تسعة مجهول
العودة من الموت
الرئيسية » غرائب » هل من الممكن العودة من الموت ؟ أغرب القصص والأساطير

هل من الممكن العودة من الموت ؟ أغرب القصص والأساطير

العودة من الموت ظاهرة غريبة نادرة الحدوث لكنها تكررت خلال القرنين الماضيين أكثر من مرة لأكثر من شخص وتم توثيقها في التاريخ، ويوجد الكثير من الدلائل على ذلك.

تُعتبر تجربة العودة من الموت واحدة من أكثر الظواهر الجديرة بالاهتمام والدراسة، فعلى الرغم من كون الموت نهاية حتمية لكل شيء في هذه الحياة إلا أن التاريخ ذكر لنا قصص لأشخاص خاضوا تجربة الموت ثم عادوا للحياة مرة أخرى، ليس هذا فقط، بل إنهم قد عاشوا ما تبقى من حياتهم بصورة طبيعية، والحقيقة أن تلك الحالات بالرغم من كونها نادرة إلا أنها قد تكررت أكثر من مرة خلال القرنين الماضيين في أكثر من مكان، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على أغرب قصص العودة من الموت والأشخاص الذين حدثت معهم هذه الظاهرة.

العودة من الموت إلى الحياة

تجربة العودة من الموت لا تكون غالبًا بالصورة التي بدأ أغلبكم في تصورها الآن، فالإنسان عندما يموت وتصعد روحه إلى السماء لا يعود إلى الحياة من جديد سوى بمعجزة لم تحدث كثيرًا، وإنما نحن نتحدث عن أشخاص تم دفنهم وهم أحياء بسبب التوهم بأنهم قد ماتوا، أو أشخاص تعرضوا للقصب أو ما شابه مما أدى إلى دفنهم تحت الأنقاض وهم أحياء، وغيرها من الطرق التي تحدث بها هذه التجربة دون مفارقة الروح للجسد.

عندما تحدث مثل هذه الأمور فإن توثيقها يحتاج إلى عدة شهود، فلا يُكتفى مثلًا بشخص واحد أو شخصين يتبعان أسرة ذلك العائد من الموت، وإنما يجب أن تكون هناك مشاهدة كبيرة للحادثة على نطاق واسع لا يحتمل التكذيب أو التشكيك، وهذا ما سوف نلاحظه سويًا خلال القصص التي سنسردها الآن وتحتوي على تجارب أشخاص عادوا للحياة بعد الموت.

أشخاص عادوا للحياة بعد الموت

كما ذكرنا، هناك الكثير من القصص لأشخاص عادوا من الموت بعد وفاتهم أو بعد التوهم بموتهم، وهنا يجب التأكيد على أن أغلب هذه القصص وقعت خلال القرنين الماضيين، وهو ما يمنحها مصداقية أكثر وتوثيقًا أكبر، والآن، دعونا نبدأ من القصة الأشهر على الاطلاق في هذا الصدد والأكثر غرابة في نفس الوقت، قصة الطفل توم جورين.

توم جورين، الطفل الذي عاد من الموت

إن ما يجعل قصة الطفل توم جورين قصة جديرة بالتوثيق ضمن أشهر قصص العودة من الموت ليس فقط كون بطلها طفل لم يتجاوز الثلاث سنوات، وإنما أيضًا الملابسات الغريبة لهذه القصة، والتي بدأت عام 1845 في دولة ايرلندا، ذلك الوقت الذي شهد واحدة من أكبر المجاعات وقتها، مجاعة البطاطس التي راح ضحيتها ما يزيد عن مليون شخص، كان من بينهم الطفل الصغير توم جورين، والذي كان قد أكمل عامه الثالث للتو.

مع قيام المجاعة كانت المشكلة الحقيقية التي واجهت الحكومة الايرلندية هي كثرة أعداد الجثث، لذلك سارعوا في دفنها بمقابر جماعية، وأثناء قيام العمل بالردم اصطدم المعول في قدم الطفل توم الذي كان من المفترض أنه قد مات بالفعل، لكن، وللغرابة الشديدة، صرخ توم فور اصطدام قدمه بالمعول، ليُكتشف أنه كان فاقدًا للوعي فقط، وبالطبع كان الأمر حدثًا جللًا تم تناقله بين جميع أهالي القرية، ثم جاء دور الحكومة في مكافأة هذا الطفل ومنحه زوج جديد من الأحذية، والحقيقة أن توم قد كبر وأصبح شاعرًا، لكن الضربة التي تلقاها من المعول جعلته يُعاني من العرج ما تبقى من حياته.

