تسعة مجهول
قصر البارون
الرئيسية » الغاز » قصر البارون : واحد من أكثر القصور المصرية غرابة وغموضًا!

قصر البارون : واحد من أكثر القصور المصرية غرابة وغموضًا!

قصر البارون قصر غريب مُحاط باللعنات تم بناؤه خلال القرنين الماضيين على أراضي مصرية، لكنه كان مملوكًا للبارون البريطاني إميان، والذي حصد لعناته فيما بعد.

جميعنا يعرف بالطبع قصر البارون الجميل الموجود بمصر، لكن القليل منا فقط يعرف القصة الحقيقية خلف ذلك القصر والتي تُعد ضربًا من الخيال، فبداية القصر جاءت بعد افتتاح قناة السويس مباشرةً، وتحديدًا على يد بارون بريطاني يُدعى ادوارد إميان، والذي ألقى به شغفه إلى مصر، بل وجعله يُقدم على ارتكاب أكبر خطأ سوف يندم عليه فيما بعد، وهو بناء قصر البارون، والذي كان وقتها أحد أعظم القصور الموجودة بمصر، عمومًا، دعونا في السطور الآتية نتعرف سويًا على القصة الكاملة للعنة قصر البارون، وبداية ذلك القصر وبناءه، والأهم من ذلك، صاحبه الذي تجرع كل ذلك الألم بسببه.

مالك قصر البارون

قبل أن نتعرف على قصة قصر البارون يجب أولًا التعرّف على قصة صاحب ذلك القصر، والذي يُعد ضلعًا رئيسيًا في الأحداث التي جرت به، والحقيقة أن بداية ذلك الرجل وتأثيره في أحداث قصتنا لا تبدأ بمولده الذي جاء ببريطانيا، فتلك بداية تقليدية لكل شخص طبيعي، وإنما البداية الحقيقية كانت بحبه الشديد للسفر، والذي جعله عاشق للمغامرة مهما كانت خطورتها أو المكان الذي سوف تكون به، فما دامت هناك مغامرة فإن البارون ادوارد إميان موجود بكل تأكيد.

ظل البارون إميان بعد بلوغه العشرين من عمره يتنقل من بلد إلى بلد، والحقيقة أن الثراء الشديد الذي كان يتمتع به ساعده كثيرًا في ذلك الأمر، فلقب البارون، والذي يعني المحارب العظيم، لم يأتي من فراغ، وإنما بسبب ثراء إميان وسلطته، وإلا، فلم يكن لشخص أعرج مثل إميان أن يصير بارونًا ويُيسر له طواف العالم بأكمله.

ما قبل قصر البارون

عندما يذكر التاريخ قصة بناء قصر البارون فبالتأكيد ثمة محطات يتوقف عندها، وذلك لأنها ببساطة قد ساهمت في بناء ذلك القصر وتشييده على الوجه الذي وُجد عليه، ومن أهم تلك المحطات هي سفر ادوارد إميان الكثيف، وإذا أردنا تحديدًا أكثر فيجب أن نخص رحلته إلى الهند، والتي كانت مُكملة لرحلته في مصر.

وصلت أقدام إميان إلى الهند، وهناك رأى الرجل أشياء كثيرة تسببت في إثارة ذهوله وفضوله، والحقيقة أن هذه الأشياء كانت تتمثل في عادات الهنود المخيفة والغير سوية، والتي كما نعرفها جميعًا غريبة منذ خلقهم، وبالرغم من انتهاء رحلة الهند وبداية رحلة جديدة في مصر إلا أن البارون ادوارد إميان لم يستطع التوقف عن التفكير فيما شاهده هناك، لذلك فكر في كرته الأسوأ على الاطلاق، والتي ستُصبح فيما بعد بابًا للعنة.

بداية قصر البارون

بداية قصر البارون الحقيقية كانت بعد رحلت الهند مباشرة، وتحديدًا عام 2011، فبعد افتتاح قناة السويس بسنوات قليلة، ووصول البارون ادوارد إميان إلى مصر فكر في الجمع بين جمال مصر وعظمة ما شاهده في الهند من خلال بناء قصر كبير على أرض مصر، لكن ذلك القصر يكون من ناحية الشكل هندي، بل ويحتوي على كافة العادات الغريبة التي شاهدها إميان في الهند.

كانت فكرة مجنونة بحق، فقد أراد إميان نقل الطراز الهندي بأكمله في قصر البارون الذي سيُشيده، بما في ذلك أمور غريبة مثل التحف التي تتكون من جماجم بشرية حقيقية واللوحات التي استُخدم الدم البشري الحقيقي ضمن ألوانها وأشياء كثيرة من هذا القبيل كانت كفيلة ببداية أمور غير طبيعية بالمرة داخل ذلك القصر.

