حظيت قصة باقر البطون البريطاني بشهرة واسعة منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الآن، فالذين عاشوا في عام 1888، والذي ظهر فيه باقر البطون، لم يكونوا على علمٍ بما تعنيه كلمة قاتل مُتسلسل، لذلك كان أمرًا مُدهشًا بالنسبة لهم أن يظهر شخص ما ويقتل عدد كبير من الأشخاص ويختفي، والحقيقة أن ذلك الاختفاء كان لغزًا في حد ذاته، فبريطانيا التي وقعت فيها هذا الحوادث كانت في ذلك الوقت دولة عظمى تُعتبر الأولى في العالم، لذلك كان من غير المنطقي أن يرتكب شخص كل هذا الكم من الجرائم ويختفي فجأة دون العثور عليه، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا عن القصة الكاملة لباقر البطون البريطاني، وكيف ظل لغزًا إلى الآن.
من هو باقر البطون؟
لو كان ثمة شخص في هذا الكون يعرف يقينًا هوية باقر البطون لما أصبحت قضيته لغزًا حتى الآن، فهو كما أشرنا شخص مجهول ظهر في عام 1888 بمدينة لندن البريطانية، وكان يظهر ليقتل ثم يختفي مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكن، كما أنه كان يتخير ضحاياه من النساء والأطفال، الذين لم يكن يجمعهم أي رابط آخر، والغريب، أن باقر البطون هذا كان يقتل فقط، أي أنه لم يُقدم مثلًا على قتل ضحيته وسرقتها بعد ذلك، وإنما كان يقتلها ويُمثل بجثتها بطريقة مجنونة ثم يترك أغراضها كما هي، وهذا ما كان يُثير جنون المُحققين أكثر وأكثر.
بداية باقر البطون
كما ذكرنا، كانت بداية باقر البطون الحقيقية في نوفمبر القابع في عام 1888، وتحديدًا في الضاحية الشرقية لمدينة لندن الواقعة في بريطانيا العظمى، حيث عُثر في ذلك الشهر العجيب على ما يُشبه الجثة، لأنها في الحقيقة لم تكن سوى قطع صغيرة من اللحم والأشلاء المُتعددة، يُمكن بتجميعها فقط الوصول إلى شكل نهائي أشبه بجثة، وربما يكون عدد ضحايا باقر البطون مجهول إلى حدٍ كبير، لكن بالتأكيد هناك بعض الضحايا الذين اشتُهروا وتم اعتبارهم أبرز ضحايا باقر البطون وأكثرهم معاناة على الاطلاق.
ماري نيكولاس، ببولي المسكينة
الضحية الأولى لسفاحنا المجنون، باقر البطون المجهول، كانت الفتاة المسكينة ماري نيكولاس، والتي تم العثور على أشلائها بعد حوالي شهر من جريمة قتلها، ويُقال إن الجريمة قد وقعت في اليوم الأخير من شهر أغسطس القابع في العام الأسود على بريطانيا بأكملها، عام 1988.
في اليوم الأخير من أغسطس كما ذكرنا تم العثور على رقبة ماري بشكل منفرد، وبعدها بأيام تم العثور على بقية الأجزاء في مناطق متفرقة، والحقيقة أنه لا أحد يعرف حتى الآن ما الذي فعله باقر البطون بماري قبل قتلها، وهل اغتصبها فعلًا أم أن هذه مجرد تكهنات، لكن الشيء الوحيد المؤكد أن جثة ماري كانت في حالة تؤكد أن المسكينة عانت أشد المعاناة.
آني جبمان، الضحية الثانية
الضحية الثانية لبطلنا المجنون باقر البطون المجهول كانت فتاة عشرينية تُدعى آني جبمان، وقد تربص بها باقر البطون في الثامن من سبتمبر القابع في عام 1988، والحقيقة أن الفتاة لن تأخذ كثيرًا في يده، إذ أن ذلك السفاح عندما علم بأنها ممرضة أخبرها بأنه في حاجة إليها كي تُعطي حقنة لوالدته، وللأسف صدقته الفتاة وذهبت معه، إلا أنه باغتها وقام بقتلها والتمثيل بجثتها بنفس الطريقة التي انتهجها مع الضحية الأولى، فقد شق بطنها وأخرج ما بها من أحشاء بطريقة أقل ما يُمكن أن توصف به أنها طريقة بشعة، كل ذلك دون ذنب أو أثم من آني المسكينة.