فيلوميل جونتري، من موت إلى موت

من ضمن الدلائل على وجود ظاهرة العودة من الموت هو ما حدث للفتاة الفرنسية فيلوميل جونتري خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وهو الوقت الذي كان ينتشر فيه بشدة مرض الكوليرا، والحقيقة أن ذلك المرض قد تسبب في موت عدد كبير جدًا من الفرنسيين ومنهم تلك الفتاة التي لم تكن تتجاوز وقتها الأربعة والعشرين عامًا، على كلٍ، جُهزت الفتاة للدفن بعد ست ساعات من موتها وبات كل شيء جاهزًا للمضي بصورة طبيعية، لكن ما حدث بعد ذلك كان المعجزة.

وُضعت فيلوميل في التابوت ثم دُفنت، وعندما كان الناس يستعدون لمغادرة المقبرة سمعوا أصوات طرق على التابوت، وبالرغم من الخوف الذي كان يعتريهم في هذه اللحظة إلا أنهم قد تشجعوا وفتحوا التابوت ليجدوا يد الفتاة الميتة وهي تنزف دم بسبب الطرق، ومع استدعاء الطبيب تم التأكيد على كون فيلوميل حية، لكن، وللغرابة الشديدة، ماتت الفتاة في اليوم التالي، وكأنها فقط جاءت لتؤكد على أن العودة من الموت ليست ظاهرة خيالية كما يدعي البعض.

إيزي دنبر، حياة ما بعد الموت

من أغرب قصص العودة من الموت التي يمكن أن تسمها على الاطلاق هي قصة المرأة الأمريكية إيزي دنبر، والتي وُلدت بالبشر السمراء عام 1885 وعاشت في محافظة كاليفورنيا حتى عام 1915، وهو العام الذي راودته فيه إحدى نوبات الصرع التي اعتادت عليها، لكنها عندما نُقلت للمستشفى هذه المرة لم تكن تنبض أو تجفل، وبعد العديد من الفحوصات أعلن الأطباء أنه إيزى قد فارقت الحياة، بالتأكيد إنها قصة عادية تحدث في أي وقت ومكان، لكن ما حدث بعد ذلك كان المعجزة بحد ذاتها وأكثر ما في الأمر دهشة على الاطلاق.

كانت إيزي دنبر تمتلك شقيقة في ولاية بعيدة بعض الشيء، لذلك طلبت من القائمين على الدفن والجنازة أن ينتظروا حتى تعود وترى شقيقتها للمرة الأخيرة، وبالفعل انتظروا ليوم كامل، لكنها لم تأتي أيضًا، فما كان من المُشيعين إلا أن بدأوا الدفن بشكل بطيء تحسبًا لوصول الشقيقة في أي وقت، وهو ما حدث في منتصف المراسم، فاندفعت الشقيقة باتجاه إيزي لتحتضنها وهي على مشارف الدفن، لتكتشف في هذه اللحظة أنها تحتضن جسد ما زال ينبض بالحياة، وما ما تأكد عندما رأت إيزي تبتسم وتسأل عما يحدث حولها، وبالطبع هرول الناس خوفًا وقتها، لكن ما يعنينا أن إيزي قد عاشت أكثر من ثلاثين عامًا بعد هذه الحادثة، وأنها كتبت واحدة من أغرب قصص العودة من الموت.

سيفو ويليم، نجاة في اللحظات الأخيرة

من أغرب قصص العودة من الموت التي يُمكن أن تسمعها قصة المواطن الجنوب إفريقي سيفو ويليم، والذي كان عائدًا ذات مرة من سفر عام 1993 في سيارته الخاصة وبجوار خطيبته، وكان من المفترض أن يتزوجا بعد أيام قليلة، إلا أن حادثًا ضرب سيارته وجعله يفقد السيطرة عليها فانقلبت متسببة في نزيفه وكسر بعض عظامه مع نجاة خطيبته.

في المستشفى وبعد إجراء الفحوصات قال الفريق الطبي بموت سيفوت، بل وتم نقله إلى المشرحة العامة ووضعوه في صندوق معدني بانتظار الدفن، لكن ما حدث بعد ذلك كان أشبه بمعجزة صغيرة، حيث أنه بعد يومين من الحادثة لاحظ الموظف المسئول عن المشرحة أن ثمة ضوضاء وأصوات طرق تأتي من الصندوق الذي يتواجد به سيفو، ومع فتح الصندوق اكتُشف أنه ما زال على قيد الحياة وأن ما مر به كان مجرد غيبوبة استمرت ليومين، لكان الكارثة الحقيقة بالنسبة للرجل كانت في ردة فعل خطيبته، والتي رفضت العودة إليه بزعم أنه قد مات وتحول إلى زومبي.

