حظيت قضية اختفاء الأم الكندية آمبر توكارو بشهرة واسعة نهاية العقد المُنصرم، وذلك ربما لأن كندا معروف عنها أنها من الدول الهادئة التي لا تعرف مثل هذه الجرائم، لكن، على كلٍ كانت هذه الجريمة إضافةً إلى غرابة حدوثها وندرته، واحدة من أكثر الجرائم غموضًا في العموم، خاصةً وأن آمبر لم تكن تمتلك أعداء ولم تكن في نفس الوقت تمتلك ما يُعرّضها للسرقة وبالتالي القتل، عمومًا، دعونا لا نأخذ الأمر بسطحية ونتعمق أكثر في أحداث هذه القضية التي اتفقنا أنها غامضة، وقبل كل ذلك نقترب من ضحية وبطلة قصتنا آمبر توكارو.
كيف تم سرقة آمبر توكارو وقتلها؟
من هي آمبر توكارو؟
آمبر توكارو فتاة كندية وُلدت في ديسمبر 1990، ولأن آمبر لم تشتهر سوى بعد موتها فنحن بالطبع لا نعرف سوى القليل عنها، والقليل هو أنها عاشت في أسرة متوسطة الحال، وتلقت تعليمًا متوسطًا أيضًا، وتزوجت كذلك من رجل متوسط الدخل، ببساطة، لم تحصل آمبر على الحد الأعلى طوال حياتها سوى في شيء واحد، وهو قلة الحظ وسوء الطالع، واللذان ظهرا بشدة في زواجها وعائلتها التي حظيت بقدر لا بأس به من الدمار.
آمبر توكارو والحظ
كانت آمبر توكارو سيئة الحظ، وهذا بالطبع ليس مُجرد قول مُرسل، وإنما يستند على الأحداث المُتتابعة التي وقعت لها، والتي بدأت بوالدها وشقيقها، اللذان أقدما على سرقة بنك عندما كانت آمبر لا تزال في الرابعة عشر، ليحصلا على السجن مدى الحياة، ويخلو البيت على آمبر التي ماتت والدتها في نفس العام.
في التاسعة عشر من عمرها حظيت آمبر لبادرة أمل وصدمتين مُتتاليتين، أما الأمل فكان بزواجها الذي أشرنا إليه قبل قليل وإنجابها لطفلة بعد سبعة أشهر فقط، وأما الصدمتين فقد تمثلا في موت زوجها ومرض طفلتها المُفاجئين، لكن، لكم أن تتخيلوا أن جملة الأمور السيئة لم تنتهي عند ذلك الحد، بل حدث ما هو أسوأ بكثير.
اختفاء آمبر توكارو
في العشرين من أغسطس القابع في عام 2010، كانت آمبر على موعدٍ مع زيارة اعتيادية إلى شقيقها، فتقريبًا لم يبقى لها من الأقارب سواه، وحتى إن كان مسجونًا، فهو في النهاية يظل الملاذ الأخير لها، والذي تعقد عليها آمالها فور خروجه، عمومًا، كل ذلك اتضح فيما بعد أنها أحلام يقظة ، ففي تلك الليلة، وفي زيارة من الزيارات الأسبوعية، خرجت آمبر لزيارة شقيقها، لكنها لم تصل في الوقت المُحدد، لم تصل من الأساس، وإنما اختفت وتركت أخيها وطفلتها الصغيرة في الانتظار، إضافةً إلى مُكالمة غامضة بعض الشيء.
المُكالمة الغامضة
بدأت الشرطة البحث عن آمبر توكارو في اليوم التالي، والواقع أنها لم تجد أي شيء يُفيد في هذه القضية سوى مُكالمة تم تسجيلها مع شقيقها قبل الزيارة، وقد كانت المُكالمة تتجاوز السبعة عشر دقيقة، لكن لم يخرج منها سوى دقيقة واحدة، الدقيقة التي تم تسريبها كانت على ما يبدو للضحية آمبر قبل اختفائها بدقائق، وقد سُمع فيها صوت آمبر وهي تأمر السائق وهي تأمره بالتوجه إلى مكان ما، ثم يُخبره هذا السائق بأنه لن يذهب إلى حيث تأمره، وإنما سيأخذها إلى مكانٍ آخر يجب أن تذهب إليه، ما هو هذا المكان؟ ومن هذا السائق؟ وهل يد في القضية؟ كل هذه الأسئلة ظلت بدون إجابات.
