تسعة مجهول
وحش قلعة جلامس
الرئيسية » اسطورة » تعرف على وحش قلعة جلامس الوريث الشرعي الذي تم تركه للموت

تعرف على وحش قلعة جلامس الوريث الشرعي الذي تم تركه للموت

وحش قلعة جلامس لقب يُطلق على الشبح الذي يظهر في قلعة جلامس الموجودة بدولة اسكتلندا التابعة وقت بنائها لبريطانيا العظمى،وقد اكتسبت القلعة شهرتها بسبب ما حدث.

حظيت قصة وحش قلعة جلامس بشهرة وانتشار واسعين، والحقيقة أن تلك القلعة باعتبارها قلعة عادية لم تكن لتحظى بكل هذا القدر من الشهرة لولا الأحداث التي وقعت بها، والتي بدأت بمحاولة إخفاء ولي العرش الحقيقي في غرفة سرية بالقلعة، ثم بعد ذلك محاولة قتله من شقيقه الملك، وما تبع ذلك من محاولات قتل لكل الذين كانوا على علمٍ بالأمر، وذلك من أجل التعتيم على الأمر والتخلص من السر للأبد، وقد نجحوا في ذلك بالفعل، لكن الأمر لم يستمر وتم كشفه في النهاية، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على كل شيء يتعلق بقصة وحش قلعة جلامس وما سبقها وتلاها.

بداية قلعة جلامس

بدأت قصة وحش قلعة جلامس مع بداية قلعة جلامس نفسها، فقلعة جلامس التي تم تشييدها قبل حوالي خمسة قرون بدولة اسكتلندا لم تكن مجرد قلعة عادية من الحجارة، وإنما كان التاريخ يعبق بها من كل مكان، فهي في الأصل قد شهدت وجود أغلب الأسر التي حكمت بريطانيا العظمى في القرون الأخيرة، ومن ضمنها عائلة ليون بوز، بطلة قصتنا والتي سيكون منها وحش قلعة جلامس، لكن دعونا أولًا نتناول القصر من حيث البناء، فقد كان كبيرًا إلى الحد الذي يعجز معه أمهر الرياضيين عن معرفة العدد الحقيقي للغرف الموجودة به، أما التحف والأثاث الموجود به فقد كان بأكمله من الذهب المُطرز والحُلي، إجمالًا، كان قصرًا ملكيًا بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ.

ما قبل الوحش

لم يكن مُقدرًا لبطلنا، وحش قلعة جلامس، أن يكون وحشًا، بل إنه كان من المفترض أن يُصبح ملكًا متوجًا، وهذا ما كان يترقبه والديه في ليلة مولده، حيث وقف الجميع ينظرون إلى المولود والملك المنتظر بكل شغف، لكن، ما إن ملئوا أعينهم منا حتى بدأ الجميع في الامتعاض، لقد كان الطفل مُعاقًا وسيء التكوين!

كان الطفل المنتظر كملك لا يحتوي على رقبة، بل كان مُجرد رأس على كتف، لا شيء بينهما، وكان جسده بكامله أشبه بدائرة، تلخيصًا، لم يكن طفلًا عاديًا بالمرة، ولم يكن من الطبيعي بالمرة أن يكون ملك اسكتلندا القادم بهذه الهيئة، لذلك كان لابد من اتخاذ قرارًا حاسمًا، حتى ولو كان قاسيًا أيضًا.

بداية تكوين الوحش

قضى والد الطفل المشوه بحبسه في غرفة سرية ومنعه عن الأنظار، لم يُعطي له اسمًا، لذلك، عندما سيُصبح وحشًا فيما بعد، فسوف يُنادى باسم وحش قلعة جلامس المُخيف.

عاش الوحش، قبل أن يتحول وحشًا، في غرفة سرية بالقصر يُقال إن النور لم يكن ليصل إليها، ولا أي شخص آخر يعيش بالقصر يمكن أن يصل إليها كذلك، فكلمة السرية لم تأتي من الفراغ وإنما كانت تعبيرًا عن الغموض الذي يكتنف تلك الغرفة بالفعل، والحقيقة أنه بالرغم من أن والدي الطفل لم يدخلا هذه الغرفة مرة أخرى، إلا أنهما قد تكرما عليه بحبس أحد الخادمات معه للسهر على أوامره، والتي لم تكن سوى طلب رؤية الحياة ولو من النافذة، لكن تلك الخادمة أيضًا لم تكن أفضل حظًا من الطفل، إذا تمت معاملتها نفس المعاملة وحُبست معه للأبد.

