تسعة مجهول
ماري آن كوتون سفاحة مجرمة
الرئيسية » جريمة » ماري آن كوتون : سفاحة مجرمة خسرت انسانيتها لاجل المال

ماري آن كوتون : سفاحة مجرمة خسرت انسانيتها لاجل المال

السفاحة ماري آن كوتون المجرمة التي عبدت المال فخسرت انسانيتها وكل احبائها: فمن هي وكيف تساقط اوزاجها وأولادهم وبقيت وحيدة وكيف كانت نهايتها ؟

السفاحة ماري آن روبنسون لم تقتل ضحاياه وتقطعهم اربا ولم تبحث عن فرائسها في جنح الظلام ولم تحتج الى كثير عناء لإخفاء جرائمها , ماري ان قامت بقتل افراد من عائلتها بدم بارد وبهدوء وباستخدام سم زعاف كان يصيبهم باضطرابات في الأمعاء  , وفي ثلاث او اربع مناسبات كانت تقدم السم لزوجها وأولادها السم في الطعام ثم تمشي في جنازتهم , وعلى مدى اكثر من عشرين عاما بقليل تسبب بمقتل 14 فرد من افراد عائلتها هم ازوجها الثلاثة وابناؤها العشرة وعشيقها  , ويعتقد انها تسبب بسبعة اخرين لكن لم يثبت عليها ذلك   .

ماري آن كوتون : لماذا قامت بقتل افراد عائلتها وكيف كانت نهايتها

ماري آن كوتون هي اول قاتلة متسلسلة تظهر في تاريخ بريطانيا الحديث , وقد كانت بحق اخطر سفاحة ظهرت في القرن التاسع عشر وبقيت متربعة على عرش أسوأ القاتلين المتسلسلين الى ازاحها عنه الدكتور السفاح هارولد شيبمان , ويبدو انها كانت تقتل لتحصل على أموال التـأمين على الحياة فلم يكن هناك خلافات حادة بينها وبين ازواجها كما ان طفولتها لم تحمل اعتداء احدهم عليها او معاملتها بسوء من قبل عائلتها برغم انها فقدت والدها وهي بعمر ثمانية أعوام فقط .

طفولة عادية رغم انها عاشت يتيمة وزواج عادي

لم يذكر عن ماري آن كوتون المولودة في عام 1832 في بلدة مورسلي البريطانية الكثير في طفولتها وقد يكون السبب الى كون علم النفس لم يكن مستعملا في تحليل الجرائم البشعة وتتبع سيرة حياة القاتل خاصة ان كان قاتل متسلسل او من اكلة لحوم البشر , ويمكن ان تكون المعلومات المتوافرة عنها شحيحة من مصادرها في الأماكن التي عاشت فيها وهو ما يؤكد انها عاشت حياة عادية برغم فقدانها لوالدها اثر حادث اثناء عمله في احد المناجم وهي ما تزال طفلة ثم زواج والدتها وعيشها في رعاية زوج أمها حتى عمر 16 سنة قبل ان تنتقل للعمل كممرضة لإحدى النساء في قرية مجاورة واستقرت هناك ثلاث سنوات قبل ان تعود لمنزل والدتها وتتزوج وهي بعمر العشرين عاما من ويليام مورباري .

الأزواج يتساقطون ومعهم أولادهم وماري تبقى وحيدة كل مرة

تزوجت ماري آن كوتون ان للمرة الأولى عام 1952 من ويليام مورباري وكان يعمل رجل إطفاء وبمجرد الزواج انتقلا للعيش في بلدة بلايموث , وفيما بعد انجبا خمسة أولاد في ثماني سنوات لم يتبق منهم الا واحد بعد ان توفوا جميعا بنفس المرض وهو حمى المعدة, وفي محاولة يائسة من ويليام للابتعاد عن جو التعاسة الذي خلفه فقد أبنائه انتقل الى منطقة جنوب شرق إنجلترا وهناك انجب ثلاثة أطفال جدد لكن بحلول عام 1965 كان قد توفي مع اثنين أولاده بنفس المرض الذي توفي به أولاده السابقين واستفادت ماري من أموال التأمين على الحياة الخاصة بزوجها فحصلتن على 35 جنيها استرلينيا وهذا المبلغ يعادل راتب ستة اشهر لموظف عادي في ذلك الوقت , ولم يتبق من أبناء ماري التسعة الا اثنين فأخذتهم وانتقلت الى منطقة ميناء سيهام في مقاطعة دورهام .

في دورهام تعرفت ماري الى شاب يدعى جوزيف ناتراس لكن العلاقة لم تدم طويلا بسبب علاقته بامرأة أخرى  , وبعد ان قطعت علاقتها به انتقلت الى سندرلاند وهناك تعرف الى مهندس يدعى جورج وارد وتزوجا في نهاية عام 1865, لكنه توفي بعد عام تقريبا من الزواج بعد ان ظل يشتكي من اوجاع شديدة في البطن لعدة اشهر وكسابقه استفادت زوجته ماري آن من أموال التأمين على الحياة الخاصة به.

