البغاء واحدة من التجارات الضخمة في العالم بجانب تجارة المخدرات والسلاح، نتعرف في هذا المقال على أبعاد هذه التجارة وكيف توحشت وأصبحت كما هي عليه الآن. واحدةٌ من أسوأ أنواع التجارة وأكثرها لا إنسانية أن يتاجر الإنسان بأخيه الإنسان، وفي عالم اليوم أصبحت التجارة بالبشر لعدة أسبابٍ ومجالاتٍ متوافرةً ومزدهرةً بشكلٍ يدعو إلى الرعب ويجعلنا نفتح أعيننا وننظر للعالم الذي نراه من حولنا بنظرةٍ مغايرة، نظرةٍ أكثر واقعية تكشف عن حقيقة الأشياء ومعدنها، وأن بعض ما نعتبره أمرًا مسلمًا به أو وضعًا مقبولًا أو شخصًا حر القرار في اعتناق ذلك العمل لا يكون في الحقيقة إلا وجهًا من أوجه التجارة بروحٍ حرةٍ عاقلة خلقها الله حرة قرارها وسيدة مصيرها، تعتبر تجارة البشر عالميًا التجارة الأكبر والأكثر خطرًا وانتشارًا بعد تجارة المخدرات والسلاح، واحدٌ من أكبر فروع وأسباب التجارة في البشر هو الدعارة والبغاء، والتي يقع ضحاياها وعبيدًا لها الكثير من النساء والفتيات والأطفال ذكورًا وإناث، وللعجب فحتى الرجال صار لهم نصيبٌ من تلك الكارثة وأصبحوا مضطرين للغرق في ذلك المستنقع الموحل، برغم كل الجهود المبذولة من الجمعيات والمنظمات الإنسانية للحفاظ على حقوق هؤلاء المساكين ورد اعتبارهم وإنسانيتهم إليهم إلا أن الإحصائيات العالمية تشير لكون ضحايا الدعارة والبغاء من الجنسين وجميع الفئات العمرية يكاد يعادل 50% من نسبة ضحايا عمليات الاتجار في البشر حول العالم، وهي نسبةٌ مؤسفة.
البغاء أو الدعارة : أبعاد التجارة العالمية
بداية الدعارة والبغاء
الدعارة من التجارات القديمة قدم الزمن نفسه بدأت مع بداية الإنسان وتكوين المجتمعات ووجود العبيد والجواري، فقصور الملوك وكثير من النبلاء والأغنياء كانت تمتلئ بالجواري اللواتي كن يُبعن في أسواق الرقيق أو يُهادي الأغنياء بهن بعضهم البعض ومهمتهم الوحيدة كانت إنشاء مجتمع دعارةٍ صغيرٍ في بيت سيدهم لمتعته وإسعاده، وحتى بدون الرق والأسر فكان كثيرٌ من النساء اللاتي قد يظهر أنهن أحرارٌ يمارسن الدعارة سرًا أو علانيةً في كل أنحاء العالم، ففي شبه الجزيرة العربية كانت بنات الهوى يعلقن قطعة قماشٍ حمراء على واجهات بيوتهن علامةً ودعوةً لمن أراد أن يمارس الدعارة ليأتي، ولكن فمن المجتمع عليه من الجميع أن تلك المهنة الوضيعة والدنيئة لا يستطيع أن يمارسها أحدٌ بإرادته أو أن يرغب بها، فالسؤال هو كيف تجر تلك الملايين البشرية لهذه المهنة؟ كان الفقر هو العامل الأول والأكبر الذي دعا مستضعفاتٍ ومغلوباتٍ على أمرهن لذلك الطريق المظلم فلم يجدوا ما يفعلونه وما يملكونه سوى أجسادهن التي بدأت تدر عليهن دخلًا يكفل لهن الحياة بدلًا من الموت، لكن كثيراتٍ أُخر دخلن ذلك العالم على غفلةٍ منهن فالنساء يتم جلبهن وتهريبهن من جميع أنحاء العالم لدولٍ أخرى فيقمن فيها إقامةً غير شرعيةٍ منفصلين عن وطنهم وأهلهم ويجبرن على ممارسة الدعارة، طريقٌ آخر يكون عن طريق الوعود والوظائف الوهمية فيسافرن ويتغربن بحثًا عن الوظيفة ويجدن ما ينتظرهن يختلف تمام الاختلاف عما وُعدن به ويتورطن ولا يستطعن الهرب من مصيرهن.
