تسعة مجهول
ريتشارد راميريز
الرئيسية » جريمة » ريتشارد راميريز : سفاح عشقته النساء فقتل عشرين منهن!

ريتشارد راميريز : سفاح عشقته النساء فقتل عشرين منهن!

ريتشارد راميريز سفاح أمريكي من مواليد عام 1960، تعرض لطفولة عصيبة مما أدى إلى إدمانه القتل، حيث وصل عدد جرائمه إلى عشرين جريمة قتل و حالت اغتصاب.

حظيت قصة السفاح الأمريكي ريتشارد راميريز بشهرة واسعة في النصف الثاني من القرن المُنصرم، فقد جاءت لتُثبت أن المجتمع الأمريكي لا يزال قادرًا على إفراز المزيد من المجانين، وذلك بعد أن ظن البعض أن هذه الأمور قد توقفت مع نهاية النصف الأول من القرن، عمومًا، كانت قصة ريتشارد أكبر دليل على أن الإنسان مجرد إناء ينضح بما عاناه في طفولته، وأن الأهالي، بشكل أو بآخر، يتحملون جزء من الجرائم التي اقترفها ذويهم، وهذا ما سوف تتأكدون منه عندما نسترجع سوية قصة هذا الرجل ونعرف كيف بدأ الأمر معه وكيف انتهى على ما انتهى عليه.

لماذا تحب النساء ريتشارد راميريز وهو في الأصل سفاح؟!

من هو ريتشارد راميريز؟

ولد ريتشارد راميريز في التاسع والعشرين من فبراير القابع في عام 1960، وذلك في مدينة باسو الموجودة في ولاية تكساس، وقبل أن نتحدث عن أي شيء دعونا أولًا نُذكركم بما يعنيه ميلاد شخص في اليوم التاسع والعشرين من شهر فبراير، ذلك اليوم الذي لا يحدث إلا مرة واحدة كل أربع سنوات، ببساطة، كان ريتشارد طفلًا فريدًا.

عائلة راميريز لم تكن محظوظة به، فقد شكل عبء كبير عليهم إضافةً إلى أقرانه الخمسة، والذين كانوا جميعًا مدعاة للفقر والجوع، بالرغم من أن الوالد في الأساس كان يعمل شرطيًا بموطنه الأصلي، المكسيك، كما أن والدته كانت طبيبة بارعة، لكن، كل ذلك لم يُجدي عند الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يكن هناك وجود لشيء سوى الفقر.

طفولة ريتشارد راميريز

طفولة ريتشارد راميريز في البداية كانت هادئة، مثله مثل أي طفل طبيعي عادي، لكن الأمور لم تكن لتستمر مع كل هذا الفقر الذي تُعاني من عائلته، ولأنكم تعرفون أن السفاحون لابد وأن يتعرضوا إلى طفولة غير عادية في مرحلة ما، فقد كان على راميريز أن يمر بهذا الأمر عاجلًا أو آجلًا، والحقيقة أنه بدأ في عمر الثانية، حيث سقط الأرض فُشجت رأسه وقت تعلمه المشي، ثم لم يمضي عامين غيرهم حتى تعرض لنفس الأمر، مما أدى إلى إحداث الكثير من الخلل في رأسه، ليُصبح بعدها طفل حاد المزاج سريع الغضب.

رفيق سوء

كان ريتشارد راميريز على ما يبدو محظوظًا بقرابة أشخاص كثيرين يتفاوتون من سيء إلى أسوأ، وأولهم ابن عمه، ذلك الجندي الأمريكي الذي كان ضمن صفوف الجيش في فيتنام، حيث كان ساديًا لدرجة لا يُمكن تخيلها سوى من شخص سادي مثله، فكان يغتصب النساء الفيتناميات ثم يقوم بقطع رؤوسهن والتقاط الصور التذكارية معهن للتباهي بهذا الأمر، وبالطبع عندما يعود في الاجازات كان يأخذ ابن عمه الصغير ريتشارد ويقص عليه بطولاته تلك، ولابد أنه قد علمه بعض أساليب القتل، ولابد أيضًا أنه قد جنى قدر كبير من الاستفادة فيما بعد بسبب هذه النصائح.

رفيق سوء آخر

الرفيق السوء الثاني لبطل قصتنا ريتشارد راميريز، والذي ساهم كثيرًا في تشكيل شخصيته، هو زوج شقيقته الكبرى، والذي انتقل ريتشارد للعيش معه فترة من الوقت، وهناك، تعلم ما كان يحتاجه ليكون فيما بعد قاتلًا مُتسلسلًا بامتياز.

