تسعة مجهول
الماركيز دي ساد السادية
الرئيسية » جريمة » الماركيز دي ساد : هل حقاً مؤسس السادية البشعة ؟

الماركيز دي ساد : هل حقاً مؤسس السادية البشعة ؟

السادية تدل على تلذذ البعض من خلال الحاق الاذى بالاخرين وخاصة في العلاقات الحميمة. فهل مهد الماركيز دي ساد طريق الشر وهل يستحق ان يلصق به مصطلح السادية البشع

من منا لم يسمع بمصطلح السادية , هل السادية كلمة لها معنى ام انها مصطلح جامد اصطلح على استخدامه لوصف تصرفات بشرية غير سوية , ولماذا اكتسب هذا المصطلح شهرة في كل اللغات ومنها العربية حتى ان كثير من القراء العرب ان السادية كلمة عربية , ما معنى هذا المصطلح ولماذا تشمئز منه كل الثقافات .

ظهرت السادية كمصطلح يدل على تلذذ البعض من خلال الحاق الاذى بالاخرين وخاصة في العلاقات الحميمة في نهايات القرن الثامن عشر ,ويعتبر الماركيز الفرنسي دي ساد – والماركيز هو لقب يمنح لأعضاء الدرجة الثانية في طبقة النبلاء – الذي الف عدة روايات تحدث فيها عن كل ما يهدم الاخلاق والاديان من محرمات وفواحش وركز على الاغتصاب والعنف في العلاقات والايذاء الجسدي بهدف الحصول على اللذة , وبسبب كل ذلك الفسوق والعنف وغياب الاخلاق في رواياته تم منع تداولها في غالبية دول العالم في تلك الفترة بل تم تجريم من يقتني نسخا منها او يتاجر فيها.

حياة دي ساد الخاصة كانت افضل تمثيل للفسوق الذي في رواياته

انضم دي ساد الى صفوف الخيالة الملكية المشاركة في حروب فرنسا كونه احد افراد عائلات النبلاء جعله, وقد اثبت استحقاقه باللقب وصار له شأن بين صفوف الفرسان وهو لم يصل الى سن العشرين , لكن في المقابل كانت طبقة النبلاء تغوص في الفواحش والمجون والحفلات الباذخة التي يشرب فيه الخمر وتقدم فيها النساء والبغايا رخيصة للشباب , بل ان العامة كانوا يتحدثون عن حالات زنا محارم كانت تحدث في ثنايا القصور الملكية ولم يتم محاسبة من قاموا بها لأنهم من طبقة النبلاء التي لا يمكن المساس بها او فضحها امام عامة الشعب , وفي هذة البيئة انغمس دي ساد بكل قواه حتى اشتهر بسهراته الماجنة وبفجوره وبعلاقاته بالساقطات والنساء ذوات السمعة السيئة .

في محاولة منها لتخفيف فضائحه وترميم سمعته التي دمرها بتصرفاته الشاذة قامت العائلة بتزويجه من فتاة تنتمي الى العائلة الملكية وكان ذلك بنظر العائلة كفيلا بمنعه من ممارسة الفاحشة في بيوت الدعارة , لكن على العكس فقد اصبح اكثر فحشا وعدوانية , حيث قامت كثير من النساء التي اقام معهن علاقات بتقديم شكاوى ضده لممارسته العاب عنيفة ضدهن هي اقرب الى التعذيب منها الى الاستمتاع بين ذكر وانثى, وكل تلك التصرفات العنيفة منه دفعت بيوت الدعارة في باريس الى ايقاف التعامل معه تماما , مما اضطره الى اتباع وسيلة اخرى لإشباع رغباته وهي استدراج بعض الفتيات الى قصره والايقاع بهن وتعذيبهن بهدف الحصول على اللذة لكن تلك الحيلة لم تدم طويلا فقد اشتكت عليه اول فتاة قام بتعذيبها وهو ما جعل الجهات الرسمية تصدر قرار بإبعاده تماما عن باريس فلم يكن بالامكان حبس شخص من طبقة النبلاء وفارس شجاع لمجرد شكوى من فتاة عادية ,لذا كان افضل حل لدى السلطات الفرنسية في حينها ان تبعده قليلا الى منطقة الجنوب لإتقاء شره ومحاولة حمل العامة على نسيان فضائحه ,حيث استقر به المقام في قلعة كان يملكها في منطقة دي لاكوست.

