تسعة مجهول
المقصلة
الرئيسية » غرائب » المقصلة : وسيلة الإعدام الأوروبية سيئة الصيت

المقصلة : وسيلة الإعدام الأوروبية سيئة الصيت

المقصلة واحدة من وسائل الإعدام الأوروبية التي استخدمت لتنفيذ الكثير من عمليات الإعدام في أوروبا في فترة ما من تاريخها، نستعرض في هذه السطور تاريخ المقصلة.

المقصلة واحدة من وسائل الإعدام الأوروبية التي استخدمت لتنفيذ الكثير من عمليات الإعدام في أوروبا في فترة ما من فترات تاريخها، نستعرض في هذه السطور تاريخ المقصلة. وسائل التعذيب والإعدام واحدةٌ من أقدم الوسائل والقضايا عبر التاريخ التي سببت العديد من الكوابيس للكثيرين واستخدمها حكامٌ باطشون وظالمون للوصول إلى مآربهم والتخلص من أعدائهم بدون أن يحاكمهم أحد، ولكم مات من أبرياء أو مجرمين تحت وطأة التعذيب أو بأمر الإعدام، قديمًا منذ بدء الخلق لم يكن هناك ما يُعرف بالإعدام عندما كان الناس سواسية وكانت الجماعات محتاجةً لبعضها مستندةً على بعضها، أحيانًا كانت تتم إنزال العقوبات ببعض الخارجين عن نظام الجماعة أو على أفرادٍ من خارج الجماعة حاولوا أن يتسببوا لها بالأذى، لكن كلمة الإعدام ومفهومها كما هي عليه اليوم لم تبدأ إلا عندما بدأ الإنسان بتكوين المجتمعات والاستقرار وإيجاد الطبقات بين طبقة الحكام وطبقة المحكومين، وإعطاء الصلاحية للحكام لاتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والسلامة والاستقرار وتسيير المجتمع، عندها بدأت كلمة إعدام تلوح في الأفق، وأصبحت توضع الدساتير وتسن القوانين والشرائع ويصبح الخارج عنها عرضةً للعقوبات على اختلاف درجاتها انتهاءً بالعقوبة العظمى وهي الإعدام.

تعرف على استخدام المقصلة في عمليات الإعدام

الإعدام قديمًا حول العالم

عندما بدأ الإعدام يتخذ مجراه كوسيلةٍ من وسائل تحقيق العدالة والقبض بيدٍ من حديد على أيدي المجرمين للحد من الفساد والجريمة والاتجاه لبناء مجتمع أفضل وأكثر رقيًا، كان من الأمور التي لا بد منها أن نجد بعض من مالوا لاستخدام تلك الوسائل بالظلم ولأمراضٍ في نفوسهم تدفع بهم لظلم الأضعف منهم، ولكن الأمر الأكثر إثارةً للاهتمام والانتباه كان الوسيلة المتبعة في تنفيذ حكم الإعدام ذاته، حيث أنه لم تكن هناك وسيلةٌ رسميةٌ أو متعارفٌ عليها عبر العالم كله، لهذا اتجهت كل حضارةٍ وكل بلدٍ وكل سياسةٍ لإيجاد ما يليق بها ويناسبها من وسائل الإعدام، وكانت بعض الحضارات أو البلاد أكثر إبداعًا من غيرها في ابتكار تلك الوسائل، فخرجت إلينا عبر التاريخ وسائل تعذيبٍ بشعة ولا آدمية حتى أن بعض الحكام والملوك اشتهروا بها واقترنت أسماؤهم بأسمائها لحبهم لاستخدامها، لم يكن العلم في ذلك الوقت بالتطور الكافي لإيجاد الوسائل الرحيمة أو السريعة للإعدام لكن من جانبٍ آخر فكان من الممكن تطبيق حكم الإعدام في أسرع وقتٍ ممكن وبأقل ألم لكن بعض الحضارات كان القصد فيها من عملية الإعدام أن تكون عمليةً تعذيبيةً بطيئة حتى الموت، فلم يكن بعضهم يقتنع بأن الموت السريع الرحيم عقابٌ مناسبٌ للمجرم وإنما هو رحمةٌ له لذلك أبدعوا في اختراع الوسائل التي قد تستمر في قتل المجرم ببطءٍ لمدة عدة أيامٍ متواصلة!

قطع الرأس كوسيلة إعدام

مع التطور والتقدم شاع استخدام السيف والفأس في عمليات الإعدام، وشاعت عملية قطع الرؤوس بشكلٍ عام سواءً كوسيلة إعدامٍ أو تقنية حربٍ للتغلب على الأعداء، كما أصبح قطع الرأس له دلالته عند الكثير من الحضارات فكان الملوك والزعماء يقطعون رؤوس أعدائهم ويعلقونها على أبواب قصورهم أو في الشوارع لترهيب الأعداء وتخويفهم وجعلهم يعرفون مصيرهم ذلك، في بلادٍ معينةً كان قطع الرأس ليس قتلًا جسديًا فحسب وإنما هو تعذيبٌ نفسيٌ ولعنة كالصين مثلًا التي كان يُعتقد فيها أن الجسم الآدمي هو عطيةٌ ومنحة يجب الحفاظ عليه كما هو من يوم الولادة ليوم الموت، لذلك فكان قطع الرأس وفصله عن الجسد وتشويه الجسد بتلك الطريقة أشبه بعملية لعن جسد المحكوم عليه بالإعدام، ولقد اشتهرت الصين بكثيرٍ من عمليات الإعدام بقطع الرؤوس عبر التاريخ حتى أنها في بعض السنين كانت تتربع عرش أكثر الدول تنفيذًا لأحكام الإعدام بفارق آلاف الأشخاص عن الدولة التالية لها.

