التنبؤ بالمستقبل من الظواهر العلمية التي تنتشر بين فئة كبيرة من الناس، وهي ما تعني بالتعرف على ما سوف يجري في الأيام المقبلة، فمن المعروف أن المستقبل هو المجهول الذي لا يعرف عنه أحد شيء وما سوف يأتي به، فعلى الرغم من كون المستقبل مجهول إلا أن بعض الأشخاص تمكنوا من التغلب على ذلك الأمر، وذلك من خلال التنبؤ ببعض من الأمور التي سوف تجري بالمستقبل واستطاعوا أن يحققوا نجاحات كثيرة في آرائهم وأقاويلهم، والجدير بالذكر هنا أن التنبؤ بالمستقبل يتمثل في نوعين مختلفين.
التنبؤ بالمستقبل : بين الحقيقة والخرافة
التنبؤ بالمستقبل علميا
وهنا يستعين الفرد المتنبئ بالتاريخ والأشياء التي ترتبط بالأمر، ومنها يتمكن من التعرف على ما سوف يحدث بالمستقبل، فهنا يكون الأمر بناء على الاستنتاجات التي يتوقعها الفرد نتيجة لدراسة تاريخ هذا المجال، وتكون تلك التنبؤات قريبة جداً من الواقع، ولكن بالطبع لن يختلط الأمر بالتخيل، وأيضاً فلا يمكن الاستعانة بالتنبؤ العلمي في العمليات الرياضية.
التنبؤ بالمستقبل إلهاميا أو إيحائيا
التنبؤ الإيحائي وهنا لا يعتمد المتنبئ على دراسة الماضي والتاريخ، بل يعتمد على تنبؤاته التي يستشعر بها، ونجد الكثيرين تتوفر لهم تلك الخاصية ألا وهي التنبؤ الإيحائي، والتي يستطيع من خلالها توقع بعض من الأمور التي تحدث في المستقبل ولكن ليس دائما ينجح الأمر معهم خاصة أن الله عز وجل قال في كتابه الكريم “وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو”، وذلك بصورة الأنعام فهنا يؤكد الله عز وجل أنه هو فقط من يعلم ما سوف يجري بالمستقبل، وعلى الرغم من ذلك فإن المعجزات الإلهية قد أثبتت أن هناك بعض من البشر وخاصة الأنبياء استطاعوا أن يتنبؤوا ببعض من الأمور وتحققت بالفعل، فأشهر تلك القصص القديمة الخاصة بالتنبؤ تلك التي قام بها الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما تنبأ بحدوث معركة بين الروم والفرس، وأكد ذلك الرهان أو التنبؤ الرسول صل الله عليه وسلم، وأكد بأن تنبؤ أبو بكر صادق.
طرق التنبؤ بالمستقبل
فالجدير بالذكر أن مع التقدم التكنولوجي واهتمام الإنسان بالتعرف على ما سوف يدور بالمستقبل وما يحمله في طياته استعان الكثيرين ببعض من الأمور للتعرف عليه بالتنبؤ مستخدمين طريقة قراءة الفنجان، وأيضاً من خلال مسح البلورة، وأخيراً فقد تم الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر كإحدى الطرق الحديثة المستخدمة في التنبؤ بالمستقبل ، فعلى الرغم من تعدد تلك الطرق إلا أن جميعها لم تعطي النتائج الفعالة، كما أن هناك ثلاثة طرق أخرى استطاعت أن تحقق نجاحات جيدة في التعرف على ما سوف يدور بالمستقبل، وهي ما سوف نعرضه خلال الأسطر القليلة القادمة:
تمثلت الأولى في الرؤية والأحلام التنبئية، وذلك ما يتعرض إليه الكثيرين من خلال الحلم بأحد الأحلام، والتي فيها يتمكن من التنبؤ ببعض من الأمور، والتي تحدث بالفعل فذلك يعد من الصفات النادرة التي يتصف بها القليلين.
بينما الثانية فتمثلت في مراقبي الأحاسيس الخارقة تلك التي تتواجد لدى مجموعة من الحيوانات.
بينما الثالثة والأخيرة والتي تمثلت في استغلال بعض من المواهب التي تتوفر لدى البعض وتعد من المواهب الغير معتادة والمعروفة.
أهمية المتنبئين في قصور الحكام
والجدير بالذكر هنا أن خلال العصور الوسطى اهتم الحكام بالمتنبئين بشكل كبير، وذلك يظهر من خلال تواجد المتنبئين دائما بقصور الحكام، وذلك لكي يخبروا الحاكم بما سوف يجري في المستقبل ويخص الدولة بشكل عام، وذلك ما كان متوفرا أيضاً في عصور الفراعنة من خلال اهتمامهم بالمفسرين، فعلى الرغم من اهتمامهم الشديد بالتفسير إلا أن المتنبئين لم يستطيعوا تفسير حلمين لحاكمين تغير مجرى حياتهما، وأيضاً تاريخ الدول من خلال عدم تمكنهم من التفسير، والحلمان تمثلا في حلم البقرات السبع العجاف بالإضافة إلى ظهور موسى عليه السلام، ونتيجة لأهمية التنبؤ بالمستقبل في العصور الحديثة أصبح يتواجد اليوم مركزين يتخصصان في التنبؤ، وهما الذين يتواجدان في نيويورك وبريطانيا، ويمثلان أكبر مراكز التنبؤ في العالم.