أنواع ممارسة الدعارة
مما لا شك فيه أن طريق الدعارة يبدو للكثيرات طريقًا لا رجعة منه خاصةً في البلاد التي تتعامل مع بنت الهوى باعتبارها حيوانًا لا إنسانًا ويتم رفضها اجتماعيًا وأخلاقيًا تمامًا، خاصةً مثلما هو الحال في بلادنا العربية التي تعتنق الديانات السماوية والتي تحرم الدعارة تحريمًا باتًا باعتبارها وجهًا من أوجه الزنا، كذلك فإن المومسات وبنات الهوى يرفضهن العقل العربي وينكرهن تمامًا ولسن الوحيدات فكثيرٌ من بنات الهوى يحصلن على نفس المعاملة من المجتمع في بقاعٍ كثيرةٍ من أنحاء العالم، لأسبابٍ كهذه فإن طريق الدعارة والبغاء يبدو طريقًا للذهاب فقط ولا عودة أو خروج منه، فالفتاة ما إن تسقط فيه مرةً يصبح أشبه بالمستحيل عليها أن تخرج منه، بعضهن يدخلن ذلك العالم في لحظة غفلة كلحظة اغتصاب أو عملية ابتزاز أو تهديد فما إن تفقد شرفها مرةً حتى تتخذها مهنةً للعيش، تختلف أنواع الدعارة وإدارتها فبعضهن يمارسن الدعارة برضا منهن حتى أن البعض منهم لا يأخذن مالًا من بعض الزبائن، والبعض يمارسن الدعارة مقابل المال، بعضهن يعملن لحسابهن الخاص أو لحساب بيوت دعارة يكون لهن حرية التنقل بينها، بعضهن يأتين بالزبائن بأنفسهن والبعض الآخر يكون لهن قوّادٌ يتكفل بمهمة الحصول على الزبائن لهن، البعض منهم يحصلن على أجرٍ ومال مقابل العمل حتى أنه في بعض الدول يختار النساء العمل في الدعارة بدلًا من أي مهنةٍ أخرى لكونها أكثر ربحًا وأسهل حين تقرصهن قسوة الفقر، والبعض الآخر يكن كالجواري بلا رأيٍ ولا أجر وإنما هن عبيد المنظمة التي يعملن فيها يتم بيعهن وشراؤهن كالسلع ولا أجر لهن.
الوشم
من الفظائع التي أظهرها عالم الدعارة الظالم القاتم مؤخرًا كانت جريمة التجارة بالنساء المتاحات للدعارة والاستغلال الجنسي علانيةً ورسميًا كمثل ما كانت من قبل في قديم الزمن، فصارت منظمات الدعارة الكبرى تلجأ لوشم النساء العاملات فيها على أي مكانٍ من جسدهن بكودٍ خاصٍ بكل واحدة، يتم من خلاله بيعها وشراؤها بين المنظمات المختلفة وتختلف أسعار بنات الهوى من واحدةٍ لأخرى فبعضهن تصل بالكاد لمائةٍ أو مائتي دولار بينما قد تصل أخرى لعشرات الألوف، والسادة ورؤساء منظمات المافيا اللاإنسانية تلك هم من يحددون مصير كل واحدةٍ منهن وثمنها كأنهم يملكون قطيعًا من الماشية غير العاقلة يتصرفون فيها كيفما شاء كلٌ منهم، وأصبحت تلك التجارة منتشرةً عالميًا بشكلٍ واسع عبر الإنترنت فتتم الصفقات والبيع والشراء ويتم تهريب أو إرسال الضحايا من مكان عملهن القديم إلى مكان عملهن الجديد.