الحياة في قصر البارون

عاش البارون وعائلته في القصر، لكن قبل ذلك، وبعد بناء قصر البارون مباشرةً، أقام ادوارد إميان حفلًا كبيرًا دعا إليه جموع غفيرة من الناس، كان أغلبهم من الأوروبيين الذي أتوا لمشاهدة عظمة ذلك القصر والجهد الكبير الذي بُذل من أجل تشييده، والحقيقة أن أهم ما يُبرز عظمة قصر البارون هو ما حدث مع ملك مصر في ذلك الوقت.

كان ملك مصر مفتونًا بما شاهده في قصر البارون أثناء الاحتفال، لدرجة أنه أراد شراء القصر من مالكه ادوارد إميان، والذي رفض ذلك الأمر رفضًا تامًا عرض الملك، مما أدى إلى نشوب بعض المشاكل بينهما، وإذا صحت الرواية التي تقول بأن البارون ادوارد إميان قد قام بقتل المهندس الذي قام بتصميم قصر البارون كي لا يتم تقليده فإننا بذلك أمام حالة عجيبة من الإبهار، تُفسر ببساطة حالة الطمع التي تُصيب كل من يرى القصر ولو حتى عن طريق الصور.

سر الغرفة الوردية

كان ثمة غرفة كبيرة ضمن مئات الغرف الموجودة في قصر البارون تسمى بالغرفة الوردية، كانت تقع في أسفل القصر تحديدًا، وكانت مكونة من الزجاج الخالص، والحقيقة أن تلك الغرفة بالذات كان يحوم حولها الكثير من الغموض، وهو ما اتضح بشدة في منع البارون ادوارد إميان لأفراد أسرته من مجرد الاقتراب منها، بل أنه كان يُعاقبهم على ذلك أشد عقاب.

الغرفة الوردية لم تكن غرفة خاصة بالبارون وحسب، بل كانت كذلك غرفة فريدة في كافة تفاصيلها، حيث كان يُقال إنها مُتصلة بسرداب كبير يتجاوز الخمسية كيلو متر، هذا السرداب يوصل القصر بكنيسة أو ما شابه، وبالتأكيد كل ذلك أضفى غموضًا وخصوصية أكثر على الغرفة والقصر بأكمله.

آن وبداية اللعنة

كان كل شيء يسير بخير مع عائلة البارون داخل قصر البارون، إلى أن كبرت الابنة آن وأصبح له صديقة قيل إنها كانت من عبدة الشيطان، والحقيقة أن تلك الصديقة قد غيرت كثيرًا في عادات وصفات آن المسكينة، ولا يعرف أحد هل كان ذلك مجرد اتباع عن اقتناع أم أن آن قد سُحرت بتلك اللوحة التي أُهدت لها ووضعتها في غرفتها، عمومًا، خلال أشهر قليلة تغير كل شيء داخل جنبات ذلك القصر.

بدأ قصر البارون المُضيء في الخفوت شيئًا فشيئًا مع مرور الوقت وبدء الأفعال الشيطانية التي كانت تمارسها آن مع صديقتها داخل القصر، حيث قيل إنها قد أصبحت من عبدة الشيطان مثلها وانغمست في معتقداتها، لذلك كان من المنطقي جدًا أن تحل اللعنة، لعنة قصر البارون.

لعنة قصر البارون

لم يمض الأمر بهدوء أبدًا، فمع استمرار الأعمال الشيطانية التي كانت تُمارسها آن وصديقتها داخل القصر بدأ كل شيء ينقلب رأسًا على عقب، وبدأت الحياة تسير من سيء إلى أسوأ، ففي البداية أخذ أفراد المنزل العريق يتساقطون موتى واحدًا تلو الآخر دون وجود مرض قوي أو سبب مُقنع للموت، إضافةً إلى المباني الموجودة داخل القصر والتي بدأت كذلك في التشقق بالرغم من أن البناء قويًا إلى الحد الذي لا يتوقع أن يحدث معه مثل هذه الشقوق.

اكتمال اللعنة كان بالأصوات الغريبة والتحركات الغامضة التي كانت تحدث داخل البيت، والتي أحالت قصر البارون المُزهر إلى بيت رعب أصيل، لا وجود لشيء فيه سوى الأشباح، وفي كل مرة كان يتم إغلاق القصر فيها كان يتجرأ أحد المجانين على فتحه لتحدث بعض الأحداث ثم يُغلق من جديد، واستمر الحال على ذلك المنوال حتى تيقن الناس من قوة وعظمة اللعنة الموجودة في قصر البارون.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

تسعة عشر − ثلاثة عشر =