التخلص من قطع الرأس كوسيلة إعدام

مع التطور وشيوع الديموقراطية بين أرجاء العالم بدأت دولٌ كثيرة في إيقاف القرار بالإعدام تمامًا حيث لم تعد بعض الدول تحكم بالإعدام نهائيًا، في حين بقيت دولٌ عدة تقر الإعدام وما زال بعضٌ منها يستخدم السيف أو وسيلة قطع الرأس في الإعدام حتى يومنا هذا، رغم أن تلك الوسيلة كانت الأشهر رواجًا وشعبيةً في أوروبا في وقتٍ من الأوقات إلا أنها لم تعد مستخدمةً الآن، كما استخدمت الكثير من الجماعات الإرهابية والمسلحة قطع الرأس كوسيلةٍ للإرهاب وقتل الأسرى والضحايا الذين يسقطون في قبضتهم.

المقصلة

كانت المقصلة مجرد تطورٍ عمليٍّ لعملية الإعدام عن طريق قطع الرأس، فكانت تلك العملية قبل ذلك تتم عبر الجلاد أو السياف باستخدام سيفه أو فأسه، ومن المفترض ألا يشعر المحكوم عليه بالإعدام بشيءٍ عند قطع رأسه وفصلها تمامًا، لكن استخدام السيف أو الفأس كان في بعض الأحيان يستدعي من الجلاد عدة ضرباتٍ حتى تنفصل الرأس تمامًا عن الجسد وهو ما كان يعتبر أمرًا بغاية الألم، حتى أن بعض المحكومين بالإعدام وذويهم كان يلجؤون لرشو الجلاد وإعطائه المال حتى يتأكد من أن سيفه أو فأسه حادة فيتم الأمر بسرعةٍ وسلاسةٍ بدون أي ألم، كان بداية ظهور المقصلة على يد أحد الأطباء الفرنسيين الذي رأى أن عملية الإعدام بالسيف والفأس تصبح لا آدميةً ومؤلمةً في بعض الأحيان لذلك اقترح عمل آلةٍ تقوم بدور الجلاد بشكلٍ آليٍ وصارم لا يقبل الاحتمالات، عندها خرجت المقصلة للوجود وهي عبارةٌ عن إطارٍ خشبيٍ أو معدنيٍّ كبير يقف طوليًا في أعلاه نصلٌ معدنيٌ حادٌ وثقيل بحوالي وزن 40 كجم وأسفله يوجد مكانٌ تستقر فيه رأس الضحية ناظرةً للأسفل أو الأمام، ثم يهوي النصل على رقبة المجرم من ارتفاعٍ يقارب المترين فيقطعها بضربةٍ واحدة، وتم بدايةً تجربة المقصلة على الحيوانات وجثث الموتى قبل جعلها وسيلة الإعدام الرسمية في فرنسا لتكون أول دولةٍ تستخدم المقصلة.

تطويرها

كان يتم تطوير المقصلة على مر العصور ويساهم العديدون في تقديم الإضافات والتحسينات إليها، وأشهر من قام بالتعديل فيها وساق الكثيرين ليلقوا حتفهم أسفل نصلها كان الملك الفرنسي لويس السادس عشر، والذي سيق هو وزوجته مار انطوانيت بعد نطق الحكم بالإعدام عليهما لتسيل دماؤهما في المكان الذي سالت فيه دماء كثيرين حكموا عليهم بالإعدام، كان الألمان النازيون يحبون المقصلة كذلك ويستخدمونها كثيرًا في النمسا وألمانيا لإعدام معارضيهم، وكان من قساوة قلوبهم أن أضافوا عليها بعض التعديلات التي تجعل المحكوم عليه بالإعدام ينظر للأعلى باتجاه النصل ويجبرونه على فتح عينيه خلال إعدامه ليرى كل شيءٍ قبل أن يموت.

رعب المقصلة

كان من الأشياء المرعبة التي تداول الحديث عنها عن المقصلة خاصةً عندما بدأت تتخذ شهرتها وكان إعدام الناس بالمقصلة يتم أمام عامة الشعب في الساحات العامة ويأتي الكثيرون لمشاهدة تنفيذ الحكم هي الرؤوس التي تظل حية، كان أكثر المعرضين لحالات الرعب تلك هم أولئك الذين تسقط الرأس بالقرب منهم فيجدون أعين الضحية تنظر إليهم وتحدق فيهم، يقسم البعض أنهم كانوا يرون عيون المجرمين تحدق فيهم بنظرة توعدٍ أو اتهام بينما يقول البعض الآخر أنهم رأوا عيون الضحية وشفاهها تتحرك أو ملامح وجوههم تتغير كل ذلك في الثواني التالية للإعدام، والأدب بالطبع لم يكن ليترك ظاهرةً كهذه لتمر مر الكرام خاصةً أدب الرعب مما جعل تلك اللحظات النهائية وتخيلها وتخيل أن الشخص بعد فصل رأسه عن جسده ينظر إلى الحشود التي كانت تشاهده فيتأملها للمرة الأخيرة قبل أن يموت تمامًا.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

4 × 5 =