تُعتبر ظاهرة الصوت الإلكتروني نقلة غير مسبوقة في العلوم الروحية، فتلك الظاهرة، والتي ظهرت مؤخرًا مع اختراع أجهزة التسجيل، أصبحت بمثابة باب يُمكن من خلاله الولوج إلى عالم الموتى، أو بمعنى أدق، يُمكن للموتى من خلاله التواصل مع أقاربهم الذين رحلوا وتركوهم، وذلك عن طريق تسجيل بعض الأصوات والكلمات لهم، لأن التواصل المباشر بينهم أمر غير منطقي ويتنافى مع قانون الطبيعة كما نعرف جميعًا، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على كل شيء يتعلق بظاهرة الصوت الإلكتروني، وأبرز التجارب التي قامت بها، ومدى نجاحها وفشلها.
ما هو الصوت الإلكتروني؟
إذا ما تناولنا مُصطلح الصوت الإلكتروني بمعناه المجرد فسنجد أن المقصود به هو كل صوت يتم تسجيله عن طريق الأجهزة الاليكترونية أو أجهزة التسجيل بمعنى أدق، هذا الصوت يتم تسجيله غالبًا بغرض الحفظ والتوثيق، لكن، في الآونة الأخيرة، وبسبب رغبة البشر الجامحة في التواصل مع الموتى منهم، ظهر تفسير آخر لمصطلح الصوت الإلكتروني.
المصطلح الآخر لظاهرة الصوت الإلكتروني ينص على أنه في حالة رغبة الموتى التواصل مع ذويهم الأحياء أو العكس فإن كل ما عليهم هو أن يضعوا جهاز تسجيل جيد في مكان يُرجح أن موتهم قبل أن يقضوا كانوا يمكثون به لوقت طويل، لأنه من المحتمل أن تكون أرواحهم، حسب اعتقاد أنصار الظاهرة، موجودين في ذلك المكان، وبالتالي يُمكنهم عن طريق جاهز التسجيل المذكور ترك رسائلهم ومطالبهم.
بداية الصوت الإلكتروني
بدأ الصوت الإلكتروني كما ذكرنا منذ اختراع الأجهزة التي تمتلك القدرة على تسجيل الأصوات بشكل عام، وبالتالي إمكانية الاقحام في تجربة تسجيل أصوات الموتى، والحقيقة أن اثنين من أشهر العلماء قد قاموا بتجربة هذه الظاهرة، أو بمعنى أكثر توضيحًا، كانوا طرفًا فيها، وهما العالم الشهير اديسون ويوكارسون.
اديسون والصوت الإلكتروني
في أحد الأيام تم توجيه سؤال مباشر إلى المخترع الشهير توماس اديسون حول إمكانية أن يكون ما يُثار عن ظاهرة الصوت الإلكتروني صحيحًا، وأنه فعلًا ثمة وجود لطريقة يمكن من خلالها التواصل مع الراحلين عن عالمنا، والحقيقة أن رد اديسون كان يحمل الكثير من المنطقية والدهاء.
أجاب اديسون الصحفي بأنه يُمكن فعل أي شيء عن طريق تطوير الصوت والتواصل، حتى ولو كان ذلك الشيء هو التواصل مع الموتى، لكن اديسون قد ربط إجابته في الحقيقة بشيء هام جدًا، وهو أنه ليس متدينًا، وبالتالي لم ولن يُجرب طريقة التواصل مع الموتى، أي أن اديسون قد ترك الأمر مفتوحًا ومتبوعًا بالكثير من الحيرة، ولابد أن البعض يسأل بالتأكيد هل استخدم اديسون الأجهزة التي اخترعها في تحسين طريقة الصوت الإلكتروني والوصول إلى خط يمكن من خلاله التواصل مع الموتي؟ وإن كان قد فعل، فهل نجح أم لا؟
يوكارسون والصوت الإلكتروني
في عام 1960 أراد عالم سويدي يُدعى يوكارسون التعمق في نظرية الصوت الإلكتروني ومحاولة تطبيقها، وذلك بعد أن وقع معه ما يُشبه المعجزة عن طريق الصدفة، والحقيقة أن الأمر قد بدأ باهتمام يوكارسون المبالغ فيه بالحيوانات، لدرجة أنه قد ترك جهاز التسجيل يعمل بالقرب من بعض الحيوانات وذهب للعمل، وعندما عاد الرجل كانت المفاجأة بانتظاره.
