تسعة مجهول
الحجرة 428
الرئيسية » غرائب » الحجرة 428 الغامضة التي أثارت الكثير من الغموض والرعب في النفوس

الحجرة 428 الغامضة التي أثارت الكثير من الغموض والرعب في النفوس

الحجرة 428 غرفة تقع في أحد طوابق سكن ويلسون الجامعي، والذي يتواجد بجامعة أوهايو ، والحقيقة أن تلك الحجرة قد شهدت العديد من الحوادث الغامضة.

حظيت الحجرة 428 بشهرة واسعة طيلة النصف الثاني من القرن المنصرم، وذلك على الرغم من كونها مجرد غرفة تقع في مبنى سكن ويلسون الجامعي، والمعروف أن ذلك المبنى في الأصل يتبع طلاب جامعة أوهايو الأمريكية، والحقيقة أنه بالرغم من تمتع الكثير من الأماكن بشهرة متعلقة بغرابتها إلا أن الحجرة 428 قد أحدثت تأثيرًا كبيرًا في هذا المجال نظرًا لارتباطها بالكثير من الحوادث الغامضة، ولذلك، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على كل شيء يتعلق بالحجرة 428، كيف بدأت الأحداث بها وما هي أبرز الوقائع الغامضة التي وقعت بها.

بداية الحجرة 428

البداية الحقيقية لبطلة قصتنا، الحجرة 428، كانت في عام 1964، وهو العام الذي تم بناء المبنى الغامض به، مبنى ويلسون، والذي سُمي بذلك الاسم تيمنًا بأحد الأساتذة الذين مروا على هذه الجامعة، عمومًا، تم الانتهاء من ذلك المبنى في هذا العام كما ذكرنا، وبالتأكيد كان من الطبيعي جدًا أن تكون بين جنباته الغرفة أو الحجرة 428.

كان المبنى يتكون من أكثر من ستمائة غرفة، وكانت الغرف في ذلك الوقت يمكن تسميتها بالغرف الفاخرة، فهي على الأقل تسع شخص واحد فقط، وبالرغم من كون ذلك الأمر جيدًا، إلا أنه تسبب في حدوث اللعنة لتلك الغرفة، أو بمعنى أكثر تفصيلًا، فتح عليها بابًا من أبواب الجحيم.

قتل داخل الحجرة

كما أسلفنا، كانت الحجرة 428 مجرد حجرة عادية، ولم يكن هناك شيء يمكن أن يجعلها خلاف ذلك، فهي تتشارك مع باقي الغرف في كل شيء، نفس الحجم والتصميم بل وقطع الأثاث الموجودة بها، لكن بالتأكيد لم تُرتكب جريمة القتل التي حدثت في بداية السبعينات سوى في الحجرة 428.

كانت الجريمة بأحداثها غامضة، ففي صباح أحد الأيام لم يخرج الطالب الموجود في الحجرة 428 كما هو المعتاد، مما أدى إلى تشكك الناس بالأمر وبحثهم خلف اللغز، وما أن اقتحموا الغرفة حتى وجدوا جثة الطالب تتدلى أمامهم دون وجود آثار أو دلائل لأي شيء، كان حدثًا مُجردًا، وكان من المفترض أن يأخذ بعض الوقت ثُم يُنسى، لكن ذلك لم يحدث، وإنما حلّت اللعنة بالحجرة 428 وبالمبنى بأكمله.

لعنة الحجرة 428

بدأت لعنة الحجرة 428 عقب حادثة القتل التي وقعت بها مباشرةً، فقد أصبحت الغرفة منبوذة من الجميع، لا أحد يقبل المكوث بها، وكل الذين يُجبرون على ذلك يتلقون هناك الكثير من الألم النفسي قبل البدني، كان الأمر أشبه بالجحيم الذي لا يُمكن تحمله، وكانت أقصى مدة يمكن أن يقضيها نزيل داخل هذه الغرفة أسبوع واحد فقط، فبعيدًا عن الألم النفسي المعنى به بث الرعب كانت هناك عدة أشكال للعنة تحدث في الحجرة 428، فمثلُا الأطباق والأشياء الموجودة بالداخل كانت تتعرض للتكسير دائمًا، وباب الغرفة كان لا يكف عن الإغلاق والفتح من تلقاء نفسه دون سبب، حتى جاء الأمر الأكثر رعبًا وهو وجود وجه مُخيف بصورة دائمة على باب الغرفة الملعونة، ولا يتغير حتى مع تغير الباب.

كان كل شيء يقول بأن تلك الغرفة سوف تُغلق للأبد، لكن فتاة مجنونة وغريبة الأطوار جاءت الجامعة في نهاية الثمانينات وادعت أنها قادرة على التكيف والتعايش مع ما يدور داخل هذه الغرفة من عجائب، فتاة واحدة ألقت بنفسها للهلاك في حالة من الجنون والتحدي.

