تُعتبر الشائعات واحدة من الأمور السيئة في عالمنا، لكن أغرب الشائعات هي التي تُزيد الأمور غرابةً بلا شك، فالإنسان بطبيعته مُطالب بنقل الأخبار والأمور التي تحدث كما هي وبصورة صادقة، لكن في بعض الأحيان قد يضطر إلى إخراج بعض الشائعات التي من شأنها تحقيق غرض شخصي أو مصلحة معينة، لكن يحدث أحيانًا أن تخرج شائعات غريبة من الصعب أصلًا تصديقها، تلك الشائعات، بالإضافة إلى كونها شائعة سخيفة، إلا أنها كذلك تُعتبر غريبة وغير قابلة للتصديق، ثم أنه ثمة سمة أخرى من سمات الشائعات ذات النوع الذي نتحدث عنه، وهي سمة الخوف، فقد خرج في هذا العالم على مدار تاريخه الكثير من الشائعات المخيفة بل والمرعبة، وسوف نحاول سويًا من خلال السطور القادمة التعرف على أبرز تلك الشائعات وهل كان لها التأثير القوي على الناس أم أنها قد مرت مرور الكرام؟
البشر يُطلقون الشائعات
قبل أن نتعرف على أغرب الشائعات نحن بحاجة أولًا إلى وضع تعريف مناسب لكلمة الشائعة، فإذا ذهبنا إلى الدلالة الحرفية نجد أنه بإمكاننا القول أن الشائعات يُقصد بها ذلك الأمر الذي يشيع وينتشر انتشارًا كبيرًا، وطبعًا مرد ذلك الشيوع والانتشار إلى تناقل الناس له وتكراره دائمًا، لكن المعنى الحقيقي لكلمة الشائعة يُقصد به دائمًا ترديد الأخبار الغير صحيحة أو على الأقل غير المُتيقن من صحتها، وغالبًا ما يكون الهدف من تلك الشائعة إثارة الفوضى والبلبلة، وبكل أسف هذا ما يحدث بالفعل ويظهر كنتيجة حتمية لأي شائعة مهما كانت درجة قوتها.
لجأ الإنسان إلى الشائعات لأنها من وجهة نظر أقصر طريق إلى تحقيق ما يُريده من مصالح وأهداف عادةً ما تكون شخصية، فالشائعات كالأسهم، متى يتم إطلاق فلن يكون بالإمكان التراجع عنها مهما كان، هي كالنار، عندما تشتعل في شيء فلا يُمكن أن يمر الأمر بسلام ودون حدوث أي مشاكل، والحقيقة أن الشائعات بشكل عام لا تعنينا بقدر ما يعنينا نوع محدد منها، وهو النوع المُتعلق بالشائعات المُخيفة، ولتكن البداية مثلًا بشائعة وفاة الممثل المصري صلاح قابيل.
موت صلاح قابيل، شائعة مُرعبة وخيالية بذات الوقت
من أغرب الشائعات التي خرجت في العصر الحديث وتسببت في إثارة ذعر البعض هي تلك الشائعة التي تتعلق بوفاة الفنان المصري صلاح قابيل، وهو فنان مصري شهير رحل في عام 1992 عن عمر يناهز الستين عام، ذلك الفنان كما يعرف الجميع شارك في الكثير من الأفلام والمسلسلات الناجحة، وكان زوجًا كذلك للممثلة المصرية وداد حمدي، وقد كانت كل هذه الأسباب سببًا في شهرته واهتمام الناس به وبأخباره، لذلك عندما مات في عام 1992 عرف الجميع وتم تقديم واجب العزاء لأسرته، وإلى هنا كان كل شيء يسير بخير، حتى ظهرت قريبًا شائعة غريبة جدًا قلبت الأمور رأسًا على عقب، حيث تقول تلك الشائعة ببساطة أن صلاح لم يمت!
صلاح لم يمت
تقول الشائعة، والتي تُعتبر كما ذكرنا واحدة من أغرب الشائعات في العصر الحديث، أن صلاح قابيل عندما أُعلن موته ودخل القبر في عام 1992 لم يكن ميتًا، وإنما فقط كان يُعاني من غيبوبة، ولذلك ظل في القبر أربع وعشرين ساعة ثم استيقظ ليجد الكارثة، وهي أنه قد دُفن قبل موته، وطبعًا لا يُمكنكم أن تتخيلوا كم الرعب الذي كان عليه الرجل في هذه اللحظة، لكن كان ثمة شخص آخر يُعاني من الرعب، وهو حارس القبر الذي سمع الدبدبة على باب قبر صلاح قابيل وظن أن ثمة أشباح بها، لكن، في صباح اليوم التالي فتح المقبرة ليتأكد مما حدث فوجد صلاح ذو الفقار مُتسمرًا على بابها وميتًا في صورة تُظهر أنه قد رأى الكثير من الخوف، أو هكذا تقول الشائعة.