دعارة الأطفال
إن كان دعارة النساء أو الرجال ذنبًا فدعارة الأطفال تصطدم بألف قانونٍ وقانون من قوانين الإنسانية، فلو كان الراشدون قادرين على دخول عالم الجنس سواءً برضاهم أو بدون رضاهم فإن إقحام الأطفال في ذلك العالم الذي لا يملكون فيه ناقةً ولا جمل ما هو إلا جريمةٌ تفوق ما جاورها من جرائم الدعارة والتجارة بالبشر كالماشية، بل إن كل البلاد تقريبًا تحرم وتمنع دعارة الأطفال واستغلالهم الاستغلال الجنسي البشع، خاصةً أن الأطفال لا يملكون رأيًا ولا اختيارًا وإنما يتم جلبهم عن طريق اختطافهم أو استغلال أطفال الشوارع والمشردين وأحيانًا بالضغط على أهل الطفل وابتزازهم واستغلال حاجتهم وفقرهم ومقايضة أطفالهم بمبالغ زهيدة، بل إن بعض منظمات التجارة في البشر تتخفى تحت غطاءٍ من العمل الخيري مثل تبني الأطفال الأيتام أو استغلال فظائع الحرب وتشرد ملايين الأطفال فتدعي تلك المنظمات أنها ستتبناهم وتحصل لهم على المأوى والملبس والحياة الرغدة، إلا أنها في حقيقة الأمر تقوم بتجنيدهم واستغلالهم جنسيًا في بيوت دعارةٍ تكون خاصةً لذلك، وغالبًا ما يقوم قاصدي وزبائن تجارة دعارة الأطفال بالسفر من بلادهم الأصلية التي لا يستطيعون فيها الحصول على الأطفال لبلادٍ تقدم فيها خدمة دعارة الأطفال بشكلٍ ير رسميٍّ ولا شرعيٍ بالطبع، وغالبًا ما ينتشر ذلك في البلاد التي تكثر فيها القرى والمناطق السياحية والتي تقدم خدمات الدعارة بكل أنواعها لروادها وسياحها.
الدعارة عبر البلاد بين المحرم والمسموح
إن ما سيتفق عليه العالم كله وستجمع عليه منظمات حقوق الإنسان بلا شك لا آدمية هذا الفعل وتحريم تلك التجارة ومنعها منعًا باتًا، وتحريم الترويج والإعلان لها وعقاب القائمين عليها والملوثة أيديهم بإثمها، لكن انتشار الدعارة انتشارًا واسعًا على نطاقٍ عملي وعلى أرض الواقع كان سببًا لإعادة النظر وتغير سياسات بعض الدول نحو هذا النوع من التجارة والعمل، وصار من الواضح والبارز أنه حتى لو تم تحريم تلك التجارة فستظل موجودةً وقائمة كجزءٍ لا يتجزأ من المجتمع، وسيظل لها زبائنها والمقبلون عليها، لذلك مالت بعض الدول لإقرار تلك المهنة أي مهنة الدعارة أو بنت الليل وجعلت الدعارة مسموحةً بشكلٍ رسميٍّ فيها شرط أن يتم تنظيمها وممارستها تحت إشراف وعلم الدولة، مستغلةً بذلك عائدًا وربحًا اقتصاديًا جيدًا يعود عليها من تلك المهنة وكان الاهتمام بالجانب الاقتصادي أكبر من قدرة تلك الدول على رفض هذا النوع من الأعمال، وعلى أساسه أصبحت بنات الهوى في تلك الدول يحصلن على بطاقات أعمالٍ رسمية وعلى رعايةٍ صحية ف محاولةٍ من تلك الدول للحد من انتشار الأمراض الجنسية والتي دائمًا ما كانت الدعارة سبب انتشارها بين المجتمعات، كما كفلت لهن بعض الدول دخلًا جيدًا ومعاملةً إنسانية فلا يصبحن عبيدًا لأي أحد وإنما هن كالموظفات في أي مهنةٍ أخرى وأيضًا يحصلن على معاشاتٍ ورواتب تقاعد بعد انتهاء مدة خدمتهن!
