يُعد منزل مونرو الموجود بحي مونرو أحد أهم الأماكن المُرعبة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم كله بشكل عام، فقد شهد ذلك المنزل المُخيف عدة حوادث غامضة خلال القرن المُنصرم، وتحديدًا بعد أن انتقلت عائلة نوريس للعيش به، حيث يقال أن اللعنة التي كانت تُسيطر على ذلك البيت لم تسمح بوجود سكان جُدد لذلك المنزل، والحقيقة أن الأشباح التي تسكنه قد حاولت أكثر من مرة تخويف عائلة نوريس وطردهم من البيت، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على قصة منزل مونرو وما هو سر الأحداث التي وقعت به وما الذي فعلته عائلة نوريس تجاه تلك اللعنة.
عائلة نوريس، أبطال القصة
أبطال قصة منزل مونرو بالتأكيد هم الأشخاص الذين سكنوا فيه وكانوا سببًا في إيقاظ اللعنة من جديد، وهم تحديدًا عائلة نوريس، وبتحديد أكثر هم ليسوا سوى فردين، هما الزوج ايدي نوريس والزوجة بام نوريس، والحقيقة أن هذان الزوجين لم يكونا حديثا الزواج، وإنما كانا يبلغان من العمر أرذله، لكنهما فقط لم يُرزقا بأولاد، لذلك اقتصرت عائلتهم عليهم فقط.
انتقل أفراد عائلة نوريس من ولاية واشنطن إلى ولاية إنديانا وتحديدًا مدينة هارتفورد، والتي كان يتواجد بها حي مونرو الذي يحتوي على منزل مونرو، ولسوء حط عائلة نوريس لم يعثرا على أي منزل خاوٍ بهذا المنزل بخلاف منزل مونرو، والذي كان يمتلئ بالشائعات ويُحاط بالغموض.
منزل مونرو والشائعات
قبل أن تسكن عائلة نوريس بالمنزل كان ثمة الكثير من الشائعات والأقاويل التي تُقال حول ذلك المنزل، منها مثلًا أنه في كل ليلة تخرج امرأة إلى نافذة المنزل وتقوم بالنظر للمارة منها، وإذا كان ذلك الأمر ليس مرعبًا بالنسبة لكم فعليكم أن تعلموا أن تلك السيدة ليست في الأساس سوى شبح!
على ذكر الأشباح، يُقال أيضًا أن المرأة لم تكن وحدها، وإنما كان يظهر كذلك شبح لطفلين صغيرين، يزعم الجيران أنهما كانا يظهرا في الطابع العلوي من البيت ولا يُصدران أي حركات مُريبة، وإنما كانا يكتفيان فقط بالنظر في الشارع للمارة، وبخلاف الأشباح لم يسلم منزل مونرو من وجود الضحكات والصرخات التي كانت تُسمع كل مساء، والتي كان غرضها بالتأكيد إثارة الرعب، والحقيقة أن تلك الأشياء لم تظهر مع قدوم عائلة نوريس، وإنما قبل ذلك بكثير، فالجميع كان يعرف ما يتواجد داخل ذلك المنزل من أهوال، لكن تلك العائلة المسكينة لم تكن على علم بذلك، فاشتروا البيت وبدأت معاناتهم.
عائلة نوريس ومنزل مونرو
كانت عائلة نوريس في غاية السعادة، وذلك لأنها اشترت بيت كبير وبسعر قليل، وكانت بالتأكيد لا تعرف أن ذلك البيت لم يُفكر أحد في شرائه أو الاقتراب منه من قبل، لكن مع الوقت بدأت تلك العائلة المسكينة تشعر بأن شيئًا ما خاطئ يحدث حولها، فالأبواب التي تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها، والأظافر التي تنقش كلمات غريبة وغير مفهومة، والأصوات الغامضة التي لا تنقطع، كل هذه أشياء بالتأكيد ليست طبيعية بالمرة، والحقيقة أنه مع استمرار هذه الأشياء في الحدوث لم يكن طبيعيًا كذلك أن تستمر عائلة نوريس في منزل مونرو، لذلك قرروا الهرب والنفاد بأنفسهم، لتسجل الأشباح والأرواح الموجودة بالمنزل انتصارها عليهم، وتنتشر الأقاويل أكثر حول ما هو موجود داخل جدران ذلك المنزل الغامض.
