تسعة مجهول
الدمية كيتي
الرئيسية » الغاز » الدمية كيتي : الدمية الأكثر رعبًا في العالم وجريمتها الغامضة

الدمية كيتي : الدمية الأكثر رعبًا في العالم وجريمتها الغامضة

الدمية كيتي دمية عادية مُحببة للأطفال والكبار، هذا هو الجزء المضيء من الحكاية، لكن ثمة جزء آخر يستحق الذكر وهو ما نستعرضه هنا.

ظهرت الدمية كيتي كرمز تسويقي عادي في ثمانينات القرن المنصرم، كانت تُشبه الآن وجود سبونش بوب التي يفرح الأطفال برؤيتها ويقضون أوقاتهم في اللعب مع الدمى التي تحمل تلك الوجوه، وقد بلغت شهرة تلك الدمى حتى وصلت إلى التواجد كملصقات على أظهر كافة المنتجات الجلدية والزجاجية، كان الأطفال يحبونها ويحبون رؤيتها، حتى الكبار كذلك كانوا يرغبون في رؤيتها دائمًا، ومن ضمن هؤلاء الكبار رجل العصابات شن، وهذا كان السبب الرئيسي في أن تشهد الدمية كيتي واحدة من أشهر جرائم القتل المروعة التي حدثت في أسيا، تلك الجريمة التي أدت في النهاية إلى دخول كيتي تاريخ الجريمة من أوسع أبوابه، كما أنها كذلك كانت سببًا في سقوطها المروع واختفائها من قلوب الأطفال والكبار، فما الذي حدث لكل ذلك؟ هذا ما سنعرفه سويًا في السطور القادمة، حيث الدمية كيتي الرقيقة التي تحولت من رمز للبسمة إلى الدمية الأكثر رعبًا في العالم.

بداية قصة الدمية كيتي

ما دمنا سنتحدث عن الدمية كيتي فيجب أن نعرف بأن قصتها الشهيرة لها أكثر من ضلع، فبالإضافة إليها هناك القاتل شان والضحية المسكينة فان، أما الدمية كيتي فهي كما ذكرنا دمية أمريكية الصنع تم ابتكارها في ثمانينيات القرن المنصرم، وبالنسبة لشان فهو لم يكن أكثر من مجرم ولص عصابات يتردد كثيرًا على الملاهي الليلية ويفعل أي شيء خاطئ يُمكن تصوره، حتى أنه كان يقتل ولا يكتفي بالسرقة، كان مجرد متكامل بمعنى أدق، ومن حظ فان السيئ أنها قد وقعت في طريقه وحدث معها ما حدث بعد ذلك.

فان المسكينة لم تكن سوى نادلة في أحد الملاهي الليلية التي كان شان يتردد عليها باستمرار، وبالمناسبة، ربما تكون الأسماء مصدر تشتيت لكم، ولذلك يجب أن تعرفوا أننا نتحدث عن أحداث وقعت في هونج كونج، حيث الأسماء المتشابهة إلى أبعد حد ممكن، ولنعد مرة أخرى إلى النادلة المسكينة فان، والتي دفعها الفقر إلى العمل في ذلك الملهى من أجل تدبير المصروفات المنزلية لها ولذويها الذين لم يكن لهم أي عائل بخلاف فان، لكن، هل كان العمل كنادلة فقط!

تضحية من أجل العمل

عانت فان حتى عثرت على تلك الوظيفة بذلك المبلغ الجيد، لكنها اكتشفت فيما بعد أن مهمتها لا تتوقف عند تقديم المشروبات للزبائن، بل يجب كذلك أن تقدم بعض التنازلات الجسدية، كانت مرغمة، لكنها مع الوقت أصبحت تُدرك أن تلك النازلات عادلة نظير ما تحصل عليه من أموال يكفي لعلاج والدتها وتعليم شقيقها الصغير، هكذا هو الكبير في كل بيت، يُقدم كل أنواع التنازلات مهما كانت من أجل أن تسير المركب بسلام، لكن مركب فان، عاشقة الدمية كيتي منذ الصغر، لم تسير بسلام طوال الوقت، وإنما جاء الوقت الذي تعرضت فيه للعاصفة المتمثلة في المجرم شان.

علاقة شان وفان

في أحد الأيام جاء إلى الملهى الذي تعمل به فان رجل العصابات الشهير شان، كانت محفظته ممتلئة، وكان بوسع فان أن ترى ذلك من خلال حالة البذخ التي كان يقوم بها في كل شيء، لذلك فكرت في أن رجل كهذا لن يشعر بشيء إذا سُرق منه ما هو موجود بمحفظته، كل ما يحتاجه هو عملية سطو جديدة حتى يقوم بشحن المحفظة من جديد، كان هذا بكل أسف هو ما فكرت به فان، ولم تكن تعرف أبدًا أن تلك السرقة سوف تُغير حياته.

