حظيت ظاهرة اليوفو بشهرة وانتشار واسعين خاصةً في النصف الثاني القرن العشرين، أو العام 1947 تحديدًا، ففي ذلك العام ادعى رجل أعمال شهير أنه رأى مجموعة من الأجسام الطائرة الغير مُحددة، وهو بالمناسبة المصطلح العلمي لظاهرة اليوفو، ومنذ ذلك الوقت بات بالإمكان رصد تلك الأجسام في أي مكان في العالم وبأي وقت، وبالطبع لم يكن الأمر طبيعيًا بالمرة، ولم يأخذه البشر بتهاون نظرًا لما يُمكن أن يحمله من كوارث، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على كل شيء يتعلق بظاهرة اليوفو، ما هي ومتى ظهرت وكيف، وأيضًا أبرز النظريات التي قيلت عنها.
ما هي ظاهرة اليوفو؟
إذا أردنا أن نُعرّف ظاهرة اليوفو تعريفًا صحيحًا فإن أول ما يجب معرفته عنها أن كلمة إنجليزية مُختصرة، فإذا كتبناها بالإنجليزية سنجد أنها مكونة من ثلاثة أحرف، كل حرف في الحقيقة يرمز إلى كلمة كاملة تم اختصارها، وبذلك يُصبح لدينا ثلاث كلمات، وهذه الكلمات الثلاث تعني ببساطة مجموعة من الأجسام الطائرة الغير محددة.
الأجسام الطائر الغير مُحددة هي أجسام مجهولة تأخذ في الغالب شكل الدائرة، والمعروف أنها موجودة منذ زمن وتعتبر ضمن المكونات الرئيسية للفضاء، لكن الغير طبيعي بالمرة أن تُحلق تلك الأجسام الدائرية المجهولة بالقرب من الأرض، بل ويراها الناس ويتمكن بعضهم من التقاط الصور لها.
بداية ظاهرة اليوفو
كما ذكرنا، كانت ظاهرة اليوفو موجودة بمعناها منذ زمن بعيد، لكنها لم تظهر وتُعلن عن نفسها سوى في عام 1947، وتحديدًا في ولاية واشنطن الموجودة بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه كان هناك رجل أعمال يُدعى أرنولد يطير بطيارته الخاصة في سماء الولاية، وفجأة رأى خمس أجسام طائرة أو يزيد تُحلق بارتفاع يُمكن من خلاله الرؤية، والحقيقة أنه أرنولد لم يحتفظ بالأمر كثيرًا، إذ أخبر به السلطات على الفور، وبالتأكيد لو كان المُبلغ شخص آخر غير أرنولد رجل الأعمال لم أخذ الخبر ذلك الحيز الكبير من الاهتمام.
عودة ظاهرة اليوفو مرة أخرى لم تتأخر طويلًا، ففي نفس العام، وتحديدًا في شهر يوليو، حدثت حادثة روزويل الشهيرة، والتي أكدت بالدليل القاطع سقوط كائن فضائي من جسم فضائي غريب، وبالتأكيد ليس هناك دليل أكبر من ذلك على وجود ظاهرة اليوفو، كما أن الحوادث الكثيرة التي حدثت فيما بعد وتتعلق بتلك الظاهرة لا تدع مجالًا للشك في وجودها.
ردة فعل العالم
ردة فعل العالم بخصوص ظاهرة اليوفو كانت في البداية غير منطقية بالمرة، فقد تجرأ البعض ووصف الأمر بأنه مجرد مجموعة من أجهزة التجسس التي تنتمي للاتحاد السوفيتي، وبالتالي لا يعتبر ذلك سوى طريقة حديثة للتجسس، العقلاء فقط هم الذين كثفوا جهدهم للبحث حول حقيقة الأمور، وبالفعل قاموا بتأسيس كتيبة لا تهتم فقط سوى بالبحث خلف تلك الظاهرة ومعرفة أسبابها، وقد أُطلق على تلك الكتيبة اسم الكتيبة الزرقاء، لكنها بكل أسف لم تستطع التوصل لشيء عدا أن ذلك الشيء مصدره العالم الخارجي وهو لا يمتلك أي نوايا حسنة بالمرة.
نظريات وتفسيرات
عندما تريد مواجهة أي عدو لك فإن أول ما ستشرع فيه هو دراسة كل شيء يتعلق بذلك العدو، سواء كان نقاط قوة أو نقاط ضعف، وكذلك الطرق التي يمكن من خلالها إيقاف ذلك الشيء ومواجهته، وهو ما حدث بالفعل فيما يتعلق بظاهرة عظيمة ظاهرة اليوفو، حيث عكف العلماء على دراستها حتى خرجوا ببعض النظريات والتفسيرات.