البحث خلف اللغز
بعد رحيل عائلة نوريس عن منزل مونرو أراد الجميع الكشف عن لغز الأحداث التي وقعت بذلك المنزل ولا تزال، لذلك قاموا باستقدام عالمة روحانية للبحث في الأمور الغريبة داخل المنزل عن طريق مخاطبة الأرواح، وبالفعل نجح الأمر وتمكنت تلك السيدة على حد قولها من كشف الغموض الذي يُحيط بمنزل عائلة مونرو، والحقيقة أن الغموض الذي تم إزالته لم يحل محله سوى غموض أكثر حِدة، إذ أن السيدة الروحانية لم تقترب من المنطق من قريب أو بعيد.
الكشف عن الحقيقة
الحقيقة ببساطة، والتي قالت بها السيدة الروحانية، أن منزل مونرو كان يسكن به عائلة مكونة من أب وطفلين، وتحديدًا ولد وبنت، والواقع أن الأب لم يكن سويًا بالمرة، إذ أنه كان يستمتع بتعذيب طفليه شتى أنواع العذاب، بدايةً من التعذيب الجسدي وانتهاءً بالهتك، لكن ذلك لم يكن أبدًا ذروة ما وصل إليه الأب من جنون.
جنون الأب المجنون لم يتوقف عند التعذيب، بل تخطاه ليصل إلى مستوى آخر، وهو القتل، هل تصدقون أن أب قد يحاول قتل أطفاله؟ هذا ما حدث بالفعل، بل وقد قام أيضًا بقتلهم بطريقة بشعة، ولم يُكلف نفسه عناء دفنهما، بل وضعهما في أماكن مُتفرقة بالمنزل، قبل أن يموت هو الآخر وتختفي الجثث الثلاث في أماكن غامضة، بعد ذلك قام شخص بترميم القصر وتجديده وبيعه، لكن اللعنة بقيت حية كما هي على حد قول السيدة الروحانية، والسؤال الآن، هل ثمة منطق في ذلك الكلام؟ بالطبع لا، لكن الجميع صدقه، بما في ذلك وسائل الإعلام الذي تناقلت الأحداث المذكورة بنهم.
الكاميرات داخل منزل مونرو
بعد انتشار الكثير من الأنباء حول منزل مونرو وما يحدث بداخله من لعنات وأمور غامضة قرر فريق قناة تلفزيونية الدخول إلى ذلك المنزل الغامض وتصوير أي شيء غريب يروه فيه، كانوا مجرد صحفيين ومصورين يبتغون إحداث سبق إعلامي يتفاخرون به أمام بني مهنتهم، لكن ما أخذوه من داخل البيت كان أكبر من ذلك بكثير.
توغل الفريق الإعلامي داخل منزل مونرو باحثين عن أي شيء غريب، لكن كل شيء بدا بخير لأول وهلة حتى أُطفئ النور فجأة ثم بدأت تخرج أصوات غامضة من جنبات البيت إحداها تم تحديده لطفل صغير، والحقيقة أن ذلك الصوت لم يكن مخيفًا بقدر ما كان يُردده من كلام، حيث كان يقول أنا كبير وسوف أُعذبكم، وبالتأكيد لم يتحمل الفريق الإعلامي كل كمية الرعب الموجودة داخل البيت فركضوا للخارج ليعثروا في طريقهم على عقد محروق وجريدة ترجع إلى عام 1920.
ما بعد الزيارة
ما بعد الزيارة الإعلامية إلى منزل مونرو تم وضع العقد المحروق والجريدة التي ترجع إلى عام 1920 في الحسبان، حيث رُبط بينهما وبين كلام الساحرة الروحانية التي قالت بقتل طفلة وطفلة قبل بضعة عقود، وبالفعل تم التحقيق في قضية القتل والعودة إلى السجلات القديمة حتى اكتُشف أن جريمة اختفاء قد حدثت في ذلك الأثناء ولم يُستدل على ملابستها.
الشرطة لم تنتظر طويلًا، حيث قامت بالبحث في حديقة منزل مونرو وفي كل مكان يمكن أن يتم العثور فيه على شيء يتعلق بالقضية ولغزها المرعب، وبالفعل كان بانتظار فريق الباحثين الشيء الأكثر أهمية في منزل مونرو، وهو الجثث، حيث تم استخراج جثث الأطفال الذين كانت أرواحهم المعذبة تتسبب في كل ذلك الرعب، ويُقال إن منزل مونرو قد أصبح آمنًا بعدها، للأبد.
أضف تعليق