تسعة مجهول
ريد جواي
الرئيسية » جريمة » ريد جواي : سفاح تخصص في سلب حياة العاهرات فقط!

ريد جواي : سفاح تخصص في سلب حياة العاهرات فقط!

ريد جواي سفاح أمريكي عاش في النصف الثاني من القرن المنصرم وارتكب ثلاثين جريمة قتل، كلهن بحق النساء اللاتي يعملن بالدعارة، وكان يظن أنه يقوم بتطهير المجتمع!

تعتبر قصة سفاح النهر الأخضر ريد جواي واحدة من القصص الغريبة في كل شيء، بداية من الأسباب التي دفعت القاتل المجنون إلى ارتكاب سبعة وعشرين جريمة، مرورًا بالطريقة التي كان يقوم بها نفس المجنون بالتخلص من ضحاياه، وانتهاءً بالطريقة التي سقط بها في قبضة الشرطة، والتي تأخرت عشرة أعوام كاملة، حدث خلالها الكثير من الأمور، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتناول سويًا قصة هذا السفاح المجنون ونعرف كل شيء يتعلق بحياته الشخصية والإجرامية، والأهم من كل ذلك هي النهاية التي حظي بها وهل كانت راضية وشافية لذوي الضحايا أم لا.

لماذا يقتل ريد جواي العاملات بالدعارة فقط؟!

من هو ريد جواي؟

ريد جواي، أو كما يُعرف بسفاح النهر الأخضر، من مواليد مدينة سيتاك الواقعة ضمن أحد مقاطعات الولايات المتحدة الأمريكية، مقاطعة كينج بسياتل وكما نعرف، أي جنون أو أفعال وحشية مثل هذه يكون موطنها بلا شك هو تلك البلاد الحديثة على العالم، والتي كانت سببًا في إزعاجه إلى حدٍ كبير.

وُلد ريد جواي لأم فقط، فقد خرج ولم يجد أبيه، ولم يبحث عنه من الأساس، حيث يقال إن والدته كانت مومس تواعد الرجال، وفي إحدى المرات حملت بريد جوي ولم تستطع التخلص منه، لذلك عندما قامت بوضعه عاملته معاملة سيئة جدًا في طفولته، كانت سببًا كبيرًا فيما آل إليه بعد ذلك وأنتج لنا سفاح النهر الأخضر.

طفولة سفاح النهر الأخضر

كان سفاح النهر ريد جواي طفلًا مثل كل الأطفال، لكنه لم يلق أبدًا المعاملة التي حظي به بقية الأطفال، فالعيش مع الأم فقط كان بمثابة كابوس بالنسبة له، فقد كانت كما ذكرنا مجرد مومس، تقضي الليل كله في أحضان الرجال، أما النهار فلم تُفكر أبدًا في أن تقضيه في حضن طفله الوحيد، بل كانت تُكرر أمامه أكثر من مرة أنها تكرهه، وأنه يُمثل خطئًا فادحًا ارتكبته وتندم عليه، حتى أنها لم تهتم بتعليمه وتركته يحظى بطفولة بائسة بامتياز، تلك الطفولة التي انتهت بالتحاقه بالبحرية الأمريكية، حيث كان يظن أن الأمور ستختلف، وأنه سوف يلقى حياة جيدة هناك، لكن هذا لم يحدث، وإنما استمر مُسلسل الإخفاقات وتعرض هناك لعملية اضطهاد وكره، جعلته غير قادر على مسايرة حياة الجيش، إضافةً إلى أنه قام بعملية سرقة للمعدات في منتصف المدة، ليتم تسريحه نهائيًا من الجيش بسمعة سيئة.

ريد جواي والزوج

مرة أخرى ظن ريد جواي أن الحياة ستختلف، وذلك عندما سقط في حب أحد الفتيات وتزوج بها، كان يُمني نفسه بحياة زاهرة تمتلئ بالأولاد والسعادة، لكن ما حدث أنه قد عاد ذات ليلة فوجد زوجته على فراشه مع رجل غيره، الأدهى أنها تبجحت بذلك وبررته بأنها لم تجد فيه الزوج الذي تتمناه.

كان الأمر كفيلًا بتدمير حياة ريد جواي للأبد، فقد تضاعف كره النساء إليه، وكان يستند في هذا الكره على نموذجين، هما والدته وزوجته، لذلك قرر اللجوء للكنيسة والتمسك بالدين حتى إشعار آخر، وقد كان هذا الإشعار الآخر هو العزم على التخلص من ك المومسات الموجودات، ببساطة شديدة، في الثمانينيات، بدأ ريد جواي رحلته في أن يُصبح سفاح النهر الأخضر، تلك الرحلة التي استمرت لأكثر من عشرين عام.