تواصل الناس مع حارس القبر الذي أكد أن كل ذلك لم يحدث، وأن خطأ مثل هذا لم يمر به من قبل، ويقصد أن يُدفن شخص قبل موته، كما رجح أن حب الناس لصلاح قابيل هو ما دفعهم لترديد تلك الشائعة، عمومًا أكد ذويه أيضًا عدم صدق هذه الرواية، ليتم اعتبارها واحدة من الشائعات الغريبة والمرعبة في نفس الوقت.
شائعة الدمية المسكونة، الشائعة التي أرعبت الأطفال والكبار
من أغرب الشائعات التي اجتاحت العالم قبل وقت قليل وتسببت في بث حالة خوف شديدة في الكبار والصغار هي تلك الشائعة التي تتعلق بالدمية المسكونة كيتي، والحقيقة أنه بالرغم من استحالة القصة عقلًا إلا أن الناس لم يتناولونها على أساس كونها مجرد خرافة أو قصة خيالية، وإنما كان ثمة حالة تصديق عجيبة نتجت عن الانتشار الكبير لتلك الشائعة وبث بعض الأحداث المؤكدة لها، والتي كانت مُصطنعة بلا شك، فما هي يا تُرى تلك الإشاعة وكيف كانت سريعة الانتشار بهذه الدرجة الغير متوقعة؟
بداية الشائعة وانتشارها
بدأت الشائعة عندما كان ثمة زوجين مُتحابين يعيشان في سعادة حتى تأخر قطر الإنجاب عليهما فبدأت حياتهما تأخذ منحنى آخر، وفي وسط تلك الخلافات كان ثمة أمر غريب يحدث، وهو أنهم عندما يعودون من العمل يجدون أن الطعام جاهز، وفي البداية طبعًا ظن كل طرف أن الطرف الآخر يفعل ذلك من أجل مُباغتته وإسعاده، ثم مع عدم ثبوت صحة ذلك ظنوا أن الجيران هم المتسببون في هذا الأمر على سبيل توطيد العلاقات، لكن هذا أيضًا اتضح أنه غير صحيح، حتى جاء اليوم الذي قررا فيه العودة من العمل مبكرًا لرؤية ما يحدث، وهنا كانت الصاعقة، حيث وجد الزوجين أن الدمية الصغيرة لديهما هي التي كانت واقفة وتجهز الطعام بنفسها، الأدهى أنها قد باغتتهم قبل أن يصرخوا وقامت بقتلهم.
انتشار الشائعة بين الناس لم يكن من قبيل كونها قصة غريبة قد وقعت في خيال أحدهم، ولكنه كانت تتناقل على أساس كونها قصة حقيقية تُحذر من استخدام الدمى الغريبة، وطبعًا كان الأمر مجرد شائعة مجنونة لأنه لم يتم تحديد المكان الذي وقعت به الحادثة ولا حتى زمنها ولا هوية الزوجين، كل شيء كان مُبهمًا في دلالة واضحة على التلفيق والاختلاق.
النداهة، شائعة كل العصور
في الحقيقة لا تُعتبر شائعة النداهة أحد أغرب الشائعات وأكثرها رعبًا فحسب، بل إنها كذلك تُعتبر الشائعة الوحيدة التي لم يتوقف الناس عن ترديدها، وإنما طوروا بها وجعلوها أكثر شمولًا، وأيضًا ثمة أمر غريب آخر، وهو أنها لا تخص ثقافة من الثقافات فقط، بل إن كل الثقافات أخذت شائعة النداهة وجعلتها جزء من التراث الخاص بها، ومع الوقت، واستحالة بقاء تلك الشائعة كشائعة عادية، اضطر الناس إلى تحويلها لقصص وأساطير، أي يُمكننا القول إنهم لم يتمكنوا من التخلي عنها تحت أي ظرف، فما هي يا تُرى حقيقة تلك الشائعة.
