إذا تحدثنا عن ظاهرة العودة إلى الحياة ، فنجد أن هذه الظاهرة عرفها بعض العلماء والباحثين بأنها تحدث نتيجة توقف مفاجئ للقلب أوالدماغ، وبعد لحظات أو دقائق بعد إعلان موتهم يفاجئونا بالعودة مرة أخرى للحياة، ويقومون بسرد قصص حدثت فعلاً أثناء موتهم ومنهم من يحكي حوارات حدثت فعلاً مع الأطباء المعالجين داخل الغرفة المعلن فيها وفاتهم، وهذه الحالات لم تقتصر على مجتمع أو شعب بعينه فنجد أنها تجربة مكررة في كثير من البلدان، ومع العديد من شعوب العالم المختلفة وفي هذه الحالة يروى العائد من الحياة بأنه يرى نفسه وهو يخرج من جسده وينظر إلى جسده من مكان عالي، ويراه مستلقي على السرير ويرى ويسمع كل ما يحكي في هذه الغرفة ويسمع كل لفظ أو كل كلمه يلفظها كل من يلتف حوله، وفي هذه الحالة نجد أن المريض يرى ويشعر أنه مات ويندهش لما يوجد عليه ذهنه، حيث يتمتع بذهن واعي ورؤية حادة أكثر مما كان عليه عندما كان على قيد الحياة.
العودة إلى الحياة : حالات موثقة
حالات العودة إلى الحياة
وعندما تحدث العلماء عن أشخاص منهم اتفقوا على أشياء كثيرة كأنهم مثلا يمرون بنفق نوراني ضيق، أيضا الكثير منهم اتفقوا على أنهم يتواصلون مع أشخاص متوفون منذ فترات بعيدة، وبتفسيرهم لرؤية كائنات نورانية، نجد أن من يفسرونه على أنهم ملائكة، وبعض المسيحين يقولون عندما يشاهدون هذه الكائنات النورية بأنه السيد المسيح وآخرون يفسرون مشاهدة هذه الكائنات النورية بأنها أشباح، وهناك مسلمة كندية شيعية فسرت وأطلقت على هذه الكائنات بأنهم آل البيت والأئمة، فنجد أن كل شخص يمر بهذه التجربة يفسرها من وجهة نظره التي قد تختلف مع غيره ممن مرورا بهذه التجربة الفريدة، ونجد أيضا في هذه الحالة أن المتوفي أو العائد من الموت يرى جميع أعماله تعرض عليه في شريط سينمائي طويل ومفصل، ويستطيع العائد من الموت أن يفسرها كمعرفته أن كانت أعماله صالحة أو غير صالحة.
مظاهر حالات العودة إلى الحياة
وبعد هذا يتم إخبار المريض أو المتوفي بأن الوقت الحقيقي لموته لم يأتي بعد، وأنه ما زال لديه أيام ومازال لديه حياة لم تنفذ بعد، والجدير بالذكر بأن كل من مر أو الغالبية العظمى منهم كانوا يشعرون بتعاسة عند عودتهم للحياة وعند وصفهم لهذه الحالة يجدون أنهم كانوا في حياة أفضل وكانوا يفضلون عدم العودة لهذه الحياة الدنيا مرة أخرى، وكانوا يفضلون الموت نتيجة ما يشعرون به من سعادة لا توصف أثناء حدوث هذه الحالة معهم، وفي لحظة يعاود كل من القلب والدماغ لعملهم مرة أخرى بشكل تام ويعود المريض للوعى مرة أخرى آنذاك، ونرى أن كل من مروا بهذه التجربة لا يهابون الموت وإيمانهم التام بأن الموت ما هو إلا مرحلة يمر بها كل إنسان لانتقاله إلى حياة أخرى أفضل، المدهش والذي أدهش الأطباء والعلماء بأن المارون بهذه الحالة كانوا يصفون لطاقم الأطباء الذي كانوا يلتفون حوله كل ما كان يحدث من حوارات ومن تصرفات في وقت كانت كل الأجهزة والمعدات تؤكد موتهم موت نهائي، هذا إلى جانب أنه يوجد منهم من كان مغطى العينين لإجراء عمليات لهم تستلزم تغطية أعينهم وآذانهم بشريط لاصق، ولكنهم ومع ذلك سمعوا ورأوا كل ما كان يحدث أثناء محاولة الأطباء إرجاع الحياة مرة أخرى لأجسادهم المتهالكة.
