تسعة مجهول
جون وايان جاسي
الرئيسية » جريمة » جون وايان جاسي : مهرج في الصباح لكن سفاح في المساء!

جون وايان جاسي : مهرج في الصباح لكن سفاح في المساء!

جون وايان جاسي سفاح أمريكي من مواليد ولاية إلينوي، كان يعمل مُهرج مسئول عن إدخال السعادة في قلوب الأطفال، وبعدها فقد كان يتحول إلى سفاح قاتل للأطفال!

حظيت قصة المهرج الشيطان جون وايان جاسي بشهرة كبيرة في تسعينيات القرن المنصرم، حيث شهدت تلك الفترة بروز ذلك المهرج المجنون الذي كان يعيش على الأرجح بشخصيتين، الأولى تظهر في الصباح ومهمته إدخال البهجة والسعادة على قلوب الأطفال، والثانية تظهر الأطفال ومهمتها قتل هؤلاء الأطفال، الغريب أن جون لم يكن يمتلك سببًا مقنعًا لذلك، والأغرب أنها لم تكن جريمة قتل عابرة، وإنما كانت مجموعة جرائم تتجاوز العشرين جريمة، عمومًا، دعونا نأخذ الأمر من النِصاب الصحيح ونبدأ بسرد حياة جون من البداية مرورًا بعمله الصباحي والمسائي وانتهاءً بإعدامه الذي انتظره الملايين.

جون وايان جاسي المهرج الذي يقتل الأطفال!

من هو جون وايان جاسي؟

وُلد جون وايان جاسي في السابع عشر من مارس القابع في عام 1947، وذلك في ولاية إلينوي الواقعة ضمن حدود الولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا في هذا الوقت كما نعرف كانت قد تخلصت من هتلر والنازية وأصبحت مُستعدة لاعتلاء العالم ومزاحمة الاتحاد السوفيتي، لكن كل ذلك لم يكن يشغل جون وعائلته، إنما شُغلوا فقط بالفقر.

كان الفقر يُسيطر على عائلة جون، بالرغم من أنه كان وحيد والديه إلا أنه لم يتمكن من الحصول على فرصة تعليم جيد، والتعليم كما نعرف هو الشيء الذي يُجبر الآخرين على احترامك، لكن جون استغنى عن ذلك بشيء آخر.

طبيعة جون وايان جاسي

كانت طبيعة جون وايان جاسي رائعة بحق، فقد كان دمث الخُلق وطيب القلب، يُصادق الأخيار ويبتعد عن الأشرار ويعشق مُساعدة الغير، كان رجلًا مثاليًا بكل تعنيه الكلمة من معان، وكان كذلك دائم الابتسام.

طبيعة جون الطيبة لم تشفع له عند العمل أو الزواج، فقد كان كما ذكرنا غير مُتعلم، إضافةً إلى طيبته التي تقترب من السذاجة جعلت جميع الفتيات ينفرن منه، فلم تقبل به إحداهن للزواج، كذلك أرباب العمل كانوا يرون طيبته وحسن خلقه ضعفًا، لذلك لم يقم أحد بتعيينه للعمل معه، لم يكن لديه أي تقريبًا، اللهم إلا تلك الابتسامة المفرطة، والتي كانت للغرابة سببًا في حصوله على فرصة عمل.

عمل بسبب الابتسامة

أخيرًا حصل جون وايان جاسي على عمل، وللغرابة كان هذا العمل مُتماشيًا جدًا مع الصفات التي يمتلكها، فقد كان ذلك العمل يتطلب رجل طيب بابتسامة جميلة، وقد كانت هذه المُتطلبات متوفرة في جون، لذلك حصل على عمل كمُهرج.

استأجرت إحدى المُستشفيات جون للعمل لديها كمُهرج، كان يطلي وجهه بالألوان ثم يرتدي ملابس المُهرج ويدخل إلى قسم الأطفال بالمستشفى ويقوم بتأدية الحركات البهلوانية وإدخال السعادة في قلوبهم، كان ناجحًا جدًا في ذلك، حتى أن الأطفال قد تعلقوا به وتعلق هو بهم، ولابد أنكم الآن تعتقدون بعد قراءة كل هذا أننا نتحدث عن شخص آخر بخلاف بطل المقال السفاح، لكن الحقيقة أن دور الذي لعبه السفاح داخل جون بدأ بعد كل ذلك وبلا أي مُقدمات، فقد فجأة وجد الرجل نفسه يُخطط لقتل أحد الأطفال، لماذا؟ هذا سؤال لم يستطع أحد إيجاد إجابته.