كيلفين سانتوس، الطفلة البرازيلي المعجزة

إنها أغرب قصص العودة من الموت على الإطلاق، فتلك الحادثة التي وقعت مع الطفل ذو العامين كيلفين سانتوس لا يمكن وصفها سوى بالمعجزة، وإلا فأعطوني سببًا مُقنعًا يجعل طفل لا يتجاوز العامين يموت ميتة طبيعية وقبل دفنه بساعات يستيقظ ليأخذ كوبًا من الماء ثم يخلد إلى الموت مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكن، وبالتأكيد أنتم تتخيلون قدر الدهشة والصدمة التي أصابت جميع الحضور، تلك الدهشة التي تفوق بالطبع دهشتكم الآن وأنتم تُطالعون ما حدث للطفل.

كانت ليلة الجمعة عندما أُصيب سانتوس بضيق شديد في التنفس، والحقيقة أن الأمر لم يأخذ سوى ساعات قليلة حتى فارق الطفل الحياة إثر فشل في الجهاز التنفسي، إلا هنا يبدو كل شيء بخير، لكن ما حدث بعد ذلك في الجنازة هو المعجزة بعينها، فالطفل الذي كان يتواجد بالتابوت ويستعد للدفن استيقظ فجأة ثم طلب من والده إحضار كوب ماء من أجل الارتواء، وبالطبع نفذ الأب في صدمة وفرح طلب ابنه الذي عاد من الموت، لكن الطفل ما أن تناول الماء حتى عاد إلى مكانه واستلقى ميتًا من جديد وكأنه كان نائمًا واستيقظ.

في المستشفى كان الذهول مسيطرًا عندما أخبر الأب الأطباء بما حدث، ولولا وجود الكثير من الشهود لكان من الممكن جدًا أخذ الأب إلى قسم المجانين، لكنهم أعادوا فحص الطفل من جديد وأكدوا لوالده أنه لا وجود لشيء غير طبيعي، وأن طفله قد مات بلا شك، في النهاية تقدم الأب ببلاغ ضد إدارة المستشفى يتهمهم فيه بالإهمال وعدم القدرة على تحديد الوقت الصحيح لوفاة طفله.

تجربة الاقتراب من الموت في الإسلام

ينظر الإسلام نظرة مختلفة إلى تجربة الاقتراب من الموت، فالمسيحيين مثلًا يعتقدون بوجود هذه الظاهرة وأنها بمثابة فرصة للتطهير، لكن الإسلام لم يذكر وجود هكذا ظواهر، فنحن نؤمن يقينًا أن من يموت لن يعود للحياة مرة أخرى، ولكن، قد يقترب شخص من الموت بدرجة أكثر من الآخر، وهذا لا يعني أنه قد مات وعاد مرة أخرى، وإنما فقط لم يأذن الله له بالموت وفي أقرب الظروف إليه، أما عن الزعم بأن الأشخاص الذين تقول الأجهزة الطبية أنهم ماتوا يظلون على اتصال بالعالم فهذا قول مشروط بصحة ما تقوله الأجهزة، وعمومًا هناك أمر هام يجب وضعه في الاعتبار، وهو أن أغلب الأشخاص الذين قالوا بهذه التجربة أو جرّبوها وخاضوها هم في الأصل ليسوا مسلمين أو حتى عرب، بمعنى أدق، ليست هناك حالات في الدين الإسلامي تدل على العودة من الموت مرة أخرى.

العودة من الموت في المنام

عندما نكون نيام ونرى أشخاص ماتوا يعودون فإن هذا الأمر لا يعني أن هؤلاء الذين قضوا في الحياة سوف يعودون إليها مرة أخرى، وإنما هم فقط مجرد دلالة على شيء، أو رسالة يُراد بها إخبار الحالم بأمر ما، وهو أن ما استيأس منه ليس مستحيلًا بل ممكنًا في أي وقت، وأن الله القادر على إعادة الميت إلى الحياة قادر على تنفيذ ما يراه هو مستحيل من طلبات، أي أن الحكمة كل تكمن في الرسائل المعنوية وليس الأمر المادي الظاهر، وهو عودة شخص من الموت مرة أخرى، هذا ولم يُجذم المفسرون بهذا التفسير وإنما قالوا به ثم أتبعوه بقولهم “والله أعلم”.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

1 تعليق

17 − 6 =