في قلعته لم يتوقف دي ساد عن تصرفاته وحماقاته فقد دأب على اقامة حفلات الخلاعة والعري الكامل والتي كان ينظمها بمساعدة بعض معاونيه وحتى بعلم زوجته التي كانت تغطي عليه كيلا يفتضح امره امام عائلتها , ولكنه لم يحفظ لها الجميل فقد خانها مع اقرب الناس اليها وهي اختها الصغرى , وفي القلعة وظف دي ساد عشرات الفتيات من العامة بحيث جعل وظيفتهن الاساسية هي التعرض للتعذيب الجسدي القاسي وللممارسات العنيفة والشاذة منه ومن بعض الرجال الذين كان يدعوهم الى قصره, ولما علمت الشرطة في باريس بأمره رتبت له مكيدة لتستدرجه الى مكان يسهل اعتقاله فيه , فتم تزوير رسالة من والدته تطلب منه فيها زيارتها في ايامها الاخيرة لمرضها الشديد واحتمال موتها في اي لحظة , وبالفعل استطاعت الشرطة الايقاع به بهذة الحيلة واودع السجن في عام 1978 لكنه سرعان ما هرب الى ايطاليا واصطحب معه اعز عشيقاته عليه وهي اخت زوجته الصغرى.

في ايطاليا تم اعتقاله ثم تسليمه للسلطات الفرنسية في عام 1884 وادخل للمرة الاولى الى سجن الباستيل الشهير , وهناك وجد هذا الماركيز المجنون بالجنس العنيف الوقت لإعادة سرد ما كان يقوم به عن طريق روايات عديدة امتلأت صفحاتها بالعنف والاباحية والفجور,وهي الروايات التي ما زالت محظورة في غالبية دول العالم لما تحتويه من قصص بشعة تخالف طبيعة البشر السوية.

قيام الثورة الفرنسية وابن العائلة الملكية يتحول الى ثائر ضد الظلم الملكي الى مجنون

في عام 1879 قامت الثورة الفرنسية على النظام الملكي , ومنذ اللحظة الاولى اعلن دي ساد تجرده من كافة القابه الملكية وانضمامه لعامة الشعب الثائر وصار ابرز السجناء الذين يرتفع صوتهم بالهتاف ضد الظلم , وما هي الا فترة قصيرة حتى اقتحم الثوار السجن واطلقوا سراح كل من فيه بما فيهم دي ساد , والذي دخله فاجرا شاذا وخرج منهم ثوريا بإمتياز .

صار دي ساد الثوري العتيد الذي يحضر اجتماعات الثورة ويحرض الثوار , وانتخب نتيجة نشاطه في الجمعية الوطنية الفرنسية وهنا سمح له بطبع بعض رواياته الاباحية, لكن سرعان ما تنبهت قيادة الثورة الى كونه احد اعدائها بإعتباره من عائلة ملكية وكذلك انضمام غالبية افراد اسرته للحركة المنهاضة للثورة , وهو ما ادخله السجن بعد ثلاث سنوات فقط على خروجه منه وحكم عله بالاعدام لكن ذلك الحكم لم ينفذ لحدوث تغييرات جوهرية في نهج الثورة وتخفيف حدة العنف تجاه معارضيها.

خارج السجن صار دي ساد اكثر جنونا واكثر حبا للنساء واللعنف مما حدا بعائلته وللحفاظ على اخر ما تبقى من شرفها ان تعلنه مجنونا وترسله الى احدى المصحات العقلية وقد شارف على الدخول في السبعين من العمر , وهناك ظل يتمتع بنفس الصفات الدنيئة وبنفس الفجور وظل كذلك حتى مات في عام 1814 .

لم يكن دي ساد ذلك الرجل الذي يمكن ان يفتخر به احفاده فغيرت العائلة اسمها لقطع صلتها به ولتنظيف سمعتها مما الحقه بها هذا الماركيز المجنون , وكمكافأة اخيرة له صار اسمه مرتبطا بكل تصرف عنيف شاذ من قبل الرجل تجاه النساء بل ان بعض الكتاب اصبح يستعمل هذا المصطلح للاشارة الى كل انواع السلوك العنيف وهذة المكافأة الشنيعة هي اقل ما يمكن ان يقدم لمثل ذلك المجنون الذي لم يترك خلفه الا بعض الروايات الاباحية التي حول بعضها الى افلام ما تزال ممنوعة من العرض في كثير من الدول.

مصدر الصورة

تسعة مجهول

موقع مجهول بواسطة موقع تسعة يتضمن العديد من الحوادث الغامضة والغريبة والمرعبة والمثيرة للجدل وظواهر غامضة ومخيفة وخارقة وظواهر طبيعية ليس لها تفسير

أضف تعليق

خمسة + خمسة =