات الفضاء في الفترات الأخيرة القلق في نفوس الناس بسبب احتمالية حدوث ظاهرة اختفاء الشمس، وطبعًا أغلبنا يعرف ما يُمكن أن تؤدي إليها هذه الظاهرة من كوارث، فالأمر بالتأكيد لا يتعلق بالضوء فقط كما يعتقد الغير مُطلعين على حقيقة الظاهرة، وإنما نحن نتحدث، وبلا مبالغة، عن تعريض الحياة الأرضية بكاملها للخطر إذا ما حدثت الظاهرة كما يتوقع الخبراء، والحقيقة أن جهل البعض بخطورة الوضع نابع عن عدم معرفتهم بفوائد الشمس، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف على ظاهرة اختفاء الشمس واحتمالات حدوثها والأخطار التي ستتسبب بها عند حدوثها.

الشمس قبل الاختفاء

قبل أن نتناول ظاهرة اختفاء الشمس بوصفها أحد أبرز الظواهر المخيفة المتوقع حدوثها خلال السنوات القادمة، علينا أولًا التعرّف على حياة البشر، والأرض عمومًا، قبل حدوث ذلك الاختفاء، فالشمس هي المعنى الثاني للحياة على الأرض، بدونها لا حياة، ولا أرض، ولا أي شيء، وإذا كنتم تعتقدون أن الماء والطعام هما قوام الحياة على الأرض فأنتم مخطئون، لأنكم بذلك الاعتقاد تنكرون دور الشمس الهام والبارز.

الشمس في الحقيقة، وبالنسبة للناحية الشكلية، مجرد قرص من النور، ذلك القرص يدور حول كوكب الأرض، أو أن كوكب الأرض هو الذي يدور حوله كما يدعي البعض، عمومًا لا يشغلنا ذلك الاختلاف بقدر ما يشغلنا ما أعلنته وكالة ناسا الفضائية في عام 2014، وهو ما اعتبره الخبراء بمثابة إعلان حرب.

الشمس تغضب

في عام 2014 خرجت وكالة ناسا الفضائية في بيانٍ لها تقول إن ما يُعرف في الأرض باسم الكسوف الكلي للشمس الذي يستمر لدقائق على الأكثر، سوف يحدث في الأرض مرةً أخرى تحت اسم اختفاء الشمس، لكنه سيستمر هذه المرة لأكثر من ثلاثة أيام، وهو وقت بالمناسبة ليس بالصغير، فتخيلوا مثلًا أن الماء سوف يُحجب عن الأرض لمدة ثلاثة أيام؟ هذا ما بالضبط ما سيحدث للشمس، ولا نبالغ إذ نقول إن المصائب جراء هذا الأمر أكبر من التي يمكن أن تحدث جراء اختفاء الماء، فعلى الأقل يُمكننا التنقيب عن الماء في الآبار والعيون والحصول عليه، ثمة أمل بالأحرى، لكن الشمس، من أين نأتي بها؟ هل تدركون حجم الكارثة الحقيقي إذًا؟ هل تعرفون ما يُمكن أن يؤدي إليه من كوارث الآن؟

كوارث اختفاء الشمس

كما أشرنا، هناك الكثير من الكوارث المزمع حدوثها حال اختفاء الشمس لمدة تزيد عن يوم واحد، ودعونا مثلًا نبدأ بأهم شيء يمكن حدوثه ويظهر تأثيره سريعًا على البشر، وهو اختفاء الليل والنهار، أو اختفاء عملية التعاقب المعهودة بمعنى أدق، لأننا سنعيش في ظلام دامس أشبه بالليل على الدوام.

اعتاد البشر، أو هكذا فُطروا، على أن يقوموا من نومهم الذي ناموه ليلًا ثم يذهبوا إلى أشغالهم بالنهار، ولا نُخفيكم أن أغلب المهن في الأساس تحتاج لضوء الشمس ولا يمكن إنجازها ليلًا، مما يعني أن عدم وجود النهار سوف يؤدي إلى تدمير تلك الأعمال وإفسادها، لكن، بفرض أننا أخذنا بأقوال البعض واعتمدنا على الضوء الصناعي في كل شيء يتعلق بنا، فكيف إذًا سوف نتمكن من التغلب على الكارثة التالية والأشد تعقيدًا؟

البرودة والتجمد، الكارثة التي لا تُقاوم

من الكوارث التي ستُسببها ظاهرة اختفاء الشمس أيضًا البرودة، البرودة الشديدة الغير مُحتملة تحديدًا، لكن أولًا دعوني أسألكم سؤالًا سوف يُلخص كثيرًا ما يُمكن أن يحدث من خراب ودمار، هل تعرفون لماذا أصبح القطبيّ الشمالي والجنوبي على هذه الحالة؟ الإجابة ببساطة هي أن الشمس لا تصل إلى هذين المكانين.