شائعة النداهة بين الحقيقة والخيال
ظهرت شائعة النداهة قديمًا عندما كان الناس لا يعرفون بعد المصابيح والأضواء الصناعية، لذلك كان من الطبيعي أن تتحول البلد كاملة إلى عتمة مع حلول الليل، ولا يكون بإمكانك التفريق بين البيوت والأماكن، وطبعًا من المنطقي جدًا أن تقودك قدمك إلى أماكن خاطئة، وهذا ما حدث بالضبط وأدى إلى إطلاق الشائعة حيث يقال أن شخص ما قد اقترب من ترعة مهجورة وهناك سمع أصوات غريبة لامرأة، لكنها كانت على حسب وصف كل الذين استمعوا لها فيما بعد أصوات ساحرة، لا يُمكنك الاستماع لها والتوقف عن اتخاذ قرار بالذهاب إلى حيث الصوت، لكنك عندما تذهب سوف تجد امرأة شديدة القبح، وسوف تقوم تلك المرأة بمهاجمتك وقتلك، هكذا كانت تقول الشائعة، وهكذا بدأ الناس في تصديقها.
فيما بعد اتضح أن تلك الشائعة ليست في الحقيقة سوى قصة اختلقتها الزوجات من أجل تخويف الأزواج، حيث أنهن قد ظنن أنه عندما تخرج قصة بهذا الشكل ويتم تصديقها فلن يجد الأزواج حاجة إلى الخيانة خوفًا على حياتهن، لكن لم يكن أحد يتوقع، ولا من أخرج الشائعة نفسه، أنها سوى تلقى كل ذلك الانتشار وتُصبح فيما بعد أحد أغرب الشائعات وأكثرها خوفًا ورعبًا، لكن الآن بات الجميع يعرفونه على أساس كونها خرافة، لم تحدث من قبل ولن تحدث من بعد.
عدم تحلل جثة حليم، من أغرب الشائعات المرعبة
واحدة من أغرب الشائعات أيضًا التي ظهرت في عام 2006 وقيل فيها أن جثة الفنان المصري عبد الحليم حافظ لم تتحلل على الرغم من مرور أكثر من ثلاثين على موته، وهذا في عرف الطبيعية يُسمى معجزة، إذ أنه من الطبيعي تحلل الجثة وتحولها إلى رمال، هذه سنة الحياة والموت، والحقيقة أن محبين الفنان المصري قد استغلوا هذا الأمر وأخذوا يحللونه ويعتبره بعضهم أمر جيد وآخرين أمر سيء ودلالة على تعذيب الشخص في مماته، والحقيقة أن تلك الشائعات عندما خرجت كانت تقول بأن ذوي عبد الحليم قد شاهدوا الوضع بأنفسهم أمام أنظار حارس المقابر، فما هي الحقيقة؟
الأمر برمته يعود إلى العام 2006، عندما كانت المياه تقترب من المقابر المدفون بها عائلة شبانة، والتي يكون عبد الحليم حافظ أحد أفرادها، ولذلك كان لزامًا على المسئولين عن العائلة أن يقوموا بنقل الجثامين منعًا من الغرق، وقد تم فتح المقابر فعلًا لذلك الغرض، إلا أن الناس قد شاهدوا منظر فتح المقابر فقط ثم أطلقوا الشائعات دون أن يتحققوا بما يحمله ذلك الأمر خلفه من حقائق، وطبعًا عندما يتعلق الأمر بفنان شهير مثل عبد الحليم حافظ فإن الشائعة تنتشر كالنار في الهشيم، سواء كان مروجوها محبين أو كارهين لذلك الشخص.
لعبة تشارلي، شائعة مرعبة جدًا
من أغرب الشائعات وأكثرها رعبًا على الإطلاق هي تلك الشائعة التي خرجت في بداية الألفية الثالثة وتتعلق باللعبة الشهيرة تشارلي، حيث أن تلك اللعبة قد ظهرت وانتشرت بشكل كبير جعل الناس يُخرج شائعة عنها تقول أن اللعبة تمتلك قدرة خفية على سماع الشخص الذي يلعب بها، بل وإجابته بالإجابة التي يستحق، وقد كان المروجون للإشاعة يُضيفون كذلك أن اللعبة تعتمد على الأشباح والجن، لكن فيما بعد اتضح أن تلك اللعبة تعتمد على الطبيعة بشكل بحت، فهي لعبة عقلية تجعل الشخص يأخذ انطباعًا معينًا، هو في الحقيقة ليس صحيحًا، وتجعله يصدقه إلى حد الإيمان به، لكننا لن نخوض في تفاصيل اللعبة كثيرًا بما أننا قد اعترفنا بكونها مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة.
أضف تعليق