تفسير ظاهرة العودة إلى الحياة
ونجد أن العلماء والباحثون والروحانيون والأطباء تناولوا هذه الظاهرة وكتبوا عنها كتب ومقالات، ويرى بعض الباحثين أن هذه الظاهرة ترجع لأشخاص اقتربوا للموت بقدر أكبر من اللازم دون أن يموتوا، كما نجد من اقترب للبحر أكثر من اللازم قد يستنشق هوائه قبل الوصول إليه، هكذا الحال في نفس مسالة العائدون من الموت، وهناك باحثون لا يؤمنون بأن هذه الحالة ولا يجزمون بأن من مر بهذه الحالة أنه على صواب أو أنه على حق فتلك التجربة تعتبر تجربة ذاتية لأشخاص بعينهم كالكشف عن الصوفية مثلا، ويجد بعض العلماء أن من يمرون بهذه التجربة دائما ما يكونون على حافة الموت كمدمني المخدرات ومرضى آخرين يكونوا في حالات خطر، ونجد أيضا امرأه عائدة من الموت كانت طبيبتها النفسية تنصحها بالاهتمام بحالاتها الصحية والنفسية إلخ، إلا أن المريضة قطعت كلام طبيبتها محاولة إخبارها لما حدث لها أثناء إجراء عملية لها حيث الخرب طبيبتها بأنها كانت ترى المشفى من أعلى بكل ما فيها، حتى وصفت لها أنها رأت فردة حذاء على نافذتها فنظرت الطبيبة من الشباك فلم تراها فعلاً إلا أنها وبإصرار المريضة تسلقت الطبيبة حافة الشباك ومدت يدها أعلى مسطبة النافذة حتى عثرت على فردة الحذاء فعلاً، أيضاً قال الباحثون في هذه التجربة أن هناك العديد من الأطفال يمرون بهذه التجربة مع وجود فارق بينهم وبين البالغين المارون بهذه التجربة، فنجد أن الأطفال لا تعرض عليهم أعمالهم كما تعرض على البالغين في شريط يشبه الشريط السينمائي، وحديث رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) يثبت هذا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ” رفع القلم عن ثلاثة النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل” صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
قصة المرأة المصرية العجوز
ونجد مثال آخر من أمثلة العودة إلى الحياة ، وهي القصة التي تصدى له الإعلامي عمرو موسى والذي كان يروي فيه قصة المرأة العجوز التي أعلن الأطباء لذويها خبر وفاتها، وبالفعل تم الإعلان عن موتها في المنطقة التي تعيش فيها وتم غسلها وتكفينها وأقيم لها العزاء وفجأه وبدون سابق إنذار عادت إلى الحياة مرة أخرى، وقد ذكرت أيضا أنها رأت السيدة خديجة، أيضا نجد الشائعة الشهيرة للفنان صلاح قابيل التي راودته على مدى 24 عاما منذ وفاته، حيث قال أحد الأشخاص أن الفنان صلاح قابيل قد مات و دفن ولكن بعد الدفن بأشهر قد توفي شخص آخر من عائلته وعند فتح المقبرة وجد الفنان صلاح قابيل بمدخل المقبرة وقد نزع الكفن عن نفسه مادا يده مستعينا بأحد لإنقاذه إلا أنه مات فعلياً حيث أنه يقال أنه لم يمت في المرة الأولى وأنها كانت غيبوبة سكر لأنه كان يعاني من مرض السكرى، وبعد أعوام خرج آبائه عن صمتهم، وأقروا بأنها قصة زائفة لا أساس لها من الصحة حيث أنهم رأوا والدهم بكفنه لم يتغير منه شئ في مكانه الذي وضع به وأنه كان متوفيا، بالفعل وليس نوبة سكرية كما ادعى البعض، قصه أخرى لشاب يدعى حسين كان متزوجاً جديد وعاد من عمله فتناول عشاءه ثم نام لفترة طويلة جدا إلى أن أخذته عائلته متوجهه للمستشفى، حيث تم الكشف عليه وأعلن الأطباء خبر وفاته لأهله وذويه وسرعان ما تم غسله وتكفينه ثم دفنه وبعد دفنه بثلاث أيام استيقظ من غيبوبته فوجد نفسه محاطاً بالظلام ووجد الكثير من قطع القطن بجسده فعرف أنه قد دفن وتأكد من الأمر عندما وجد العديد من الأجساد أو الجثث نائمة حوله، فظل يصرخ ويصرخ إلى أن سمعه التربي واستخرج تصريح مرة أخرى لفتح المقبرة وإخراج الشاب مرة أخرى، وحين فتح التربي المقبرة مات في الحال أثر أذمة قلبية.
