تأسست ديانة السينتولوجيا في سنة 1954 على يد الأمريكي رون هابارد، ومنذ وقت تأسيسها وحتى الآن نجد الكثير من الغموض الذي يحيط بالديانة وهذا الكم الكبير من المشاهير من متبعي الديانة الجديدة مثل توم كروز وجون ترافولتا وعدد كبير من الممثلين والمغنيين وغيرهم، وبشكل خاص تتجه الأنظار إلى السينتولوجيا باعتبارها ديانة شبه سرية ويسعى الأعضاء الكبار فيها إلى حجب كل المعلومات الممكنة عنها، لكن في العقود الأخيرة وبعد هروب بعض الأعضاء من هذا المجتمع الغريب أصبحنا نملك معلومات حساسة حول السينتولوجيا والأفكار التي تسعى إلى تقديمها.
ماهو مذهب الساينوتولوجي؟
تبنى ديانة السينتولوجيا على معتقد غريب وهو أن البشر كانوا موجودين منذ 75 مليون سنة وكانوا بالفعل قد وصلوا إلى التقدم التكنولوجي الذي وصلنا إليه وفي نفس الوقت كانت هناك كائنات فضائية، وفي مرة أراد كائن فضائي شرير يدعى “زينو” إفناء البشرية الموجودة وذلك عبر تجميدهم وإلقائهم في براكين ومن ثم تفجيرهم عبر قنابل ذرية، وبعد ذلك بدأ بعملية تقييد للأرواح ووزعها على بشر جدد، وكل مولود جديد يحصل على روح جديدة مسماة بـ “ثيتان”، وهي الفكرة الأساسية التي تقوم عليها الديانة والتي يحاول المبشرون بها الدعاية لها عبر تطوير روح الثيتان للتخلص من أية مشاكل نفسية والوصول إلى مراحل سامية.
طقوس طائفة الساينوتولوجي
تقوم ديانة السينتولوجيا على قيم وأفكار غريبة وتتعارض مع المناهج التجريبية في العلم والأسس المعروفة، وتهدف المعايير والمناهج المستخدمة إلى علاج روح الإنسان عبر طرق سرية لرفع مستوى روحه ووعي إلى درجات أعلى مع رفض لفكرة الأمراض الجسدية، فأي مرض يلحق بالإنسان هو في نظرهم خلل في الروح ويحتاج إلى علاج نفسي خاص، وخلال مراحل العلاج يجب أن تصل الروح إلى المرحلة النقية التي لا يصل إليها إلا الأتباع المخلصين للديانة، وفيها يتخلص الإنسان من الأمراض التي ألحقها به الكائنات الفضائية الشريرة، ولذلك فإن هناك تعارض تام وحروب مستمرة بين أتباع الديانة وبين الأطباء وعلماء النفس. وبشكل خاص فإن الديانة تواجه أية أفكار سلبية أو انهزامية بكل قوة وتدعو المنتسبين لها إلى الضحك باستمرار والابتسام دومًا.
غموض مذهب كنيسة الساينوتولوجي
هناك تحريات أشارت إلى أن المسئولين الكبار في كنيسة السينتولوجيا يسعون إلى استخدام طرق غير أخلاقية يتلاعبون فيها بالحالة النفسية للإنسان ويجبرون أي شخص يريد الدخول في الكنيسة على تصويره كي لا يستطيع أن يبوح بأي أسرار أو طقوس عرفها. وفي السنوات الأولى كان هناك غموض كبير يشوب الديانة ولم يتعرف أحد من خارج دائرة المنتمين إلا على معلومات بسيطة جدًا عما يدور في الخفاء، بل أن الأسرار والطقوس لم تعرض إلا على من وصلوا إلى المرتبة الثالثة. أما دائرة الغموض الأكبر فتخص حياة وأمن المنتمين لها، فهناك تقارير تشير إلى أن أي شخص تساوره الشكوك أو يبدأ بالتراجع عن معقداته فإنه يتعرض إلى ملاحقة قد تكلفه حياته.
السينتولوجيا والدعاوى القانونية
يشتهر عن جماعة الساينوتولوجي أنهم حساسون جدًا تجاه أي نقد يتعرضون إليه ومن ثم يبادرون نحو الرد بكل قوتهم القانونية عبر عدد ضخم من المحامين البارزين، في الواقع فقد رفع محامو الجماعة مئات الدعاوى القانونية التي لمست أحداث هامة وانتصروا في بعض المعارك القانونية تلك، لدرجة أن شبكة إتش بي أو الأمريكية عندما أرادت إنتاج فيلم وثائقي عن السينتولوجيا قامت بتعيين أكثر من مائة محامي مخضرم لضمان عدم وجود أي ثغرة في مادة الفيلم يمكن أن يستغلها محامو الجماعة في تقديم دعوى قضائية.