رحلات عادية، التفسير الأول
التفسير الأول الذي قيل عن ظاهرة اليوفو هو أن الأجسام الطائرة المجهولة التي حطت الأرض ما هي إلا رحلات عادية استكشافية يقوم بها سكان الكواكب الأخرى بدافع الفضول، وهو نفس الذي يفعله سكان الأرض عندما يذهبون في رحلات فضائية إلى كواكب أخرى قريبة منهم، فهم في الغالب لا يكونون قاصدين لأي سوء، وإنما فقط يُريدون استكشاف العالم المحيط بهم، لكننا بالتأكيد لا يُمكن أن نجزم أبدًا بصحة هذا التنبؤ، لأنه في النهاية مجرد تنبؤ يحتمل الصواب والخطأ، وإن كانت احتمالية الصواب أكبر لأنه لم تصدر أي هجمات معادية للأرض من أصحاب هذه الأجسام الطائرة المجهولة.
رحلات خاطئة، التفسير الثاني
هناك من أعملوا أذهانهم أكثر في الأمر وخرجوا بتفسير أكثر غرابة بعض الشيء، حيث رجحوا أن حدوث ظاهرة اليوفو ووصول أطباق مجهولة إلى الأرض أمر ليس مقصود من الأساس، وأن رواد هذه الأطباق أو الأجسام الطائرة قد أخطأوا وجهتهم وجاؤوا إلى الأرض غير مُدركين لما يفعلونه فيها، ربما أصلًا لا يعرفون أنهم موجودين في كوكب اسمه الأرض.
أصحاب هذا التفسير في الحقيقة استدلوا بعدة تفسيرات منطقية منها أن هذه الرحلات إذا كانت مقصودة فلماذا لم يتم تكرارها مثل يفعل أهل الأرض مع الفضاء؟ ولماذا عندما تهبط تلك الأجسام الطائرة المجهولة على الأرض تبدو متوترة وخائفة، ويتضح ذلك من تدمير أطباقهم المتكرر، والذي كان أكبر مثال له هو ما حدث في روزويل، كما أن تلك الأطباق تنزل في أماكن معينة ولا تتوغل منها، بل إنها تبحث منذ الوهلة الأولى عن طريق رجوع، وهو ما يبين خطأ الأمر برمته.
خطورة ظاهرة اليوفو
هناك من بالغ في الأمان تجاه ظاهرة اليوفو، وتبريره في ذلك أنه لا خطر مطلقًا من دخول بعض الأجسام الغريبة إلى الأرض بداعي الاستكشاف والفحص والتقصي، تمامًا مثلما نفعل نحن البشر عندما نصعد في رحلات إلى الفضاء، فنحن في تلك الرحلات بالتأكيد لا نكون عازمين على تسبيب أي نوع من أنواع الأذى، وإنما يحكمنا فقط الفضول والتطلع إلى الاستكشاف، والحقيقة أن ذلك الأمر كان من الممكن أن يكون صحيحًا إذا كنا نتحدث عن استكشاف قارة أو بلدة مجهولة، لكننا في الواقع نتحدث عن استكشاف عالم آخر!
خطورة ظاهرة اليوفو الحقيقية تكمن في جهلنا بما يمكن أن تفعله تلك الأجسام الطائرة المجهولة عند هبوطها على الأرض، فنحن لا نعرف حتى الآن قوتهم الحقيقية، وهل هي تعادل البشر أم أقل منهم أم تفوقهم بمراحل، على كلٍ، يبقى الجهل بأمر مثل هذا خطر في حد ذاته لا يبعث أبدًا عن الاطمئنان.
مواجهة ظاهرة اليوفو
سؤال بسيط جدًا وإجابة أبسط منه، هل يمكن مواجهة ظاهرة اليوفو؟ لا، لا يمكن فعل ذلك أبدًا، وشرح الإجابة ببساطة يكمن في توضيح طفيف وهو أن الإنسان حتى الآن لم يصل إلى سلاح ردع فضائي، يمكن من خلاله التصدي للأطباق الطائرة حال نزولها إلى الأرض، والدليل على ذلك أن تلك الأجسام قد نزلت إلى الأرض أكثر من مرة واكتفى السكان فقط بمشاهدتها، كما أننا سنعود إلى نقطة أصيلة في موضوعنا، وهي أننا لا نعرف القوة الحقيقية لهؤلاء السكان الذين لا يعيشون على كوكب آخر غير كوكبنا، وبالتالي لا نعرف أقصى ما يمكنهم فعله.
أضف تعليق