فكرة ألا تتواجد الشمس على الأرض فكرة مجنونة جدًا، فسوف يتحول الكوكب بأكمله إلى قطعة من الجديد، وستُصبح مسألة بقاء الحياة عليه مسألة وقت فقط، فمن سيتحمل البرودة أكثر سوف يعيش فترة أطول، لكن النتيجة واحدة وحتمية بالتأكيد، وهي الموت بسبب التجمد، وإياكم أن تتخيلوا أن الأجهزة الحديثة سوف تتمكن من التصدي لذلك الخطر.

محو آثار الشمس، الأمر الغائب عن الجميع

هل تعرفون آثار الشمس بعيدًا عن الضوء والحرارة؟ هل تعرفون أنها تُساهم في تغذية بعض الأجسام؟ هل تعرفون أنها مُكملّ رئيسي لعملية الغذاء بالنسبة للنباتات؟ هل يمكنكم توقع ما سيحدث حال اختفاء الشمس؟ سينتهي كل شيء.

إذا افترضنا مثلًا أن البشر قد تمكنوا من مواجهة اختفاء الشمس من ناحية الضوء والحرارة، واستطاعوا من خلال التقدم التقني مواجهة هذين الكارثتين، فإن الكارثة الثالثة بكل تأكيد لن يتمكن أحد من مواجهتها، وذلك لأنها ببساطة سوف تحجب الغذاء، أو بمعنى أدق، سوف تعيق نموه، وهل يستطيع الانسان العيش بلا غذاء؟

حوادث اختفاء الشمس

هناك من يخلط بين ظاهرتي الكسوف والخسوف وظاهرة اختفاء الشمس، فالكسوف هو اختفاء جزئي للشمس في بعض المناطق الموجودة في مركز الكرة الأرضية، هذا الكسوف في الحقيقة لا يدوم طويلًا، أو يُمكن القول أنه لا يطول من الأساس، بل يأخذ عدة ثواني ربما تُكمل الدقيقة، وفي بعض الأوقات لا يُمكن ملاحظة أن الشمس قد كُسفت بسبب تلك السرعة، تمامًا مثلما يحدث مع الزلازل الخفيفة التي تحدث دون أن نشعر بها، أما اختفاء الشمس فهو الذي يُمكن تشبيهه بزلزال تسونامي الذي يجعل الجميع يشعرون به ويتأذون منه، عمومًا، إذا افترضنا أن الكسوف والخسوف هو اختفاء للشمس فلا يُمكن أبدًا أن يتم اعتبار ذلك الشيء اختفاءً للشمس بالمعنى الذي نعنيه، والذي يكون حاملًا خلفه للغز.

التاريخ واختفاء الشمس

في الواقع لم يُسجل التاريخ أبدًا حالات اختفاء الشمس التي حدثت، لكن الفراعنة قد أشاروا إليها في بعض الرسوم على الجدران، هذا إذ لم يكن الناس قد فهموا الأمر فهمًا خاطئًا، وأن اختفاء الشمس لم يحدث من قبل كي تم توثيقه، عمومًا تبقى كل الاحتمالات قائمة، لكن تحذيرات ناسا من اختفاء الشمس لفترة من الوقت لا تدل أبدًا على أننا مقبولون على تجربة هي الأولى من نوعها، فبالتأكيد حدث ذلك الأمر في أحد العصور السحيق، المأزق في أنه لم يوثق وقتها.

مناطق لا تعرفها الشمس

على ذكر اختفاء الشمس فيجب الإشارة إلى أنه ثمة مناطق على هذه الأرض يُقال إنها قد شهدت اختفاء جزئي كبير للشمس، وذلك مثل منطق القطبين، الشمالي والجنوبي، والحقيقة أن ذلك الاستنباط لا يحتاج إلى بحث ودراسة، وإنما فقط مجرد نظرة على الجليد الذي يتراكم فوق سطح هذه الأماكن مذ ملايين السنين، والذي لو كانت الشمس تصله بالتأكيد لما كان ذلك هو الحال، عمومًا، يُقال في الأمثلة عند تهديد شخص ما من شخص آخر أكثر قوة “لدي القدرة على الذهاب بك وراء الشمس”، والحقيقة أن ذلك المثال يستند إلى حقيقة وجود أماكن خلف الشمس لم ترى ضوئها كذلك، لكن لم يستطع أحد اكتشافها حتى الآن.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × 2 =