العنف ومذهب السينتولوجي
بدأت المشاكل المرتبطة بالعنف والجريمة مع السينتولوجيا في أواخر السبعينات، وأدانت السلطات الأمريكية عدد غير قليل من كبار الأعضاء بالقيام بأعمال عنف ومنهم ماري سو هابارد، وهي زوجة مؤسسة الديانة وتحتل المركز الثاني في ترتيب قادة الجماعة، وفي إحدى المرات قامت قوة من الإف بي آي بحملة تفتيش على مقر الكنيسة ووجدوا دلائل يمكن أن تشير إلى أحداث عنف قد وقعت لأعضاء من خارج الكنيسة وحتى من داخلها، ولكن بسبب الجبهة القانونية التي يعتمدون عليها فقد استطاع أصحاب الجماعة التملص من تهم كثيرة على مدار سنوات طويلة وحتى وقتنا الحالي.
مؤسس جماعة الساينوتولوجي
مؤسس ديانة السينتولوجيا هو المؤلف الأمريكي لافايت رونالد هابارد ويعرف باسم رونالد أو رون هبارد. في بداية حياته عرف ككاتب قصص خيال علمي وفانتازيا ومن ثم بدأ بالدخول في مجال تحفيز الذات والتنمية البشرية وطور مفاهيم ونظريات خاصة به، والكتاب الأهم الذي حمل تلك النظريات هو كتاب Dianetics الذي مُني بجدل كبير وحاول هابارد أن يدعمه بموافقة علماء نفس مشهورين لكنه فشل في ذلك إلا أن الكتاب لا يزال حتى يومنا هذا يحظى بمتابعة من فئات عمرية مختلفة، وفي سنة 1954 بدأ بالدعوة إلى ديانته الجديدة وأصبحت كتاباته مرجعًا للديانة الجديدة مع بعض الكتابات الأخرى المرتبطة بمنظمات متعلقة بالآداب وإدارة الأعمال والتعافي من إدمان المخدرات، وبسبب الحملات الدعائية الضخمة لهذه الكتابات تحول هابارد إلى شخصية عالمية وتم تصنيفه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره أكثر مؤلف يتم ترجمة أعماله ونشر كتبه في العالم، وأيضًا حمل أكثر كاتب سُجلت كتبه صوتيًا.
معلومات غريبة عن مؤسس ديانة السينتولوجيا
صرح هابارد بأنه مؤمن تمامًا بأن له حيوات سابقة وأن روحه كانت موجودة سابقًا في الحضارة الفينيقية وعاش أيضًا في إيطاليا ودول أخرى. ابتكر هابارد جهاز سماه إي-ميتر وادعى أن الجهاز يستطيع وزن قوة الأفكار والآراء واستطاع ترويجه وبيعت منه نسخ كثيرة. أما المركز الرسمي الأول للديانة كان بداخل مركب سياحي كبير الحجم يدعى أبولو.
هل ديانة السينتولوجيا مجرد احتيال؟
في العقود الأخيرة طالت الديانة الجديدة اتهامات كثيرة أبرزها أن الغرض الأساسي من إنشاء ديانة السينتولوجيا هو جلب المال فقط، وطبقًا لكتاب “القادة الفلاسفة والدينيين” لفون ديهسين وكريستيان دي. فإن ثروة هابارد تبلغ 600 مليون دولار، وبعد تمكن أنصار السينتولوجيا من تسجيلها كديانة رسمية في الولايات المتحدة استطاعوا الحصول على إعفاء من الضرائب، مما زاد من الاتهامات التي زادت حدتها خاصةً مع ظهور تحقيقات صحفية نارية وأفلام وثائقية تدل على أن المؤسسين يسعون بكل قوتهم إلى استنزاف ثروات الأعضاء لنقلها إلى خزائنهم عبر تحويلات مشبوهة، وطبقًا لتقارير أخرى فالصندوق المالي الذي يخص ديانة السينتولوجيا يبلغ 1.7 مليار دولار.
مشاهير معتنقي ديانة الساينوتولوجي
ممثل هوليوود الشهير توم كروز هو أحد الأتباع النشطين للسينتولوجيا وكذلك الممثل جون ترافولتا، ولا تقف القائمة عندهما فقط بل تمتد لعدد كبير ومتنوع من المشاهير في مجالات مختلفة مثل مغني الروك الأمريكي بيك هانسين والعازف والمؤلف الموسيقي الكندي ديفيد كامبيل والممثل جاسون دورينج وممثلة التلفاز المعروفة جينا إيلفمان وعارضة الأزياء والممثلة كريستي آلي وابنة المخرج ستانلي كوبريك والمخرجة والممثلة لورا بريبون ومذيعة الأخبار جريتا فان سوستيرين التي عملت في كبرى قنوات الأخبار مثل السي إن إن وفوكس نيوز ورجل الأعمال والمستثمر سكاي ديلان دايتون وغيرهم الكثير.
أضف تعليق