تسعة مجهول
فاسيلي كوماروف
الرئيسية » جريمة » فاسيلي كوماروف : السفاح الروسي الذي قتل أكثر من 33 شخصًا!

فاسيلي كوماروف : السفاح الروسي الذي قتل أكثر من 33 شخصًا!

فاسيلي كوماروف سفاح روسي شهير عاش في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقام هذا السفاح بقتل أكثر من ثلاثة وثلاثين شخصًا، جميعهم تم تقطيع جثثهم!

يُعتبر فاسيلي كوماروف أشهر وأول سفاح في تاريخ روسيا القديمة، الاتحاد السوفيتي، فقد ارتكب فاسيلي في سنوات قليلة أكثر من ثلاثين جريمة قتل، أغلبهم من كبار السن، وذلك كما يدعي بدافع الحصول على أموالهم، إلا أن الطريقة المُريعة التي كان يُنفذ فاسيلي جرائمه بها كانت لا توحي بذلك أبدًا، والأكثر رعبًا من ذلك هي الطريقة التي كان يتخلص بها من جثثهم، والتي جعلت اكتشافه أمر في غاية الصعوبة، عمومًا، دعونا في السطور الآتية نتعرف سويًا على القصة الكاملة للسفاح الروسي فاسيلي كوماروف ونعرف كيف كان يُنفذ جرائمه المجنونة.

فاسيلي كوماروف السفاح الذي يقوم بتقطيع ضحاياه!

من هو فاسيلي كوماروف؟

فاسيلي كوماروف ليس الاسم الحقيقي الذي ولد به بطل قصتنا الشرير، فاسمه الحقيقي بيتروف، لكنه غيرّ هذا الاسم لأسبابٍ غريبة كما سنعرف فيما بعد، عمومًا في النهاية هو من مواليد مُقاطعة روسية صغيرة تُسمى فيتيبسك، وذلك تحديدًا في عام 1878، ونحن بالتأكيد نعرف ما كان يحدث في روسيا هذه الأوقات، وما كانت تُعاني منه نتيجة للثورات المُتلاحقة والتي أدت إلى انقسام البلاد إلى نصفين لكل نصف جيش خاص، وهذان الجيشين كانا هما الأحمر والأبيض، والغريب أن فاسيلي قد انضم لكليهما في فترة من الفترات، لكن قبل الجيش، دعونا أولًا نتطرق إلى طفولة فاسيلي الغريبة.

طفولة فاسيلي كوماروف

طفولة فاسيلي كوماروف كانت تقول بوضوح أننا مُقبلين على استقبال سفاح غريب الأطوار بلا شك، فعائلة فاسيلي الفقيرة لم تكن كل شيء في حياته الأولى، وإنما كان الانقسام الأسري والتدني الأخلاقي سببًا في النشأة الغير سوية التي انتهجتها طفولة فاسيلي، فقد كان والده مُدمن خمور شره، كثير الضرب لأولاده وخاصةً فاسيلي، وبالطبع عندما يجد الطفل والده يشرب الخمر فإنه لن يبدأ بالمذاكرة والاهتمام بالتعليم، وإنما سيسلك نفس الطريق الذي تربى عليه ورأى والده ينتهجه، وبالفعل، قبل أن يُكمل فاسيلي عامه السابع عشر كان قد أصبح نسخة طبق الأصل من والده الفاسد.

من سيء إلى أسوأ

على مدار عشر سنوات أخذت حياة فاسيلي كوماروف تتدرج من سيء إلى أسوأ، والبداية كانت عندما أثقل في الشرب إلى الحد الذي جعله يرتكب جريمة قتل أثناء غيابه عن الوعي، ليتم الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في أحد المعسكرات، وفور خروجه ينضم إلى الجيش الأحمر للمساعدة في إخماد الثورات، لكن لا تمضي عدة شهور حتى يُكتشف سرقته لأحد المخازن وعليه يتم تسريحه من الجيش.

الزواج أيضًا كان مأسويًا بالنسبة لفاسيلي، فزوجته لم تعش معه أكثر من ثلاثة أشهر حتى ماتت بمرض السل، ثم يأتي السجن مرة أخرى بسبب اتهامه بسرقة إحدى المحلات التجارية، وعندما يخرج يتم استدعائه من قبل الجيش الأبيض هذه المرة، لكنه يُقرر الفرار وبدء حياة جديدة باسم جديد غير الذي وُلد به، وهو اسم فاسيلي، الذي أصبح فيما بعد علامة مُسجلة للقتل في الاتحاد السوفيتي بأكمله.

فاسيلي كوماروف والقتل

تزوج فاسيلي كوماروف من امرأة تُدعى صوفيا، وكان قد عقد عزمه هذه المرة على معاملة المجتمع بالوحشية التي يستحقها، والتي تعامل هو بها حتى أصبح على تلك الحالة المزرية، باختصار، لقد قرر فاسيلي أن يعيش بالسرقة والقتل.