ماري كيلي، الضحية الأخيرة
الضحية الأخيرة للسفاح باقر البطون كانت سيدة بالغة تُدعى ماري كيلي، والحقيقة أن تلك السيدة كانت سيئة الحظ لدرجة أن باقر البطون في هذه الليلة بحث عن مبنى عشوائي ثم اختار شقة عشوائية ودخل بها، وكانت تلك الشقة بكل أسف هي شقة ماري كيلي، والتي عانت بها الآمرين ولفظت على فراشها أنفاسها الأخيرة.
تسلل باقر البطون إلى الشقة، وهناك قام بتقييد السيدة ماري واغتصابها، ثم ذبحها وفعل بها كل ما تعود على فعله مع ضحاياه السابقين، ثم شعر بعد ذلك أن ما فعله ليس مناسبًا، أو بمعنى أدق، ليس كافيًا، فقام بعدها بإزالة الرقبة تمامًا، ثم قطع الأعضاء التناسلية لصاحبة الرقبة وسوى له طبقًا لذيذًا من لحومها، ثم اختفى بعد ذلك وكأن شيئًا لم يكن، لم يختفي اختفاء عادي، وإنما اختفاء أبدي، لم يظهر بعده للأبد.
اختفاء باقر البطون
بعد سلسلة من حوادث القتل انتهت بقتل ماري كيلي، اختفى باقر البطون اختفاءً مُحيرًا، فهو في الأساس لم يكن معروفًا، كما أن التحقيقات ورجالات الشرطة لم يتمكنوا من التوصل إليه أو إلى أي شيء يدل عليه من الأساس، أي أنه قد اختفى لمجرد الاختفاء، تمامًا كما ظهر لمجرد الظهور وقتل لمجرد القتل.
مع تناقل قصة باقر البطون وجد الناس ألمًا في إطلاق هذا الاسم عليه، لأنه قبل كل شيء كان يتسبب في أذية ذوي الضحايا، فليس من السهل أبدًا أن تستمع لقص بقر بطن ذويك، عمومًا، مع نهاية القرن التاسع عشر ظهر اسم جديد لذلك المجنون، وهو اسم جاك السفاح، ومع الوقت أصبح اسم جاك السفاح يُطلق على كل سفاح يرتكب جريمة قتل ولا يُستدل عليه، لكن، بالرغم من عدم التوصل إلى الهوية الحقيقية لذلك الرجل، إلا أنه ثمة مجموعة من المشتبه بهم غالبًا لن يخرج باقر البطون عنهم، أبرزهم الطبيب وليام غول وجون دروت.
وليام غول، المشتبه الأول
من أبرز المشتبه بهم والمحتمل كونهم باقر البطون هو الطبيب الملكي المعروف باسم السير وليام غول، وذلك لسببين بسيطين جدًا، أولهما أن وليام غول كان معروفًا بتصرفاته الغريبة وسلوكه المنفلت، أي أنه لم يكن غريبًا عليه أبدًا أن يرتكب مثل هذه الجرائم، وإن كان بالأمر شبهة مبالغة نظرًا لعدم وجود الدوافع الكافية لقيامه بمثل هذه الأمور، أما السبب الثاني الذي يُعيده إلى مقعد الاتهام وبقوة فهو أن باقر البطون كان يقوم بتقطيع ضحايا بطريقة صحيحة جدًا، مما يؤدي إلى الشك في أن القاتل لم يكن سوى طبيب محترف، وإذا ذكر الطب في هذا الوقت يُذكر بالتأكيد وليام غول.
جون دورت، المشتبه الثاني
المشتبه الثاني، والمحتمل جدًا أن يكون هو باقر البطون الذي أرعب البلاد وأذاقها الآمرين هو المحامي الشهير في ذلك الوقت جون دورت، والذين كان معروفًا بكرهه الشديد للنساء، كما أنه كان يُعاني من بعض المشاكل النفسية، وشوهد أكثر من مرة وهو يرتكب أفعال غير أخلاقية بحق الحيوانات، أي أنه كان مُهيأ وبشدة لارتكاب أمور فاضحة بحق النساء، عمومًا، بالرغم من كل هذه الاحتمالات، تبقى الهوية الحقيقية لباقر البطون مجهولة حتى الآن.
أضف تعليق