سفاح النهر الأخضر

في مارس القابع في عام 1983 عثرت الشرطة على جثة فتاة في عمق النهر الأخضر، وبعد الكشف عن هوية الجثة اكتُشف أنها تابعة لفتاة تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا وتعمل كمومس، بعدها بثلاثة أشهر تم العثور على فتاة أخرى بمواصفات مُختلفة، لكنها كانت أيضًا تعمل كمومس، ثم توالت الضحية واحدة تلو الأخرى خلال ثلاث سنوات، لا يمضي شهر تقريبًا إلا وتعثر الشرطة على جثة مومس جديدة في النهر الأخضر، حتى وصل عدد الضحايا إلى سبعة وعشرين، كل ذلك والشرطة عاجزة عن القبض على هذا السفاح، كل ذلك والشرطة لا تعرف ما الذي حدث، لا تعرف أن ريد جواي، سفاح النهر الأخضر، قد ظهر.

اتهام بريء

من خلال أسلوب القتل أدركت الشرطة أنها أمام قاتل، يتصيد المومسات، وله شبه جنائية على الأقل، ويعيش بأحد شوارع الدعارة بمقاطعة بسياتل، لذلك تم توجيه الاتهام إلى شخص بريء يُدعى فوستر.

كان فوستر يمتلك شبه جنائية بالفعل، وكان كذلك كثير التردد على شوارع المومسات، وأيضًا أقدم على محاولة اغتصاب، لكنه بالرغم من كل ذلك لم يكن على علاقة بما حدث لضحايا النهر الأخضر، لكنه لحظه السيئ عندما عُرض على جهاز كشف الكذب اتضح أنه يكذب، لذلك تحفظت الشرطة عليه، ثم بعد ذلك، ومع ضغط الإعلام وعدم وجود أدلة، تم الإفراج عن فوستر، وبدأ البحث من جديد عن القاتل الحقيقي، لم يكن هناك أحد يعرف بعد أنه ريد جواي.

الشك في ريد جواي

تشككت إحدى السيدات أنها قد رأت واحدة من الضحايا وهي تسير للمرة الأخيرة مع شخص يعمل في أحد المصانع ويُسمى ريد جواي، وبسؤال الشرطة عنه عرفت أنه شخص مُسالم ومعروف بطبيعته الهادئة، كما أنه لا يمتلك أي سابقة جنائية، لذلك قامت الشرطة باستبعاده من الصورة، لكن بلاغات الشك المتكررة فيه جعلت الشرطة تستدعيه للتحقيق، كما قامت بتمريره على جهاز كشف الكذب، والذي أظهر صدق ريد جواي، وذلك لأنه ببساطة كان هادئًا لدرجة عدم قدرة الجهاز على كشفه، في النهاية أخذت الشرطة عينة من حمضه وطابقتها بالعينة التي وجدت بالقرب من أحد الجثث، والتي كانت جنبًا إلى جنب مع شعرة، لكن التأخر في هذه التقنية جعل النتيجة تظهر وكأنها سلبية، بيد أنه، وللغرابة الشديدة، بعد أكثر من عشر سنوات، وتحديدًا في عام 2001، أظهرت نتيجة المختبر التي أُعيدت تطابق الحمض النووي التابع لريد جواي مع الموجود في مسرح الجريمة، ببساطة، لقد سقط سفاح النهر الأخضر.

سقوط سفاح النهر الأخضر

في البداية حاول ريد جواي التنصل من هذه النتيجة، لكن مع الضغط لم يجد بدًا من الاعتراف، وقد اعترف خلال التحقيقات التي تم تصويرها للتوثيق بأنه قد أقدم على قتل أكثر من سبعة وعشرين امرأة، جميعهن من المومسات، وأن أسبابه في ذلك هي تخليص العالم من الداعرات الخائنات، كما أظهر رضاه المطلق عن كل ما فعل، وأنه لو عاد به الزمن فسوف يُكرر ذلك، على كلٍ، جاء الحكم في النهاية غير عادل بالمرة، حيث تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وما زال حتى الآن يقبع في سجن مجهول.

سفاح النهر الأخضر في السينما

لم تفوت السينما قصة سفاح النهر الأخضر ريد جواي، حيث تم إنتاج فيلم يحمل نفس الاسم عام 2009، وقد التزم الفيلم بالقصة الحقيقية إلى حدٍ كبير مع إضافة بعض الأمور الدرامية، ويُقال إن ريد جواي الحقيقي قد شاهد الفيلم وأُعجب به.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرين + سبعة عشر =