كما ذكرنا من قبل كانت الدمية كيتي تنتشر في كل مكان في العالم، حتى في بيت اللص شان، فعندما اصطحب فان معه إلى البيت انبهرت مما شاهدته من شغف لتلك الدمية يفوق ما هو موجود عندها، كان كل شيء موجود في الشقة مُغطى بعلامة تلك الدمية، كما أنه كان ثمة دمية كبيرة على الفراش، المهم أن فان لم تُعر ذلك اهتمامًا كبيرًا وإنما ركزت على الهدف الرئيسي من تواجدها في الشقة مع شان، وهو تخديره وسرقة محفظته، وهو ما حدث بالفعل، حيث وجدت بها أربعمائة دولار، أخذتهم وقالت في قرارة نفسها أن ذلك الرجل عندما يستيقظ في الصباح فلن يتذكر أصلًا ماذا أكل أمس.

شان يكتشف ويغضب

في الحقيقة لقد أغفلت فان شيئًا هامًا جدًا عند تخطيطها للأمر، وهي أنها لا تتعامل مع ثري أو شخص أحمق، وإنما هو لص محنك ويُدرك جيدًا أن سرقته في بيته صفعة كبرى له، ولذلك لم يأخذ وقتًا طويلًا حتى تيقن من أن فان هي الفاعلة ثم صارحها بذلك وهددها، وعندما شعرت أنه جاد في تهديده أعادت له الأموال، لكنها تفاجأت بأنه لم يكن يرغب في رد الأموال وحسب، بل إنه أيضًا يُريد تعويضًا كبيرًا يتجاوز العشرين ألف دولار!

طبعًا صُعقت فان من الطلب وأخذت تفكر في حل للخروج من هذه الكارثة، لكن شان في نفس الوقت كان يُفكر في طريقة مناسبة للانتقام، فحتى الأموال لا يُمكنها تعويضه ذلك التعويض الذي يُفكر به، ولذلك قرر أن ينتقم منها بالطريقة التي تعلمها من عالم الجريمة، وهنا بدأ الدور الحقيقي للدمية الأكثر رعبًا، الدمية كيتي.

انتقام شان من فان

في البداية أراد شان أن ينتقم من فان بالطريقة التقليدية، كأن يذهب مثلًا إلى بيتها ويقوم بسرقة كل ما فيه أو أن يؤذي أحد المقربين منها، لكنها فكر بعد ذلك في حلول أكثر وحشية، ففي البداية قام باختطافها وقرر أنها ستكون سلعة يقوم باستغلالها في الدعارة حتى تجني له الأموال التي يريدها، لكنها غير رأيه وقرر أن يقوم هو وأصدقائه بتعذيبها، كان مجرمًا، وكان من الطبيعي جدًا أن يجد المتعة في تعذيب الآخرين، وهذا ما حدث بالفعل ما فان.

أخذها هو وأصدقائه إلى الشقة، حيث كل مكان يمتلأ برسومات وصور الدمية كيتي، بعد ذلك قاموا باغتصابها بالتناوب، ثم تطور الأمر إلى التبول في فمها والتبرز كذلك، وطبعًا لم يكن التعذيب الجسدي بعيدًا عنهم، حيث قاموا بفعل ذلك بالتعاون مع رفيقة شان والتي كانت لا تتجاوز سوى الأربعة عشر عامًا، لكنها مثلهم لم تتوقف للحظة واحدة عن الحصول على متعتها من خلال التعذيب أمام أنظار الدبة كيتي، ثم بعد ذلك، وبعد شهر واحد، حدث أكثر شيء كانت تتمناه فان.

وفاة فان تفتح الأبواب

بعد شهر من القتل والتعذيب والتنكيل أعلنت فان أخيرًا استسلامها وماتت، والحقيقة أن أحدًا ما لم يُعر لموتها أي اهتمام، كل ما في الأمر أن القتلة كانوا يبحثون عن طريقة يُمكن من خلالها التخلص من الجثة، وهو ما حدث عندما قاموا بتقطيعها إلى قطع صغيرة ووضعها في المياه الساخنة لمنع الجثة من إخراج رائحتها المشبوهة، ثم بعد ذلك قاموا بأخذها في كرتونة صغيرة إلى مقلب للنفايات، وقد تركوا أجزاء صغيرة منها كتذكار، لكن، أين تركوا تلك الأجزاء؟ بالضبط، في المكان الوحيد الذي لم يكن من المفترض أن يفعلوا ذلك به، داخل الدمية كيتي.