كان زوجة شقيقة ريتشارد في الصباح مُدرسًا بأحد المدارس، وفي المساء مُتعقب ليلي يقوم باقتحام خصوصيات الناس ومعرفة أسرارهم ورؤيتهم في أوضاع حرجة، وبالطبع كان يأخذ الطفل ريتشارد معه أثناء عمله الليلي، حتى صار ريتشارد هو الآخر مُتعقب ليلي بامتياز، لكنه كان يختلف عن زوج شقيقته في كونه يتلصص النظر ويسرق من البيوت التي يقتحمها في نفس الوقت، واستمرا على ذلك الحال حتى تم القبض عليهما وسجنهما أربع سنوات.

ريتشارد راميريز والسجن

كان السجن هو الضربة التي أطاحت بظهر البعير بعيدًا جدًا، فعندما خرج ريتشارد كان عمره خمسة عشر عامًا، وكان والديه قد توفيا، ولم يعد له مأوى يأوي إليه، لذلك عكف على النوم في مقبرة صغيرة تجاور قبر والديه، ثم بدأ بعد ذلك في إدمان المخدرات والإكثار من السرقة، حتى جاء الوقت الذي تأكد فيه أن هذه الأمور التي يفعلها ليست صحيحة بالمرة، وأنه لابد أن يفعل شيئًا جديدًا مُختلفًا يُغير من مسار حياته، شيء جديد كالقتل مثلًا!

ما قبل السفاح

قبل أن يُصبح ريتشارد راميريز سفاحًا كان ينتظر رسالة من طرازٍ خاص، رسالة يجد فيها ما يُبرر له ما سيقوم به من جرائم وأفعال شنيعة، وللغرابة، فقد ادعى ريتشارد أن هذه الرسالة قد جاءته، وأنه كانت من لدن الشيطان!

يُقال إن ريتشارد راميريز كان يعبد الشيطان وليس الله، وقد كان يُبرر ذلك دائمًا بقوله أن من يستحق العبادة هو من سُيُكافئه على أخطائه وليس من يُعاقبه عليها، وقد قيل كذلك أن ريتشارد منذ صغره كان يهرب من الحصص وينزوي في مكان ما، ثم يجلس ويقرأ عن الشيطان، لذلك تربى على حبه وطاعته، عمومًا، لا أحد يعرف متى بدأ ريتشارد ممارسة القتل بالضبط، لكن ما يعرفه الجميع أنه عندما بدأ ممارسة هذا الأمر أصبح آية وقدوة فيه.

بداية القتل

بدأ ريتشارد راميريز القتل في وقتٍ مجهول من حياته، لكن الضحية الأولى كانت معروفة، حيث كانت سيدة تقترب من الثمانين عام، دخل ريتشارد بيتها من أجل السرقة، لكنه اكتشف أنها قد شاهدته، وأنها من المُحتمل أن تُبلغ الشرطة عنه، لذلك قام بقتلها والتخلص من جثتها بدفنها داخل حديقة بيتها، وعندما رأى أن الأمر بسيط، وأنه أأمن بالنسبة له، قام بتطبيقه في كل جرائمه، فكان يدخل البيت بدافع السرقة والقتل معًا، وفي الحقيقة لم يكن يمضي شهر حتى يقوم بعملية سرقة جديدة، وبالتبعية، عملية قتل جديدة أيضًا، ولكم أن تتخيلوا كيف تزايدت أعداد ضحاياه بصورة كبيرة، وكيف أصبح أكثر رجل مطلوب للعدالة في البلاد.

سقوط ريتشارد راميريز

في فترة ما، بدأ الأمر ينفرط من يد ريتشارد راميريز، فكان يذهب لتنفيذ جرائمه ثم يعود دون فعل ذلك بسبب هروب الضحية، الأكثر سوءًا أن الذين تمكنوا من النجاة تمكنوا كذلك من التعرّف على أوصافه، لذلك كان من السهل جدًا تجميع تلك الأوصاف وتكوين صورة أقرب إلى صورة ريتشارد راميريز الحقيقية، ثم بعد ذلك تم نشر الصورة على نطاق واسع ورصد مكافأة كبيرة لم يُرشد على الشخص المتواجد في الصورة، وما هي إلا أيام قليلة حتى أصبح ريتشارد في قبضة العدالة وامتثل إلى المحاكمة على كل هذه الجرائم التي ارتكبها.

محاكمة ريتشارد راميريز

بدأت محاكمة ريتشارد راميريز عام 1988، والواقع أنها كانت أطول محاكمة في تاريخ أمريكا، حيث استمرت ثلاث سنوات، بعدها حصل ريتشارد على حكم إعدام لم يتم تنفيذه حتى موعد موته الطبيعي الذي جاء في عام 2013، لكن الملفت في الأمر أنه خلال فترة هذا السفاح في السجن كان يحصل على رسائل إعجاب وهيام من النساء، ولا يعرف أحد أسباب هذا الإعجاب أو الشيء المُثير للنساء في سفاح كهذا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

1 تعليق

سبعة عشر − عشرة =

  • الإنسان مجرد إناء ينضح بما عاناه في طفولته، وأن الأهالي، بشكل أو بآخر، يتحملون جزء من الجرائم التي اقترفها ذويهم،