النزيلة المجنونة

كانت النزيلة الأخيرة في الحجرة 428 تعتقد أنه بإمكانها إزالة تلك اللعنة وتخليص الجميع منها، كانت تنوي عند قدومها أن تكشف اللغز وراءها، والغريب أنها كانت تمتلك ثقة كبيرة في ذلك الأمر، والأغرب أنها لم تستمر في الحجرة لأكثر من أسبوع، لكنها هذه المرة لم تخرج على أقدامها.

في اليوم الثامن على وجود تلك الفتاة في هذه الحجرة الملعونة لم تخرج الفتاة ولم يُفتح الباب، كان يومًا يُشبه كثيرًا اليوم الذي تم العثور فيه على جثة الشاب، والحقيقة أن ما حدث بالداخل كان مُشابهًا أيضًا، إذ كانت نافذة الحجرة 428 عند اقتحامها مفتوحة على مصرعيها، بينما كانت الفتاة أسفلها فاقدة الحياة، كانت مُنتحرة، أو ربما مقتولة!

نهاية الحجرة 428

نهاية الحجرة 428 كانت مُنتظرة منذ وقت، لكن تأخيرها الذي لم يكن مُبررًا انتهى على كل حال في مطلع التسعينات، إذ صدر قرارًا من إدارة الجامعة بإغلاق الحجرة 428 للأبد، والحقيقة أن ذلك القرار المُتأخر قد ساهم في إنهاء اللعنة للأبد، فلم يحدث بعد ذلك أن تم إغلاق باب الحجرة وفتحه تلقائيًا أو تم تكسير الأثاث والأشياء الموجودة داخل الغرفة، بل لم يكن هناك وجود لشيء سوى الأمن والاستقرار، ولكي نكون عادلين، يجب أن نذكر أن جميع سكان هذا المبنى قد تظافروا وأجمعوا على عدم الاستمرار في ذلك المبنى حال عدم إغلاقه، وهو ما عجل بقرار مجلس الإدارة، لكن بالتأكيد ثمة شيء آخر كان الجميع يبحث عن تفسير له، وهو لغز ما كانت يحدث في الحجرة 428.

لغز لعنة الحجرة 428

ظل لغز لعنة الحجرة 428 يشغل الكثيرين، حتى بعد انتهائه بفترة طويلة، الجميع كان يُريد الوصول إلى تفسير منطقي لما حدث، والحقيقة أن التفسير الوحيد الذي تم التوصل إليه لم يكن منطقيًا بالمرة، حيث قالوا بأن ما حدث في هذه الحجرة سببه الرئيسي وجود الحجرة في مركز خمسة قبور تحيط بالمبنى، هذه القبور كانت تتفاعل ليلًا وتقوم بعملية ما، لا تتم في حالة وجود أي شخص داخل الغرفة، أي أن الشرط الوحيد هو أن تكون الحجرة 428 موصده.

بالتأكيد لم يصدق الكثيرين ما تقوله هذه الخرافة، لكن بعض المُصدقين تمكنوا من اثباتها عن طريق الخرائط والوثائق، والتي رجحت فعلًا وجود خمسة قبور تُحيط بالمبنى السكني الموجود في الجامعة، لكن، هل هذا كل شيء يتعلق بلعنة الحجرة 428؟ أم أنه ثمة تطورات أخرى؟

عودة اللعنة من جديد

لم تمضي عدة سنوات على إغلاق الحجرة 428 إلا وبدأت الأمور تعود لنصابها من الجديد، والحقيقة أن الأمر هذه المرة كان أكبر مما قبل بكثير، وذلك ببساطة لأن اللعنة التي عادت لم تأتي بسبب النزيل الجديد بالغرفة كما كان يحدث من قبل، وإنما بدون أسباب، وكأنها قد نسيت شيء ما ثم تذكرته فجأة.

في أحد الليالي، وعندما كانت الغرفة 428 مُغلقة كما هي العادة، سمع النزيل الموجود في الغرفة المجاورة صوت ارتطام وتكسير في الغرفة التي كانت مُغلقة أمام أعين الجميع، وهنا لم يستطع النزيل تمالك نفسه وأخذ يصرخ بأعلى صوته، الغريب أنه فور وصول الناس توقف ذلك الصوت ووضع الشاب في موقف مُحرج، فلم يسلم بالتأكيد من الرمي بالجنون، لكن الشيء المرعب الذي لم يكن يعرفه أحد أن ذلك الصوت كان مُقتصرًا فقط على الغرفة المجاورة، أي أن أي شخص آخر لن يتمكن من سماعه، وهو ما زاد الرعب رعبًا بالتأكيد.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة عشر − 9 =