تسعة مجهول
حادثة اختفاء ستونهنج
الرئيسية » الغاز » حادثة اختفاء ستونهنج : واحدة من أكثر حوادث الاختفاء غموضًا

حادثة اختفاء ستونهنج : واحدة من أكثر حوادث الاختفاء غموضًا

حادثة اختفاء ستونهنج الشهير تعرض له مجموعة من الهيبيز بعد هبوب عاصفة بالقرب من المكان الذي تتواجد به أحجار ستوتهتج، وقد حدث ذلك الاختفاء قبل خمسة عقود.

تُعتبر حادثة اختفاء مجموعة الهيبيز الذي عرفها التاريخ باسم حادثة اختفاء ستونهنج واحدة من أبرز حوادث الاختفاء التي حدثت خلال القرن الماضي، فالغريب أننا لا نملك سوى رواية واحدة لذلك الاختفاء، وهي في الحقيقة رواية مُرعبة، حيث أنها تؤكد على أن الاختفاء جاء بسبب غيمة مرت بمكان الأحجار في أغسطس عام 1971، والواقع أننا مجبرون على تصديق هذه الرواية نظرًا لأنها قد صدرت من الأشخاص الوحيدين الذين رأوا الحادثة، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعمق أكثر داخل ملابسات ذلك الاختفاء ونعرف كيف تم وما الذي حدث قبله وبعده، والأهم من كل ذلك هو النظريات التي خرجت وأيها أقرب إلى الصواب ويمُكن الأخذ به.

أحجار ستونهنج

قبل أن نتحدث عن حادثة اختفاء ستونهنج علينا أولًا التعرّف على أحجار ستونهنج التي وقعت بها الحادثة، فتقريبًا لا شيء أكبر من أحجار ستونهنج يمكن أن تفتخر به إنجلترا، فهي ليست مجرد معلم كبير قديم، بل إن أصلها يرجع إلى ما قبل التاريخ وهناك جدل كبير يُثار حول أوائل الناس الذين عرفوا بتلك الأحجار واكتشفوها، وجدل أكبر يُثار حول من بناها، فهناك من يقول أصلًا أنها ليست من صنع يد البريطانيين وإنما تمت سرقتها من حضارات أخرى، عمومًا، اكتسبت أحجار ستونهنج شهرتها من شكلها الغريب وتاريخها الأغرب، لكن هذه الشهرة قد تضاعفت بعدما وقعت حادثة اختفاء ستونهنج الغامضة في نهاية الربع الثالث من القرن العشرين.

بداية الحادثة

وقعت ملابسات حادثة اختفاء ستونهنج في شهر أغسطس القابع في عام 1971، والقصة باختصار أنه كان ثمة مجموعة من الهيبيز يطوفون بالقرب من ذلك المكان، كانوا غالبًا خارجين للصيد والترفيه، لكن الليل باغتهم في الثامنة من مساء ذلك اليوم المشؤوم، ولذلك قرروا فعل الأمر الطبيعي جدًا في مثل هذه الأمور.

أشعلت جماعة الهيبيز المتواجدة في المكان النيران من أجل التدفئة، فقد كان الليل باردًا عليهم، وبالفعل أقدموا على ذلك أمام أعين الشاهدين الوحيدين اللذين كانا بالقرب من مجموعة الهيبيز، أو على الأقل في مكان يسمح لهم برؤية الذي حادث بالضبط، والذي للأمانة كان أمرًا لا يُمكن تصديقه بأي شكلٍ من الأشكال.

ما الذي حدث؟

جلست مجموعة الهيبيز وأشعلت النيران ثم بدأت بعد ذلك البحث عن طرقٍ للترفيه، فأخذوا يغنون ويرقصون ويدخنون في فرح أما أعين اثنين من الشهود اللذان كُتب لهما دخول التاريخ فيما بعد، وهما شرطي ومزارع، عمومًا، وسط أجواء الاحتفال والرقص التي امتلئ بها المكان، وتحديدًا في الثانية من صباح اليوم المشؤوم جاءت العاصفة.

كانت عاصفة رعدية قوية، إضافةً إلى ذلك كانت قوية مُتسللة من أعلى أحد السهول مما أعطاه قوة إضافية، لكن، كل ذلك لم يكن شيء أمام شرارات البرق التي كانت تحملها، والتي تسببت في إحالة المكان فيما بعد إلى جحيم وكانت البداية الحقيقية لحادثة اختفاء ستونهنج.

البرق وبداية المعجزة

لم تكن شرارات البرق التي تحملها تلك العاصفة سوى البداية الحقيقية لمعجزة اختفاء ستونهنج، فقد قامت تلك الشرارات بإحداث فوضى غير مبررة على الإطلاق بكل شبر موجود في المكان، فإضافةً إلى أنها قد أحرقت الأشجار قامت كذلك بقلب الصخور وإطفاء النيران المشتعلة، وكل ذلك أيضًا لم يكن شيء مقارنة بالضوء البنفسجي الغريب الذي ظهر.

