تسعة مجهول
بيفرلي أليت
الرئيسية » جريمة » ممرضة الأطفال بيفرلي أليت التي تحولت إلى وحش قاتل لا يرحم!

ممرضة الأطفال بيفرلي أليت التي تحولت إلى وحش قاتل لا يرحم!

بيفرلي أليت ممرضة بريطانية لا تزال على قيد الحياة حتى الآن، وقد ارتكبت تلك الممرضة عدة جرائم قتل بحق الأطفال التي كان من المفترض أن تقوم بمساعدتهم.

تُعتبر بيفرلي أليت واحد من أشهر النساء البريطانيات، والحقيقة أن تلك الشهرة لم تأتي لأسباب جيدة، وإنما كان سببها الجرائم التي ارتكبتها تلك المرأة، وإذا كنتم تعتقدون أنه من الطبيعي جدًا أن تكون هناك امرأة سفاحة وقاتلة، فيجب أن تعرفوا الجزء الثاني من خلفية تلك السفاحة، وهي أنها كانت تعمل ممرضة بأحد مستشفيات الأطفال، الأدهى من ذلك أنها كان تتخير ضحاياه من بين هؤلاء الأطفال التي من المفترض أن تقوم بمعالجتهم، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف على القصة الكاملة لتلك السفاحة، كيف كانت حياتها ولأي سبب ولجت إلى عالم القتل، والأهم من كل ذلك بالتأكيد هو التعرّف على العقاب الذي نالته، وهل هو كافٍ أم لا.

من هي بيفرلي أليت؟

ولدت بيفرلي أليت في الرابع من أكتوبر القابع في عام 1968، أي أنها لا تزال في الخمسينات من عمرها الآن، وقد كانت مقاطعة لينكونشير هي الحاضنة لتلك الفتاة التي ستُحيل المستشفى الواقعة في هذه المقاطعة إلى قطعة من الجحيم فيما بعد، عمومًا، لم يذكر التاريخ لنا أي شيء يتعلق بوالدة بيفرلي، لذلك من المرجح أن تكون قد ماتت أثناء ولادتها، أو أنها قد ماتت بعد ذلك بعام أو عامين على الأكثر، الشيء المؤكد كما ذكرنا أنها لم تكن تمتلك أي أثر أو وجود في حياة بيفرلي، على عكس الأب تمامًا، والذي كان بطلًا لطفولة بيفرلي أليت الغريبة.

طفولة بيفرلي أليت

لا أحد يعرف ما الذي حدث بالضبط لتعيش بيفرلي أليت كل سنوات طفولتها مع أبيها بمفردها، لكن ذلك في النهاية هو ما حدث بالضبط، وربما أنتم تظنون الآن أن عيش طفلة مع أبيها بمفردها سوف يمنح لها مزيدًا من الحب والاهتمام، لكن الحقيقة كانت على عكس ذلك تمامًا، فقد كان الوالد شرسًا ومُتنمرًا على طفلته، لدرجة أنه كان لا يهتم بطعامها وشرابها أكثر من اهتمامه بشرابه هو من الخمور، حتى التعليم، لو لم يكن مجانيًا في ذلك الوقت لما تمكنت بيفرلي من الحصول على حقها فيه، والأسوأ من كل ذلك هو ما قيل عن محاولاته المتكررة للاعتداء الجسدي على طفلته، لكن في النهاية مر كل ذلك وانتهت مرحلة الطفولة العصيبة، لتبدأ بعدها مرحلة المراهقة الهادئة.

بيفرلي أليت والمراهقة

مرحلة المراهقة بالنسبة لبيفرلي أليت كانت أكثر هدوءًا وأقل تأثيرًا، ففي بدايتها مات الوالد بعد تجرعه لكميات كبيرة من الكحول، ثم بعد ذلك استقرت حياتها أكثر بالزواج من جارها وهي في سن السابعة عشر، والحقيقة أنه بالرغم من كون جارها هذا يكبرها بعشر سنوات إلا أنها قد وجدت في بيته كل ما تحتاجه من طعامٍ وشراب، وفي نفس الوقت كذلك التحقت للدراسة بكلية التمريض، إذًا، وبكل بساطة، يُمكن القول أن حياة تلك الفتاة قد استقرت للأبد، وأنه حان الوقت للراحة والتفكير في الأمومة وكل الأمور التي تتمناها أي فتاة طبيعية بشكل عام، لكن، لو حدث ذلك الاستقرار، فبأي سبب ستُصبح بيفرلي أليت قاتلة فيما بعد؟ بالتأكيد ثمة عاصفة ستأتي وتجتث كل ذلك الاستقرار.