من يقترب يحترق

وكأن تلك الغرفة التي تحوي وحش قلعة جلامس كانت مُحرمة ومُجرمة وأداة اعدام في نفس الوقت، فبالرغم من السياج السري الذي تم فرضه على الغرفة إلا أن الحظ السيئ قد قاد أحد الأشخاص ذات يوم إلى الموت بقدميه.

كانت إحدى الخادمات تتجول في القصر ذات مساء باحثة عن شيء ما، إلا أنها قد فقدت طريقها وقادتها قدماها إلى حيث يوجد الطفل المشوه، وبالرغم من الخادمة في البداية قد أصيبت بالرعب إلا أنها عند فكرت في الأمر شعرت أنها ستحصل على مكافأة كبيرة عندما تُخبر الملك بذلك الأمر الغامض، وبالفعل أخبرت الخادمة الملك بكل شيء، لكن المكافأة الكبيرة لم تكن سوف قتلها وقتل السر معها للأبد.

لعنة الخادمة مقتولة

سوف نتحدث فيما بعد عن لعنات المظلومين التي دج بها قصر جلامس، لكن، كيلا تنفلت من بين أيدينا الأمور، دعونا أولًا نؤكد على ما قيل فيما بعد بأن روح تلك الخادمة قد عادت وأخذت تنتقم من سكان القصر وتبث الرعب فيهم، ويُقال كذلك أنها تسببت في إحراق جزء كبير منه، هذا على جانب الشر، أما جانب الخير فقد ركزته الروح في معاملة الطفل المشوه معاملة حسنة وتلبية رغباته قدر الإمكان، والحقيقة أنه بالرغم من ضعف الرواية التي تقول بذلك إلا أننا مجبرون على ذكر هذه الأحداث لربطها مع اللعنات التي ستقع فيما بعد.

نهاية السر الصغير

ظل السر الذي يحمله وحش قلعة جلامس قائمَا كما هو حتى بلغ الطفل المشوه الخامسة والعشرين عامًا، وفي هذه الفترة كان والداه قد أنجبا طفلًا صحيحًا وتقلد مقاليد الحكم وهو في الثانية والعشرين من عمره، وطبقًا للقواعد فإن الملك يجب أن يعرف بكل كبيرة وصغيرة فور توليه الحكم، لذلك تم إخبار الملك الجديد بما تحويه الغرفة السرية.

لا أحد يعرف بالضبط ما الذي حدث، لكن أغلب التكهنات تقول إن الملك الجديد قد أمر على الفور بقتل شقيقه كي يتم دفن السر معه، وهنا من يقول إن ذلك الملك قد فعل ما هو أسوأ، حيث قام ببناء جدار أمام الغرفة حتى جعلها كأن لم تكن، ثم منع عن أخيه الطعام والشراب حتى مات بالتأكيد، وهناك أيضًا من يقول أن وحش قلعة جلامس قد تواجه مع أخيه الملك وعندما شاهده الملك اشمئز منه وقتله، عمومًا، مها اختلفت الروايات حول ما حدث بعدما تولى الملك الجديد الحكم فإنه على كلٍ لم يكن أمر جيد، وإنما جار ذلك الملك على حكم أخيه وظلمه، وكان لابد بالتأكيد من رد لذلك الظلم.

لعنة وحش قلعة جلامس

بعد تأكد نهاية وحش قلعة جلامس لم يُبد الأب والأم أي اعتراض أو امتعاض، وكأن شيئًا لم يكن، وكأن الذي قُتل لم يكن طفلهم الأول، بل إنهم قد باركوا ما فعله ابنهم الملك، كان ظلمًا فجًا جدًا، ولم يكن من الطبيعي أبدًا أن يمر ذلك الظلم دون وجود رد قوي عليه خاصةً وأن الطفل المعاق لم يُظلم وحده، وإنما ظلم قبله وبعده آخرين.

لعنة وحش قلعة جلامس بدأت بالحقيقة بموت الأب والأم معًا، ولكم أن تتخيلوا أن ذلك الموت جاء على يد ابنهم الصحيح الذي فضلاه عن المعاق وأعطياه الحكم، ثم بعد ذلك رحل الملك الشاب في جريمة قتل مجهولة كذلك، ومن هذه الأثناء بدأت الأصوات الغريبة والغامضة تعرف طريقها داخل ذلك القصر وبدأ الناس ينفرون منه حتى أصبح مهجورًا لفترة طويلة، ولا يزال يُقال حتى الآن أن غرفة وحش قلعة جلامس موجودة بمكانها في الغرفة السرية وهي سبب اللعنة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثمانية + 10 =