استخدام الحيوانات في التنبؤ بالمستقبل
وتعد من طرق التنبؤ الأخرى تلك التي تمثلت في الاستعانة بمواهب الحيوانات الخارقة فيتواجد بعض من أنواع الحيوانات التي تستطيع التنبؤ بالأحداث والكوارث التي يتعرض إليها الإنسان، خاصة إذا كان الحيوان يرتبط بصاحبه بشكل جيد فيتمكن من قراءة أفكاره، وأيضاً التنبؤ بما سوف يحدث له، فأثبتت الدراسات العلمية أن الببغاء من أنواع الطيور التي تمكنت من قراءة أفكار الإنسان.
الاستعانة بالقدرات الخارقة لدى البعض
وكما يمكن أيضاً الاستعانة بتلك القدرات الخارقة التي تتوفر لدى البعض والتي من خلالها يستطيع التعرف على ما سوف يجري بالمستقبل، وذلك ما اعتمدت عليه بالفعل المخابرات الأمريكية خلال القرن التاسع عشر، ونتيجة لأهمية الأمر فقد أنشأت روسيا معهد لينينغراد ذلك المتخصص في إعداد الأبحاث النفسية الخارقة، فقد استطاع المعهد أن يحقق الكثير من النجاحات، ولذلك فيتصل المعهد بالمخابرات الروسية بشكل وثيق، وذلك منذ إنشائه في ستينيات القرن التاسع عشر.
فئات المتنبئين بالمستقبل
والجدير بالذكر أيضاً أن الشخص العادي لم ولن يتمكن من استكشاف ما يحدث في المستقبل، وإذا استطاع أن يتنبأ ببعض الأشياء فبالتأكيد سوف يتوقف تنبؤه عند بعض من الأمور التي لا يستطيع اختراقها، وعلى الرغم من ذلك أيضاً فقد استطاع البعض أن يخترقوا تلك القاعدة وبنجاح، وهنا فهم يمثلان فئتين مختلفتين.
فالفئة الأولى تلك التي تنحصر في الإنسان الغير اعتيادي، والذي يتصل ببعض من المخلوقات الأخرى التي تنتشر في الفضاء الخارجي، والذي لا يتمكن الآخرين من رؤيتها تلك التي تساعد الفرد في إخباره بما سوف يحدث في المستقبل، فذلك يرجع لأقاويل البعض ولم يتمكن من إثبات صحتها حتى الآن.
بينما الفئة الثانية فهي تتمثل في الفئة التي تشتمل على نسبة جيدة من الذكاء، وأيضاً فعالية الغرائز وقوة الحواس وهي متوفرة لدى جميع البشر، ولكن بنسب متفاوتة فيتوفر لدى البعض القوة والقدرة التي تساعدهم في الاتصال بالمستقبل، ومن خلالها التنبؤ بما يحدث فيه، فتلك تمثل أهم الأمور التي تعلقت بمجال التنبؤ المستقبل .
وخلاصة القول أن التنبؤ بالمستقبل يعد خاصية من الخصائص المتوفرة لدى القليل من البشر، فالبعض منهم يعتبر الأمر لديهم متمثل في صلة روحانية يوفرها الله عز وجل لهم يتمكنون من خلالها بالاستشعار بما سوف يجري بالمستقبل وتحقيقه بالفعل فيرجع الأمر للأحلام وهو ما يسمى التنبؤ الإيحائي، كما أن البعض قد يكون الأمر راجع لديهم لتوفير القوة اللازمة في الحواس، والتي تساعدهم في التعرف على ما يجري في المستقبل، وأخيراً قد يكون الأمر متصل بالأرواح الكونية، فذلك ما يعتقده البعض، ولكنه لم يتم إثبات صحته، وأيضاً قد يتنبأ البعض ببعض الأمور وذلك ما يكون من خلال دراسة الأمر والتعرف على الماضي والتاريخ المتعلق به والذي من خلاله يستطيع التنبؤ بما سوف يحدث له في المستقبل، فذلك أيضاً من ضمن الأمور التي يعتمد عليها الكثيرين، وكثيراً ما تحقق نجاحات جيدة للغاية، ولذلك فأصبح التنبؤ بالمستقبل من ضمن الأمور المتاحة والتي كثيراً ما تستطيع تحقيق نجاحات جيدة.
أضف تعليق