عاصفة بيفرلي أليت

في السنة الأولى للزواج كان كل شيء يسير مع بيفرلي أليت بخير، فقد استقرت حياتها وأصبحت قابلة للتعايش مع الآخرين، لكن، مع بداية العام الثاني للزواج تطور الأمر، وأصبحت بيفرلي أكثر سعادة، خاصةً بعد أن رزقت بمولودها الأول وأصبحت جينات الأمومة منغمسة بداخلها، مما تسبب في حالة تسامح أكبر وأنضج.

العاصفة في كل هذه السعادة أتت مع بداية العام الثالث للزواج ونهاية العام الثاني للطفلة التي انجبتها، ففي البداية رحل عنها زوجها وتركها في ظروف غامضة دون تفسير أو تبرير، ثم وقع ما هو أدهى من ذلك حين ماتت الطفلة بمرض عادي، لكن الأطباء من وجهة نظري بيفرلي قد تخاذلوا في علاجها، مما تسبب في حالة من الاحتقان الشديد والكره الغير محدود لهم ولكل شخص موجود على هذه الأرض، ولنقل إن بيفرلي أول ما بدأت إخراج غضبها كان ضحيتها الأطفال.

بيفرلي أليت القاتلة

كما ذكرنا، أصبحت بيفرلي أليت بعد وفاة طفلتها ورحيل زوجها ناقمة على الحياة وكارهة لكل شخص موجود بها، وخاصةً الأطفال، والذين كانت ترى بيفرلي أنه من غير العدل أن يبقوا هم بينما ترحل طفلته الوحيدة بالمرض، يجب أن يموت مثلها، هكذا قررت بيفرلي أليت وهكذا بدأت التنفيذ.

في فبراير القابع في عام 1991 عقدت بيفرلي العزم على ارتكاب أول جريمة قتل لها، كانت بحق طفل يتعالج في الجناح الخاص بها، والحقيقة أنه كان أمرًا غير مُصدقًا بالمرة عندما أطبقت بيفرلي على أنفاس طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره تبتغي قتله، لكن، ما لم يكن مصدقًا أكثر هو أن تلك الجريمة لم تكن الأخيرة، وإنما فقط الأولى في سلسلة الجرائم الغير منطقية بالمرة لسبب بسيط جدًا، وهو أنه ترتكب بحق أطفال!

انفلات عقد الجرائم

وكأن عقد الجرائم قد انفرط من المجنونة بيفرلي أليت، ففي خلال فترة قصيرة قتلت بيفرلي ما يقترب من خمسة أطفال، وإصابة أعداد مماثلة وجعلتهم يقتربون من الموت بصورة مباشرة، كل ذلك وهي تتنكر في صورة ملاك الرحمة الذي لم تكن مهمته الرئيسية سوى معالجة الأطفال بدلًا من إنهاء حياتهم.

كان الوقت يمر، وكانت بيفرلي أليت تُصبح أكثر وحشية بطريقة مريبة، فبالتأكيد القاتل عندما يرتكب جريمته يشعر أن العالم بأكمله يصوب عينه عليه، لكن بيفرلي لم تكن تُعر كل ذلك اهتمامًا، وإنما كان جل ما يهمها القتل ثم القتل، وبالطبع لم تكن عناية القدير لتترك الأطفال كي يموتوا واحد تلو الآخر على يد تلك المجنونة، وكان لابد من السقوط.

سقوط بيفرلي أليت

في نهاية أبريل القابع في عام 1991، وبينما كانت بيفرلي أليت تستعد لإنهاء حياة طفل جديد يضاف إلى القائمة السوداء لضحاياه، أرسل لها القدر من يشهد على جريمتها ويكون كشفها على يده، حيث كانت زميلتها جازمين تمر بالصدفة من قرب المكان الذي تشغل فيه بيفرلي المناوبة، وفجأة شاهدتها وهي تذهب بالوسادة باتجاه رأس الطبيب وتُريد أن تمنع أنفاسه من الخروج، وهنا لم تتمالك الممرضة نفسها وأخذت تصرخ حتى تجمع العاملين بأكملهم ورأوا جرم بيفرلي بأنفسهم، ليتم استدعاء الشرطة وينتهي كل شيء، للأبد.

نهاية بيفرلي أليت

في التحقيقات بدت بيفرلي أليت مجنونة بامتياز، على الرغم من أن حالتها لم تكن بكل هذا السوء إلا أنها لم تتخاذل في تأدية دور المجنونة أو المريضة نفسيًا، وبكل أسف أفلتت بيفرلي بذلك التمثيل المتقن وتم الحكم بوضعها في مصحة نفسية تحت الإشراف، ببساطة، لقد تمت معاملته معاملة المجانين لأنها ادعت ذلك الأمر، ولا تزال بيفرلي موجودة في المستشفى حتى الآن بذلك الادعاء.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

12 − 1 =