وبعدها تم نقل المدعو حسي للمستشفى، وعند علم والدته بهذا الخبر ذهبت لتراه مرة أخرى فلم تصدق وماتت هي الأخرى تاركة ابنها يرقد في المستشفى، فاقدا للنطق لمدة ثلاثة شهور، قصة شبيهة أخرى وفيها نجد أنها قصة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والذي كان في سن الثانية، وقد أصيب بوعكة صحية أفقدته الوعي، فظنت عائلته أنه مات وأسرعت أيضا بتغسيله وأثناء الغسل عاد إلى وعيه مرة أخرى باكياً وانقلب المنزل من موت وجنازة إلى فرح وسعادة، نجد أيضا الجدة غيراغتى الأمريكية والتي توقف قلبها لمدة 57 دقيقة بعد أن مارست عملها اليومي، وهو توصيل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة لمدرستهم بعدها توقف قلبها، وحاول الأطباء إنعاشه حوالى 21 مرة إلى أن فاقت، وروت ما حدث لها وأنها تعرضت للموت الصغير، كما يسميه بعض الأشخاص وأنها رأت أمها وزوجها المتوفيين في مكان مليء بالنور وجميل هذا إلى جانب السكون التام وتقول أنها انتابتها مشاعر جميلة كرؤية شخص لشخص آخر، كان يتمنى رؤيته، وتقول أيضا أنها حاولت الإمساك بيد زوجها، ولكنه رفض لمسها وأخذ والدتها وطفا بعيداً عنها.
قصة العودة بعد الغسل والتكفين
نذكر أيضا القصة الشبيهة للقصص الفائتة من قصص العودة إلى الحياة ، وهي قصة الرجل الذي اعتقد أنه مات وقام أهله بغسله وتكفينه ثم دفنه، وبعدها عاد مرة أخرى للحياة وجد نفسه في مكان مظلم ومحاطاً بلباس غريب، فعرف أنه قد تم دفنه واستطاع إطلاق صيحات وصراخ سمع به أحد المارة من أمام مقبرته، فاستعان هذا الشخص بالتربي وأشخاص آخرين عندها تم فتح مقبرة هذا الشخص وأثناء إخراجه من القبر، خرج برجلين معاقتان وكأنهم مشلولتين تعوقه عن الحركة علما بأنه كان لا يعاني من أي أمراض أو أي إعاقات جسدية، نرى أيضا الرجل الذي دخل المستشفى، إثر أزمة قلبية مفاجئة حيث يعمل في العمل الاجتماعي بإنجلترا، والذي أصيب بأذمة أدت إلى وقوف دماغه تماما أثناء محاولات الأطباق بتركيب قسطرة له وأعلن وقتها الأطباء أنه فارق الحياة، وبعد عودته للحياة روى الرجل تفاصيل ما حدث في الغرفة، حيث رأى رجل أصلع دخل بعد مفارقته للحياة، كما كان يسمع الأطباء وهم يقولون أصدم المريض بالكهرباء.
الحديث عن تجربة العودة إلى الحياة
نجد أيضا أن من يمرون بهذه التجربة يتحدثون عنها، وكأنها تجربة جميلة والغالبية العظمى منهم كانت ليس لديهم الرغبة في العودة مرة أخرى للحياة الدنيا حيث أنها حالة مليئة بالنور والحب والسعادة، كما يمكننا رؤية الأشخاص الذين رحلوا وتركونا، كما يصف البعض بأن الزمان مختلف تماماً هناك حيث أن الدقيقتين في الحياة الدنيا تعادل يومين وأكثر في هذه الحياة الأخرى هذا إلى جانب الإحساس بالحرية المطلقة والحرية الكاملة في التنقل عبر الكون بدون جوازات أو تعقيدات، ويقول الدكتور كامل الفراج أستاذ علم النفس الفسيولوجي بجامعة الكويت عن حالات العودة من الموت، أن هناك عدد من الأشخاص يمرون بهذه التجربة التي تتضمن عناصر متشابهة، حيث أنها تبدأ بشعور الإنسان أنه يسبح خارج جسده وبعدها يدخل نفق ضيق مظلم ويمر منه بسرعة لا توصف، ويوجد في نهاية هذا النفق طريقين أحدهم طريق به نور لا يوصف ولا يشبهه شيء على وجه الأرض، وعند وصوله لهذا النور يجد مجموعة من أقربائه المتوفين ويحكي معهم وسط شعور غامر بالخفة والمرح والسعادة، وطريق آخر مليء بالصراخ والعويل، وفي النهاية يسمع صوتاً قائلاً له ارجع كما كنت لأن ساعتك لم تحن بعد، كل هذه القصص الغريبة والتي تتحدث عن العودة إلى الحياة بعد الموت توضح لنا بعض أسرار الموت وخبايا هذا العالم الخفي والغامض.
أضف تعليق