فتح يوكارسون التسجيل ليستمع لم تم تسجيله من أصوات للحيوانات المحببة لديه، لكن داخل التسجيل وجد يوكارسون ما هو أدهى من ذلك، حيث ميز جيدًا صوت والده الذي مات قبل سنوات عديدة، وكذلك زوجته الراحلة كذلك، أي أنه قد وجد نفسه فجأة وبلا مقدمات قادر على الاستماع للموتى، لكن هل يمكنه هو التحدث في هذه التجربة؟ هذا ما فعله يوكارسون بعد سنوات وكان أكثر من المعجزة بكثير.
معجزة الصوت الإلكتروني
ما زلنا مع الرجل المحظوظ يوكارسون الذي استطاع بالصدفة تسجيل أصوات لزوجته ووالده الراحلين، بل إنه قد التقط لزوجته ذات مرة رسالة تقول فيها صباح الخير، عمومًا، أوصى يوكارسون قبل وفاته بأن يتم وضع مسجل أصوات في البيت يقوم بتسجيل ما يحدث بعد موته، نعم ما تفكرون به صحيحًا، لقد أراد الرجل أن يتواصل معنا بعد موته.
تم تنفيذ وصية يوكارسون التي أوصى بها قبل موته، والحقيقة أنه لم يكن أحد يتوقع أبدًا أن يكون الأمر بهذه البساطة، فقد تمكن الرجل بالفعل من التواصل بعد موته عن طريق الصوت الإلكتروني وترك بعض الرسائل، وبالطبع لن ينجح أحد في مثل هذه التجربة حتى ولو قام بتنفيذ خطواتها بالضبط، لأن ما حدث كان معجزة!
طريقة الصوت الإلكتروني
هناك عدة خطوات يمكن من خلالها استحضار طريقة الصوت الإلكتروني وتنفيذها على أرض الواقع، وهذه الخطوات تبدأ بإحضار جهاز التسجيل الذي يُبتغى من خلاله تسجيل الصوت، ويُفضل أن يكون ذلك الجهاز من النوع الحديث الذي يُخرج صوت نقي لا يحتوي على أي نوع من التشويش، كذلك يُشترط أن تكون البطارية الموضوعة في ذلك الجهاز مشحونة حتى النهاية كي يُضمن عدم إتلاف كل شيء أثناء التجربة.
فيما يتعلق بالمكان الذي ستُجرى فيه تجربة الصوت الإلكتروني فهو أيضًا يجب أن يحظى ببعض الخصائص، والتي أولها بالتأكيد الهدوء، فأنت عندما تُريد أن تسمع أصوات الموتى فلا يجب عليك أن تُحضر جهاز تسجيل وتضعه في سوق أو مكان عام، لأنك بهذه الطريقة سوف تستمع إلى أصوات عادية، وكذلك لا يُشترط أن يكون المكان الذي سيوضع فيه جهاز التسجيل من الأماكن المسكونة المعروف بتواجد الأشباح فيه، فأي مكان هادئ قد تتواجد به أرواح الموتى.
خلال وبعد التسجيل
كل ما سبق كان معني به الدقائق التي تسبق تجربة الصوت الإلكتروني، لكن الوقت الذي يتم فيه التسجيل يحتاج إلى بعض التعليمات كذلك، فمن الأفضل أن يتم ترك الجهاز والمغادرة أثناء هذه الفترة، ومع ذلك لا مانع من الجلوس بجانب التجربة ومتابعتها، أما بعد انتهاء التجربة فكل ما على القائم بالتجربة أن يقوم بسماع ما تم تسجيله جيدًا، وذلك حتى يخرج بما يُريده، والذي لا يكون غالبًا مُتاحًا لغير المنتبهين والمُعملين لعقولهم.
كيف يحدث ذلك؟
قد يتعجب البعض من حدوث ظاهرة الصوت الإلكتروني ولا يتقبلها كفكرة من الأساس، فالحقيقة أن الأديان لم تُبين لنا الأمر، ولم تتعمق كثيرًا فيما يحدث للإنسان بعد موته، وإنما اهتمت أكثر بحياته وما يجب أن يفعله خلالها كي ينجو بعد موته، لكن، إذا تناولنا فكرة من أفكار الأديان فسنجد أن أغلبها يؤمن بوجود الجن أو العالم الآخر بشكل عام، والذين يؤمنون بالعالم الآخر ووجوده لن يكون صعبًا عليهم الإيمان بإمكانية التواصل مع ذلك العالم، حتى ولو كان التواصل ليس مُباشرًا، وإنما عن طريق طريقة وسيطة مثل الصوت الإلكتروني، والتي تحتاج في المقام الأول كما ذكرنا مُسجل جيد، ومع تتطور العلم أصبحت تلك الأجهزة متوافرة بسهولة.
أضف تعليق