وعلى صعيدٍ آخر
على الجانب الآخر وهو الجانب الأكبر والأعم جاءت الدول التي يمنع القانون فيها ممارسة الدعارة ويعاقب ممارسات الدعارة والمنظمات التي يعملن لها بنص القانون، لكن الواقع أن أغلب تلك الدول يعتبر أسوأ من الدول التي أقرت الدعارة وتعاملت معها كجزءٍ من المجتمع في محاولةٍ لعلاج المشكلات الناجمة عنها، إلا أن الدول التي حرمتها لا يقل انتشار الدعارة فيها عن الدول المسموحة فيها فيما عدا كون الدعارة محرمةً قانونيًا فيها، لكن القانون والجهات الأمنية تعمد إلى غض النظر عن تلك الممارسات وإغفالها والتظاهر بأنهم لا يرونها، بل إن جزءًا من الربح المادي من الدعارة يعود لخزنة اقتصاد الدولة التي حرمت الدعارة، حيث يتم ممارسة الدعارة تحت مسمياتٍ أخرى مختلفة كأماكن التدليك وغيرها من الأماكن التي تقر الدولة وجودها وتعرف أنه يتم ممارسة الدعارة فيها بطريقةٍ غير قانونية لكنها تغفل عن ذلك عن قصدٍ وتقبل الدخل القادم إليها من تلك الأماكن بهدوء، بعض الدول الأخرى والتي هي قليلةٌ في الواقع عبر العالم كله كالمملكة العربية السعودية يمنع فيها الدعارة منعًا باتًا ويتم تطبيق عقوبة الإسلام على من تأكد عليه ممارسة جرم الدعارة كما أن هناك شرطةً أخلاقيةً خاصةً بتلك القضايا فحسب لذلك فانتشار نوعٍ كهذا من التجارة والأعمال فيها يبدو مستحيلًا.
دعارة الإنترنت
مع انتشار الإنترنت وازدهاره ودخوله لكل بيتٍ وسهولة وصوله لكل شخصٍ أصبحت دعارة الإنترنت لا تقل أهميةً ولا ربحًا عن الدعارة الواقعية، فمن لم يستطع الوصول للدعارة الواقعية يلجأ للدعارة عبر الإنترنت، بل إن البعض يهوى ذلك النوع ويصبح من زبائنه الدائمين، وبغض النظر عن حقيقة كون الإنترنت أحد أسباب استغلال واستدراج الكثير من ضحايا الاستغلال الجنسي والدخول بهم إلى ذلك العالم وتوريطهم بشكلٍ لا يتمكنون معه من التخلص منه، فإن كثيرًا من منظمات الدعارة تحرص على توفير الخدمة الإلكترونية لها لجذب الزبائن من كل نوعٍ وتقديم أفضل خدمةٍ من وجهة نظرهم، وفي تلك الدعارة لا يستخدم النساء ولا الرجال فحسب، وإنما يحصل الأطفال على النصيب الأكثر من تلك الجريمة فالدراسات أثبتت أن كثيرًا من الزبائن المرضى قد يدفعون الكثير من المال لمشاهدة مقاطع فيديو تعرض استغلال الأطفال جنسيًا أو الاعتداء عليهم، وتنقسم دعارة الإنترنت ما بين تفاعلٌ إلكتروني بين فتاة الليل المجندة إلكترونيًا لخدمة زبائن الإنترنت والزبون، وبين مقاطع الفيديو مدفوعة الأجر والتي يزيد إقبال الزبائن عليها ما يجعلها في زيادةٍ مستمرة ويزيد من الدخل العائد على المديرين لتلك المواقع منها.
الآثار السلبية العائدة من الدعارة
كأي عملٍ لا إنسانيٍّ ولا أخلاقيٍّ فهو يعود على الأفراد ومجتمعاتهم بالسوء والآثار السلبية، فبدايةً مع غياب الالتزام بالقانون وتنفيذه والتسيب فيما يتعلق بتلك الأعمال غير المشروعة وغير الأخلاقية يؤدي إلى وقوع المزيد من أفراد المجتمع ضحيةً لتلك الظاهرة الدنيئة، كما أن انتشارها يساعد على انتشار انحلال الأخلاق والفساد في المجتمع ويهبط من قيمة الإنسان ومنزلته من رتبة إنسانٍ عاقل له قلبٌ ومشاعرٌ وعقلٌ يشعر بالحب والكره والانجذاب والنفور إلى مجرد حيوانٍ غير عاقلٍ يبحث عن لذته ومتعته مع أي كائنٍ آخر لا يعرفه ولا يدير عنه شيئًا سواءً من نفس جنسه أو من الجنس المخالف، كما أنه يهبط بقيمة العلاقة الزوجية من كونها شيئًا ساميًا راقيًا لعمليةٍ قذرةٍ يُمارسها أحد الطرفين إجبارًا ويدفع له الطرف الآخر مالًا لقاء متعته! إن شيئًا كهذا وترسخه داخل الإنسان كفيلٌ بتحطيم أشياء كثيرة سامية في النفس البشرية، فبعكس المتوقع فالضرر من انتشار الدعارة لا يعود على الضحايا المجندين والعاملين في تلك الجريمة فحسب وإنما يعود على الزبائن الذين يتحول الجنس إليهم من هوسٍ ورغبةٍ مقننةٍ بالعقل والمنطق إلى غريزةٍ حيوانيةٍ منفلتةٍ يطلقون جماحها متى أرادوا.
