ربما لا يعرف الكثيرين أن هناك مجموعة من المدارس الموجودة في مصر تم تسميتها باسم مدارس القاهرة المسكونة ، وأن هذا الاسم ليس مجرد اسم قيل جُزافًا، وإنما خرج بعد سلسلة من الحوادث الغامضة التي حدثت في المدارس بين الطلاب وكانت غريبة على المدارس والقاهرة بشكل عام، والحقيقة أنه بالرغم من إغلاق هذه المدارس وهدم بعضها للتعتيم على ما حدث بها إلا أنه لا تزال هناك شواهد على الأحداث الغامضة التي شهدتها، لذلك، دعونا في السطور القادمة نتعرف على القصة الكاملة لسلسلة مدارس القاهرة المسكونة، وما الذي حدث بها كي يتم إطلاق ذلك الوصف عليها.
ما المقصود بالسكون؟
قبل أن نتعرف على القصة الكاملة لسلسلة مدارس القاهرة المسكونة علينا أولًا التعرّف على ما يعنيه أن تكون تلك المدارس مسكونة في الأساس، فالسكون بمعناه المجرد يعني أن تكون هذه المدارس، الذي ستتضمنه السطور القادمة، مسكونة بالطلاب والمدرسين والعاملين وأعضاء المدرسة بشكل عام، حتى ولو كان ذلك سكن مؤقت لا يستمر أكثر من بضع ساعات، والحقيقة أن ذلك النوع من السكن ليس مقصودًا بالمرة، وإلا ما كانت شبهة الرعب موجودة، وما كان هناك وجود لقصتنا أو لزوم لها من الأساس، وإنما نحن هنا نتحدث عن سكون آخر، ووجود لكائنات أخرى مُختلفة تمامًا ولا تنتمي لعالمنا من الأساس، ببساطة، نحن نتحدث عن سكون الجن والأشباح.
متى بدأت الأحداث مدارس القاهرة المسكونة ؟
بدأت الأحداث، أو بمعنى أدق، ظهور سلسلة مدارس القاهرة المسكونة خلال القرنين الماضيين، فأصلًا المدارس المصرية بالمعنى الحديث لم تُعرف سوى مع بداية القرن التاسع عشر، وتحديدًا على يد محمد علي، فما قبل ذلك كان عبارة عن معاهد وكتاتيب تابعة للأزهر، عمومًا، ما يعنينا هي مدارس القاهرة من فترة ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى ثمانينيات القرن العشرين، حيث ظهر في هذه الفترة الرغبة الكبيرة في التوسع بإنشاء أكبر عدد ممكن من المدارس، وبالطبع كان لابد من فعل ذلك في أماكن حيوية، لكن، ما لم ينتبه إليه البعض، احتمالية وجود مدارس، أو مناطق يُراد إنشاء المدارس بها، في الأصل تابعة لمناطق المقابر أو ما شبه، ومن هنا كانت بداية اللعنة.
ظهور لعنة المدارس
بدأت ظاهرة مدارس القاهرة المسكونة مع بداية التخطيط الجديد للمدارس في هذه الفترة، والذي استوجب أن تُبنى مدارس القاهرة في أكثر المناطق حيوية، وبالفعل توافرت بعض المناطق، لكن البعض الأخر الذي لم يتوفر تم توفيره عن طريق هدم بعض الأماكن الموجودة أصلًا، والتي ربما كان أصلها بيوت أو محلات تجارية أو حتى قبور!
أظهرت الوثائق التي ظهرت مع نهاية الفترة الملكية بمصر أن أكثر من سبعة وستين مدرسة متواجدة بالقاهرة تم تشييدها على أراضي مقابر دون وجه حق، حتى أن عملية إزالة رفات الموتى لم تكن بالشكل المطلوب، مما أخل بالعملية برمتها، وبالتالي تسبب في إغضاب الموتى، وبالطبع جميعنا يعرف ما يُمكن أن يفعله الموتى في حالة الغضب.
حوادث وشواهد
هناك بعض الحوادث والشواهد التي وقعت في مدارس القاهرة المسكونة نهاية النصف الأول من القرن المنصرم وبداية النصف الثاني منه، والحقيقة أن تلك الحوادث كانت أكثر شيء يمكن عده مرعبًا في مصر بعد عمارة رشدي الشهيرة وقصر البارون الذي شهد أحد أعظم القصص المرعبة.