على الرغم من أننا لم نرى ما حدث لتلك المجموعة إلا أن الشهود الذين واكبوها وكانوا على بُعد أمتارٍ منها قد قصوا لنا كل شيء جرى في هذا المكان، فإذا كانت الشرارات البرقية أمر طبيعي يمكن حدوثه بأي وقت وفي أي مكان فإن اللون البنفسجي الذي طلى السماء وقتها لم يكن طبيعيًا بالمرة، والأكثر غرابة هو ما حدث بعد انقشاع ذلك اللون البنفسجي.

حادثة اختفاء ستونهنج

ببساطة شديدة، يقول الشهود أنهم مع وصول شرارات البرق واكتساء السماء باللون البنفسجي شعروا أن شيئًا ما خاطئ يحدث في السماء، ولذلك وضعوا أيديهم على أعينهم اتقاءً لذلك الشر، وبعد ذلك حدث الشر الذي توقعوه.

بعد انقشاع الضوء البنفسجي انطلق الضابط والمزارع باتجاه المكان الذي حدث فيه الانقلاب السماوي، كانا يشغلان أنفسهم أولًا بالاطمئنان على المجموعة التي كانت موجودة في فرح قبل الأحداث، توقعا مثلًا أنهما سوف يسمعا صرخات وأصوات المعاناة التي يُخرجها المُصابين جراء ما حدث منذ ثوانٍ، كان ثمة توقع بالكثير من الدمار والألم، لكن، ما لم يكن متوقعًا أبدًا ألا يكون هناك وجود لأي شيء على الاطلاق، بلا ألغاز، لقد حدث اختفاء ستونهنج.

البحث عن المُختفين

كان اختفاء ستونهنج أمرًا مُربكًا بحق بالنسبة للشاهدين، فهما في الحقيقة لم يغيبا أكثر من دقائق، ولم يُغطيا أعينهما سوى ثوانٍ معدودة، وبالطبع ذلك الوقت لم يكن كفيلًا أبدًا بحدوث معجزة مثل هذه، لكن الحقيقة أن المبرر الوحيد الذي جعلهما يُدركان ما حدث أن كلمة المعجزة لم تكن قد رُفعت من الأرض بعد.

على الفور بدأ الرجلين بحثهما في كل مكان مُحيط بهما، كانا يتوقعان معجزة من العيار الخفيف، وكانا يأملان في أن يعثر على المجموعة المختفية أو أي أفراد منها، لكن، كل شيء ظل على نفس المنوال، لم يظهر أثر ولم يتضح بعد تبرير منطقي لما حدث، لذلك لم يكن ثمة مناص من إبلاغ المسئولين بما شاهدوه وترك مهمة تصديق الأحداث من عدمه للقدر وحده، ذلك القدر الذي يكن رحيمًا بهما أبدًا في تلك الليلة العجيبة.

تفسيرات ونظريات

على كلٍ حدث اختفاء ستونهنج، سواء آمن به البعض أم لا، فأمامنا مجموعة من البشر تعرضوا للاختفاء أمام شهود عيان ليس لهم أي مصلحة على الاطلاق في تزوير ما حدث أو اختلاقه من الأساس، لكن، بعد أن سلمنا بحدوث تلك المعجزة فلابد أن الوقت قد حان بالتأكيد لوضع تفسيرات ونظريات لما حدث، بعضها قد يبدو منطقيًا والبعض الآخر قد يتم اعتباره ضربًا من الجنون والعبث.

اختفاء غامض، التفسير الأول

التفسير الأول لحادثة اختفاء ستونهنج هو أنه مجرد اختفاء غامض، تمامًا مثلما حدث في النص الأول من نفس القرن في دول متعددة، حيث حدثت مجموعة من حوادث الاختفاء الغامضة الغير مبررة، والتي لم يُعثر على أي دليل عليها فيما بعد، كلها خوارق طبيعية تُذكرنا بأن ذلك الكون ما زال يحتفظ بقدر كبير من الدهشة والجنون.

اختفاء مُدبر، التفسير الثاني

التفسير الثاني الذي قيل حول اختفاء ستونهنج، والذي يخلو تمامًا من الأدلة والشواهد، هو أن ما حدث في تلك الليلة هو جريمة من الجريمتين، إما قتل أو اختطاف، وأن شهادة الشاهدين الغامضة تم اختلاقها من أجل التعتيم على الحقائق، عمومًا، بالرغم من عدم منطقية التفسير الأول إلا أنه قد تكرر كما ذكرنا، في حال أن التفسير الثاني قد لجأ إلى المؤامرة وأشياء أخرى ليس لها أي سند أو إثبات، ليبقى سبب الاختفاء الحقيقي غامضًا حتى الآن.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × اثنان =