في العام 1866 استعان بها جيمس روبنسون كجليسة أطفال ومدبرة منزل بعد ان توفت زوجته وبعد عملها لديه بشهر توفي  ولده بحمى المعدة , وفي نفس الفترة طلبت الاذن بزيارة والدتها لرعايتها في مرضها لكن والدتها توفت بحمى المعدة أيضا بعد اقل من عشرة أيام من إقامة ماري آن عندها , وبذلك عادت سريعا الى مشغلها السيد ربونسون والذي اصبح عشيقها ووالد طفلها ثم اتفقا على الزواج وفي بداية العام 1867 فقدت ماري ابنتها الوحيدة ايزابيل والتي تبقت لها من زواجها الأول بمرض حمى المعدة أيضا , وكان نتاج زواج ماري من جيمس طفلة  سمتها ايزابيلا وكان مصيرها شبيه بمصير ايزابيلا  فقد توفت بنفس مرض جميع من مروا في حياة ماري آن وهو حمى المعدة .

علاقة ماري بجيمس لم تكن جيدة بل على العكس لطالما شك الرجل في نوايا زوجته وخاصة بعد ان وجدها تسرق من ماله كلما سنحت لها الفرصة بذلك, كذلك وجدها تخفي مبلغ كبيرا من المال في حساب بنكي كما حاولت اجبار ابنه البكر على رهن بعض مقتنيات والده الثمينة وهو ما دعاه الى تطليقها والاحتفاظ بولدهما جورج .

بعد ان عاشت عدة اشهر في الشارع تعرفت ماري آن كوتون الى صديقة جديدة تدعى مارغريت كوتون , والتي كانت تقوم على رعاية طفلي اخيها فريدريك بعد ان توفيت زوجته , وعلى الفور دخلت مار آن حياة هذه الاسرة كجليسة أطفال لتدمرها بسرعة البرق فبعد عدة اشهر فقط ماتت مارجريت بمرض حمى المعدة وحلت ماري مكانها , وهنا تزوجها فريدريك لتكون قريبة اكثر من أولاده وتقوم على رعايتهم , وكان نتاج الزواج طفل يدعى روبرت , وبنهاية عام 1871 توفي فريدريك وكما حدث مع زوجيها السابقين,  استولت ماري آن على أموال التأمين الخاصة به وترك لها أيضا طفليه وهما تشارلز و جي ار .

انتقلت ماري آن سريعا للعيش مع عشيقها السابق ناتراس ويبدو انها استطاعت إعادة المياه الى مجاريها معه اثناء زواجها من فريدريك كوتون , وهذه المرة كان معها ثلاثة أطفال كان منهم اثنين ليسا ابناءها, وخلال اقل من ستة اشهر توفي ناتراس وكذلك ابنها روبرت وابن زوجها جي ار فريدريك ,  وبحلول شهر اذار من العام 1972  كانت مارى ان الارملة السوداء ليس لها من نسلها أي طفل على قيد الحياة , لكنها تقوم برعاية الطفل تشارلز والذي لم يرق لها ابقاءه لفترة أطول على قيد الحياة .

ماري آن كوتون  تسقط في يد طبيب شرعي فيقودها الى حبل المشنقة

في فترة لاحقة من العام 1872 طلب تم استئجار ماري آن  من قبل طبيب شرعي يدعى ثوماس رايلي للقيام بمساعدة امرأة مريضة بداء الجدري , وكانت غلطتها الكبرى انها طلبت من رايلي معاينة الطفل تشارلز الذي كان يعاني من الام في البطن، وقد طمأنها رايلي بأن حالة الطفل ليست خطيرة، لكنها صدمته سريعا وبعد خمسة أيام فقط بوفاة الطفل تشارلز وهو ما جعله يطلب من الشرطة إيقاف إجراءات الدفن وإصدار شهادة الوفاة حتى يتم التحقق من سبب الوفاة .

قادت التحقيقات رجال الشرطة والطب الشرعي الى وجود مادة الزرنيخ في جسد الطفل المتوفى وبمراجعة الكشوفات الصحية تم اكتشاف امر خطير وهو ان هناك ثلاثة من افراد عائلتها توفوا خلال اقل من سنة بحمى المعدة وهو مرض تتشابه اعراضه مع اعراض التسمم بالزرنيخ وهو ما دعا الشرطة الى فتح تحقيق شامل في تاريخ هذه المرأة بعد ان اشارت تقارير صحفية الى فقدانها لثلاثة ازواج وعشرة أطفال بالإضافة الى أمها بمرض حمى المعدة .

في العام 1973 وبعد ثبوت ادانتها بمقتل 14 شخصا من اقرب الناس اليها , تم الحكم على ماري آن روبنسون او كوتون بالإعدام شنقا , فيما لم يتم تأكيد اتهامها بقتل سبعة اشخاص إضافيين , ويكفي لو اتهمت بقتل احد أولادها لتعتبر مجردة من كل معاني الإنسانية فكيف بمن قتلت عشرة من أبنائها , واثناء تنفيذ حكم الإعدام حدث خطأ في تقدير ارتفاع منصة الإعدام , فلم تكتمل عملية الشنق وبقيت ماري آن تعاني وهي معلقة بحبل المشنقة لمدة أطول بكثير مما هو مقدر لعمليات الشنق وماتت ببطء كما مات من قتلتهم من قبل , وهناك من يرى ان هذا الخطأ كان متعمدا من قبل القائمين على عملية الإعدام كنوع من تشديد العقوبة على هذه المجرمة التي تجردت من كل معاني الإنسانية

تسعة مجهول

موقع مجهول بواسطة موقع تسعة يتضمن العديد من الحوادث الغامضة والغريبة والمرعبة والمثيرة للجدل وظواهر غامضة ومخيفة وخارقة وظواهر طبيعية ليس لها تفسير

أضف تعليق

واحد × 5 =