بداية سقوط القتلة

انتهى كل شيء، تم التخلص من الجثة وإغلاق الشقة، هذا ما كان يتوقعه القتلة، لكن هذا لم يكن صحيحًا، إذا أن تلك الفتاة الصغيرة التي كانت شريكة في التعذيب قد بدأت فجأة ترى عدة كوابيس بطلها الرئيسي فان والدمية، حيث كانا يأتيا إليها خلال النوم ويُطالبانها بالذهاب إلى الشرطة والاعتراف بالجريمة، وبالطبع كانت الفتاة في البداية تظن أن هذه حوادث عابرة إلى أن الدمية كيتي الموجودة في بيتها قد بدأت تنظر إليها نظرات غريبة، الكارثة أصلًا في كون الدمية تنظر إلى أحد، وهذا ما جعل الفتاة غير قادرة على الاحتمال أكثر من ذلك، فما كان منها إلا أن ذهبت للشرطة واعترفت لها بكل شيء، ورغم أنهم لم يصدقوها في البداية واعتبروها مجنونة إلا أنهم ذهبوا معها وقرروا مجاراتها حتى النهاية.

الدمية كيتي تظهر

في الشقة وعند التفتيش كان كل شيء موجود في المكان طبيعي مئة بالمئة، حتى أنه لم تكن هناك رائحة لشيء غريب يُنذر بأن جريمة ما قد حدثت، ومع استعداد الشرطة للرحيل لاحظ أحد أفرادها أن الدمية بها شيء غريب جدًا، ورغم أنه كانت فكرة مجنونة أن يطلب من بقية الضباط تفتيشها إلا أنه قد فعل، وعثر بالفعل على رأس المسكينة فان في موضع رأس الدمية، وطبعًا لم يكن يتصور أحد أنه في يوم من الأيام سوف تكون هناك رأس بشرية بدلًا من رأس الدمية كيتي.

مع استكمال عملية التفتيش تم العثور على كل شيء كانت الشرطة تبحث عنه، بما في ذلك الأجزاء التي تم تقطيعها والتخلص منها، كان المشهد مريبًا بحق، خاصةً بالنسبة لذوي فان الذين كانوا لا يزالون معتقدين أن ابنتهم في رحلة عمل، عمومًا، بدا واضحًا أن ثمة جريمة ومرتكبها معروف، لذلك لم يكن هناك بد من الانتظار لبدء الخطوة التالية.

إسقاط المجرمين

أيام قليلة فقط وكان شان ورفقته في قبضة العدالة، حيث تم القبض عليهم والتحقيق معهم بتهمة القتل، لكن بكل أسف كان بحوزتهم محامي بارع تمكن من إثبات انتحار فان نتيجة لتناولها الكحول، وقد أخذت المحكمة بهذه النقطة وحاسبت القتلة بتهمة التعذيب والاغتصاب فقط، وهي تهمة جعلت من مدة السجن لا تزيد بأي حال من الأحوال عن السجن المؤبد مع وضع بند يُتيح الإفراج المشروط بعد انقضاء عشرين عام من العقوبة، أما الفتاة ذات الأربعة عشر عامًا التي اعترفت فقد حصلت على حكم صغير وخرجت، لتُغلق بذلك صفحة المسكينة فان، لكن صفحة الدمية كيتي كانت لم تغلق بعد.

الدمية كيتي المرعبة

بعد هذه الحادثة تغيرت نظرة الناس تمامًا للدمية كيتي، لم تعد رمزًا للبراءة والجمال والرقة، بل أصبحت تبعث على الخوف، والبعض بالفعل أكد على أنه يرى الكوابيس بسبب تلك الدمية، أو أنه يراها تتحرك حوله، الكثير من الشائعات خرجت بشكل عام وأصبحت تلك الدمية المسكينة سببًا في خوف الناس بعد أن كانت سببًا في بسمتهم، وهذا بالطبع قد أثر على مبيعات الشركة التي بدأت تقل شيئًا فشيئًا، وبالتأكيد أفلام الرعب كذلك لم تفوت هذه الفرصة وإنما أقحمت الدمية في غالبية أفلام الرعب بحجة أنها قد أصبحت وجهًا مُرعبًا مألوفًا لدى الناس، كأن الأمر مأساوي بحق، وكان طمع فان في نقود شان هو السبب الرئيسي في هذا الجحيم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

9 + ستة =