الانقلاب العجيب

مرت حياة جون وايان جاسي بانقلاب عجيب لا يُمكن تصديقه، ففي أحد ليالي عام 1988 عاد جون وايان من عمله كمهرج بالمستشفى، محى الألوان ثم بدل الملابس وعاد إلى المستشفى مرة أخرى، كانت الساعة تقترب من الثالثة فجرًا، ولم يكن هناك وجود لأحد يُمكن أن يراه، حتى هو نفسه، لم يدرك ما يحدث، فقد ذهب إلى قسم الأطفال ثم أحدهم بعد أن أطبق على أنفاسه وعاد إلى بيته وبدأ باستخدام السكين لأول مرة في شيء لا يتعلق بالطهي، ثم أخذ يتفنن في تقطيع الطفل إلى أجزاء صغيرة، ريثما انتهى دفن الجثة أسفل البيت ثم عاد إلى النوم وكأن شيئًا لم يحدث، وفي الصباح، كعادته، ارتدى زي المهرج وأصبغ وجه بالألوان ثم ذهب إلى عمله بالمستشفى، وكم بدا مُستاءً جدًا عندما أخبروه بأن طفل ما قد اختفى ليلة أمس ولا يعرف أحد ما حدث له بالضبط.

جنون في جنون

بدأ جون وايان جاسي يبحث عن الطفل المُختفي وكأنه لا يذكر ما حدث بالفعل، بدا كالمجنون، يبذل قصارى جهده كي يعثر على الشيء الذي بدأ يتعفن في بيته، وكان من سابع المستحيلات أن يتشكك أحد في ذلك المهرج الطيب.

أخذ جون يكرر فعلته مرة على الأقل كل شهر، وكأنه كان يُصاب بمس من الشيطان مثلًا في هذا الوقت، وكانت إدارة المستشفى والشرطة عاجزين عن معرفة أسباب اختفاء الأطفال، كانوا قلقين بالفعل، وكان جون يُشاطرهم هذا القلق، بينما كان بيته يعج بجثث وأعضاء الأطفال، واستمر الأمر على هذا المنوال مدة ست سنوات كاملة، حتى بلغ عدد الضحايا إلى سبعٍ وعشرين ضحية، جميعهم من الأطفال المرضي الذين من المفترض أن يُشرف جون على إدخال البسمة لقلوبهم.

الضحية تتمكن من الهرب

كان الأمر مأسويًا فعلًا، فقد تمادى جون وايان جاسي إلى الحد الذي جعله ينشر الذعر في البلاد، بينما لا يستطيع أحد إلقاء القبض عليه أو حتى تخمين هويته، لكن، كان لابد من السقوط الحتمي.

جاء سقوط جون بسبب خطأ في التقدير، ففي أحد المرات ذهب إلى المستشفى ليلًا لجلب ضحية جديدة، لكنه لحظه السيئ تخير ضحية كبيرة بعض الشيء، خمسة عشر عامًا تقريبًا، لذلك استطاعت المقاومة والهرب، ومع خروجها من عتبة البيت انهارت امبراطورية جون وايان جاسي للأبد، وتم إلقاء القبض على المهرج الشيطان.

محاكمة المهرج الشيطان

كانت محاكمة جون وايان جاسي التي جاءت في عام 1994 تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة من معان، فقد أراد الجميع الحضور ومشاهدة هذا الرجل الذي تحول تحولًا غريبًا دون أي سبب مقنع، البعض بالطبع حاول التبرير وقال أنه كان يُعاني من مرض الانفصام، وعليه فهو لا يعرف أي شيء مما حدث وغير مسئول عنه، وهو أمر في الحقيقة كفيل بإبعاد عقوبة الإعدام عنه، البعض الآخر قال أن طفولته والحرمان الذي عاناه فيها كانا سببًا في كل ما حدث له، عمومًا، لم يتمكن أحد من الجذم بأي شيء، وانتظروا جميعًا حكم المحكمة، والتي كما ذكرنا شهدت تغطية إعلامية وزخمًا أكثر من أي شيء آخر، في مايو القابع في عام 1994 جاء الحكم.

نهاية جون وايان جاسي

كانت نهاية المهرج الشيطان جون وايان جاسي متوقعة من قِبل الجميع، خاصةً مع استبعاد المحكمة بعض الآراء حول إصابته بمرض الانفصام، الشيء الوحيد الذي كان موثوقٌ فيه أنه كان يقتل وهو في كامل وعيه، أما عن الأسباب فلم يعرفها أحدًا، على كلٍ، كان الحكم هو الإعدام، وقد تم تنفيذه بسرية تامة في العاشر من مايو عام 1994، حيث شهدت تلك الليلة رحيل المهرج الشيطان جون وايان جاسي، ذلك السفاح الذي حيرّ الجميع.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

3 × 4 =