الغموض يعتري القضية
كما أسلفنا، كانت مدة مكالمة آمبر توكارو الأخيرة تتجاوز السبعة عشر دقيقة، لكن الشرطة لم تُفرج سوى عن دقيقة واحدة فقط، كما أن الاختفاء حدث من أمام أحد الفنادق التي من المفترض أن يكون أحد الضباط قاطنًا بها، الأمر الثالث، والأكثر غموضًا بأية حال، هو أن رقم التاكسي التي شوهدت فيه آمبر لآخر مرة قد تم حذفه من السجلات والقضية بصورة مفاجئة وغريبة، إذًا، الأسئلة أصبحت الآن، لماذا لم تُفرج الشرطة عن المكالمة كاملة؟ ومن هو الضابط الذي كان يقطن بهذا الفندق وما علاقته بالقضية؟ ولماذا تم حذف رقم التاكسي من السجلات الرسمية للقضية؟ كل هذه أسئلة يُمكن إضافتها بسهولة إلى الأسئلة الماضية ظلت بدون إجابات، في النهاية استمر البحث، أو هكذا قيل وقتها.
منعطف جديد
بعد حوالي أسبوع من الاختفاء، وأربعة أيام على ظهور المقطع الصوتي المُسجل للمكالمة، قالت ثلاث حسناوات أنهن تمكنّ من التعرف على السائق صاحب هذا الصوت الذي يظهر في التسجيل، وأنه شخص غريب الأطوار يسكن في المنطقة وقام من قبل باختطاف أحد الفتيات، لكنهم تمكنوا من إنقاذها في آخر دقيقة، كما أنهم قد أضافوا معلومة هامة للغاية، وهي أن هذا الرجل قادر على تنويم الآخرين مغناطيسيًا، الغريب، أن كل هذه المعلومات الجديدة التي ظهرت جملة واحدة للشرطة، لم تكن، حسب آراء الشرطة، مفيدة بالنسبة للقضايا على الإطلاق، حيث ادعت الشرطة، المشكوك فيها أيضًا، أنها معلومات إنشائية، لتظل القضية معلقة مدة أسبوعٍ آخر.
العثور على آمبر توكارو
ظلت القضية قائمة مدة عشر أيام، تصاعدت فيها الأحداث لكن لم تصل إلى أي جديد يذكر، وفي اليوم الحادي عشر وبمقاطعة ليدوك الكندية، تم العثور على جثة الأم المُختفية، آمبر توكارو، لم تكن الجثة جثة بالمعنى المُتعارف عليه، كانت مُجرد أشلاء أدمي، فعلى ما يبدو أن آمبر لم تلقى أي نوع من أنواع الرحمة لدى قاتلها، فقضت بطريقة أقل ما يُقال عنها أنها وحشية، حيث تم تقطيعها ودفن كل قطعة في مكانٍ ما بمنطقة واحدة، لكن الكلاب البوليسية تمكنت من اكتشاف ذلك الأمر وأخرجت كل القطع اعتمادًا على القطعة الأولى، عمومًا، في النهاية رحلة المسكينة آمبر توكارو بأبشع طريق يُمكن أن يرحل بها شخص يعيش في هذا العالم، وهنا بدأت أشياء أخرى تظهر من خلف الكواليس.
كواليس قضية آمبر توكارو
لم يتوقف موقف الشرطة الغريب تجاه قضية آمبر توكارو، فحتى بعد العثور على الجثة، لم يتم تحليلها أو القيام بأي شيء يُظهر نوايا تحقيقية بحثية عن مُنفذ هذه الجريمة، وإنما تم دفن الجثة في السر.
كذلك المُتعلقات التي كانت مع الجثة، لم يسمع به أحد ولم تسمح الشرطة بعرضها من الأساس، بل تم فرض سياج من السرية لم يستطع أحد فهمه أو تفسيره، ليُفتح بذلك بابًا من التساؤلات، أولها، وأكثر منطقية بالتأكيد، هل كان للشرطة يد في هذه الجريمة حتى ولو بالتستر على مُرتكبها؟ وإن كان، فلماذا يحدث ذلك؟ وما علاقة آمبر توكارو بالقاتل والشرطة؟ ولماذا تم توريطها في مثل هذه الأمور!
على كلٍ، بعد سنتين من حادثة القتل هذه تم العثور على خمسة عشر جثة بنفس الطريقة دفعة واحد، ليبدأ مؤشر الشك في التصاعد من جديد، وتعود الأذهان إلى أغرب قصة قتل في كندا، قصة مقتل الأم الكندية آمبر توكارو.
أضف تعليق