حادثة اختفاء المدرسة
في أحد الأيام كان الطلاب يتسامرون فيما بينهم بأحد مدارس القاهرة المسكونة عن الحوادث الغامضة التي تحدث بالبلاد هذه الأيام، كانوا طلبًا بالمرحلة الإعدادية، ومن سوء حظ المدرسة أنها قد دخلت الفصل في ذلك الوقت وسمعتهم وتناقشت معهم، ثم أصرت على رأيها بأن هذه الأشياء ليست موجودة وإنما هي فقط من صنع خيال الأطفال وخرافات الأهل.
انتهى كل شيء في الفصل وعاد الطلبة والمدرسين إلى بيوتهم، عدا تلك المدرسة التي لم ترى بيتها حتى الآن ولم يرها أحد من الأساس، حيث يُقال إنها قد خرجت من المدرسة ثم سرت في طريقها كالمعتاد لكنها لم تصل، وكأنها قد تبخرت مع خطواتها في الهواء الطلق!
ما الذي حدث؟
انشغلت القاهرة بأكملها بحادثة اختفاء هذه المدرسة، خاصةً وأنهم قد ربطوا بينها وبين الأقاويل التي كانت مُنتشرة في ذلك الوقت أيضًا عن مدارس القاهرة المسكونة التي بُنيت فوق القبور دون مراعاة لحرمة أصحابها، عمومًا، مرت الحادثة وبدأ الناس ينسون كالمعتاد، خاصةً وأنه من المحتمل جدًا أن يكون الأمر كله ليس على علاقة بالأحداث وإنما هي حادثة خطف عادية يمكن أن تحدث في أي مكان وزمان، كما أن أي شخص معرض لها بالتأكيد، لكن، بعد أيام قليلة، ظهرت حادثة جديدة أقوى من سابقتها.
اختفاء الطفل، الحادثة المُحيرة
الحادثة الغامضة الثانية وقعت في واحدة من مدارس القاهرة المسكونة التي شهدت جدلًا واسعًا في هذه الأيام بسبب وقوعها ضمن مناطق المباني التي أُقيمت فوق القبور، والحقيقة أن الأهالي وذوي الأطفال كانوا يعتقدون أن الأمر لا يعدو مجرد كونه خرافات وقصص خيالية يُراد بها إرهاب الأطفال، لكن، ما حدث ذلك اليوم للطفل ذو العشر سنوات لم يكن خياليًا بالمرة، بل كان الحقيقة التي يأبى الجميع الاعتراف بها.
في أحد الأيام كان ثمة طفل في الصف الخامس الابتدائي يلعب مع أصدقائه، وبعد نهاية اللعب ذهب الطفل لإحضار حقيبته من فصله الذي يقع في الدور الثاني، صعد الطفل وانتظره أصدقائه لفترة طويلة، ومع تأخره شعروا أن شيئًا ما غير طبيعي يحدث لزميلهم فذهبوا ليجدوا الكارثة بانتظارهم.
ما الذي حدث؟
الكارثة التي كانت بانتظار الأطفال تكمن في كون صديقهم لم يكن بانتظارهم، ولم يكن له أي أثر أو وجود من الأساس، بدا وكأنه قد تبخر في السماء، والحقيقة أن الأطفال في البداية، ولإزالة الخوف، قالوا بأن زميلاهم قد غافلهم وعاد إلى البيت، لكن الأمر الذي لم يلتفتوا إليه أن الحقيبة كانت لا تزال في مكانها كما هي.
ذهب الأطفال إلى منزل صديقهم وأخبروا والديه بما حدث من أجل البحث عنه، وبالفعل تم إبلاغ الشرطة وتكثيف البحث مدة ثلاثة ليال متواصلة، لم يتم العثور خلالها على أي شيء ليتأكد اختفاء الطفل للأبد وتتأكد كذلك الأقوال القائلة بوجود ما يُعرف باسم لعنة مدارس القاهرة المسكونة.
نهاية اللعنة
كانت نهاية مدارس القاهرة المسكونة لا تستوجب سوى شيء واحد فقط، وهو إغلاق تلك المدارس للأبد، وهو ما أصرّ الأهالي على تنفيذه بالفعل خوفًا على أطفالهم، وبكل أسف لم يشعر الكثيرين بما حدث في القاهرة هذه الأيام بسبب التعتيم الإعلامي المقصود به عدم إثارة الذعر، وكذلك فترة حرب النكسة واكتوبر التي واكبت الأحداث وألهت الجميع عنها، عمومًا، تم إغلاق المدارس، وكذلك حذف أسمائها من السجلات، وبالفعل انتهت لعنة مدارس القاهرة المسكونة التي أرعبت أولياء الأمور لسنين.
أضف تعليق