انتقل فاسيلي للعيش في مكانٍ لا يعرفه أحد به، وهناك، بدأ في تكوين علاقات طيبة مع الجيران، وفي نفس الوقت، كان يسرق الخيول من أماكن نائية ويقوم بوضعها في إسطبل صغير تم لبيته، وبعد ذلك يبيعه ويجني منها ما يُعينه على الطعام والشراب، لكنه مع الوقت شعرّ أن الأمر غير مُجدي، فانتهج نهج القتل دون أدنى تفكير، وقد نفّذ أولى جرائمه في عام 1921، وكان الضحية عجوز مسكين جاء لشراء حصان من إسطبل فاسيلي، لكنه باغته وقام بقتله وتقطيع جثته إلى أشلاء، وضعها في حقيبة جلدية ثم ألقى بها بعد ذلك في بحيرة القرية، ولم يشعر المجنون بنفسه إلا وهو يقتل أكثر من ثلاثين شخصًا وكأنهم خِراف أو خيول من التي كان يسرقها.

رجل الدين القاتل

كان فاسيلي كوماروف غريبًا إلى الحد الذي يجعله يقتل ضحيته ويُقطعها إلى أشلاء ويتخلص منها ثم يعود للصلاة لها والاستغفار لذنبه، ولا يحل الصباح إلا ويكون عاقدًا العزم على إضافة ضحية جديدة إلى قائمة الضحايا التي أخذت تزداد شيئًا فشيء، كان الأمر غريبًا بحق، نفس غرابة زوجته التي كانت تُساعده في القتل مُعتقدةً بذلك أنها تُساعد زوجها في عمله مثلما تفعل كل الزوجات، لكن الأغرب من كل ذلك هو توسع فاسيلي في القتل وزيادة عادة ضحاياه دون انتباه أحد إليه أو وضعه في قائمة الاتهام، لكن كان لابد من مجيء يوم السقوط بالتأكيد.

بداية السقوط

كثُرت الحقائب السوداء في بحيرة القرية، فقد كانت الحقائب مع كثرتها وتشابهها تُثير حفيظة البعض، حتى جاء اليوم الذي تم فيه إحدى هذه الحقائب ليُكتشف ما ظل غائبًا عن روسيًا بأكملها مدة عامين، ثمة سفاح يعيش بالقرب من هنا وليس هناك شيء الآن سوى البحث في البيوت المجاورة، وأولهم الجار الجديد فاسيلي كوماروف.

بداية سقوط فاسيلي كوماروف كانت بعد كثرة المشاهدات للضحايا للمرة أخيرة في بيته، فقد ادعت امرأة أن شقيقها الذي اختفى قبل أيام تمت مشاهدته آخر مرة داخل بيت فاسيلي، فما كان من السفاح المجنون عندما سمع بهذه الأنباء إلا أن أقدم على قتل هذه المرأة وقتل المعلومات التي تمتلكها معها، بل إن جثتها قد افتتحت مكانًا جديدًا للجثث، وهو حديقة البيت، حيث لم يعد من المنطقي التخلّص منها في البحيرة بعد توتر الأمر واكتشاف ما فيها.

سقوط فاسيلي كوماروف

كان فاسيلي كوماروف يظن أنه بقتل تلك المرأة سوف يُغلق كل أبواب الشك فيه، لكنه بفعلته أدى إلى حدوث النقيض تمامًا، حيث جاء اختفاء المرأة التي شكت في فاسيلي، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ووجهت أصابع الجميع نحو الجار الجديد، فاسيلي كوماروف.

في إحدى ليالي مارس القابع في عام 1922 اقتحمت الشرطة منزل فاسيلي كوماروف وبدأت البحث عن أي شيء يُفيد في قضايا القتلة الأخيرة، وقد كان واضحًا جدًا أن فاسيلي قد تملّكه الخوف، لكن الخوف بدأ يتلاشى عندما همت الشرطة بالانصراف لعدم وجود أي شيء، إلا أن القدر كان قد كتب نهاية فاسيلي في هذه الليلة، فقد تشمم أحد الضباط رائحة كريهة تنبعث من الحديقة، ليتم تفتيش الحديقة وتُكتشف الجثث الموجودة فيها، ويسقط فاسيلي كوماروف.

إعدام فاسيلي كوماروف

مع العثور على الجثث بحديقة منزل فاسيلي كوماروف واعترافه بكافة جرائمه لم تعد هناك حاجة إلى التكهن بحكم المحكمة، فقد كان الأمر واضحًا كالشمس، لكن انتظار تأكيد حكم الإعدام دام عدة أشهر، بعدهم، وفي الثامن عشر من يوليو تحديدًا، تم إعدام فاسيلي كوماروف رميًا بالرصاص، لتنتهي بذلك قصة أشهر وأول سفاح في روسيا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرين − واحد =