الدعارة تدمر المجتمع ببطء
ناهيك عن كون مهنةٍ كهذه كما يروق للبعض أن يسميها لا تقدم شيئًا للمجتمع ولا تساهم في تقدمه أو رقيه أو بنائه وإنما هي عملية هدمٍ للأفراد ببطءٍ من الداخل وعدم وضع اعتبارٍ لآدميتهم، كما أن الدعارة تأخذ منحنياتٍ أكثر تعقيدًا وأذًى وانحرافًا كالشذوذ ودعارة الأطفال والقاصرين ما يؤثر في نفسية الأطفال ويحطمها تحطيمًا فلا ينتج عنهم إلا ظلالٌ لبشرٍ كانوا يومًا ولم يعودوا، مصيبةٌ أخرى تعود بها الدعارة على المجتمع هي تفشي وانتشار الأمراض الجنسية المعدية بين الأفراد بسبب أن أغلب العاملات في بيوت الدعارة لا يخضعن للفحص الطبي ولا يعرن ذلك اهتمامًا فحتى لو ثبت إصابتها بمرضٍ جنسي فذلك لن يغير من حقيقة حاجتها بيع جسدها للحصول على مالٍ تبتاع به الخبز الذي يقيم عودها ويجعلها تظل على قيد الحياة، فعلى سبيل المثال في بداية ظهور مرض الإيدز وبسبب الانحلال الأخلاقي وانتشار الدعارة انتشر الإيدز بجنونٍ عبر أنحاء العالم بين ليلةٍ وضحاها وأخذ ينتقل من شخصٍ لآخر كالنار في الشيم وراح الملايين ضحايا ذلك المرض عبر جميع أنحاء العالم، بل إنه كان سببًا في اعتراف دولٍ بشكلٍ رسمي بإصابة أفرادها بذلك المرض وأن الآلاف يموتون منه، وبطبيعة الحال كان العالم العربي أقل أماكن العالم إصابةً بسبب التحجيم الموضوع على الدعارة برغم حقيقة وجودها إلا أنها أقل انتشارًا من بقية أنحاء العالم بسبب نبذها كخلقٍ وفعلٍ دينيًا وأخلاقيًا.
محاولات القضاء عليها
يبدو من الصعب القضاء على البغاء والدعارة بالنظر إليهم ورؤية تأصلهم وتشعب جذورهم في كثيرٍ من الدول والمجتمعات، ورغم الجهود التي تبذلها الكثير من منظمات حقوق الإنسان محاولةً إنقاذ ضحايا الاستغلال الجنسي من كل الفئات والأعمار إلا أنها ما تزال تجارةً رائجةً ومتشعبةً وتحاول الاتجاه للازدهار جاهدةً، وبرغم ما تبذله تلك المنظمات من جهود فبدلًا من أن تحصل على تشديدٍ قانوني وأمنيٍّ أكثر على تلك الأعمال والسلوكيات كان ما حصلت عليه إقرار بعض الدول بالدعارة وجعلها قانونيةً تحت سيطرة ورقابة الدولة، لكن الحل يكمن فيما نزلت به الأديان السماوية الثلاثة التي حرمت الدعارة والزنا واحترمت الإنسان وكرمته وجعلت له منزلةً أعلى وأفضل من الممارسات الحيوانية الدنيئة.
أضف تعليق